حرف بعبير الوطن ـ شعر : بويا أحمد عبدالخالق

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

اليوم : الأول من شهر "العنبر" و"المسك" و"الريحان"
مدار النرجس والأقحوان
منزلة الدهشة العارية
برج الفيروز والياسمين
وآذار يرخي سدوله على صخرة مائية المعنى
السنة : ألفين وثلاثة عشر
نهاية الكلام......................,
جزيرة الميتافيزيقا والتجريد
أعلنت عبر محطاتها الإذاعية الرسمية
: خبرا بمليون فرح
"من اليوم فصاعدا................ ,


ستحتضن أراضيها شقاء المداد وتعب السنين ".
*****
غبار يعلو دفاتر ممزقة.
فيض الثرى يفوح من المسودات المتناثرة.
وحبر مثل نهر يطفح بكيله على ورق بخصوبة "الدلتا".
حفيف ضوء يستتر في حياء ,
خلف جدار آيل للسقوط .
الظل مختبئ بين ثلاث أصابع شقية.
و"الآن" يئن من وقع الحنين.
الساعة : ولادة حبر ومجاز واستعارة
لا وقت يمر بين الأنامل المرتعشة
دون أداء اليمين
تتناثر الدقائق مهملة هنا وهنالك
هائمة على وجهها دون وعي
تقف عند حافة المنطق المستعار.
تتبعثر الثواني فوق شظايا قلم متعب ,
غير عابئة بما سببته له من أرق مفصلي وشقيقة لا تحتمل
ينتحب "المدلول" وفاء لذكرى "دلالته "
ويبكي فراق الورد مثل فراشة زرقاء عاشقة
بعد ذلك .................,
تتخدر الشرايين ببنج موضعي
فأسبح في ملكوت الغياب ,
مثل ملاك منقرض أو مثل سمك السردين
أعب هناك من نبيذ الشعر المعتق
وأشرب من حليب القوافي البيضاء
مثل شاعر متصوف ,
أعقر تلابيب حنجرتي بمرقم فسيفسائي يشبه السكين.
أصلي جنازتي عند كل حرف ذبيح
وأهدي للقريض الحاكم على دولة الجن بعض القرابين
لن أدفن باكرا...................,
هذا ما قاله القائمون على الوضع
******
لكنني مرهق ومجهد المنكبين ,
شد عضلي يمنع مرفقي من حمل القلم ,
عندما أفقد بؤرة المنطق واليقين
******
لازلت قرب الشاطئ الشرقي ,
أعوم بجوانح ممزقة ,
وأصارع سمك "القرش الأبيض" بما لا يكفيني من مخالب
لكنني لم أعد أهتم لوجع الحرف ولا لجلجلة الأنين
لا صداع................ولا أرق..................ولا ألم
,,,,,,,,,,,,,,,,,
...................
؟؟ !!!
قالت الرياحين لحمرة الغسق الشريد
وهي تذوب في لجة بحر متخثر :
" لا تغيبي عنا فنحن هنا ننتظر "
!!!
..........................,
تتعثر السنابل في مشيتها كل فجر .
هذا الغروب الأبدي ما زال يجر خطوه منهكا ,
وطويلة جدا بداية الطريق .
سأرسم خط الاستواء على كفي المشتعلة.
لعلي أتمتع قليلا بهمس الحريق في أذني .
في الأفق القريب / البعيد عني
" نيازك متصدعة وتشققات
نحث بيزنطي وأظافر وثن قديم".
لا جديد.......................يتحرر من صلب الجديد
أعود إلى حيث لا عودة .
!!!
فألمح الندى يمازح نملة ثكلى ,
كانت تحمل على كتفيها أزرارا سوداء
تحيك بها قميص الحزن على ظهر الزمن :
" لا تعبثي بالورق الأصفر
وبشقائق النعمان المتسكعة
لا تفضحي حبات الرمل المجنونة.
وواصلي السير كأي نملة أو.............................,
كأي نملة واصلي السير".
بذرة قمح
أكواب ملح
سكاكين ذبح
خيوط قزحية تختبئ في كومة من حرير
أخيط بها دمل الجراح المفتوحة على المدى.
مثخن هذا الحبر بأوجاع الصدى.
ينزف...........................أنزف
وتعزف الريح على إيقاع " الهجهوج " ,
جذبة "غيوانية" و صهيلا من عبق "كناوة".
من جديد.......................,
أواصل جلسات الاستماع
كلمات تعبث على مسرح الشجن .
موسيقى للموتى ونوتات من "المرساوي"
عصارة "الملحون" و "الغرناطي".
"قرقبات" أطلسية تتسربل على وجنتي مثل هبات ثلج .
أسى يهجر حتفي منذ عهد طويل.
أبحر فوق زورق شراعي.
يمتطي غربة الذات والأنات والمحن.
؟؟
لم يعد لدينا ما نذبحه احتفاء بموت المعنى ,
أنامل من خشب مصقول
وأقلام من رصاص أسود
ورق ذابل الخطوط
صقيع يعاند جليد الروح في خشونتها.
رماد يتأجج في هشيم الخاطرة.
لا تزال بضع كلمات محترقة تركب القواف.............ل العابرة للجسد.
وهذا الحرف المارد يمحي أثر السراب من سطح اليابسة.
يتبخر مثل بذرة قمح في لب عجين ساخن.
كل صباح......................,
أوكل غروب..................,
تذوب المفردات كقطع السكر.
ثم يضمحل الحرف الثائر في ضباب الوطن.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟