مشوشة الذهن أنــا..
فكرة تشدني..خاطرة تجذبني..قصة تؤرقني
أمسك ورقة ..أحمل قلما
تبدأ رحلة الشخبطات..الطلاســـم
أرسم بيتــا...
أرفع مدماكـــا ...
أفتح شباكا يطل على الشـــــرق
أشّرع بابــا يُطـــل على الغــرب..
فوق السقف ..
بيــّـــرق ألــــوان..

ها وقد كف المنشدون عن الإنشادْ
سيكتفي الرب ..بصمت العبـــــــــاد
سينمو العشب أيضا بين اللحوم الفاسدة َ
فوق الأرض وتحت الأرض.
سيأتي الطيرُ بلا  هدف كعادته
ويدنو الخيرُ.....
سنلمح من بعد جيل ٍ
أسراب النورس تعلو وتعلو
على سهول يلفها الصمت ُ
منسية يبدو
محيت من دفتر الميــــــــلاد!!!

أنا آتٍ إلى ظلِّ نهديكِ آت
قالها المعذَّب وهو يغادرُ جسدَ الأرضِ
إلى صدرِ السّماء
لكنني ما زلت أهرب من ظلِّ عينيكِ
وأخجلُ من دمع أمي ...
وكان ثمة أشباح تطاردنا
وتموز يبحث عن أمواتَ تصلحُ أعلافاً للجند
المنسحبين من بيوتهم
تاركين الجرادَ يأكلُ أثداءَ نسائِهم
عند صلاة الفجر
تساقطَت عُرى كلماتي

(1)
بضربٍ من الليل يأتي الغجر
بصيص اشتهاءٍ
لخمرٍ و جمرٍ و نزف الوتر
تذوب الحنايا، و ريحٌ تدور
و عند الصباح يذوب الأثر
(2)
وحيدان نبقى نناجي الرمال
ببعض النعاس و بعض الهيام و بعض الضجر
و أمسٌ تَدَلَّى بحبل المساء
برعب الرعود

من أي باب خرجت
وتركت الحصان وحيدا؟
أم هل تركك الحصان وأسرج لليل المترامي
حد الجنون غيابك؟

قد كان في نيتي أن أقيم على إثرك
شيئا من حزن
ومن قصيد,
لكن كم من الحزن يكفي
وكم من الدمع يكفي؟
منك الرحيل ومني ما لاتشتهي

(1)
أستلُّ نظرتكِ التي انتحرَتْ على أسوارِ أشعاري
كسرِّ الضوءِ في الأرواحِ
أسندُها ذراعَ الوردِ... صدراً مخمليَّ الموجِ ليسَ يضُمَّني ..
غاباتِ موسيقى... وشلاَّلاً مسائِّياً على حيفا...
أعُضُّ بمقلتيَّ الريحَ... عنقاً ليِّنَ الدُفلى لرائحةِ المساءِ
كأنَّ فيَّ غباءَ قلبِ الثورِ في شمشومَ حينَ أدورُ حولي دونما مغزى
أهوِّمُ في فضاءِ اللا مكانِ. يدايَ أغنيتانِ عن ليلايَ
قلبي فوقَ أبوابِ الظلامِ فراشةٌ عمياءُ
فولاذيةُ المعنى أدقُّ بها غدي....

هل بلغتُ أشدَّ مناطقَ شعري حساسِّيةً والتماعاً ووجداً
وماءً وظلاً وليلاً شريدَ الحواشي... وورداً ؟
أقولُ لها ... زملِّيني بحزنِ الغريبِ يحنُّ ..يجنُّ سدى
وأجيبُ أنا باحثاً عن حروفٍ من الطلِّ والأقحوانِ الخضيرِ
بلى قد بلغتُ أشدَّ مناطقِ شِعركَ فيَّ حساسّيةً..
وعجنتُ خميرةَ فجري بكفَّيكِ / كفيَّ ..
ثمَّ كتبتُ روايةَ ما في حياتي وعينيكِ من وهجٍ أبيضَ المرتقى ....
 هل سكبتِ دمَ الفجرِ فوقَ فضائي الشفيفِ المطرِّزِ حاشيةَ المدنِ العاشقة

1- بعيدا عن الذات:
الصباح نفسه....
الشمس تطل من زاوية الرتابه...
تبحث في الأجساد عن أثر ربابه
ليست الأجساد غير لفافه...
بين شفتي الدهر والقتامه..
الكلمات نفسها....
تحيات الصباح على الأبواب...
في رحاها اليومي تنساب..
وليس على العتبات بسمات...
تدفق صامت  متجهم...

الكل في الكل انا في كف مولاي...
وكف مولاي وطن مثقوب ...
وكف مولاي سكني وكفني ...
وانا حذاء مولاي الشتوي
يدوس بي الورد والزهر والبشر
والحلزون اذا مشى يتنسم المطر
وانا سيفه القاطع ..
اذا ما اشار باصبعه حملت على الجميع..
وانا مظلته ودفتر مسوداته ونظارته التي يرى بها كل الاشياء...
وانا منديله الذي يمسح فيه ما يشاء ...
وعصاه وكرباجه ومسدسه ...

نكهة
*****
في عتمة الليلِ انثنيتُ ,
فتحتُ نافذتي أناجيكْ
فأضاءَ ليلي ريشُ ديكْ !
والصمتُ أغنيةٌ ويكملُها النبيذُ معتَّقاً
فرفعتُ نخبَكَ قائلاً : أفديكْ !
لا تُبْقِهِ في الكأسِ لا ,
لا تُبقِهِ في الأسرِ !
إني بالأناملِ ذقتُ نكهتَهُ
فَحَنَّ فمي

أَنَا مَا
كَذَبْتُ عَلَيْكَ يَوْمَاً سَيِّدِي
مَا خَانَ قَلبِيَ إِنَّمَا ..
قَد كَانَ يَثْأَرُ مِن جُنُونِ الظُّلْمِ فِي عَيْنَيْكَ،
مِن زَيْفِ الأَلَقْ
أَجْتَثُّ نَفْسِيَ مِن حُطَامِ يَحْتَرِقْ
فَكَانِتِ الثَّوَرَاتُ تَنْهَشُ دَاخِلِي
وَتَأَرُّ قِي
.. شَكُّ أَحَالَ أُنوثَتِي
وَأَحَالَنِي
.. مِنَ البَرَاءَةِ وَالشُّمُوخِ إِليَ الغَرَقْ

يا حُسنَهُ قَدَحاً سكرانَ عن قَصْدِ
قد زارني دون خطوٍ
والرياحُ سعتْ مَوّارةً ضدّي
في حانةٍ بذُرى بغدادَ وسطَ دمي
تحتَ الأراجيحِ
خَلْفَ الشطِّ والوردِ !
والأنجُمُ اجتَمَعتْ
والناسُ ما اجتمعوا
في كلِّ يومٍ لنا وَصْلٌ ومُنْتَجَعُ
لكنْ مع الشكوى
والصَّبُّ لا يقوى

مرثية شاعر الأمة الكبير الشهيد محمود درويش

اُُلبِسْتِ سوادا أمي
و أنت الموشحة صبرا،،
الخطب جلل ،،
ذهل الإنتظار خجلا ،،،

من تَشْرَبُه قهوتك ،،؟؟؟
من يَعْجنه خبزك ،، ؟؟؟
من تُقبله أهدابك ،،؟؟؟
و قلب الجبل تصدع ،،،

جاءَ الجوابُ : تَفَضَّلوا , فانقادوا
مُتدافعينَ يزينُهم حُسّادُ !
دخلوا الدِّيارَ على غِرار جروحِهم
مُتَبَسِّمينَ وللجروحِ رُقادُ
ما ضَرَّ لو وَفّى بوعدٍ واعدٌ
وأتى على قَدْرِ النَّوى الميعادُ ؟
شَهَقَتْ كرومٌ واحتَمَتْ صَفصافةٌ
مِن شوقِهم وتمارضَتْ أورادُ !
لَهَفاً أعادهمُ الشَّذا لعرينِهِ
وتسابقتْ لفِخاخهِ الأكبادُ
يا لَلرياحينِ الغَداةَ وقد سَعَتْ

بفرط توجسك تواريت
خلف غمام الشك
عانقت برودة الألم
فتحسرت لفجوة العدم
قديستي تمهلي للحظة
واحضنيني بين هياكل معبدك
غطيني ببخور لياليك الضارية
زجي بي إلى مسابح ساحاتك الفسيحة
وعريني من كل قطرة تلصق بي
من كل حسرة تعلق بي
ارحميني لمرة واحدة

                        ( 1 )
روضة في شجرةِ الموتى غناءُ بلبلٍ حبيسْ
يشعل أجراس الندى الليلي ّ في الغاباتْ
تركض مثلَ القمرِ الهاربِ
من حوتِ السماوات بلا ثوب ولا حذاءْ
تنهش جسمها الحليبيَّ الكلابُ  السودُ في الغيومْ
                       ( 2 )
يا بجعَ البحيرةِ السوداءِ في لياليَ الربيعِ
باكياً بلا دمعٍ... وحاملاً ليَ الأنهارَ في الضلوعِ
حارقاً كما البهارِ في أشهى المساماتِ...
كلسعةِ الجمالِ الصِرفِ في أنوثةِ المكسيكْ
هل كان مكتوبا عليك الموتُ في حضارةِ الأزتيكْ

هنا ... من تلاشي الممكن من الضوء
ومن حياة – البني ادمي- في التصنت على إيقاع  خطوته بالاتجاه
لا سقف ناعم لتلك السماء
ولا شكل مقنع للإله
هنا... بين قضبان حديد هذا الألم
وهشاشة الصبر
وسخرية الحب في التغني –كما كان دوما-
بانكسار القلم
لا طعم لطعم البرتقال
لا موعد لفوج الحامض من الليمون
لا نافذة تطل  من  مطل

ياسمينة تقف امامي
متدثرة اوراقها
يغطيها الشتاء
بمعطف الحياء
ولايعشق فراقها
وكلما لوحت مودعة
تجتاحني رغبة في عناقها
متى................متى
تهب رياح الخريف
كي يولد الربيع
عندما تسقط أوراقها

أيها الراقد هناك
تحت الظل الحزين
لا عليك
فنحن هنا
نلوك الذكريات
ونسقي بماء الملام
حقول الهزائم
في دروب العتمات
انكسارات
واختلالات
وشفاه بغيضة