تدوسني الأقدام
أنطوي على وجعي.
تمسكني الآهات
تسحبني على فشلي.
تصفعني الشتائم
أسكن قعر خجلي.
يلومني بياض أسناني
أيها المسود
بفخار التوحد.
أيها الغارق
في بحر شجونه.

وجه الخريف الحزينْ
و هاميات سمائه الباكيهْ
تشد في الحنينْ
لأيام حبنا الماضيهْ
لوشوشات الركن الركينْ
وإيماءات وجهك الحانيهْ
لدفء يدينا ,تشتبكان حول كوب قهوهْ
لتتبعنا للأمطار ,خلف الشبابيك بكل نشوهْ
لأسىً بعينيك دفينْ
لشرود أفكارك اللاهيهْ
لخفة روحك ,جمالك الرصينْ

يا انطباع الشوق على سحب الشفق
ويا آمالا تحف الكوى و الأفق
ويا رياح صبا, تحمل طيبا وعبق
لديار على شفا حفرة ومنزلق
تذكرها تاريخها الألق
وهي على فراش زفراتها تحترق
ولم يبق للموت إلا رمق
تعيش متروكة لسباتها, بعد لم تستفق
علها على نفسها تثور
علها على جهلها تثور
وتكون الثورة هي المبدأ و المنطلق

رأيت على جدران حلب خربشات؛تحكي مرور أطفال.
رسموا زهورا ,فراشات ,وأكفا ؛وانصرفوا.
في واجهة المسجد ,صومعة مذبوحة من الوريد إلى الوريد:
لا,من هنا لم يمر أطفال.
مرت الدبابات متعقبة جنازة طفل
توهم الثورة لعبة .
لم يقل له أحد أن الأطفال في سوريا لا يلعبون.

يا طويل النفس ؛في قتل الأطفال:
هل تحب أطفالك؟ هل يحب أطفالك لعبهم؟
كم يلزمك من طيور الجنة لتنتصر على سوريا؟

حينما تُلقي شمس الغروب حصيلة التعب اليومي،
وتنثره على أهداب الكون ،
وتسدل عيونها الحسيرة
في ارتداد أنسجة النور المثقلة بآلاف الخيبات..
يَـشتعل في الرأس هَـمُّ اليومِ والغَـد ..
وتستدير الأحلامُ لتكتمل شطحاتها الآسرة ،
ويُلقي الليل جُبَّـتَهُ ليُخفِي تَرادُفَ الآهـات .
حينها تحْـملُني أسراري مُرغماً إلى باحةِ النّور،
وتُلَـقِّنُنِـي خطاب البَوحِ والعلَـن..
"هيَ الأحلام كما الأشواق" همست في أذني برفق،
وشدَتني نحو المدى المُتْرَعِ على الأفق القرمزي،

قبل الشروع في رصف نهار جديد
كانت تعدّ قهوة الصّباح لطفل تعوّد أن يشرب حليب المعاني 
عند الظهيرة تمنح نفسها لصوت ترنّح بين غبطة وغبطة تائهة
امرأة تروّض صورة الباب في مخيّلتها المعتّقة بالصّمت
تجدّد في المساء رصيد الطيّش لشاعر يراود أنثى القصيد
تُعلّقُ قبالة حلمها نافذة تكدّس خلفها الهواء

في الصّباح تراقب الكلمات وهي تقفز من فنجان القهوة كغربان جائعة
تعارك شاعرها المنفيّ في دمها حول مصروفها العاطفيّ الزّهيد
تجادل النّافذة المعلّقة على الجدار كشرطيّ يتفقّد جوازات سفر مضروبة
يسْعُل نَفَسُها المبلول على جليد الزّجاج المغبّش

من شقوق الحزن الثقيل
تتسللين الى الغياب..ينبت على شفتيك الورد
يسيل الماء
ترحلين دون ان ان تنزل الا لهة من عروشها لتبارك عريك المستباح
ترحلين هكدا فجاة .. خلفك انين الصهيل الا ندلسي
تمتشقين قوافل الغياب
يا هلين المغربية
كم هو ثقيل بعدك هدا المطر المسائي
كم هو ثقيل هدا الغياب
كم هو ثقيل هدا التبغ..هدا النبيد
هدا العمر.

المناخُ الجليدُ يُنيخْ..
العصافيرُ منْ صدأٍ باردٍ في المناقير،
ثَمْلَى...
النّدَى فوْقَ أشيائه في المَدى ثابتٌ،
شهوةُ الومْض والانثيال به ميّتهْ..
الينابيعُ مشحونةً بحنين المياه
تثاءبُ كَسْلَى..
النهرُ بأمواجه الحاسرات،يَـشيخْ
والشّجى دفْقةٌ فالتهْ..

المَدى يتَمادى فسيحَ التمطّط

أريد لهذا الوقت أن يمر
لا مكان للحب في ذاكرتي
لا مكان لعبق الزعتر والخيزران
لا مكان لكائن البطريق
أو بريق الدر

2

أريد لهذا الوقت أن يمر
كئيب مساء البحر
كئيب ليل الصلوات الصامتة

أطَلَّ الجحيمُ..
وتَبعْثَرَ الحُلمُ فُتاتاً عند أقدامِ البَنفسج..
والبنفسجُ انحنى..
قلّمَ أظافرَ الفجيعةِ واندَثر...
لا أمل..

(2)
أي حُلُمٍ تتحدثُ عنه يا صاحبي؟
ألَمْ تَستنْشقْ رائحةَ تَبْغهِ على ملاءاتِ أمي؟
ألم تَذُقْ طعم آخر كأسٍ رشفَها؟
وآخرَ ابتسامةٍ من وسائِدنا سَلبَها..؟

(امتنان)
شكراً...
لأنك دون أن تدري أشعلت الربيع في داخلي
وملأتني دروباً ملونة واحتفالات صاخبة
شكرا لأنك أسكرت قلمي بعد جيلٍ من الانتكاسات
و رششّت السكر على ذاكرتي، فأصبحت لذيذةً جدا
كرائحةِ الكعك الحلو في صباحٍ دمشقَ الباردِ دوماً..

شكراً لأنك أزهرتَ على قصائدي رُماناً وخوخاً
وألقيت الفراشات على جملي الثكلى، فأينعت ورداً...
شكرا لأنك زينت صوتي بشَهْدِ قُبَلكَ المؤجلة،
وأعَدتَ تشكيلَ زوايا قلبي بما يليق بانتظارنا...

أبتسم لوجه الشمس
أخيط برموش عينيها
أفراح نفسي.
أعانق فضاء سمائها
لأزرع تنهيدة نهديها
تحت روحي.
وأبتسم
لوجه حبيبتي المكدر
أبتسم.
لبؤس طفل القصيدة
أبتسم.

كطفلٍ يعود ..
الى دهليزهِ .
يعـــود كمن يُساقُ الـــى..
مقصلةٍ قريبةٍ من ..
أنابيب الصرف .
يُحْمَلُ علـــى الأكتافِ
لم يُخيَّر قَطْ على الحَملِ
يُرَتِّقُ ماءَهُ أكتاف ..الــ
مصوتين .
خائفٌ هو ..
من المجهول .

كلُ التَّمزُق ِ ماعاد يعنيني ..!!
بريقُ الحياة ِماعاد يغريني …!!
اتساقُ كلماتي يخونُني .. ويرميني ..
بتُ أنثرُ إحساساً .. ضجَّ في عمقِ قلبي وشرايني ..
***
استحالةٌ وجودُ قلبٍ كقلبي .. يرفضُ النسيانَ
ويصرُ على توطين ِ الذاكرة ..!!
اخترتُ نسياناً شرطهُ مرهونُ بأن تكونَ لي ذاكرة !!
محدده في صورتين يتمتين .. " لقاء" "فراق" ..
وأنا البطلة في فصلِ الفُراق ..
والمؤلفة لنصوص اللقاء ..!

اِنصَرَفوا كما الأسقام من ذاتِ السّـقِـيم تَـنْصَرِفُ،
وتَبَـدَّتْ عَوْراتُ حُكمهـم حين انكشفوا ،
وكانوا قبل هذا عن الحق قد انحرفوا ،
وظنّـوا أن العروش باقية لمّا خالط سطوتهم الخَرَفُ ..
وأطلقوا أيديهم تُـفسد في الأرض  وتُـتلفُ ،
وحَسِـبوا أنّ قِلاعَهم كالطّـود ثابتـةً ،
لكنَهم لمّا فَـار التنُّـورُ مَعَ السَّـيْلِ انْجَرفـوا .

كُنتِ كما كنتِ غانيةً ترقُصُ باُسم الزّعيم وتهتِفُ ،
وتَفرِشُ له الرّاحتين ..
وتُعطي من دون رياء وتَعطُـفُ،

البحر
أعمق من نهايتنا
حزين مثل راقصة
تخبئ بالمرايا حزنها
لم يكتمل بعد النزيف
تكسر المجداف في دمنا
تغير كل شيء
نغمة الأيتام في وضح الغياب
زوربا
مدائننا البعيدة
رقصة الثوار في وطني

كانُوا عائدينَ منْ أجْسادهِم
بخواتمَ خضْراءَ مُعلَّقةٍ على أوْتارِ الْحُروفِ
وهمْ
يتفتّحون
كثقوبٍ موحشَةٍ في كتِفِ الْجِدارِ

ولأن الفرشاةَ
لمْ تكُنْ حاضرةً بين أنامِلِ   حارسِ الأشْكالِ
كان مِن الطبيعِي أن يخْتلط النيِّئُ  بالمطْبوخِ
والأصفرُ بالشَّفق

الشاطئ ضيق ،
فارغ كالريح،
لا الصيادون ولا العشاق
أمنوا غضب البحر،
وحدي أمشي في هديره،
ترافقني نورسة بيضاء،
معجبة بانكسار الموج
في عيوني.
++++++++
هناك في الأفق الأزرق
لا أرض و لا سماء،

جلست وحيدا أتأملني
أخترق جدار الصمت
كان المكان فارغا إلا من رعشة عرضية 
وبقايا كلام تركه مثرثرون فوق طاولة منسية
ولوحة لبيكاسو
فتيات أفنيون
معلقة
مصلوبة
كأنها فقدت جزءا من اللون الفاقع
كأنها فقدت لمسة النحت
في لحظة جنون