إلى شوقي ـ شعر : علي بهناس

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

كبرتُ على هيئتي دون أن أنتبه
ومتُّ كثيراً لئلا أحس بنقصٍ الهويّة
وما فاض من لحظتي
لم يكن كافياً للبكاءِ عليه
فأنا داكنُ البعدِ عن صحوتي القاسية
مثل حلمٍ يحكّ مفاصلهُ خارج النوم....
تكون الخطى شبحي في الخفاء
وأكون القريب الذي لا يصل...
أكتوي بالحقيقةِ
أوجع قلبي ويوجعني
ولا صوتَ يربكني حينها


غير نأي المسافةْ
وصرخة أمّي….
....
........
حنيني إلى ميّتٍ
شعلةٌ باردة
تختفي في الحديثِ ولا تنطفئ
وتطوي مسوح الجسد
كي تفكّ الخراب الذي صاغني
وأكاد أصدّق نفسي
بأنّي على جانبيها رمادٌ وطين
وأنّي إذا عشتُ فيَّ سُأُرثى...
بوصفٍ يكمّلُ خصلتهُ بمجازٍ محايد
و لا أتقمص دوري.....
و أسكنُ ما فاتني من ضريحٍ مجاور.
......
..........

كأنّ الصبابةَ قد لبست جهتي
شطر أجملِ قبر..
تتفقّد ظلي مساءً..
و لا تدّعي فرصةً للخروج من المقبرة
....
........
ذلك الظل الذي نهب الشكل منّي..
يمرّ وحيداً هناكَ بلا خِلّهِ..
دون أن يُلفت الاعتدالَ
كأنّي بهِ يألف الأرضَ بعد المغيب..
....
........
للشواهدِ وجه الغريبِ
وخوف الصدى من هُتاف الصُوّر..
فرغت لكناياتهِ..
كي تعدّل صمتاً يجسّ رنين المقابرِ
....
........
أصحو بعيداً كطيرٍ جريح..
لا السماء تعيدُ انتمائي إلى هذه الأرض
ولا الأرض تلفظُ لـَـمسي
وترسمني فوقها عبثاً
 كالحجارة....
.....
........
أعيدُ صياغة جسمي
بما يعجبُ الموتَ
حتى إذا بلغ الحزنُ حكمتهُ
اشتهى أن يراني
جديراً بهذا المقام
و حين تذكّرت وجهي الذي كان لي
نشبَ النور في الظل حتّى التشابه
وما عدتُ أدري المرايا        
أهيّ ورائي...؟
تعدّ الحوار على فشلٍ
أم أمامي...؟
و فيها الشبيهُ الذي يربك الأرضَ  
حين يسير عليها بلا جهةٍ...
باحثاً عن أخيه..!

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟