الآن حصحص الحق
وانطلقت من فؤادي الرؤى  
سربا من الأشواق
يحلق عاليا
في أفق الأمل

فخذيني في حضنك
واغسلي وجهي
بإشراقة وجهـك
وألبسيني من حسنك
جمالا

أبهرني ضوء القمر في أولى ليالي الشتاء
استنير بمدفأتي و في يدي كوب الحساء
وحدي أحاور هدنتي فيكسرها سقوط الماء
لا صديق لي لا انس و لا صدى.. لا .. لا نداء
همس الهدوء بمسمعي ..نامي فقد زال الضياء
فلتدخلي أحلامك و لتفهمي معنى الهناء
لا أصدقاء لك و لا أهلا لينسوك العناء
هيا اكسري ذاك الجدار ثم اصعدي نحو السماء
فلتصنعي منها بلادا و لونيها بالمساء
حلقي بين الغيوم و عمري كل الخلاء
اعزفي لحن التميز و انشريه مع الهواء

كجورِيَّةٍ وحيدةٍ حَزينَة..
تتفتّحُ ملامِحُهُم في ذاكِرَتي الصّامِتَة
أسمَعُهُم يَصطَرِخون...
لم يعُدِ الوَطَنُ سوى طِفلٍ يَبحَثُ عَن أمّهِ في المَجَرَّة
تلفِظُهُ عاصِفَةُ الصّحراءِ... لتَتَلَقّاهُ مَرافِئُ القَلَق..
أيّامُهُ شِتاء...
فصولُهُ المُجَمّدَةُ، حَبيسَةُ الأماني البارِدَة
عُمرُهُ يُزمجِرُ كَوحشٍ جَريحٍ.. طَريدٍ في ليالي الصّحارى..
كلُّ شيءٍ هنا حَزينٌ.. سوى اشتِهائي أن تَكوني شَهقَتي الأخيرَة
وأظلُّ أسألُ: مَن أنتِ.. يا أنا؟ .. مَن أنا؟
وكلُّ ظِلالِنا مَرافئُ عشّشَ فيها حَنينٌ غامِق.

على أوراق العلقم كتبتك
على وروده...
على جدران مدينتنا كتبتك
على الحجر القاسي...
على رمال الصحراء كتبتك
على كثبانها...
على البندقية كتبتك
على الشبح النائم...
على حائط الزنزانة كتبتك
عل السجان...
على كل شيء كتبتك

كن كصدفة عابرة
كيمامة هائمة  ..تفتح نافدة الرحيل
كأمواج مد رهيف
تتراقص على وتر اليباب ...
كقصيدة عصماء
تبعثرت بين قوافيها سيرة عشق
كقدر تبعثر في ظلال الرمل
هامشا أينع في متن تليد
احتمالا تبدد في سطوة الشك...
كن يقينا
كن قبس المنارة أهتدي إليه

حكاية المكان
قصائد قديمة
ينثرها الزمن المتمرد
في عناد
يزهو بها
يخلد أ ضمومة حب
ينسج حروفها
من ذاكرة مسلوبة
يأخذها بعيدا
دخان سجائر ...متناثرة
تعبث بها الأنفاس...تداعبها

 

مليتا، يا زهرة الأقحوان ...
مليتا، يا عبق الزمان ...
يا حاضري ومستقبلي، ووجعي المضطهد كل مساء ...
مليتا يا صرخة الأنثى، يا روح الغياب، ومهجة الفؤاد
يا آخر أوراق أيلول ... وترهات العشاق ...
مليتا، يا نقطة التقاء الألف مع الياء ...
يا مداد الحرف منذ عصور وأجيال ...
يا أريج الياسمين الفواح ...
مليتا لماذا أطلت الغياب! وأنا تائهة في دهاليز الحنين
أصارع الوقت، وأمشط الطرقات إيابا وذهابا ...
أفتش عن خيط رفيع، يسحق شياطين الإنس ...

أَحْملُكَ سِرًا
بينَ ثنايا لُجّتِي
فِجاجِ ارتباكِي
كلما ثَقُلَ
ازدادَ الحَنِينُ أَلَقًا
وازددتُ أنوثةً
حتى مدارِ الموتِ

أَحْمِلُكَ....نظرةً
بينَ أَهدَابِها
تمرُّ سُهُوبي
حاملةً ذنوبَها المكلومةَ

وأنا لستُ لي
تراني أتهجى طريق العودة
لي
أكرِّر وجهي مع كل صباح
أقلبه بين الطين والنار أشكله وجها آخر
لي

ألثم بقايا ليل
أتلمظ ذاكرتي وشيئا من بقايا دخان
أشكل هنا مسرحا يتسع للغريب
فِي
أمارس فيه شهوة الكون الجميل

دعيني يكتبني هذا الصمت ويخبو
وأنا طفل
علمني الموت
كيف أحبو
دعيه يسألني
من أنت ؟
ومن أي مدينة جئت ؟
دعيه يسألني ..
قلت له :
أنا الوقت
أنا الصوت

(في معارضة "الرسام الصغير" للشاعرسليمان العيسى)
أَرْسُمُ بَابَا
أَرْسُمُ مَامَا
بِالأَلْوَانْ
أَرْسُمُ قَلَمِي...يَكْشِفُ أَلَمِي
يَتَسَاقَطُ شَرَراً مِثْلَ الحِمَمِ
يَنْزِفُ حُباً
يعْزِفُ شِعْراً...للإنْسانْ
***
أَرْسُمُ بَابَا يَحْمِلُ جَبَلاً مِنْ أَحْلامِي
أَرْسُمُه قَصَّ جَنَاحَ اللَّيْلِ

منذ معرفتي بكِ ومنذ تلاوة نذورك لي أصبحتِ رفيقة دربي
أتجرع منكِ في كل مرة قطرات تدفعني للوقوف ولمّ شتات نفسي
مذاقكِ مُر كالعلقم يا رفيقة !
قنينة الصبر اعذريني فأنا أشتهي خلط  سكر الحياة كله فيكِ
أريد أن أخفف من وطأ و حدة مرارتكِ الطاحن لعظام تحملي
يتطاير سائلك الناري ويغص بي في كل مرة يتم فتحك
كالشوكة التي مضى عليها الدهر وحيدة
أبت أن تُنتزع وتفارق أول قدم حافية رماها طريقها إليها
من مدرستكِ القاسية السوداء
تعلمتُ أخطو خطوتي بكِ
خطوات طفل يتعلم المشي بنفسه

تُراوِدني عن نـَفْــسـي
وأنا لَسْتُ أَبهـــةً بالوقْتِ..
تَرْكَبُني ..تَصْفَعُـــنــي
في غَــفْـــلـــَة مني
وأنا قابِعَةُ في بحر الأشْجَانِ.
تباغتني في ظمـــــأ
لا تتْرُكُ لي لحظة للإمعان
تطرُقٌ باب سكونــــي
تَجْتـاحُني كحُــمِّـــى
آهٍ منها :مبَاغِثة/مُشاكِسَة
تَنْتَزِعُني منْ وَهَــنــي

سجين، طوّح بك البعد
عنّي ...
غريب أنت هناك
غابات الصنوبر
تشكو غيابك مند ،
سنين
تشتهي ظلك
كم تنتظر؟
كم تحتاج الباكيات
من دموع
من كلمات

لا أكتب للشمس الحارقة
فلظى جذوتها يعصرني ويكويني
أكتب لشهداء الحرف والفدائيين
في مواقع الوغى ومعارك الحقيقة
لأن مصيرهم يستثيرني ويعنيني
هم يرمون غلهم على العدو
وأنا في موكب الكلمات المحاربة أحيا مثل آخر الفرسان
في قبو المفردات المتفردة أجثو جريحا
حيث هنالك أرميني
!! بالأمس الآتي..........................
 تعلمت من مدارس الشعر المنحوتة الجدران

!!! بدر يتمرد على حلكة الليل
متوهجا......................
يتصاعد البدر على جبهات الميتين
أيها النور المتسربل بين قدمي
وأنت تغوص , مثل سلحفاة , في طمي وطين
أصغ قليلا إلى زلزلة الصمت في داخلي
وحاول ألا تسدل الستار
********
خدوش تقسم ظهر المرآة إلى نصفين
وأنا أزحف على رئتي مثل قنديل بحر
عاريا أمشي دون مفاصلي

في غربتنا
ولدنا مع الحب مرتين
ولدنا من أجل الحب معا
وعشقنا المخاض زغرودتين
ولدنا رغم بعد المسافة
وقرب العاصفة
ولدنا بأسماء ليست في الذاكرة
ودخلنا مدن الغياب معا
لم نعرف عشق الظلام
ولا حاشية على الكلام
في غربتنا

سجين، طوّح بك البعد
عنّي ...
غريب أنت هناك
غابات الصنوبر
تشكو غيابك مند ،
سنين
تشتهي ظلك
كم تنتظر؟
كم تحتاج الباكيات
من دموع
من كلمات

الكلماتُ حبيباتُ الروحِ على مرايا البوحِ
ملحُ جرحٍ كلمحِ النّدى
وصبحُ صحبٍ أسمعَ الدوري صدى:
قليلًا منَ الشكر تختصرُ السبيلْ
قليلًا منَ النصر تختزلُ الرحيلْ
قليلًا منَ الحبّ يكفي القتيلْ
قليلًا منَ الوطنِ
تختنقُ المنافي
2-
الكلماتُ حياةُ من ذهبوا
وبريقُ كلِّ منْ هو آتْ