في الليل وفي كل ليل هناك صراخ – شعر : عبدالعاطي الخازن

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
في سواد المقاهي
حيث الأصدقاء الشرسون
يمزقون قلبي
ليتقاسموه أو يكنزوه
في قبور سرية
يتهيأ الليل ليشردني بلا عناء.
وفي الليل وفي كل ليل..
يمسكني القمر
كخفاش حزين
لكن روحي المتعبة لا يضيئها شيء.
أيها الأصدقاء
تتركوني دون أن أكتوي
بأعقاب النهار
فالليل بارد
وحقدكم أكبر من الشهب
التي تتفجر في الأعالي .


وفي الليل وفي كل ليل..
يجذبني الصمت
يجذبني التسكع وحيدا
لأخطو وئيدا
حالما في عراء محظور
لكن لاشيء يغري بالأمل
ولا ضوء يقفز من العين
ولا دمعة تسند هذا الوجه الغادر
ولا يشفق أو ينسى
أن قلبا قد تشقق
لتتسرب منه رائحة الحب .
وفي الليل وفي كل ليل..
هناك مراكش الخجولة
تترك ظلالها
في المرايا المهشمة وتختفي
تعالي إذن حبيبتي
 لنشرب على ذكر صور بددها المساء
أو على ذكر أصدقاء
دفنوا قلبينا في الصحراء
تعالي
فما من أحد يناجي غيمة حزن
أو يلقي بسمته من أجل هذا الليل

تعالي
وأنا بدوري سأطري خاطر هذا العالم
بقصيدة ليلمع
ويجمع قلبينا في الضياء .
تعالي
فهناك ذاكرة أجهل الدخول إليها
ذاكرة تركت يديها معلقتين
على حبل صمت سحيق
أصابع لم تكتمل
وشرفات لا تقوى على الكلام
والعتبات بعريها
لم تستطع أن تفضح
أسرار البيوت المهجورة
لكن
بصوت الريح فقط
ستبني الطيور أعشاشها
فوق أسطح تتهاوى .

وأنت أيها الطائر
الذي ستولد مع الليل
فالليل ليل المشردين
والسماء أكثر تعاسة
من أحلامنا والضوء .

لا ضوء
الضوء  زائف
وفي الليل وفي كل ليل..
.. هناك صراخ.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟