لكأنّها الأشْـهَـى شعر : سيف الدّين العلوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

اليوم موسِمُُها..
خذها إلى البحْرِ داعبْها على مهلٍ
بـلطافةِ العشاقِ قُــــدّ قــميصَها،
واصبِرْ على  ما دنا مِنْ فِـتنةٍ وبعيدِها،
وعلى يسيرِ لذائذٍ
وعويصِها..
خذْها إلى الرملِ ،
أو شئت بين الموجِ والماءُ مرتبكُ،
إنْ شئت  في نوْسَةِ الجزْرِ
أو في صولةِ التيّارِ ثارَ في مددِهِ
أو ـ فليكنْ ـ زبدِهْ..

و افتضّ خاتَمَها
فــاليوْمَ موسِمُها..
+++ ++++ ّ+++
خذها إلى الثلْجِ ، يشهوهُ
اللّظىَ شَبِقًا في فزْعةِ الشفتيْن
تفْترّانِ عنْ  فَـمِها،
وفي الأبيض النديان
بيْن ندائفِ قُطنِه البريِّ
ترْتَاعُ، وتنصاعُ،
و حين يُترعُك البياض الفظّ
تنقضُّ على الأشواقِ
تلْهَمُها..
خذها إلى الثلجِ..
فــلّـــتْ عُـــرَوةَ الفسْــتان،
بحيائك الــبدْئيِّ و البدويّ
نَـــشـِّـرْ عُـرْيَها مَحْضًا
واغـسلْ لها دمَـها
فـــالحُـبُّ مرْهَمُها..
+++ +++ +++ ++
خذها إلى الليلِ،
تُـضيءْ سَـمَـرَهْ..
هي نجمةٌ ثمْلى بِعِطْرِ ضيائها
فـانْضُ عنْ ياقوتِ بهجتِها
قَــواقِعَ العتماتِ،
رُشَّ عبيرَها غَـــدَقَا،
هي كوكبٌ الأسرار
بالأسرار مـُسْـتعِرَهْ
أعيتْ  بِـطلْسَمِها مُنجِّمَــهَا..
+++ +++ +++ +++ ++
خُـذْها إلى الصحراء..
في البيـدِ وحْـشُ الوِحشةِ العمياءِ
عـاوي
في المدى عـطَشٌ نُحاسْ،
وصُفْــرةٌ مكنونةٌ في الكائناتِ
ومطلقٌ يرتدُّ مِنْ فرْطِ ما يَـمْـتدُّ
ضيـقَا..
سُقْــها إلى الصّحراءِ عاريةً ً
سوفَ يُـلـْقي بَرْقُها نُطَفَ الهـوى
ويَـسْـقي ماحلَ الأشواقِ صحْوُ فصولِها
الحـرّى و غائـمُـها،
و تحْـبَـلُ الألْـوانُ والأكْــوانُ والأزمانًُ
حينَ ـ وحسْبَ ـ تـَـلْــثُـمُها..

خُذْها إلى كـَـفَــنٍ  النهايةِ
سوفَ تبدأ خلْقَها الأبديّ..
للـفكْـرةِ حـمْأ ٌ بِملمَسِها تُــملِّــسُهُ،
وطينٌ غــيْـرُ مسْـنونٍ يُكوّنُها،
يصوغُ لها منها آتيَّ هيْـأتِها
وخزّافٌ يقُدُّ جمالَها الكونيَّ،
يحفر في صميمِ الرّوحِ
ذكْـرى الحمْلِ والميلادِ والإشراقِ والإيراقْ
إزميلُ واشِـمِها..
اليومَ موسِمُها،
لكأنّها الأشهى إذا الْتغَـمتْ بِــغصّتِنا. 
لكأنّها الأشهى إذا استعصتْ مغانمُها..

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟