شوكة تدميك وتدمنها
أنت المجروح المدمى
ما زلت تحضنها
طالما يطوقك الليل
بما يطفو حولك
من رموز حلكته الشرسة!
شوكة ملتبسة
تأبى إلا أن ترديك
صريع وردتها المشتهاة!
شوكة تصر أن ترتديك
منذ أزحت الحجاب الثقيل

نسمة الحرية مرت من هاهنا...
أعطتني أغنية و بسمه
ثم مضتْ...
سارت نسمة الحرية في الدياجي ،
باركت الشموع ، كفكفت الدموع..
ثم انقضتْ.
عبرة من المقلة نزلتْ
وأخرى لفراق النسمة قاومتْ ،
ثم هوتْ
دمعة من السماء على قلوبنا انبرتْ
رعشة المظلوم أجهشتْ ،

الضوءُ يشحّ في البار
والقواريرُ خلف المشرب
ينضين أثوابهن
وأسماءهن
ويغمن
عند الفالس الأخير.

غافلني المساءُ
كحال السّاهم
في طيف طفا
في الكأس ثم غاب

صغيرٌ كثغرِ المنونِ..
وفي قلبهِ قمرٌ لا ينامْ
يؤلِّبُ ما في الحصى المرمريِّ
على ما تقولُ مياهُ الظلامْ
ويُصغي لأبعدَ من بسمةٍ
من شفاهٍ مُعذَّبةٍ...
من نجومٍ على حافةِ القُبَلِ الضائعةْ
للأنينِ المُوَّزعِ بينَ فمي
بينَ يقظةِ روحي على تُربةِ الأنبياءِ
وأحلامها اللاذعةْ
يُخيَّلُ لي ما يُخيَّلُ لي

أصابُ بالضبابْ
وغضارُ الكلمات ِ الباكية
فوق حناء يدي
العابرتين صوبكْ
يبتكرني وأنا أتنفسْ
وشمٌ سخيف
يزهو فوق فم العرش
المخضب بحبات طلع ٍ هانئة
هل من السهولة ِ تصورُ
رحيل ِ الأشياء
نحو نهر الكلمات العجاف؟

مُطفأٌ مثلَ قنديلِ عينيكِ في هدأةِ الفجرِ..
فوقَ غصونِ الشرايينِ
تعدو الوساوسُ خلفي كليلِ الشياطينِ
في خطوتِكْ
تحاصرني في زوايا الكلامِ
ويخنقني شبحي المتمثِّلُ في صورتكْ

مُشعلٌ بدمي.. مُطفأٌ.. مُرجأٌ
مثلَ زرقةِ صوتكِ... كالطفلِ في اليمِّ
يا نورسَ الروحِ... يا ندمَ الشعرِ
يا شغفي بالنصاعةِ في خنجرِ الحُبِّ

ِمترفة ُ الحسن  أنا
هذا الصّباح
حدّ البذخ....
كنهدٍ غارق ٍ...بزهرِ الياسمين ْ
كجديلة ٍ طافحةٍ بالقبل ْ
كليلة ِحب ٍشاهقة ِالنبض ْ
حملتْها صوب َ السّماء
قافلة ٌ .....من ْ عصافيرْ
كمرج ٍ أخضرْ
يعطي جسدك َ
حدوده ُالنائمة.َ

يجب أن تسكروا على الدوام، الكل هناك،
 إنها المسألة الوحيدة لأجل ألا تحسوا ثقل الزمن الفظيع
 الذي يكسر أكتافكم و يحنيكم في اتجاه الأرض.
 عليكم أن تسكروا بلا مهادنة.

لكن بماذا؟ بالخمر، بالشعر، أو بالفضيلة كما ترغبون، لكن اسكروا!
و إذا استفقتم أحياناً، على درجات قصر،على عشب خندق أخضر،
 و السكر قد تراجع آنفاً أو اختفى،

المعادلةُ ولدت مُختلّة
سجّاناً بوجهين
وقطةً مغريةً لحقل تجاربْ
كلما اطلقتْ ساقيها للريح
تعثرتْ
نزف أوردة لقصيدة
ما كتَبَتها الّا ليتخطفها الشيطان
على هودج من نسيج الشمسْ
في البعيدِ...البعيد
هناك
ممالك ذهبية

لن أنامَ اليوم َ
قبلَ أن يلبس َالنيلُ
غوايةَ َ زليخا
وأفتح َ للجرح ِ...أبواب َ الغيب
لن أنام َاليوم
قبل أن أتقمصَ البئر
قميصاً من دمع ٍ حزين
درباً يسلكهُ...يوسف
يوسف:
ياصاحب َ الوجه ِالجميل
والقلب ِ الطيب

اِرمي بعيداً
كلَّ أقنعةِ الوضوحْ
وتلحّفي مثلي..بشيءٍ من دوارْ
وتسرّبي في داخلي..بحثاً عليَّ
يا شهرزادْ
إنِّي فقدتُ هويتي
وفمُ الحقيقةِ جائعٌ
هذا لساني
مثلَ أضرحةِ الفجورِ
حينَ يلبسها الغبارْ !!
يا شهرزادْ

بين الحنين و الترقب..
تكتبين هنا في أملي
قصيدتك الجديدة...
تتمرغين على وجهي ،
كأنك أنت التراب..
الذي أهدانا الحقيقة
الأولى
عن سر الضياع
ورمزية الأمل...
قصيدتك – وفيها نام الوقت مغتبطا –
تسبح في نومي ،

هاهنا قرب المدفأة
قد تراخى جسدي
بدفء يكاد ينمحي
فيما الحذاء الملطخ
بالوحل، يطأ الأرض
ليطيل رعشة الليل.
الغرفة خالية وباردة
وقطرات الماء التي تلمع
على المعطف
تنطفئ تباعا
كالبلور الكاذب.

أعرفك
فدمعتك التي سالت
هي الآن سحابة حزينة
أتعبها الرحيل..

أعرفك
إذ صلبوك في منتصف الحلم
وأودعوا بين ذراعيك المفتوحتين
شيئا من السخط
والكلمات المشبوهة..

ماذا ترى
في هذا الرماد
غير اسمك عاليا
يضيء صمت العابرين ؟
الهواءُ
مظلّـةُ أحلامهم
يمشون
كأن سماء تَـنزّلت
في خطوهم
كأن أرضا غير الأرض
تأتي بعدهم

كما الماء
حين يبحث عن إلفه
في ظل امرأة تحلم بالرحيل .
 
كما  الماء ،
حين يمنح الحروف
شكل الذكرى ،
و يهب الغيم عري الأشياء .
 
كما  الماء ،
عندما يتلصص مساء

نواعيرُ تغرفُ دمعاً جرى ,
قيلَ : عيدُ

نواعيرُ أسبُقُها لابِنِ فرناسَ
ألقطُ جُنحيهِ
نحو فضاءٍ ,
وبرقاً كبازٍ أصيدُ

نواعيرُ تندى بألفٍ من القُبُلاتِ
وكان البليلَ البعيدُ !

أيها الموت
من يهدهدك قليلا
لتسكن لظلك ،
و تنام ،
كي نمسح حزن طفل
في مقلتيه
احتقرت الفصول ،
أيها الموت
متى تنام قليلا
و تترك لنا دمنا المسافر
في غبش الفجر ،

هذا الغيابْ..
وأنا أُحالمُ يقظتي
علّي أراها..في مكانٍ ما
يعطّرُ شَعرها
كل الزوايا...
نينا أمامي...نينا أمامي
في ثيابٍ كالضبابْ..
ترمي علّي وعيدها
لا تختلسْ منّي النظرْ..
أغمضتُ عيني تاركاً
للعطرِ رسمَ خيالها