قالت لي...
أتمنحني صوتك وثقتك وأنا ضريرة**...
وفي المغرب أحزاب كثيرة...
"التراكتور" و"الوردة" و"الميزان" و"السنبلة"... واللائحة طويلة...
فيها الأحزاب المنافقة والمثيرة...
والثرثارة والنبيلة.....
ما أنت إلا بمواطن مجنون...
أو مشفق على حزب ملتح ضرير...
قلت...
بل أنا سأمنحك ثقتي يا لامبتي...
ولا أتمنى من دنيتي....
وقد رزقني الله الصبر حتى أثق مرة أخرى...
وما أظن الفوز محال...
قالت...
إن فزت فسيعم العدل والحق...
وسينعم البائس والضعيف...
لكن...
من يعطيني صوته...
من يمنحني ثقته...
وفي يوم جئتها إلى صندوق الاقتراع مسرعا...
أنا والأسرة وبقية الأهل والجيران...
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا...
وستفوزين وتحكمين بالحق...
وستوفين بوعدكِ لي...
وتكونين أول حكومة أمينة ...
ويوم فازت ووقفت على رجليها...
بدأت أستمع وأشاهد التلفاز لأرى شعبيتها...
ويدي لا تفارق برنامج حزبها...
قلت إنها نهاية الفقر والاعتقال...
وخلو شوارع الرباط من البوليس والمخزن المعنفا...
فمتى ستجرئين مثلما كنت في المعارضة...
حيث كنت تقولين للهمة حزب الفئران...
ومتى ستقضين على الفساد والاستعباد...
قالت ...
أأنا قلت ضد علي الهمة من أجل الشعب الحقيرا.....
وقد أصبحتُ اليومَ معه في القصر صديقا ...
فبكيت ...
وقلت سامحيني...
من أنا؟ ما أنا إلا مواطن ابن الشعب...
ليس أبي بالوزير ولا البرلماني ولا المسؤولا...
ولكن ...
قبل تخوني اللحية وتخونيني...
أريدُ منكِ أن تعديني ...
اعترافا أنك مهرج ولست حكومة...
**الكلمات على منوال قصيدة: ضريرة، لنزار قباني