في حضرة الغياب
لا طعم للمكان
لا طعم للكلام
وتراحيل الروح
عشق صوفي
يهيم في ملكوت سماك
وأنت الراحل الأبدي
كم أحتاج لكفيك
أفترشهما في المساء
كم أحتاج لعطرك
ينعش الروح

وحدَك على طرفِ الليالي تجلسينْ
كأنّ الوقتَ دودةُ قزٍّ، لا تموت
فيكِ خيوطُ الحكايا
تنسجينَ برمشكِ
ضعفَ اليمامْ
بصوتِك تسدّين شِباكَ الكلامْ
أجاري صوتَكِ
بصمتي
بتأتأةٍ تفرُّ منها طيورُ البراري
لا الصوتُ أصغر فيكِ من فجرِ انتظاري
ولا الديكُ يصمتُ عندما فحّتْ بذاري

أشجار زيتون مُلغمة وتفاح يبيع الحزن للشجر...
رمان بطعم الرصاص وياسمين له رائحة الدم...
أزقة تنوح.. مآذن مصلوبة الى السماء وكنائس مُعدمة...
جنود مكدسين في الأحذية، تاريخ مشردٌ و بقايا أبنية...
أهذا الوطن...؟

وتسأل سوسنه: ما الوطن... ما شكله ما طعمه؟
أله رائحة أمي والكستنا.. رائحة الأسى؟
أم له شكل أبي...
شكلُ الرجولة حين تُنتسى...

ما الوطن...

كل هذه الصباحات الجميلة
كل هذا الهدوء العذب
كل هذه الساعات المزركشة بالفرح
هي مضغة حلم
بقايا وقت مستقطع
يستر الا نكسارات بداخلي

أنا الخارج من فوهة الجحيم
من لظى سعير الخيانات
من افواه تمضغني
كل ماخطوت ...عنها

عِندَما أُسَافِرُ
وأحْزِمُ أمْتِعَة َالغيَابِ
وأعْزِمُ أنْ أُغَادِرَ
وَهْدَةَ الضّبابِ
يَشُدُّني إلىَ الحَيْرةِ .. ظِلِّي
لِنبقَى بِلاَ سَفَرٍ
في أرْصِفَةِ الارْتِيابِ
من سَفرٍ إلى ضَجَرٍ
ومن مُزدَجِر إلى مُزدَجَر
يأخُذُنِي إلى كُلِّ الجِهاتِ
إلاّ وِجْهَةَ السّفَرِ

-*- إلى إلياس -*-
على خاصرة سنديانات،
وتنوب الجنوب.
في هاجرة
تلظى بسهام حرها الطير،
رحت أشدو مرثية للحداد المر،
لمن كفنهم رداء الخلد
على خارطة شطيرة
هي الوطن،
على خارطة كسيحة
هي الوهن،

ألهمني الهدوء لأسرق قلمي من بين الغبار
لأحمل ذلك الورق الهرم و اكتب من جديد
تتصادم الأصداء في عالم من الضجيج
و يرجع الأمل مهزوما يجر ذيول الخيبة
تساقطت أوراق الخريف على ضفاف النهر
لا زالت تجلس على ذلك الكرسي الدافئ
تتساءل عن سر ابتسام الغروب في زمن التمادي
تنظر للسماء راغبة في تدارك الذكرى
لتمر رياح السكينة وتسلبها لحظات التفكير
لا شيء يضاهي انتظار المجهول
بين رهانات الواقع و فجوة الخيال

نخب أحلامنا أيها الوقت
نفتح شباكنا للحنين ونصغي لخطو نهاياتنا
كم كبرنا وفي دمنا يكبر الخوف من أجل سوف يأتي بلا أجل
كم عددنا الحصى خطأ لنكذّب أنفسنا ونظل صغارا فنحيا على أمل
كيف نغرس أيامنا في صقيع ونشرب ملحا ونكتب شعرا
ونهدي وردا لأحبابنا
حين ننصت للريح وهي تدب على قدم من هباء
حين يطمس أشباحنا الليل تذكر أرواحنا أيامنا
وهي تعدو غزالا يلاعب أنثاه

نخب أحلامنا أيها الوقت.
لا شعر يكتبني كي أموت بلا خجل
من عدوي ومن قارئ حذق
من رفاقي الذين أحبهم ويحبونني
انا لست عدوا لمن يغمد الرمح في كبدي
انا لست عدوا لمن قتل الحبّ فيّ
ولست عدوا لذي حسد.
الشجيرات تمنحني ظلها
والشجيرات تمنحني حبها
فاكتبوا في سجلاتكم أنني لست منكم
انا ابن الشجيرات حتى وإن متّ لا انحني.

نخب أحلامنا أيها الوقت
نقرأ ما كتب الأولون لنا
ولنا كتبوا ما قرأنا فماذا تركنا لأحفادنا
غير فصل من الجوع والسكر والجنس والنكسات
هزمنا عزائمنا باللغات
فضاعت هويتنا في هوية أحفاد لوط وتهنا بأبواب جنتنا
الغزالي يكنز أوراقه من جيوش التتار الجديدة
لم يبق منه سوى صور في غلاف الجريدة
لم يبق منه سوى صدف للصفير
تركنا الغريب يسوق قوافلنا
وأضعنا الطريق إلى ابن الخطيب وروضته فبكينا ولم نعتذرْ
ورقصنا ونحن نقدم قرباننا للجحيم ولم نعتذرْ
واشتعلنا على بابه وانطفأنا فضاعت هويتنا في سجلات أمواتنا.
 نخب أحلامنا أيها الوقت فاشربْ دمي... نخبك.

و كنت يا هالة الوجد
كلما دخلت المدينة المهترئة،
لا شرفة تضيء،
لا زقاق يلقي التحية،
لا أشجار تكشر في وجه الغبار،
سوى ابتسامة بعيدة بعيدة في الضباب،
ترسم شكل آه ممتدة إلى ما وراء الأسوار،
و زهرة.
أشرب الابتسامة كما السيجارة،
ألوكها،
أشرد و أقول بحذر:

يا نبضة جريحة بين الأحشاء
يا نخلة تنزف حبا و كبرياء
دعيني ألثم جبينك الوضاء
فأنا حزين حد البكاء
وأنا عاشق حد الغناء!
***
أمي
أيتها الخبيرة بتضاريس الشقاء
أيتها المجبولة من طينة العطاء
ايتها الكادحة صباح مساء
كي ينهب الأعيان و الأعداء

حالماً جئتُ وآمالي الفراتْ        
باحثاً عنكِ
أيا أعظمَ ما في القلبِ
يا عطرَ الحياةْ
جئتُ كالمشدوهِ لا أعرفُ من أين الطريقْ
فسئلتُ العُشبَ عنكِ
وسئلتُ اللهَ عنكِ
لمْ يُجبني أحدٌ غيرُ فؤادي
قالَ: يا أبلهُ أظللتَ الطريقْ
عدْ لماضيكَ
لألبومِ الصورْ

يا صغيرتي،
حياتي: سفينة قرصانٍ
لا مكان فيها للنساء والأولادْ
والعلاقات الطويلةِ
والمسؤوليات الكبيرةْ.
لا أقبية دافئةْ !
ولا أمكنة حميمةْ !
الكل مكشوف على سطح السفينةْ !
الأكل سمك متبل بملح رطبْ
مستخرج من على طوق النجاةِ
فلا بهارات على السفينةْ !

كلما أَسْلمَتْـني اُلرّيحُ أَهواءهــا ،
وسَقَتْنـي راحَ الحُلــول ..
ساوَرَتني وَساوِســي الدّفيـنَـة ،
وأَغْـرَتنـي باُرْتِيــاد الممنـوع ،
لَعَـلّـي أُعـيـد انْفـِلاتي وأحـلام يَقْظتـي .
وكلّـما ضايَقَـني الضّجَـرُ الآسِـرُ بعـد الغُروب ،
تَوَسّلـتُ يَـراعِي وقَصْـفـة من أوراق ،
لأخُـطّ تـاريـخَ موتـي ولحظـة انبـعاثـي ..
لعلّ الموتَ يأتيـني مُترَعـا بالرّمـاح والقـِنـا ،
يشتكـي غُـربة الوجُـود ووحشـة الخُلــود .
وكنت إذا ما النّـزَقُ

هذا أنا اموت كأوراق الخريف
أبحث عن قلبي القديمْ
أيتها الإلهةُ "ساراسواتي"
أحببتك يا ذات النسب الشريفْ
قلبي يتحرق لمرمركْ العظيمْ
تركتني "أوفيدُ " في سهادي
و كم زهوتِ و أنا أسامر مسوداتكْ
و التافهون يزعمون أنك ملكهم الأبدي
و يضع "المَهَابَرَتا" من حولك الأوثان كي يرحل عنك ابن بلادكْ
يكبحون رغبتي الجامحهْ
و وجهك الشمس ، نبيذٌ ،عسلٌ ،إشراقة ضوءْ

ياعلاء..
لقد تأكد الآن، وبالإجماع
أننا سفينة مثقوبة القاع
تسير بلا أمل
بلا شراع
في بحور من ضياع
تحت الرمال
غابت الرجال
وبكى السلاح
وضاع على أمة
بالت عليها الضباع

لم أتعلم حرفا من الحياة
وحبك علمني عشق الحياة
علمني كيف أستنشق الهواء
علمني كيف الغوص في بحار العشاق
علمني ان احبس الدمعة والأشواق
علمني الصبر والضحك من الأعماق
علمني السير للعلى باشتياق
علمني سحر الطبيعة والآفاق
****
حبك علمني مالم اجده في الكتب
ولا تدرس عن كثب

في حضرة الغياب
لا طعم للمكان
لاطعم للكلام
وتراحيل الروح
عشق صوفي
يهيم في ملكوت سماك
وأنت الراحل الأبدي
كم أحتاج لكفيك
أفترشهما في المساء
كم أحتاج لعطرك
ينعش الروح

ايها الرجل الملتحي
افكارك المشاعة تهز الصمت المدقع
وتقتلع الحزن المتاصل في الجمادات
انها تحرك  الماء الراكد
 تشعل حرائق القلب
وتثير الزوابع التي نامت مطمئنة
ايها الرجل
افكارك المرتعشة مثل نجم بعيد
تغادر وتعود
وتعود غير راسخة مع احلام العبيد
خلقت دينا من عقل وثورة

انظر. لهذهِ المرأة التلدُ قبراً بعدَ موتها.
هل هذا حبل وهمٍ أمشي عليه،
أم عماي أُلَمعُ مقبض عصاه
كلما أدنو من الهاوية؟

جدارٌ يتكرشُ،
واجهة لبيتٍ غريبٍ ينمو.
لم يكن قبل الآن غير حصاةٍ
تدحرجها الأقدامْ.
كيف ومن أين أتى هذا الغراب العقيم؟
يحطُ على بابي