( 1 )
هذه الحانة ُ والليلُ وأصنافُ الهموم
رحلة ٌ تفتحُ لي بابا ً..
لكي أغفو على خدّ النجوم
طائرا ً ما بين أرض ٍ و سماءِ
وليكن تحت حذائي
كلّ ما كانَ ..
فلا شىء مع الوقت يدوم
أيّها النادلُ كأسا ً ..
وليكن للثلج فيها ما يكون
قطعة ٌ تكفي .. أو اجعلها اثنتين ِ

رافقت عتمتي وأنا
ألج احتفال الضوء
لألقى شاطئي يوما
ولا ألقاه مهجورا 

مقعدي فات
فأجلسته قربي
و تبادلنا العتمة جنبا
إلى جنب

في ما مضى هوت

سوريا:
حُلمي َأن ْأعبرَ الصّحراء َالمُحْمَرَّة َ
نحوَ البيوت ِالبيض في الأعاليْ
ينتابُني إحساس ٌغامرٌ
غريب ٌوملموس ٌ
يومض ُإلى جهة ِ
الوطن ِالكامن ِفي داخلي ْ.

إنه كتاب ٌمفتوح ٌ
مهئ ٌللقراءة ِ
بعدما سُطِّرَتْ كلماته

النبل أن لا أحبك إلا من أجل الحبِّ
وأدع كيانك في رقة الزيزفون
ثم أنظر إليك كما يفعل أنبياء الغواية حيال الجمال.
أفهمك دون علم لي بمآخذك الكثيرة،
ودون اعتبار لطقوس تتداعى.
اقتربي لأفصِّل لك هالة فارهة
تمنحك وهجاً هائلاً
تعوِّضك عن صنيع المساحيق.
ثراء واسع وبرج عالٍ
من يصدقني؟
من يصدق المحارة في أعماق البحر؟

في سجون الوهم
تريقك براثين أشلائي
ومن أوجاعي
 ينبثق الوحي
وأسفار الحزن
 أنسجُ بداية الروح
فلا تغازلِ الموت
حين يسكر الليل
بنبيذ قمري
اقترب مني أمنحك ثغر عصارتي
وألفحك بشهوة من شقوق بركاني

دعني مع الريح واتركني بلا سند ِ
ما عدتُ أهتمّ للأوجاع في كبدي

دعني ولي خبرة ٌ في الصبر تعرفها
كلّ الرياح التي مرّت على جسَدي

جذعي له هيبة ٌ .. رأسي بها شممٌ
عمري .. حسابُ الهوى يجري بلا عددِ

باتت جذوري جراح الأرض تعشقها
مذ سافرَت نحوها يوما ً ولم تعُد ِ

   1            
الرَّجُلُ الأَكْثَرُ حُزْناً يَتَعَلَّمُ ابْتِكارَ الفَرَحِ الأَخيرِ ،
يَهْوي بِيَدِ قَوِيَّةِ عَلى زَوايا الصَّنَمِ السَّاكِنِ فيهِ ،
فَرْخَةٌ تَأْكُلُ مِنْ يَدَيْهِ ضَوْءا ..
طائِرُ الفينيقِ يَدْخُلُ الحُرُوبَ ضِدَّ فُرْسان أَثينا .
يَتَعَلَّمُ ابْتِكارَ وَرْشَةٍ كُبْرى لِتَصْنيعِ الجَمالِ ؛
طَعْنَةٌ في بَدَنِ القُبْحِ
انْقِلابٌ ضِدَّ امْراطُورِيات اللَّيْلِ
رَقْصٌ عائِلِيٌّ بَيْنَ أَحْضانِ النَّهارِ
حائِطٌ يَرْسُمُهُ في دِفْتَرِ الحَياةِ :
حائِطٌ يَخُطُّ فَوْقَهُ أَرْواحَ مَنْ أَحَبَّهُمْ ..

تنزل عناقيد الليل ملتحفة بالنجوم ،
فتفترسها شقيات كمدي ،،،
و تقطف من هضابها جراحي ،،،
هذه المعابر الآتية من لوعة خطواتي ،
تدنو من تصدع فراغاتي الشاحبة في أطر اللاشيء ،
تعرشني على طواحين مرّ الكسرة ،
فأتلبد في زاوية مقفرة مني ،،
أضاجع في شوكها أضراس الفاجعة ،،
أهيم على رمل مسحوق
تحت سنابك الدم النابت في شروخ القتل ،
و أنتفض سكينا أكلت أسنانه ذئاب الملح ،

حلم متجذر في الروح يأبى إلا أن يُتمّ نوره 
أَجِدُه ملطخاً بالدمـاء يصلي بحرقة و جنون
بين الحرائق و الدخان المتصاعد من بيوت الفقراء
من أجساد الأطفال و الأمهات...

آه أيتها المأساة المتخمة بالمراثي !
ما أصعب الحياة حين يرفع الموت منجله
يتلألأ الحلم عاجزاً
يسقط مغشياً ضحية لعبث الإخوة
عبث الحقد و الطمع...

قالت العرّافة:
أيا كلاديس*
سُحْقاً
بَصقتُ فيك تنهُدي
خذها من وحدتي
 بين طاولاتي الخاويات
أين هداياهن؟
أين باقات الياسمينِ؟
أين تلك الجمرات؟
عناكبٌ حوليَ وارتْ
قاع فناجيني

يدخل,
و تفرد كونها
على باب البحر
تآخي النوارس,
يبصر بين أهدابها
أسطورة الرمل.
فعد إشارات النجوم
و مضي يتسربل بالموج
يشق بطنه
باحثا عن بحر
يآخي رملها‍.

1
دخلتُ المبنى الشامخ العريق أبحث عن مسكن
طرقتُ الباب أحمل أشواق العمر، أجاب الفاعل :
عذرا صغيرتي بيتُ الشِعرِ مأهول ..
نكستُ راية الأحلام، وعدتُ أسكنُ دفتي ديــــــــــوان
أفترشُ السطور، وألتحفُ حروف القصيد....!
2
لمّ أطراف القضية، ضمّ زوايا الأوراق، ركنها على رف الكتب
 كان بطل الكلمة، وصاحب الشعارات،
  انتهى استعراض العضلات، تنفسّ الصعداء:
ما أسهل توقف حرب، وما أصعب  إنهاء عقد ثقة

دعي قلبي على ما فيهِ من ذكرى حُرمناها   
إلى أبدِ الزمانِ... وأنتِ يا أعيادَ ماضينا
وداعاً يا سنا دنيا تحرَّقَ في حناياها
دمي..... يا هولَ ما فعلَتهُ طولَ هوانها فينا

وشيطانيَّةٌ دنياكَ يا قلبي
لها طبعُ التي أحبَبْتَ
أبسَطُ وصفها يُصبي

سألثمُ عبرَ صبحِ الحزنِ ضحكتَها الضبابيَّةْ
فما زالتْ تُرفرفُ في عيوني.. آهِ لولاها

مرة حدث ان سيدا جميلا
استيقظ في الصباح
كانت أنثاه ، كما تكون عادة
عارية
إلا من سماء وحيدة
رأى السقف والشرائط الملونة على طائراتها،
رأى العيون التي تنوء بالمشهد المكرر،
وفكرت أنامله .
لكن سلمه العالي كان يشتهى الصعود،
ولا شىء يثنيه
عن طفولة يعبرها في الحلم

(1)
حتى من اللاوعيِ تطلعينَ.. تنظرينَ.. تعشقينْ
كنتُ ملاكاً باكياً.. وكانَ يومي يابساً كالدمِ.. كالرمادْ
تبدَّدَتْ خيوطُ عمري..انطفأتْ شموعُ قلبي
هرمَتْ كلُّ الحكاياتِ ولمْ تأتينْ
كنتُ ملاكاً باكياً أحاولُ الحلولَ في يديكِ كيْ أتمِّمَ البلادْ
وطائرُ الفينيقِ في السماءْ
يكتُبني بالدمِ والرمادْ
(2)
شعرُها في العراءْ
نهرُها كانَ يرقصُ ملءَ السماءْ

ليت لي حلما كنار
لأتماهى مع كل إنسان
بتناغم الأوتار
وتنافر الألوان
يشبهني المدى خلاص الروح والأسرار
ومسارب فكري الجداول والأنهار
فلا تبالي
بوعورة السيل الزاحف في خيالي
ولا تشبهه
فزهو مناك في عينّي أرسمه
وأرشفه

كي يراك ..
تفتح الزهر
وأنت المكظوم من وطن لم يتزين
من العيب
تتأوه في مقتبل
 العطر ..
يأتي الصباح يغني باسمك
ولم يجدك
ينبع الضحك
في النارجيلة
ولايستطيع قهقهتك

تمدَّدَ الحزْنُ
كفَّنَ لونُهُ جلْسَةَ السَّمَرْ.
لاَ نجمَ يكونُ الدليلَ ولا قمَرْ.
الريحُ قطارٌ بِلاَ رُكَّابٍ
يَستعجلُ السَّفرْ.
أسَبْعٌ عِجَافٌ
تَزُورُ البِلادَ
أمِ البومُ نادَى
فَجفَّ الشَّجَرْ.
دعوا النعشَ هناكْ
فلم يبْقَ بِأرضِ الجنائِزِ

كأن روحي قصيدة
فهل سأفي ..
لملاقاة القادمين في موعد الغد
وأجيز لحلمي ترتيب اللقاء،
بيد أني أرى
مواعيد تغيب
لا تفي
أبهتها التناسخ
وهم
يشعرون
**