(1)
حتى من اللاوعيِ تطلعينَ.. تنظرينَ.. تعشقينْ
كنتُ ملاكاً باكياً.. وكانَ يومي يابساً كالدمِ.. كالرمادْ
تبدَّدَتْ خيوطُ عمري..انطفأتْ شموعُ قلبي
هرمَتْ كلُّ الحكاياتِ ولمْ تأتينْ
كنتُ ملاكاً باكياً أحاولُ الحلولَ في يديكِ كيْ أتمِّمَ البلادْ
وطائرُ الفينيقِ في السماءْ
يكتُبني بالدمِ والرمادْ
(2)
شعرُها في العراءْ
نهرُها كانَ يرقصُ ملءَ السماءْ

تمدَّدَ الحزْنُ
كفَّنَ لونُهُ جلْسَةَ السَّمَرْ.
لاَ نجمَ يكونُ الدليلَ ولا قمَرْ.
الريحُ قطارٌ بِلاَ رُكَّابٍ
يَستعجلُ السَّفرْ.
أسَبْعٌ عِجَافٌ
تَزُورُ البِلادَ
أمِ البومُ نادَى
فَجفَّ الشَّجَرْ.
دعوا النعشَ هناكْ
فلم يبْقَ بِأرضِ الجنائِزِ

كأن روحي قصيدة
فهل سأفي ..
لملاقاة القادمين في موعد الغد
وأجيز لحلمي ترتيب اللقاء،
بيد أني أرى
مواعيد تغيب
لا تفي
أبهتها التناسخ
وهم
يشعرون
**

فتن تحاصرنا وتمضي كالطيوف
ويبيعنا شجن إلى شجن فترتبك الحروف
ونحطّ في زمن البراءة برهة
ونهيم في فنن ونوغل في الحفيف
ولربّما غفلت عقارب وقتنا
وتداخلت من بعد رونقها الصفوف
ولربما ألقتك في لجج الهوى صدف
وتفاتنت من بعدما صمتت دفوف٠
أنا لم أخن حتى تخاصمني الدّنى
أنا كنت أوفى من خريف
كلّ الحكايةأنّني ،أهوى التفاصيل الصغيره

النبل أن لا أحبك إلا من أجل الحبِّ
وأدع كيانك في رقة الزيزفون
ثم أنظر إليك كما يفعل أنبياء الغواية حيال الجمال.
أفهمك دون علم لي بمآخذك الكثيرة،
ودون اعتبار لطقوس تتداعى.
اقتربي لأفصِّل لك هالة فارهة
تمنحك وهجاً هائلاً
تعوِّضك عن صنيع المساحيق.
ثراء واسع وبرج عالٍ
من يصدقني؟
من يصدق المحارة في أعماق البحر؟

الصَّمتُ يَرتَّج ُ
في المساحةِ المائلةِ
للَّيل ِ الذي ينعسُ في جوفِه ِ
شجرٌ بعيد ٌ
طيرٌ منذهلٌ
وذئابٌ تزين ُالزرائبَ
في ليلةِ الميلادِ
يالأناة الصَّمت ِ
يتعمَّقُ في بُرهةِالموت ِ
السَطح ُالمُخادع ُ
الذي يشي بالجمال ِ

لم يعد في العمر وقت للسؤالْ..
ملّت الأيام  أينْ..
بعد أن صرنا جميعاً...
بين بينْ..
في الصباحْ..
يعترينا..
نزف آمال الجراحْ..
فندورْ...
حول قرص الشمس نبحثْ ..
عن ضياءْ..
بين أحلام الرجاءْ..

   1            
الرَّجُلُ الأَكْثَرُ حُزْناً يَتَعَلَّمُ ابْتِكارَ الفَرَحِ الأَخيرِ ،
يَهْوي بِيَدِ قَوِيَّةِ عَلى زَوايا الصَّنَمِ السَّاكِنِ فيهِ ،
فَرْخَةٌ تَأْكُلُ مِنْ يَدَيْهِ ضَوْءا ..
طائِرُ الفينيقِ يَدْخُلُ الحُرُوبَ ضِدَّ فُرْسان أَثينا .
يَتَعَلَّمُ ابْتِكارَ وَرْشَةٍ كُبْرى لِتَصْنيعِ الجَمالِ ؛
طَعْنَةٌ في بَدَنِ القُبْحِ
انْقِلابٌ ضِدَّ امْراطُورِيات اللَّيْلِ
رَقْصٌ عائِلِيٌّ بَيْنَ أَحْضانِ النَّهارِ
حائِطٌ يَرْسُمُهُ في دِفْتَرِ الحَياةِ :
حائِطٌ يَخُطُّ فَوْقَهُ أَرْواحَ مَنْ أَحَبَّهُمْ ..

ما عُدتُ أفهمُ أيَّ شيءٍ
غيرَ ركضي كالحصانِ الجامحِ الطيرانِ
في هذا الفضاءِ اللانهائيِّ المجازِ
على كواكبَ لا انعتاقَ ولا حدودَ لها سوى عينيكِ....
أرعى عشبَ حُبَّكِ والحقيقةِ مثلَ أنكيدو بغيرِ فمٍ....
كأنَّكِ في المدى قمرٌ تأرجحَّ
بينَ هاوتينِ.. نفسي والأحاسيسِ العصيَّةِ والمُضاءةِ بالنعاسِ
وغيرِ ما يرثُ الفراغُ من الخواتمِ فوقَ قلبي ....
 
لستُ أفهمُ غيرَ فلسفةِ القتالِ الأبيضِ الشفَّافِ
في نظريَّةِ بروسلي الذي قتلوهُ في ذاكَ النهارِ بمثلِ سنِّي الآنَ ....

“الصمت تلك الحكمة التي تسكن العالم”
تبحث عن وجهك المدفون
جهة الشمس..
حين يمتد بك
الأسى
و أنت تحاول من حين
لآخر
أن تعزف أغنية الفجر
..
ماذا لو لم تعد الشمس
بعد المغيب؟؟

قالت العرّافة:
أيا كلاديس*
سُحْقاً
بَصقتُ فيك تنهُدي
خذها من وحدتي
 بين طاولاتي الخاويات
أين هداياهن؟
أين باقات الياسمينِ؟
أين تلك الجمرات؟
عناكبٌ حوليَ وارتْ
قاع فناجيني

تفتح الريح لغزة شرفة تعانق الموت
تفتح لغزة برج نار...
رسمنا لغزة أفق دم
وتباهينا على حدود الغيم
بالصمت والانتظار.....

موت يتأهب للصهيل في كل حين...
ستنتشر الضحكات بعد قبل
وبعد قليل آت من هسيس الأطلال...

فرغت غزة من الصليب

غزة هذا المساء
تنتبذ من أهلها نارا...
وبعض أنين..
شيء من الخبز وكثير من موت
تعبئ أعراسه أنفاس تحتدم في صهيل الحصار
وتدعو أن يأتي الله من جهة 
في بئر الخيانة.
ليست غزة تشكو!
غزة عندما ألهبت مواسم الرماد
وجنحت في سديم الحريق تقترف اليقين
كانت تشعل جرحا

دعي قلبي على ما فيهِ من ذكرى حُرمناها   
إلى أبدِ الزمانِ... وأنتِ يا أعيادَ ماضينا
وداعاً يا سنا دنيا تحرَّقَ في حناياها
دمي..... يا هولَ ما فعلَتهُ طولَ هوانها فينا

وشيطانيَّةٌ دنياكَ يا قلبي
لها طبعُ التي أحبَبْتَ
أبسَطُ وصفها يُصبي

سألثمُ عبرَ صبحِ الحزنِ ضحكتَها الضبابيَّةْ
فما زالتْ تُرفرفُ في عيوني.. آهِ لولاها

منتصف الليل ...
حوذي يبحث عن فردةِ أثر
لحبيبتي الهاربة
من عواء الفضيلة
كنت أخيـِّر نفسي...
 بين ممارسة الحلم على أعتاب السنتين
أو مزاولة الرحيل
مع شيخ الطريقة الجمهورية
زير النفط المتصابي
الذي منحنا الحرية
وخدمات ما بعد الموت

ليت لي حلما كنار
لأتماهى مع كل إنسان
بتناغم الأوتار
وتنافر الألوان
يشبهني المدى خلاص الروح والأسرار
ومسارب فكري الجداول والأنهار
فلا تبالي
بوعورة السيل الزاحف في خيالي
ولا تشبهه
فزهو مناك في عينّي أرسمه
وأرشفه

خفقةٌ للكلامِ البريءِ على ماءِ أوجاعنا
شهقةٌ لانتباهاتِ أفراحنا
وشذىً مرمريٌّ يغلِّفُ شهوةَ أكتوبرِ
وخريفٌ من الذكرياتِ التي أثقلتْ
كاهلَ الطفلِ في شاعري
وحمامٌ عنيفٌ يحطُّ على فسحةِ الأمنياتِ
وفي غبشِ الأقبيةْ
وقصائدُ للنورِ تنحلُّ في ليلةِ العيدِ قافيةً قافيةْ
ويتامى مع الفجرِ يبتهجونَ برائحةِ الكعكِ والخبزِ..
 تحملهمْ أمنيةْ
إلى ما وراءِ الغدِ الحلوِ .......

كُلُّ ما في دمي من أنينْ
كُلُّ ما في دمائكِ ملءَ الدجى من ربيعٍ مُضاءْ
قليلٌ على ما تُعِدِّينَ من حكمةٍ للبرابرةِ القادمينْ
قليلٌ على ما تُعِدِّينَ للظالمينَ من الشِعرِ والجمرِ هذا البهاءْ
قليلٌ ندى النرجسِ الجبليّْ
قليلٌ شذى النَفَسِ الملحميّْ
قليلٌ على كثرةِ الحُبِّ وردُ الجليلْ
قليلٌ دمي في عروقِ النخيلْ
وتحتَ جنازيرِ دبَّابةٍ صارعَتْ حلمَ قلبي
وراءَ الصباحِ الخضيلْ
قليلٌ بُكاءُ مخيِّلتي الراعفة