أنشودة عشق لازوردي ـ شعر : بويا أحمد عبدالخالق

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

حبيبتي.......................
إكليل الياسمين وزهرة البرتقال
!! آآآآآآآه يا فاكهة الروح وبلح الفؤاد الندي
في غنج مقلتيك اللوزيتين
قصيدة تنضح من صميم المحال
يا سلطانة الفواكه الاستوائية
ثغرك المعتق بطعم التوت البري
يشبه في حمرته كرز البحر الهادئ
يمد الملح الجارف نحو ساحلي الشرقي
أبحث بين ثناياك العاجية عن لؤلؤة شاردة
عن قبس من النور ينصهر فيه نصفي


وأبعث نصفي الآخر نحو مرافئ الخيال
كما لو أحاول القبض على شظية تائهة
تتسكع بين حفيف الرمال
!!! حبيبتي....................... 
أعشق هفهفة النسيم حين تجتاح وجنتيك
وتحتلين كل حرف من قصائدي القديمة والجديدة
أما أنا المتيم بعطرك المتجبر
أواصل الإبحار في خلجانك الثائرة
مثل أي سؤال هارب
أو مثل نزق ثوري
أتيه مائة عام بين سراديبك الغائرة
أضيع في لجة أرخبيلك المرجاني
مثل غواص يمارس هواية العشق والغرق
ألعب بين مد وجزر
أسبح في مرح الأطفال
!!!حبيبتي........................ 
يا ذات النهد المضمخ بالحناء والخزامى
وذات الخصر المزركش بأقواس قزح
بالعقيق والزمرد والخلخال
أنا "البوهالي".......................,
مازلت متشردا أفترش حصيرة نهديك الديكتاتوريين
يا صاحبة العصمة على جميع الشامات البحرية
وعلى دولة العيون اللازوردية
يا أميرة البراري والأنهار والموانئ
!!! الحاكمة بأمر "الخال" 
ما زلت تحيكين "الشال" بقشرة الليمون.
وبخيط الحرير"الشرقاوي".
رائحة العود والمسك تفوح من ثنايا جسمك المخملي
فكأنك ياقوتة أو لؤلؤة غجرية
إذ مازلت تحتلين ساحاتي الداخلية أجمل احتلال
فأخالك أحيانا مثل " فينوس"
وأحاول الاقتراب قدر الإمكان من نيزك عينيك الحارقتين
لعلي أمسك بالرماد المتناثر من أهدابهما الناعسة
في متاهاتك أضيع قرنين من الزمان
ثم أعود مثل "بلبل" مقصوص الجناحين
أنام على كتفيك
؟؟؟
!!!حبيبتي........................ 
أحاول أن أطير نحو سرادقك البعيد
على متن قصيدة مفترسة
أوعلى بساط قافية سحري
رغم الجو الماطر جدا
ورغم الضباب الكثيف ,
تجذبني ريحك العاطرة نحو أدق التفاصيل الجغرافية
فأراجع خارطة الطريق
وأعيد تدقيق الحساب في مدار بوصلتي
أقف بين المنعرجات والتلال
أستكشف عمق السهول والجبال
فلا أستطيع تغييرمجرى الرياح
أو ملء بعض الخانات المتقاطعة على جسمك المرمري
بظل حرف سرمدي
قد يفضح , ربما, حسرة الآهات
أو حتى الغناء على وقع "الفلامنكو"
فرحا بما تبديه أحداقك من حنو
إذ تكفيني لمحة دفء تذيب توتري ,
حتى أعود آدميا من جديد
!!!حبيبتي........................ 
لا تقلقي من هذا الهوس................, أرجوك
فبالرغم من تهللي وتفاؤلي
لا زال يجذبني نحو الأسى تيار عجيب
يحيلني إلى ذرات متسكعة بين كفيك
فأتيه في عمق المتاهات بين خطوط يديك
كأي شاعر مسكون
يواصل قانون الجاذبية شدي نحو اللاهنالك
حيث لا همس ولا منطق ولا عرف
بعيدا عنك
قريبا منك
مشدودا إليك
ترانيم صوفية وابتهالات روحية
تحتل جوانحي المنكسرة
تصدعات في الصدر وشرخ غريب
........................,
وعلى جبيني وشم حصان مازال يصهل بين النخيل والسحاب
عبث "بوهيمي" وعاصفة رملية
يراقصان ظلي على رجع الصدى
غازات بلورية تنزل من الوريد نحو الرئتين
فترفعني نحو أقاصي المدى
أغدو شاحب القسمات
أغدو قريبا جدا من الردى
؟؟؟
!!!
غريب......................,
ليتني أعود مثل بطل أسطوري
أغوص في ثمالة عشقك الأبدي
ولا أبالي حينها بما كان أو بما سيكون
؟؟؟
زوابع البحر تواصل زحفها على صدري
غير مبالية بحرقة العذاب
تحمل غبارا بين أحشائها و قليلا من التراب
وبضع شموس صغيرة تتدفق من لهيب اللهفة
******
على تلة القلب هزيع مجنون
وقلاع رمال سندسية
أتعجبك يا حبيبتي ..........................هذه الحال ؟؟
أتعجبك يا حبيبتي ..........................هذه الحال ؟؟
أوقفي, أرجوك, عزفك الملائكي
ولو لهنيهة صمت بيضاء
ارحميني من هذا القلق الذي يفسخ جلد الروح عن مفصله
إذ تسكن رناتك العذبة والصاخبة في نفس الآن ,
بين رميم العظام وبين محراب الضلوع
فارحميني...................,
أرجوك...................,
عساني أختار بين الموت فيك
وبين الموت عليك
؟؟؟
!!! لا أظن 
أجمع حقائبي الوردية من جديد
أحزم خيوط حذائي الكستنائي
وألملم من هنا وهنالك
أزهارا أقطفها من حقل يتنهد آآآآآهاتك بشغف
أتسلق غابات الأرز والصفصاف
أتورط في عنب الشفتين
وأذوب في رحيق العيون الساحرة
من ثدييك أعب عسلا سائغا بأعشاب جبلية
"الدغموس" و"الزعتر" و حبات "القرنفل"
أشرب كأس قهوة بنكهة "الهال",
حتى أستعيد وعيي الشقي
ثم أعود من جديد........................,
إلى غربة المحيط على متن أهدابك
مثل آخر القراصنة ,
حيث لا مفر من موجك ولا عود
!!!حبيبتي........................ 
راجعا من سفري اللازوردي ,
أتمشى على شاطئ التيه وحيدا
أنثر بعض الأصداف البحرية التي حملتها معي من الأعماق
أنثرها على خصرك العاجي
وأسكب "بعضا" مني على صدرك الهلامي
عساني أرتاح , أخيرا , في منفاي الاختياري
أتلمس إيقاع نبضاتي بين الجلد واللحم
أركن خواطري على الضفةاليسرى
وأعود إليك مرة أخرى ,
فكأني قارب خشبي يمخر عباب المحيط
أغالب الموج..........................,
أصارع غطرسة الجوى......................,
أصعد نحو روحي من جديد ,
تنزع روحي نحو حنين مبهم
أقاوم نزوعي المجنون إليك
لكنني أتعثر.....................ثم أغيب
!!! أغيب........................ 
!!! عبثا.................
أحاول الهروب من هذا السراب الرهيب
ألم يتكلم زراديشت هكذا ؟؟؟
أجمع بعض الأقلام المخبأة بين السراديب
ربما تنفعني كمجاديف
أعاند أسماك القرش وثعالب البحر
وأهدر مداد الرغبة الجامحة
على مقصلة من ورق حاد النبرات
أثور على خط الرقيب
!!!حبيبتي........................ 
هذا الحب الذي لا زال يشدني إليك
جدا - جدا عجيب
******
بالإمكان أن نصير عاشقين عاديين ؟؟
ربما.................,
لكن بما أن ذلك مستحيل
فاسمعيني جيدا................,
أنا لا أدعي في غرامك أوهام السحر والكمال
ولا أتغنى مثل "رامبو" بألحان الصبابة والدلال
؟؟؟
!!!
للحب تقاليد عريقة يا حبيبتي
ولا يمكننا بغمزة عابرة
كسر تقاليد "المحال"
فقط .......................,
وحتى أتمكن من وقف نزيف الشرايين
وأحبس تسرب الدماء من عروقي نحو وعاء عروقك الزرقاء
أطلب منك للمرة الأخيرة ,
!!! فلا ترديني من فضلك 
.......................,
ضعي فوق هضبة ثغري قبلة بركانية
وقوسا "أمازيغيا" محترقا
كحلي ألحاظي بالمداد المتدفق من مقلتيك
أرسمي على جبيني حرفا من "تيفيناغ"
ضميني إلى حضنك الملائكي
مثل جريح حرب قديم
واصبغي تجاويف القلب بلمسة من ريشتك الناعمة
دعيني أذوب في لجتك البيضاء
أطير على جناح نبضاتي الحالمة
ثم أحط على ضفتيك كأي رحالة مبتدئ
أجلس على وجنتيك المليئتين بالثرى الأحمر
أتمتم بضع نغمات وتقاسيم صوفية
أنحث مثل "فان غوغ"
ثائر اللون..................مجنون الحبر والكلمات
!!!حبيبتي........................ 
سأغدو بقربك قزحي الالتحام
أجتاح جميع اللوحات الزيتية
مثل طائر أسطوري أو مثل لهفة ظمآنة
!!! غريب........................ 
فأنت لا زلت مستعصية على لغة البوح
وحتى على شطحات الخيال
رقيقة وشفافة وغراء
عذبة الغدير وانسيابية الجداول
!!!
أما أنا العاشق المفتون ,
أهيم شريد العقل حائر البال
أحاول أن أجمع من سكر شفتيك شعرا ماسيا
أو حروفا متلألئة الحواشي
 !!! ........................
فأنا حين عشقتك ذات لمحة طرف رمضاء
بجانب شجرة "الزيزفون" ,
أحسست فجأة , أني نطفة ضوء عادت إلى الحياة
؟؟؟
أعدت فيك اكتشاف أعماقي
وأعدت من أجلك تصفيف أوراقي
كي أصير شاعرا يموت ويحيا ألف مرة
يولد في غنج "شرقاوة" الغرائبي
!!!!
أرتحل في عوالمك من مآل إلى مآل
حنانك يا حبيبتي ,
يتسرب إلى عروقي مثل زخات مطر ناري
جمرة بركان ملتهبة
فأحس بقيظ بين طيات الفؤاد
إنه "الحال"
إنه "الحال"
!!!
……………………………
شوق وحنين وجنون
أحترق , ياقاتلتي, في جميع الأحوال

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟