انطباع المنفى - شعر: لويس سارنودا – ت: صلاح انياكي أيوب

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
حدث هذا، في الربيع الأخير
قرابة العام و نيف،
في صالة المعبد القديم بلندن،
المليء بأثاث طاعن في القدم.
كانت النوافذ تطل
خلف منازل متداعية،
و إلى مسافةبعيدة:
في العشب، اللمعان الرمادي للنهر.
كان كل شيء رمادياً و متعباً
كألوان لؤلؤة عليلة.
كان هناك شيوخ و عجائز
بريش مغبرعلى قبعاتهم،
وهسيس صوت في الزوايا
حول الموائد المزينة بالخزامى الصفراء،
و صور العائلة، فأباريق الشاي الفارغة.
لقد كان السمك النهري الساقط
بصيت هرة،
قد أيقظ ضجيجاً بالمطابخ.
و بقربي كان رجل صامت
أحياناً كنت ألمح ظل
هيأته الطويلة
يتمدد بشرود على حافة الكأس
بنفس الكلل
كميت خارج من قبره
لأجل حفلة اجتماعية.
و على شفاه أحدهم
في ركن هناك
حيث العجزة يهمسون جميعاً،
ثقيلة، كدمعة ساقطة،
تدفقت فجأة كلمة: اسبانيا!
كان تعب مجهول
يدور برأسي.
و ما أن أشعلت الأنوار انصرفنا.
بعد سلاليم طويلة و شبه معتمة
و جدتني في الطريق،
و بالقرب مني و أنا ألتفت،
رأيت من جديد هذا الرجل الصامت
و قد تلفظ بعضاً من كلمات غامضة
بنبرة غريبة.
نبرة طفل يلتحف صوتاً شائخاً.
كان يتبعني ماشياً
كما لو كان يسير لوحده تحت ثقل لامرئي
و هو يجربلاطة قبره.
لكنه سريعاً توقف
قائلا: إسبانيا؟ اسم
إسبانيا ماتت.
و بغثة انعطف الزقاق الصغير
فرأيته يتلاشى في الفيء البليل.

شعر: لويس سارنودا
ترجمة: صلاح انياكي أيوب


تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟