اِنصَرَفوا كما الأسقام من ذاتِ السّـقِـيم تَـنْصَرِفُ،
وتَبَـدَّتْ عَوْراتُ حُكمهـم حين انكشفوا ،
وكانوا قبل هذا عن الحق قد انحرفوا ،
وظنّـوا أن العروش باقية لمّا خالط سطوتهم الخَرَفُ ..
وأطلقوا أيديهم تُـفسد في الأرض  وتُـتلفُ ،
وحَسِـبوا أنّ قِلاعَهم كالطّـود ثابتـةً ،
لكنَهم لمّا فَـار التنُّـورُ مَعَ السَّـيْلِ انْجَرفـوا .

كُنتِ كما كنتِ غانيةً ترقُصُ باُسم الزّعيم وتهتِفُ ،
وتَفرِشُ له الرّاحتين ..
وتُعطي من دون رياء وتَعطُـفُ،

الشاطئ ضيق ،
فارغ كالريح،
لا الصيادون ولا العشاق
أمنوا غضب البحر،
وحدي أمشي في هديره،
ترافقني نورسة بيضاء،
معجبة بانكسار الموج
في عيوني.
++++++++
هناك في الأفق الأزرق
لا أرض و لا سماء،

جلست وحيدا أتأملني
أخترق جدار الصمت
كان المكان فارغا إلا من رعشة عرضية 
وبقايا كلام تركه مثرثرون فوق طاولة منسية
ولوحة لبيكاسو
فتيات أفنيون
معلقة
مصلوبة
كأنها فقدت جزءا من اللون الفاقع
كأنها فقدت لمسة النحت
في لحظة جنون

جلست وحيدا أتأملني  وأنا أخترق جدار الصمت
كان المكان فارغا إلا من رعشة عرضية 
وبقايا كلام تركه مثرثرون فوق طاولة منسية
ولوحة لبيكاسو
فتيات أفنيون
معلقة
مصلوبة
كأنها فقدت جزءا من اللون الفاقع
كأنها فقدت لمسة النحت
في لحظة جنون

رأيت على جدران حلب خربشات؛تحكي مرور أطفال.
رسموا زهورا ,فراشات ,وأكفا ؛وانصرفوا.
في واجهة المسجد ,صومعة مذبوحة من الوريد إلى الوريد:
لا,من هنا لم يمر أطفال.
مرت الدبابات متعقبة جنازة طفل
توهم الثورة لعبة .
لم يقل له أحد أن الأطفال في سوريا لا يلعبون.

يا طويل النفس ؛في قتل الأطفال:
هل تحب أطفالك؟ هل يحب أطفالك لعبهم؟
كم يلزمك من طيور الجنة لتنتصر على سوريا؟

خمسُ دقائقَ تكفي
لأن أرتّب شرشفَ الوقتِ
كي تغطيني غيمةٌ ناعسة
لأن أسلمَ على أمّي

التي أثقلَت قلبَها سنواتُها السبعون
خمسُ دقائقَ تكفي
لأن أرى كلّ لون ٍواضحًا أكثر
لأن أغسلَ قلبي بماءِ الذكريات

خمسُ دقائقَ لا أكثر

’’هل آمل أن أتكلم كما لو أني أنت؟
هل آمل أن تستمع إليّ كما لو أنك تتكلم لوحدك؟’’
شربل داغر

يا شمس قلبي
ظلالك تضنيني
يا هواجسي المسهدة
يتفتح الغامض فيك
على ناصية القول
أسرارا
وعدا بلقاء

من شقوق الحزن الثقيل
تتسللين الى الغياب..ينبت على شفتيك الورد
يسيل الماء
ترحلين دون ان ان تنزل الا لهة من عروشها لتبارك عريك المستباح
ترحلين هكدا فجاة .. خلفك انين الصهيل الا ندلسي
تمتشقين قوافل الغياب
يا هلين المغربية
كم هو ثقيل بعدك هدا المطر المسائي
كم هو ثقيل هدا الغياب
كم هو ثقيل هدا التبغ..هدا النبيد
هدا العمر.

صليت  فجر هذا  الخميس
تدثُّرت  بوشاء هذا الانبلاج
أأنا في القبر ..أم القبر يسكن لظى هذا القلب المترع..؟
سأعزف على قيثارة  خرساء  تلد سمفونية ارفيوس  اللعين ؟؟
سميني القصيدة، علّي أصير حفنة حنطهْ
..أو خبز فقراء الدرب
كما البخيل..
سميني الرسالة ، علي أكنس وريقات ساحة الميدانْ
..أو عربة  بائع
كما البوعزيزي..
سميني الجريدة ،علّي اتلو  بياناتْ

الخوف:
الخوفُ ما الخوف؟
عاهرةٌ بريئة
تدافع عن سرّها
بمكياج الرذيلة
الخوف ما ا ل خ و ف؟
غزال شاردٌ
يدفن قلبه
بقرْن التردّد وخدَر الفضيلة

صورة:

أطَلَّ الجحيمُ..
وتَبعْثَرَ الحُلمُ فُتاتاً عند أقدامِ البَنفسج..
والبنفسجُ انحنى..
قلّمَ أظافرَ الفجيعةِ واندَثر...
لا أمل..

(2)
أي حُلُمٍ تتحدثُ عنه يا صاحبي؟
ألَمْ تَستنْشقْ رائحةَ تَبْغهِ على ملاءاتِ أمي؟
ألم تَذُقْ طعم آخر كأسٍ رشفَها؟
وآخرَ ابتسامةٍ من وسائِدنا سَلبَها..؟

اعتدت غيابكَ
كفراشةٍ اعتادت النوم على كتف بركانٍ ثائر
كنخلةٍ اعتادت توافدَ الثلج على سعفها
كشمس اعتادت حضور الشتاء 
وكطفلةٍ اعتادت اليُتْم..!!
****
اعتدتُ غيابك
بكل الحنين المحشو في قسوته
بكل الذكريات المختبئة خلف أزقته
وبالرحيل الذي كان أسرع من ومضة برقِ
في ليلة مطرٍ حاقد

أنت الأصل وكل النساء فروع
قد تختلف أجسادهن أوطانا شتى
وأشكالا في كل الربوع
ويبقى المحيا محياك
والوجه صورة كل الجموع.
أمًرَكِ إمارة العاشقين إطلاقا
من بات حزينا، شريدا، تائها بين الضلوع.
إمارة سادها الرضى وعمها الخضوع
سلمت مفاتيح الفؤاد عن طيبة خاطر
واستسلمت لمنتهى درجات الخضوع
زادُها الجوى العذب حلو أريجها

كطفلٍ يعود ..
الى دهليزهِ .
يعـــود كمن يُساقُ الـــى..
مقصلةٍ قريبةٍ من ..
أنابيب الصرف .
يُحْمَلُ علـــى الأكتافِ
لم يُخيَّر قَطْ على الحَملِ
يُرَتِّقُ ماءَهُ أكتاف ..الــ
مصوتين .
خائفٌ هو ..
من المجهول .

أمُرُّ بِحَانٍ "بسَانِ مِشَالْ"
فَأدخُلُ أشرَبُ حَتَّى أُشالْ
و أبلُغَ مبلغَ تلكَ الغُيومْ
و أُرْفَعَ في الأرضِ مثلَ الجِبالْ


أيا صاحِبِي أَدِرِ الكَأسَ فينَا
فقد كانتِ الكأسُ خِلاّ أمينَا
أدِرْها صديقي و لا تبخَلَنَّ
أدرها لتمحُوَ جرحًا دفينَا

حملها في ذاكرته نبيذا و اشتهاء و سؤالا،
أسكنها الجزء الخفي من القلب،
و مضى يلعن زمنه،
الذي يسلبه كل الاشياء التي تعطي لوجوده معنى.
ستظل في سيرته المريرة نورا لمع ذات مساء حزين،
فأغواه باحتراف السفر،
ستظل لقاء لم يكتمل،
حلما ككل أحلامه المتعذرة.
حملت انبهاره و مضت،
تركته في جحيم الانشطار،
لم يعد يعرف أعليه أن يخنق أنفاسه

البحر
أعمق من نهايتنا
حزين مثل راقصة
تخبئ بالمرايا حزنها
لم يكتمل بعد النزيف
تكسر المجداف في دمنا
تغير كل شيء
نغمة الأيتام في وضح الغياب
زوربا
مدائننا البعيدة
رقصة الثوار في وطني

تحملني شهوة
لعينيكِ
يمنحني ظلكِ
مسافات الجنوب
أسافر في شقوق
الماء المنحدر من حيرة الخدود
امنتانوت…
جسد يتدثر
بريح الصباح
بأوراق تغطي
عري الغرباء

كفكرة عابرة......
تبتا غني رعشة الغياب
تلوح هالة الأين من أصقاع الياسمين
أبرح أبراج اليقين....أنثر براعم العشق في كل الساحات....
لك يا مدينتي ما في الصبح من صفاء الندى
من أسوارك يفوح زمن البهاء عبقا
ومن مآذنك تتلألأ أيقونة التاريخ شفقا....
سحرا في دجاك يسلب ألباب الخاشعين
...........................
مكناس يا أنشودة العاشقين الأشاوس