لا تريحيني
يا امرأة سميتها
ثم فقدتها
على شجر هناك...
لا تريحيني
ففي عينيك بحر
صار يرفضني بشدة
ليت لي سرا في الظلام
لعلقته مشنقة للنهار
قبل أن أوزعه
على القبور والنجوم.

من الشبَّاكِ غَنَّى بالقصائدِ وارْتِعاشاتٍ يُواريها
عن الأشجارِ والأطيارِ والأمواهِ والشهداءِ والهمساتِ
والطرقاتِ والأسمارِ والأسلاكِ والأمطارِ والعبراتِ
واللوزاتِ والأمواجِ في جفنِ المساجينِ
يُداري لَونَ غِنْوَتِهِ عن الريحِ
وسَجّانٍ يُسَبِّحُ بالمفاتيحِ الَّتي حكَمتْ
وسِلسلةٍ وقد نُزِعتْ من العظمِ
من الشباك ينعَى نجمةً سُرِقتْ
يُدنْدِنُ لحْنَ مكلومٍ على بلَدٍ
ينادي للمناديلِ الّتي تَهْفو
إلى حِبٍّ ينامُ على قَصائِدِهِ

دائما
وأنت تتسللين إلى الحلم
بفستانك الأسود
ترسمين هواجس تنال مني
وتنسين ماء قلبي
يرتجف في صمت
الريح تعوي لتأخذ
من نومي راحته
وأنت تبعثرين تراب عشقي
لتغتالني الأرض
فتتلذذين هذا الانتصار

في خيالي
قيثارةُ ربةِ الشعرِ
لا تكفُّ عن العزفِ
أغنِّي ...
في البدء
كانت حبيبتي
وروحُ اللهِ يرفُّ فوقَ الماءِ ...
 
حبيبتي
سمكةٌ إلهيِّةٌ
خرافيةُ الألوانِ

الغرفة موصدة الباب
وأنين الليل يختمرُ
وحدي أناجي حرقتي
ودموع تنهمر وتنهمرُ
والليل وشاح من ندم
فنور المصباح يحتضرُ
الساعة مثقلة بعقاربها
وصورة حبي عن عيني تندثرُ
ولليل نواح لا يدمى
وصياح غراب في الآفاق ينتصرُ
وطقطقة الماء على الأرض تذوبني

بين الصفحة
 الأولى
و الأوراق المتبقية،
الرجال يحتفلون بالمؤخرة،
و النسوة استقلن.

الربيع الذي كان
لك يعد رمز طفولتنا
و لا الأرض
 ارتوت من دمنا،
و لا الحصاد

في سواد المقاهي
حيث الأصدقاء الشرسون
يمزقون قلبي
ليتقاسموه أو يكنزوه
في قبور سرية
يتهيأ الليل ليشردني بلا عناء.
وفي الليل وفي كل ليل..
يمسكني القمر
كخفاش حزين
لكن روحي المتعبة لا يضيئها شيء.
أيها الأصدقاء

مرة أولى:
أخاطبك وأقول:
إن سعادتك تعاستي
وحينما يحالفني الحظ
تغدو الكلبية لصيقة بك
هكذا فقمة سعادتك
حينما تبرز قوة ضعفك
أما قوتك الفعلية
فلا يعرفها إلا تلك التي ولدتك

إني لأراك كمن يرى

هَبَّتْ سِهامُ الموتِ تطلبُ قلبي
من كلِّ حَدبٍ في هواكِ وصوبِ

مُتوهِّماتٍ أنَّهنَّ وَجَدْنَهُ
حَيَّاً ولكنْ ما صدقنَ ورَبّي !

أنا نصفَ مَيْتٍِ صرتُ لمّا لُحتِ لي
يوماً فكيف بقُبلةٍ في الدربِ !؟

هيَ قُبلةٌ أعطيتِنيها خِفْيةً
لكنْ صداها رَنَّ حتى صَحْبي !

 مساء خادع
يحملني إلى غبطة الوحدة.
والتي تشكلت في خيالي
تمسح عن جسمها قبلاتي
لترصع خياناتي الفادحة.
حرقتي
لم تبددها المساءات
ولم تتركها الشوارع كي ترتاح
فأية دمعة تتسع لندمي
 والقلب الهارب يعوي
كلما اشتدت حلكة هذا المساء.

الغبار على المرآة
ينتظر بدون ملل ملامح
فتاة شقراء
وتفاصيل يوم مزدحم بالذكريات
ليمارس عادته في كنف الخيال
أو يمارس نسيانه في زحمة العمر
حتى يراوده السبات.
ثمة حلم خلف المرآة يصيح
وثمة قميصك المفتوح المرتحل
إلى أفق الهوى دونك
يغطي المرآة مزهوا بالعشق

ريح مرت..
وأنا أساور حزنا
كي يأتي بالغبار
هو الخريف عند الباب
يتساقط أوراقا
ليبتلى بالبكاء
دموعه تربكني
ومن وهجها أخبو
وأستحيل دمعة
تتمرغ في التراب
سأجفف هذا الدمع

(1)
كسيرةٌ أنتِ كشقَّيْ هلالٍ
كوجهِ السماءِ المائيِّ
كسهمٍ رمليٍّ
كسيفٍ فاطميٍّ
جميلةٌ أنتِ كأسطورةٍ
وشفافةٌ كماري أنطوانيتْ
ومُرتعشٌ ومخلوعٌ أنا كلويس السادسِ عَشرْ
كالحُريَّةِ... كطفولةِ القصائدْ..

(2)

لمّا غوانا جحيم الرّحيل..
حرقنا بجنون بطاقة الهوية..
كي نصير مثل الرّياح ..
لا بلاد لها !!

كان الطّموح
جوادا نيزكيّ الجنوح والجموح..
وكان الحلم كونا فسيحا
مستفاض الخيال..
والمدى عوسج للأمنيات
التي طارت

لا وقت
نوافذ العمر مقفلة
وحتى من مروا في ظلمة
هذا الليل لم يتركوا فوانيسهم
ليتناسل منها
الضوء.

لا وقت
ولا شيء من خطواتك في المدينة
أكنت تمشين بلا أثر
فالممشى موجع وعنيد

اسدل راحتي المرتجفة ،
على آخر تغريبات الثلج ،،
و أستنهض جمرا مكويّا بالبرد ،
حتى أحاصرني في موتي ،،،
السّماء حبلى بالفراغ ،،
و خيوط المطر القديم
تنحت في الغيوم نداء الجدب ،،
انْ لا تستفيقي يا أرض ،،،
انْ لا تلدي رغيفا يحجب عنّي ،،،
انْ لا تطعمي طيرا يغرّد لغيري ،،،
و أنا المرصوص بحب الحبق و الدفلى ،،

أيَا أمّاً يثورُ بخصرِها جُرحٌ
كأنَّ الهمَّ إكليلٌ
وَيا لَهْفي
على أرضٍ وقد أبْكَتْ حرائِرَها
وأمواج من الآهاتِ كَبَّتْ في شَراييني
فقد رَضِعتْ شِفاهي دمعَ زيتوني
وما زالتْ ثِيابي تذكُرُ التينةْ
ولم تنشفْ مناديلي
فهل أنْسَى زُقاقاً كنُتُ سامِرَهُ
وأشجاراً تُذبُّ الريحَ عن جُرحي
وعند تَراكُمِ الحزنِ

دَعُوني أُهَدْهِدْ جُفوني
أَحِنُّ الْتِياعاً إلى النومِ بين الجداولْ
أَذوقُ الْتِحافَ الحُقولِ السَّنابِلْ
بلا رَهْبَةٍ من نُيُوبِ المناجلْ

دَعُوني أُذَلّلْ رِياحي
 نَلُمُّ الْبساتينَ في حضنِ أُمّي
ولونَ النّدَى في الوُرودِ
فَلا أَمْنعُ النّحلَ منْ أٌقْحُواني
وَلا نقْرَ جائِلْ

حدث هذا، في الربيع الأخير
قرابة العام و نيف،
في صالة المعبد القديم بلندن،
المليء بأثاث طاعن في القدم.
كانت النوافذ تطل
خلف منازل متداعية،
و إلى مسافةبعيدة:
في العشب، اللمعان الرمادي للنهر.
كان كل شيء رمادياً و متعباً
كألوان لؤلؤة عليلة.
كان هناك شيوخ و عجائز