ماهذه الأنداء التي تتناثر  من على أدواحك؟
رقيقة كلحن الغدير..
صافية كمياه الشمس من عينيك..
هل حقا أن أصابعك من صلصال شجر الزيزفون
وهل حقا أن نظراتك يختلط فيها رائحة الأزل
وأنفاس النهر وعقارب المساحات من شرفة المطر؟!
من أين جئت بهذه الأسوار، تلمع من معصمي الورد
كروض في ماء..
كمركب على نصال عباب!
لكأنها خشخشة ضوء على مراسي الشجر!
وهذه الرزم من الغيوم من يديك، تسافر إليك

إذا ما أدركني الصبح و العين شاكية
فلا تلومي دمعة العين
فشلال القلب نبع  راكع   
على ضفاف اللوعة يدمي.   
و يحملني الشوق على شرفاتك فريسة
تلفظ أنفاسها على خد الفجر.
و يصعد في كبد السماء صراخها
و من الهول  هذه الغيمة تنعي
و كل الذئاب تحجر الخوف في مآقيها
من هول الصدمة ... تسعى للموت تجري
لك حبر البوح نافلة   

نغضب..
حينما تضيق ارصفة العالم بالجنود و الرماد
حينما تتكسر لعب اطفالنا
تحت الجرافات الثقيلة
نغضب
حينما لا تحمل الريح غير بارود المعارك
حينما تضيق الشرايين
بالقصص السوداء لهدا العالم
حينما تسقط الشرفات من بهائها العلوي
نغضب
لاننا ندفن اطفالنا

كلُ التَّمزُق ِ ماعاد يعنيني ..!!
بريقُ الحياة ِماعاد يغريني …!!
اتساقُ كلماتي يخونُني .. ويرميني ..
بتُ أنثرُ إحساساً .. ضجَّ في عمقِ قلبي وشرايني ..
***
استحالةٌ وجودُ قلبٍ كقلبي .. يرفضُ النسيانَ
ويصرُ على توطين ِ الذاكرة ..!!
اخترتُ نسياناً شرطهُ مرهونُ بأن تكونَ لي ذاكرة !!
محدده في صورتين يتمتين .. " لقاء" "فراق" ..
وأنا البطلة في فصلِ الفُراق ..
والمؤلفة لنصوص اللقاء ..!

عند مُلتقى الشّموس،
وانكسار الظُّـلمـة..
يَجِـنُّ الليل في مقلتي .
وتتلأْلأُ نجوم الصَّبابة
على جَبيني المَشروخ،
كمرآة هَشّمَتْها حَوافر
الخيول المُسْرَجة نحو الأفق المفقود..
وأنا الواقف على شظايا الموت
العائدِ من ساحة النّزال..
مَهْـزوما كما أحلامي المُترعة بالجراح..
حَسِيرًا  يُرَمّـمُ ما تبقى من نَخوة،

تدوسني الأقدام
أنطوي على وجعي.
تمسكني الآهات
تسحبني على فشلي.
تصفعني الشتائم
أسكن قعر خجلي.
يلومني بياض أسناني
أيها المسود
بفخار التوحد.
أيها الغارق
في بحر شجونه.

كانُوا عائدينَ منْ أجْسادهِم
بخواتمَ خضْراءَ مُعلَّقةٍ على أوْتارِ الْحُروفِ
وهمْ
يتفتّحون
كثقوبٍ موحشَةٍ في كتِفِ الْجِدارِ

ولأن الفرشاةَ
لمْ تكُنْ حاضرةً بين أنامِلِ   حارسِ الأشْكالِ
كان مِن الطبيعِي أن يخْتلط النيِّئُ  بالمطْبوخِ
والأصفرُ بالشَّفق

قلت للغريب الذي التقيته للتو: احلم
قال: لا أجد حيزا للمنامْ،
قلت: نم في نفسك أو تناوم
قال: لن تطاوعني إذاك الأحلامْ،
قلت: سر نحو ساحة المدينة
قال: أخاف أن يطير منها الحمامْ،
قلت: تمش على الشط وتشمس
قال: أخاف أن يشرب البحر نفسه
ويغرق في الظلامْ،
أخاف أن أشرب كأسي
فينسى الأمس نجواه للمنارة

وجه الخريف الحزينْ
و هاميات سمائه الباكيهْ
تشد في الحنينْ
لأيام حبنا الماضيهْ
لوشوشات الركن الركينْ
وإيماءات وجهك الحانيهْ
لدفء يدينا ,تشتبكان حول كوب قهوهْ
لتتبعنا للأمطار ,خلف الشبابيك بكل نشوهْ
لأسىً بعينيك دفينْ
لشرود أفكارك اللاهيهْ
لخفة روحك ,جمالك الرصينْ

يا انطباع الشوق على سحب الشفق
ويا آمالا تحف الكوى و الأفق
ويا رياح صبا, تحمل طيبا وعبق
لديار على شفا حفرة ومنزلق
تذكرها تاريخها الألق
وهي على فراش زفراتها تحترق
ولم يبق للموت إلا رمق
تعيش متروكة لسباتها, بعد لم تستفق
علها على نفسها تثور
علها على جهلها تثور
وتكون الثورة هي المبدأ و المنطلق

على أصابعي يتمــددُ
الأسبوع
وعلى أصابعي الأيامُ
والأسماءُ  تضيــــــــع
يموتُ يومُ من الحنين
ويوم من الشــــــوق
يأكل ساعات الوقت
ويجوع
والعتمــــة في ليلي
إنكسارٌ

حينما تُلقي شمس الغروب حصيلة التعب اليومي،
وتنثره على أهداب الكون ،
وتسدل عيونها الحسيرة
في ارتداد أنسجة النور المثقلة بآلاف الخيبات..
يَـشتعل في الرأس هَـمُّ اليومِ والغَـد ..
وتستدير الأحلامُ لتكتمل شطحاتها الآسرة ،
ويُلقي الليل جُبَّـتَهُ ليُخفِي تَرادُفَ الآهـات .
حينها تحْـملُني أسراري مُرغماً إلى باحةِ النّور،
وتُلَـقِّنُنِـي خطاب البَوحِ والعلَـن..
"هيَ الأحلام كما الأشواق" همست في أذني برفق،
وشدَتني نحو المدى المُتْرَعِ على الأفق القرمزي،

قبل الشروع في رصف نهار جديد
كانت تعدّ قهوة الصّباح لطفل تعوّد أن يشرب حليب المعاني 
عند الظهيرة تمنح نفسها لصوت ترنّح بين غبطة وغبطة تائهة
امرأة تروّض صورة الباب في مخيّلتها المعتّقة بالصّمت
تجدّد في المساء رصيد الطيّش لشاعر يراود أنثى القصيد
تُعلّقُ قبالة حلمها نافذة تكدّس خلفها الهواء

في الصّباح تراقب الكلمات وهي تقفز من فنجان القهوة كغربان جائعة
تعارك شاعرها المنفيّ في دمها حول مصروفها العاطفيّ الزّهيد
تجادل النّافذة المعلّقة على الجدار كشرطيّ يتفقّد جوازات سفر مضروبة
يسْعُل نَفَسُها المبلول على جليد الزّجاج المغبّش

خرافتي
يا أحلى موسيقى تعزف على صلوات الحب
أنت  فراشة تتحدى ألوان الطيف
ترقصين  كشقائق النعمان في مروج  بلدتي
وترسمين  وشما أبديا على القلب

أحببتك
هكذا باغتني كيوبيد في لحظة انهزام
هكذا ورطني في خريطة شاسعة
فيها الصحاري
فيها الثلوج

المناخُ الجليدُ يُنيخْ..
العصافيرُ منْ صدأٍ باردٍ في المناقير،
ثَمْلَى...
النّدَى فوْقَ أشيائه في المَدى ثابتٌ،
شهوةُ الومْض والانثيال به ميّتهْ..
الينابيعُ مشحونةً بحنين المياه
تثاءبُ كَسْلَى..
النهرُ بأمواجه الحاسرات،يَـشيخْ
والشّجى دفْقةٌ فالتهْ..

المَدى يتَمادى فسيحَ التمطّط

أريد لهذا الوقت أن يمر
لا مكان للحب في ذاكرتي
لا مكان لعبق الزعتر والخيزران
لا مكان لكائن البطريق
أو بريق الدر

2

أريد لهذا الوقت أن يمر
كئيب مساء البحر
كئيب ليل الصلوات الصامتة

تَرِفُّ على نوادر الغَمْرِ
وعتمةِ مائي،
كلُّ هذه الآمادُ البخيلة.
سأشتهيكَ لاحقاً.. ربما سوف، أو عسايّ أنْ...
ريثما آلهةٌ تجهلُني، تحزمُ عافيةَ الضجر
وتلكَ يدي المسروقة ترفاً
من رغيفِها..
آملُ أن تستعيدَها ، بمثلِ حربِ البسوس،
سفائنُ سردِها المرقوم.
..
لا تكتُمْ يا صاحبي، كسادةِ الأوليمب،

(امتنان)
شكراً...
لأنك دون أن تدري أشعلت الربيع في داخلي
وملأتني دروباً ملونة واحتفالات صاخبة
شكرا لأنك أسكرت قلمي بعد جيلٍ من الانتكاسات
و رششّت السكر على ذاكرتي، فأصبحت لذيذةً جدا
كرائحةِ الكعك الحلو في صباحٍ دمشقَ الباردِ دوماً..

شكراً لأنك أزهرتَ على قصائدي رُماناً وخوخاً
وألقيت الفراشات على جملي الثكلى، فأينعت ورداً...
شكرا لأنك زينت صوتي بشَهْدِ قُبَلكَ المؤجلة،
وأعَدتَ تشكيلَ زوايا قلبي بما يليق بانتظارنا...

أبتسم لوجه الشمس
أخيط برموش عينيها
أفراح نفسي.
أعانق فضاء سمائها
لأزرع تنهيدة نهديها
تحت روحي.
وأبتسم
لوجه حبيبتي المكدر
أبتسم.
لبؤس طفل القصيدة
أبتسم.