احرميني فيضَكِ السلسبيلْ
احرميني شهدَكِ المستحيلْ
احرميني
كي تخلصي من أساري ..
احرميني
ليشرقَ -من ليلِ شَعركِ الـ محتويني- نهاري ..
احرميني
كي يحينَ انتهائي
وَلْتهنئي بفنائي
في غبطةٍ من شذاً وهديلْ !
-2-
احرميني فيضَكِ السلسبيلْ
احرميني شهدَكِ المستحيلْ
احرميني
كي تخلصي من أساري ..
احرميني
ليشرقَ -من ليلِ شَعركِ الـ محتويني- نهاري ..
احرميني
كي يحينَ انتهائي
وَلْتهنئي بفنائي
في غبطةٍ من شذاً وهديلْ !
-2-
من لي غيرك امرأة
تتوجني بالبياض
كلما زاغت في الظلام
مقلتاي
من لي غيرك طفلة
تحمل العشب في عينيها
وسنابل الأحلام
وتركض بي سريعا
عن أناي
من لي غيرك بسمة
تطل عليّ من شرفات
تَسْكُنني مدن الأحزان
و صرخـات الأطفال
تُبَعْثِـرُني إلى أشلاء
تجعلـني خـرسـاء
تحْتَضِنُني راحة السماء
وقـطــرات المـاء
وعنفـوان القصيـدة
أبثكم ملائكة الرحمان
أشْجَانــي
أَرْنُو لِمُعَانقة الحلم الربانــي
لا تلفوا أشْعاري بمناديل الشقاء
كن كصدفة عابرة
كيمامة هائمة ..تفتح نافدة الرحيل
كأمواج مد رهيف
تتراقص على وتر اليباب ...
كقصيدة عصماء
تبعثرت بين قوافيها سيرة عشق
كقدر تبعثر في ظلال الرمل
هامشا أينع في متن تليد
احتمالا تبدد في سطوة الشك...
كن يقينا
كن قبس المنارة أهتدي إليه
اللحيظات الأخيرة للعشاء الأخير
تنذلق الدوالي على حافة الحكايا والسرود
تنكس الكؤوس على مذبح صداقات الوهم
المشرب وصفحات جرائد دخانية
تلكم هي الخديعة الكبرى
إثرها دونكم أهلون
الغياب، الرحيل، التيه
طبعا وخمرة غير معتقة
لهذا فضل خليل حاوي الرحيل
وكذا كريم الكوماري
لحظتها استفاق شعراء الخديعة
-1-
حلمتَ لوحدك
رسمت حدوداً بيني وبينك
بنيت جدرا من نار
أعلنت عليّ الحصار.
-2-
حلمتَ لوحدك
قطفت فيَّ سنابلي
سجنت فيَّ مشاعري
تركتني
أَحْملُكَ سِرًا
بينَ ثنايا لُجّتِي
فِجاجِ ارتباكِي
كلما ثَقُلَ
ازدادَ الحَنِينُ أَلَقًا
وازددتُ أنوثةً
حتى مدارِ الموتِ
أَحْمِلُكَ....نظرةً
بينَ أَهدَابِها
تمرُّ سُهُوبي
حاملةً ذنوبَها المكلومةَ
لا تعاند ...
الريح عصية عاتية
تحرق الغيوم
تلعن الشقوق المضيئة
تسحق الخطى البطيئة
تكسر القيود القديمة
دمدماتها...ليل حالك طويل
قاتم الأغوار
ينعى نحيب القرون
صوتها رعدة تدوي
بالجذع تهوي
سجين، طوّح بك البعد
عنّي ...
غريب أنت هناك
غابات الصنوبر
تشكو غيابك مند ،
سنين
تشتهي ظلك
كم تنتظر؟
كم تحتاج الباكيات
من دموع
من كلمات
(في معارضة "الرسام الصغير" للشاعرسليمان العيسى)
أَرْسُمُ بَابَا
أَرْسُمُ مَامَا
بِالأَلْوَانْ
أَرْسُمُ قَلَمِي...يَكْشِفُ أَلَمِي
يَتَسَاقَطُ شَرَراً مِثْلَ الحِمَمِ
يَنْزِفُ حُباً
يعْزِفُ شِعْراً...للإنْسانْ
***
أَرْسُمُ بَابَا يَحْمِلُ جَبَلاً مِنْ أَحْلامِي
أَرْسُمُه قَصَّ جَنَاحَ اللَّيْلِ
هم يتركونك على خط الهوامش
لتخيط صِلات التغرب
و تكابد أعباء الرمل ..
الرمل فستان صحراء ضاقت بأحلام العيون
و اتشحت برخام عتيق ..
هذا إزميلك ،
أكتب فجواتك و املأها بدم باركه الشوك ،
حين بلغت منتصف المسافات ..
2-
البلاد النازفة ،
حزمة قبائل مجردة من بيارقها ..
-1-
حارس المتحف
حيث دفنت أحلامي،
يخبرني
كل كوب و سيجارة
أن الآمال التي تجئ
أحيانا ..
تريح غبار
طرقها
عنده
..
سجين، طوّح بك البعد
عنّي ...
غريب أنت هناك
غابات الصنوبر
تشكو غيابك مند ،
سنين
تشتهي ظلك
كم تنتظر؟
كم تحتاج الباكيات
من دموع
من كلمات
لا اسم يشبه اسمه
لا رسم في اللّوح الغريب كرسمه
لا جهة تهدي إلى أنوائه
غير التي في الرّوح...
لاشعر إلاّ ما تناقله الرّواة
أيّام أمسى في مضاربهم
وتبدّدت من وجده أنفاس سُعدى
لا فجر، غير الذي لمعت مجرّته هنا
في موطئ القدم التي
تعب الحصى من لثمها
ولا سنا، غير الذي سكبت أناملُه
الآن حصحص الحق
وانطلقت من فؤادي الرؤى
سربا من الأشواق
يحلق عاليا
في أفق الأمل
فخذيني في حضنك
واغسلي وجهي
بإشراقة وجهـك
وألبسيني من حسنك
جمالا
في غربتنا
ولدنا مع الحب مرتين
ولدنا من أجل الحب معا
وعشقنا المخاض زغرودتين
ولدنا رغم بعد المسافة
وقرب العاصفة
ولدنا بأسماء ليست في الذاكرة
ودخلنا مدن الغياب معا
لم نعرف عشق الظلام
ولا حاشية على الكلام
في غربتنا
من فرحي ، خذي قبسا
من لوعة الحب ،
خذي قلبا
من فرحي ، خذي
غصن تفاح
يظلّلك من بؤس
ومن عطش.
خذي ، تعبي
وتجاعيد القمر
الباهت
وانتشي خمرا
أبهرني ضوء القمر في أولى ليالي الشتاء
استنير بمدفأتي و في يدي كوب الحساء
وحدي أحاور هدنتي فيكسرها سقوط الماء
لا صديق لي لا انس و لا صدى.. لا .. لا نداء
همس الهدوء بمسمعي ..نامي فقد زال الضياء
فلتدخلي أحلامك و لتفهمي معنى الهناء
لا أصدقاء لك و لا أهلا لينسوك العناء
هيا اكسري ذاك الجدار ثم اصعدي نحو السماء
فلتصنعي منها بلادا و لونيها بالمساء
حلقي بين الغيوم و عمري كل الخلاء
اعزفي لحن التميز و انشريه مع الهواء
كجورِيَّةٍ وحيدةٍ حَزينَة..
تتفتّحُ ملامِحُهُم في ذاكِرَتي الصّامِتَة
أسمَعُهُم يَصطَرِخون...
لم يعُدِ الوَطَنُ سوى طِفلٍ يَبحَثُ عَن أمّهِ في المَجَرَّة
تلفِظُهُ عاصِفَةُ الصّحراءِ... لتَتَلَقّاهُ مَرافِئُ القَلَق..
أيّامُهُ شِتاء...
فصولُهُ المُجَمّدَةُ، حَبيسَةُ الأماني البارِدَة
عُمرُهُ يُزمجِرُ كَوحشٍ جَريحٍ.. طَريدٍ في ليالي الصّحارى..
كلُّ شيءٍ هنا حَزينٌ.. سوى اشتِهائي أن تَكوني شَهقَتي الأخيرَة
وأظلُّ أسألُ: مَن أنتِ.. يا أنا؟ .. مَن أنا؟
وكلُّ ظِلالِنا مَرافئُ عشّشَ فيها حَنينٌ غامِق.