خمسُ دقائقَ تكفي
لأن أرتّب شرشفَ الوقتِ
كي تغطيني غيمةٌ ناعسة
لأن أسلمَ على أمّي

التي أثقلَت قلبَها سنواتُها السبعون
خمسُ دقائقَ تكفي
لأن أرى كلّ لون ٍواضحًا أكثر
لأن أغسلَ قلبي بماءِ الذكريات

خمسُ دقائقَ لا أكثر

صليت  فجر هذا  الخميس
تدثُّرت  بوشاء هذا الانبلاج
أأنا في القبر ..أم القبر يسكن لظى هذا القلب المترع..؟
سأعزف على قيثارة  خرساء  تلد سمفونية ارفيوس  اللعين ؟؟
سميني القصيدة، علّي أصير حفنة حنطهْ
..أو خبز فقراء الدرب
كما البخيل..
سميني الرسالة ، علي أكنس وريقات ساحة الميدانْ
..أو عربة  بائع
كما البوعزيزي..
سميني الجريدة ،علّي اتلو  بياناتْ

الخوف:
الخوفُ ما الخوف؟
عاهرةٌ بريئة
تدافع عن سرّها
بمكياج الرذيلة
الخوف ما ا ل خ و ف؟
غزال شاردٌ
يدفن قلبه
بقرْن التردّد وخدَر الفضيلة

صورة:

الركودُ ماخرٌ في قاعهِ
بفورةِ النفيسِ والأنفس.
كالصُّبار لا يهزّهُ عطش،
ظل َّالشارعُ طازجا
مقلوبَ الشفاه ..ضامرَ الحدس
لا ينضحُ نفائسَ معناه.

يومَ أرتَعبَ النهرُ
توارى سربُ الطواحين.. حافلاً بالطافيات
..خلفَ أناتهِ العاشقة
للجُرف حناءُ أبخرتِهِ

اعتدت غيابكَ
كفراشةٍ اعتادت النوم على كتف بركانٍ ثائر
كنخلةٍ اعتادت توافدَ الثلج على سعفها
كشمس اعتادت حضور الشتاء 
وكطفلةٍ اعتادت اليُتْم..!!
****
اعتدتُ غيابك
بكل الحنين المحشو في قسوته
بكل الذكريات المختبئة خلف أزقته
وبالرحيل الذي كان أسرع من ومضة برقِ
في ليلة مطرٍ حاقد

أنت الأصل وكل النساء فروع
قد تختلف أجسادهن أوطانا شتى
وأشكالا في كل الربوع
ويبقى المحيا محياك
والوجه صورة كل الجموع.
أمًرَكِ إمارة العاشقين إطلاقا
من بات حزينا، شريدا، تائها بين الضلوع.
إمارة سادها الرضى وعمها الخضوع
سلمت مفاتيح الفؤاد عن طيبة خاطر
واستسلمت لمنتهى درجات الخضوع
زادُها الجوى العذب حلو أريجها

السماء
تمتد مثل
كف بلا أصابع
ومَبسمُكِ
يمطر غماما
من ثلج
أراقب الصباح
لعلني أجد
بقايا ليل
نام في عينيكِ
هبيني

أمُرُّ بِحَانٍ "بسَانِ مِشَالْ"
فَأدخُلُ أشرَبُ حَتَّى أُشالْ
و أبلُغَ مبلغَ تلكَ الغُيومْ
و أُرْفَعَ في الأرضِ مثلَ الجِبالْ


أيا صاحِبِي أَدِرِ الكَأسَ فينَا
فقد كانتِ الكأسُ خِلاّ أمينَا
أدِرْها صديقي و لا تبخَلَنَّ
أدرها لتمحُوَ جرحًا دفينَا

حملها في ذاكرته نبيذا و اشتهاء و سؤالا،
أسكنها الجزء الخفي من القلب،
و مضى يلعن زمنه،
الذي يسلبه كل الاشياء التي تعطي لوجوده معنى.
ستظل في سيرته المريرة نورا لمع ذات مساء حزين،
فأغواه باحتراف السفر،
ستظل لقاء لم يكتمل،
حلما ككل أحلامه المتعذرة.
حملت انبهاره و مضت،
تركته في جحيم الانشطار،
لم يعد يعرف أعليه أن يخنق أنفاسه

إلى صديقي الشاعر القاص و الروائي حميد العقابي
لك عصارة الليل
و الصرخة المثمولة
تعربد في أوصال الشوارع الثكلى
لحلم يحتفل خلف مقلتيك الملتهبتين
أكنت تقرأ في سفر الأولين
كي تخطو بنعليك المضمخين بالنشيد
خلف الريح المقدسة
أيها المشاكس لقدرك
كللت من الفيافي التي راهنت على تدمير الجنون
في الشروق الأول لبحرك المرجاني

تحملني شهوة
لعينيكِ
يمنحني ظلكِ
مسافات الجنوب
أسافر في شقوق
الماء المنحدر من حيرة الخدود
امنتانوت…
جسد يتدثر
بريح الصباح
بأوراق تغطي
عري الغرباء

كفكرة عابرة......
تبتا غني رعشة الغياب
تلوح هالة الأين من أصقاع الياسمين
أبرح أبراج اليقين....أنثر براعم العشق في كل الساحات....
لك يا مدينتي ما في الصبح من صفاء الندى
من أسوارك يفوح زمن البهاء عبقا
ومن مآذنك تتلألأ أيقونة التاريخ شفقا....
سحرا في دجاك يسلب ألباب الخاشعين
...........................
مكناس يا أنشودة العاشقين الأشاوس

-1-
جرح ملون
يتمدد برفق
على سرير اللوحة
يتأمل حائرا
باب الخجل
نافذة الجسد
يرسم بقايا الجرح
-2-
جرح ملون،
يتمدد على سرير

جلست وحيدا أتأملني  وأنا أخترق جدار الصمت
كان المكان فارغا إلا من رعشة عرضية 
وبقايا كلام تركه مثرثرون فوق طاولة منسية
ولوحة لبيكاسو
فتيات أفنيون
معلقة
مصلوبة
كأنها فقدت جزءا من اللون الفاقع
كأنها فقدت لمسة النحت
في لحظة جنون

أي الدروب أسلك
لأعيش في حضنك ؟؟
أي المتاريس أحصد
كي أفوز بحضرتك .   
من أي النصوص أختصر ملمسك
و أحطم على باب المعنى ألغامك.
أنا الموبوء من بعدك
أفترش الذكرى
و أغفو على حلم يمتصني
و يزرعني على أعتاب قلبك.
لو كان الأمر بيدي

قديماً ..
قدَّمَتْ فتنتها
للصبية الصغارِ
للصوصِ ..
لعابرِ الســبيلِ ..
واليومَ ..
لا أحــدْ ..
لا أحـــدْ ..
فقطْ ..
بعضُ ذكرى ..
وصمتٌ طـويلْ !

’’هل آمل أن أتكلم كما لو أني أنت؟
هل آمل أن تستمع إليّ كما لو أنك تتكلم لوحدك؟’’
شربل داغر

يا شمس قلبي
ظلالك تضنيني
يا هواجسي المسهدة
يتفتح الغامض فيك
على ناصية القول
أسرارا
وعدا بلقاء

كأنني
بلا سماء
 


ولا عطر
وبلا
معطف

ولا بحر....
..حين


تمدين يديك

خرجت من حفيف الريح
حين تلامس وجه الماء
و تعصر من ورق الشجر
صوت الغناء.
و ها أنا ذا من رعشة الغصن
أرتشف ســـــــــر البهاء.
ولدت على ناصية الوجع
تنهشني سياط البرد ... تلسعني
تفترش جسمي سجادا
و على جمجمتي أخاديد الشقاء.
ولدت لعنة أزلية