يَسْكُنني وهمُ الهبوب حين انشطاري
ويشطرني حين يهب ألف ألف رقعة
عليها ألف قطعة من لحن أشعاري
نبهتُ أربعَها أني في الوِجْهات مجرد ريح
تصد الريح عن أسواري
وأوهمتها أني طائر روحه ممزوجة بقذى أعفاري
ومضيتُ أضرب الريح بالريح
وأبث في الحاضرين بعض أشعاري
و....
جنحت أقصى أقصى خوفي
وتسللت خلسة

سلاما
لغيمة على حافة البئر
نسيت ضفيرتها
ثم استكانت لغزال شريد
سلاما
لفراشة  تتوسد  قمرا
و تنصت لهديل اليمام
سدى
سلاما
لقبرة نشوى
من شقوق المكان

«ها زمن الغجر المرتحلين منذ أمد بعيد، قد ولّى بغير ذاكرة و بغير كتابة».
الشاعرة الغجرية Bronislawa Wajs

مصطبةُ الأسماك. أصوات المخمورين. رائحة المطر
الممزوج بأكياس التبن. رؤوس اللفت المرمي بإهمال.
نساء الساعات الأولى من الفجر. طست الخمر و غبار الحزن
يجول رماديا في الحانة /
أدخل مأخوذا بدخان السمك المقلي، و بخـَدْشِ امرأة
في عنق النادل من أثار هراش شبقي (أتخيل ملتذا
ما دار على الفـُرْشِ !)

في يومكَ المشتاق للدّمِ،رحلةٌ في الذّكريات ِ
تعُدّ من رحلوا بلا معنى
وأنتَ سليلُ-أعرفُ منتهاكَ –رحيلِهم
فغيابهم كالنّوقِ ،تسير في طُرُق معبّدةٍ بعزلتنا
ودائمة الحضور كشعبنا
منشورةٌ أجسادهم يتهلّلون، يكبّرون-برغم بحّتهم وآلام النّزيفْ
(هم أدركوا)
" أصواتهم تعبت من الصّدأ الممزّق في الحناجرْ..."
هم فصيلٌ آخر للميّتينْ
كانوا بلا عنى الحياة يُسيّجون رؤاهُمُ المتواضعهْ
لا يحلمون بقصّة للحبّ تنأى كالخرافةِ

لا سقف يأوي التعب
والشوارع الخائنة
لا تحنو على الخيبات ،
لا امرأة تنتظرك خلف الباب
لتنفض عنك غبار الوحشة،
لا أصدقاء
غير قابلين للصرف،
أو إخوة لا يلقونك
في البئر
و يقايضونك بندم..

أشرب شايي بلا سكر
وليس هناك من اختلاف
*          *      *
العصفور الدوري يذرق
 من الاعلى الى الاسفل
آه ، دماغي والبيض 
*       *     *
انظر من وراء كتفي
كل ما خلفي مغطى
بازهار الكرز
*       *     * 

خبْطٌ على الحيطانْ
صُنوجٌ ناشزةٌ
وحناجرٌ من حجرٍ ثقيلْ
دربكاتٌ مائعةٌ
وصياحُ برابرةٍ
يمزقون الليلْ....,
............................
............................
لن تهنأَ بنبيذكَ الملكي
وتتذوقَ على مَهَلٍ
صمتكَ الأحمر

وعدتُ ...
وما عدتِ ...
لم تبقَ سوى أشرعة منهوبة
ومسافاتٍ من شمع
في واديكِ
تبارى عرق الذئب
إليها ...
وظل الهودج
الروم على الباب
وأنا أرسم جسداً للمنفى
فوق عباءة أنثايَ المنحورة

غريبة أنت...
ملامح طيف...
كغيمة صيف...
تجيء بها ريح الشمال... فمن أنت؟
غيمة صيف... تحن إليها عيون،
ورقة ضيف... تميل إليه جفون،
وفستانك القادم من الزمن البعيد... عنه ما قلت... فمن أنت؟
أيُّ مدينة ولدتك؟ وأيُّ الضفاف عمّدتك؟...
من أيّ الممالك جئت؟ فمن أنت؟...
وكيف هذا القلب ربّاك؟... كان لك أمّا وأرضعك!
ومن ترياق الغيب غذاك

صببت لي كأسا
من وجع الناي
في حضن أبي
ومن وجع أبي
في حضن الناي
وحكيت
ما لا يحكى
أدخلت في روع المنافي
أني
للأمهات اللائي
فقدن أزواجهن

مَنْ علَّمَ الأشعارَ طبْعَ الحانةِ المِدرارَ ؟
قد أصبحتُ أرشيفَ الدموعِ
وسِرَّ أسرارِ المدينةِ ,
والمدينةُ لا تُبالي
دَعْها فِدى أوهامِها
أو هَبْ أنْ إهتَزَّتْ حنيناً مثلَ فاكهةٍ
فهل يقوى الهواءُ على المَسيرِ بِبُرتُقالِ !؟
او هل تَرى يَدُكَ المُقَدَّسةُ الذي فعَلتْ بباخرتي ؟
فقد رفَعَتْ رئاتي العشرَ ألويةً الى شَطِّ الفراتِ
فيا فراتُ إذنْ غَزَوتُكَ
وانتصَرْتُ بلا قِتالِ

ا أختفي في نرجسة مهملة في كتاب ،
و لا أختفي في ليل مفقوء النّجوم ،
و لا أختفي في رداء ليس لي ،،
أنا من ردّ لليل أواخره ،
أنا من غاب دهرا في تجاعيد النسيان ،
و أنبلج كطيف من شهب من تجويفات الساعة ،
حتى ألقاها تكتب على فروة الرّيح عودتي ،
و تشيعني إلى خيمة الشوق ،
أين قرأت في جفنيها إحتمالات النّهارات ،
و نسغ الذهول ،،،

الوقت عصافير مجهدة
اغان من زبد الحبر
اناشيد تتسلى بعذابات الروح
كم تبعد عن ذاتي ذاتي
اشياء تتجاوز في افكاري الافكار
تداهمني اذ اصحو كرما بعد العصر
اتحدث في وضح الرؤية
عن امرأة لااتذكر من فيض انوثتها الا الابناء
اتعمق بحديث ثان عن اخرى
وثالثة
ورابعة .....آه ما أوجع هذي الكلمات

ناشدتُكِ اللهَ أنْ تُصغي لأحداقي
كي تَسمعي قِصةً عن جيلِ عُشّاقِ

وعن سماءٍ إذا ما أظلمَتْ حِقَباً
هَلَّتْ أهِلَّتُها من وحي أوراقي

وهَدْهَدَتْ رئتي من لهفةٍ سُحُباً
فهل رأيتِ عُلُوَّاً رهنَ أعماقِ ؟

كيف التقينا لساعاتٍ وفَرَّقَنا
داعي الوداعِ ولاقانا كسَبّاقِ !؟

شِعري انسكابُ الشمسِ في دمها
انسكابُ النرجسِ البيتيِّ في شفقِ اليدينِ..
شذى سؤالْ
أبداً يُغمغمُ في النهاراتِ العصيَّةِ
مثلَ ماءِ اللحنِ في المزمورِ
يسكنُ كُلَّ أقواسِ المحالْ
(2)
شِعري بلا شفةٍ يُقبِّلُ عريَ ما في عريكِ الناريِّ
يلبسُ لونكِ المغسولَ بالأنداءِ
ينشرُ في حوافِ الليلِ عاطفةً على حبلِ الجمالْ

غيمة ...
غدقُ مآقٍ
من عناقيد الشهوات
ثمالاتُ المساء
ومروق النوّ
على رصيف الريحِ
 ذات ليل مدجّج بقبلات
من شفاه الأنواء
 هيجانا
في ذؤابة الوقت
محتلا عقارب الظلّ

مازال ظل الموت يتبعني
طويلاً ....
وما أزال أحمل عدة الوطن الأخيرة
خمرٌ ..
وموسيقى ..
ملونة حزينة
تضرب جبهة الثوارِ
أصواتُ الحروفِ المبهمة
تساؤلاتُ أيامِ الطفولة والغياب
يُساقط في مهيل الرمل
أشباحاً من البارود

سَيَكُونُ لك
وقتٌ لتغني , وتبكي
ولتقرأ آخرَ الرسائل
التي ,لا تصل
ولن تَرَى
الذينَ جاؤوا ,
منَ الأصقاع ,
لِيودّعُوك

تَذَكَّر  ,
سَيَكُونُ لكَ

كان علي
أنا الرسام الشارد
أن أرافق صبابتي
عاما فعاما
وأنتظر
ريم الصدى
لأرى
كيف تقتل الصبابة
رسمي
أو أقتل الرساما
....