أنا عاشق صوتك المختلف
منذ اتفقت القبائل
على وأد نبضته البكر
بصدر الأمل اليافع
كان هنا يتقدم
صوب لؤلؤة النار!
كنبي غمرته عاصفة حقود
وما أن قهقه جبنهم:
"انتهى أمره!"
حتى اشرأب من تحت الغبار
كالطائر المنبعث من رماده

إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
لعلِّي بما يتكاثرُ منِّي وراءَ ظلامِ الخطايا أعودْ
لعلِّي بما يتناثرُ منِّي على وردةِ الثلجِ
أخطو على جمرِ روحي
وأستلُّ من نهرِ قلبي طيوراً مهاجرةً
في فضاءِ النشيدْ

إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
هنالكَ خلفَ المجازِ المُفخَّخِ بالعطرِ يوماً
سأشربُ سحرَ الحجازِ
وأُقعي كذئبِ الفرزدقِ في آخرِ السطرِ

سأحتفظ لك بقليل من الضوء
وقليل من أزهار الغبار
وقليل من الأغنيات الحزينة
كي تزيني قلق القصيدة والشرفات
وحتى وإن خبا الضوء
وخبت الأشياء المفضلة من فرط العتمة
سأحتفظ لك بقليل من الأمل
وكثير من الحرية
فالليل علق أجنحته قربانا للغربة
وظل سكين جناحي فراشة
وهبتها الريح للصحراء.

الغازٌ
******
أيها الحُبُّ أيا لؤلؤةً
ظلتْ بها الأمواجُ تستهدي
ويستهدي بها غيمٌ مُفَرَّقْ
 أيها الصبحُ النسيميُّ المُنَمَّقْ
لغتي أعرفُها من كلِّ وجهٍ
ما عدا في الحُبِّ ,
لا أعرفُ عن أحرُفِ حُبَّي
كيف تُنْطَقْ !
-----------

أيها الأصدقاء
المنبعثون من شرفة
الذكريات المرة
المحلقون جهة مساءات
لا تصلها رسائل الليل السوداء
في حانة قد نلتقي
لنتقاسم النبيذ
والحلم
والسجائر
لكن بابتسامات ناقصة.

1
هذا المساء
 و في المساء الأخير
 نفتح ممرات لدمنا
 فينسل البحر من أصابعنا
يهبنا موجة حزينة
وحبة قمح و منفى
في المساء الأخير
يبحث البحر عن شاطئه سدى
ثم يغور...
 

بالحكمةِ المُثلى لقدِّيسٍ
من اللاشيءِ أستلُّ القصيدةَ
بالأصابعِ والنداءِ لذلكَ المجهولِ
أحفنُ ما تبقَّى من نُثارِ الضوءِ
في اللغةِ الأخيرةِ
مثلَ صيَّادٍ جميلِ الصبرِ
أنتظرُ الذي يأتي ولا يأتي
بقلبٍ مُوجعٍ كصراخكِ الأعمى
بهاويةِ السماءِ يمُرُّ كالمسحورِ والمبتلِّ
بالرؤيا وبالأزهارِ
قلبٍ مُفْعمٍَ بنداكِ فوقَ العُشبِ

عد إلى مدار الطرائد
أيها المفتون بالرضاب
وارتشف غفوة السبايا
واثمل ْ
اثملْ
تمايل كغصن ٍ القصر المهجور
فالنوافذ مغلّقة بوجهك منذ سنين
تلوح كبارقة الومض
تلوك الشبابيك بعضها
والرياح مزحومة بالخطايا
اشرب كأسك الملعون

تخَيَّلتُ أنْ ألقى السُّلوَّ إذا نأتْ
وأعتُقَ جَفنَيها الضحوكَينِ من جَفني
ولكنَّ أعواماً مضتْ وحضورُها
يفوحُ بروقاً من فؤادي الى الكونِ
---------------
عُدْ الى طفولتك ,
إستحضرْ المبهج من تفاصيلها ,
حتى وإن تخلَّلهُ بعضُ العذاب فستصل الى ما يُشبه الرؤيا .
أعذبُ الأشياء تختفي وراء أبسطِها
فأنت هنا أوتارٌ تُصدِر نغماً عذباً ولو لم يلامسها قوس .
قال : نعم

وكلُّ مابينَ الضلوعِ غناءُ
والأحرفُ الأولى
لقصَّةِ عاشقٍ ماتَ احتراقاً
فوقَ أرصفةِ الهوى
ما عادَ تروي شوقهُ الأشياءُ
نونٌ وياءُ
والنومُ في ثغرِ الحبيبِ رجاءُ..!!
في بُعدها
الليلُ يُلغي بعضَ ألواني
فأصيرُ شخصاً ثالثاً
شخصاً يلاحق لعنةً

1
يدورُ الفراشُ كأزهارِ عبَّادٍ شمسٍ عليكِ
بلا جاذبِّية عينيكِ
فيَّ... وحولي أدورُ             
 2  
معرّىً أنا من قرنفلةٍ  لصباحكِ تومضُ في ليل روحي
أصابعها.. كلما اغرورقتْ بيديكِ جروحي
معرّىً أنا من حنيني إلى صيفك المشتهى
من ينابيعَ تركضُ مكسوَّةً بعيون المها
في شوارع ذئبيةٍ لا تسيرُ
آه يا تعباً يتحدّرُ من جنة الأنبياء ليرفعَ صوتي الحريرُ 

 1
   لو تنحني سحابة الصيف
 قليلا
لأرى وجه أمي
 يهفهفه حنين المساء
لو تنحني قليلا سحابة
الخريف    
 لأرى وجه أبي
وفي العينين ،حزن شفيف
آه لوتنحني سحائب كل
الفصول

(1)
دمي خجلٌ منكَ... منكسرٌّ قمري في السماءِ الوحيدةِ
مُغْرورِقٌ شجري بدموعِ البحارِ البعيدةِ
صمتي يُجلِّلُ حزنكَ.... صوتي غريقٌ هناكَ
فقلْ ما يَجيشُ بخاطرِ عشبِ الشواطئِ
قُلْ ما يجيشُ بأحلامِ شاعركَ الطفلِ
يعدو وراءَ طيوفِ النوارسِ خلفَ حقولِ الغروبْ
وخلفَ التماعِ فراشاتهِ في مطافِ اللهيبْ
 
(2)
آهِ يا قطعةً من نحيبي الخفيِّ وراءَ ضبابِ الحياهْ

هذا٬
تواجدي٬ معلق
على مشجب الصمت٬
هذا اتجاهي٬
برزخ شلو على صهوة الليل
ضيع مفتاحه٬
وهذه أزمنة القبح تنبع من
تلة امرأة أسرجت آهة
على السرة.
هل الموت موجته تعبر الصمت تحت الثياب
كصعقة برقة؟ أم الموت هجمة مد

كنتُ في حضرةِ الماءِ مخضوضراً بالنجومِ
أُهادنُ قلبَ البنفسجِ
في السرِّ والعلَنِ المُرِّ
أهذي بغيرِ مرايا وأقطفُ زهرَ المسافاتِ
من جنَّةِ الغيبِ
أركضُ خلفَ طيورِ السَمندَلْ
 
كنتُ في حضرةِ الماءِ وحدي
كما شهوةٌ تترجَّلْ
كلَّما مرَّ بي خُلَّبٌ لابتسامتها
في الدروبِ الوحيدةِ

يتعبني . يربكني. يضايقني فيه
يضيق علي الخناق.. حتى
يخنقني فيه
مجنون بي كعادته
مرغوب فيه
ويذبحني أحيانا
بلا سبب
أعرفه
أعرف وطني
سيتركني
لغربته

كأغنية من مساء قديم ،.
أناملك شطحات على فلك التيه ،
أجمع صداي في يرقة
و أعيد ظلي إلى هيكلي الضائع وسط محفل الورق
الممزق قرب برج الحمام ،،،،
يا حمام الرّشيد،،،
هذه دورات سميتها في سري ،
خابية زحف التشرد بين مسافة الغوص في تخوم النرجس ،
و دهشتي ،،،،
يا حمام الرّشيد،
هذه ندبات البداية تدخل في غير طلها ،

تمضي الحياة
تغرد كالنهر
في فم الآن البعيد
تسطع كنور الليل
عنقودا
يعلق في أفق السديم
هناك .. غير بعيد عن هنا ..
بعض من أهداب الليل
تفتش عن سكينة
في مدن السهر البتول
تسمع جلجلة الصمت الرهيب

يدي مبدّدة في الضوء
لا تحمل من سلة الفراغ
غير فكرة زرقاء
وقلبي
مثل حبّة نافطالين
يسقط
في جبّة العدم.

حذاءُ الحرب
أهملته منذ حب قديم
داخل خزانة الموتى