بفرط توجسك تواريت
خلف غمام الشك
عانقت برودة الألم
فتحسرت لفجوة العدم
قديستي تمهلي للحظة
واحضنيني بين هياكل معبدك
غطيني ببخور لياليك الضارية
زجي بي إلى مسابح ساحاتك الفسيحة
وعريني من كل قطرة تلصق بي
من كل حسرة تعلق بي
ارحميني لمرة واحدة

ياسمينة تقف امامي
متدثرة اوراقها
يغطيها الشتاء
بمعطف الحياء
ولايعشق فراقها
وكلما لوحت مودعة
تجتاحني رغبة في عناقها
متى................متى
تهب رياح الخريف
كي يولد الربيع
عندما تسقط أوراقها

أيها الراقد هناك
تحت الظل الحزين
لا عليك
فنحن هنا
نلوك الذكريات
ونسقي بماء الملام
حقول الهزائم
في دروب العتمات
انكسارات
واختلالات
وشفاه بغيضة

وَرْدَانُ:    (1) 
وَسَأَلْتُ عَن عَيْنَيْكِ أَرْوِقَةَ القَمَرْ
قَالَ السَّحَابُ:
أَذَابَهَا عِطْرُ المَطَرْ
فَتَمَيَّسَتْ بَيْنَ الكَوَاكِبِ أَنْجُمَاً
حَتَّى أَضَاءَت فِي المَدَى(وَرْدَانُ)
*****    
اِنْكِسَار:
أَطَحْتُ بِكُلِّ انكِسَارَاتِ أَمسِي
وَجِئْتُ لَعَيْنَيْكِ صُبْحَاً طَمُوحْ
وَجَدْتُ جَميعَ انهِزَامَاتِ نَفْسِي

(1)
بضربٍ من الليل يأتي الغجر
بصيص اشتهاءٍ
لخمرٍ و جمرٍ و نزف الوتر
تذوب الحنايا، و ريحٌ تدور
و عند الصباح يذوب الأثر
(2)
وحيدان نبقى نناجي الرمال
ببعض النعاس و بعض الهيام و بعض الضجر
و أمسٌ تَدَلَّى بحبل المساء
برعب الرعود

وحيد على حافة الأمنيات
أداعب كعكة جبن
وأرشف لحن الكثافة
من قهوتي العربيةِ
بيروتُ تعزف لي نايها
والمقاهي تلف ابتسامتها
في شحوب
وتنحت بسمة وجهي
الغريبْ

تضيع الملامح

إلى روح الشاعر العربي الكبير محمود درويش:
صديق يتسلل متعبًا بحكايةِ الوردِ
مات درويش
عاشَتِ القصيدة
درويش والقصيدة تُفاحتان تعلقانِ الندى
من خَيْطِ أغنيةٍ
هل الجِراحة تصطادُ الجسد أم القصيدة
الشعراء يرحلون دون خجلٍ
كأطفالِ يبيعون سَلة الذكريات لامرأةٍ عاشقةٍ
( لا تعتذر عما فعلت)
فالقصيدةُ لا تعترف بجريمتها في تهديدِ البَيَاضِ

هل بلغتُ أشدَّ مناطقَ شعري حساسِّيةً والتماعاً ووجداً
وماءً وظلاً وليلاً شريدَ الحواشي... وورداً ؟
أقولُ لها ... زملِّيني بحزنِ الغريبِ يحنُّ ..يجنُّ سدى
وأجيبُ أنا باحثاً عن حروفٍ من الطلِّ والأقحوانِ الخضيرِ
بلى قد بلغتُ أشدَّ مناطقِ شِعركَ فيَّ حساسّيةً..
وعجنتُ خميرةَ فجري بكفَّيكِ / كفيَّ ..
ثمَّ كتبتُ روايةَ ما في حياتي وعينيكِ من وهجٍ أبيضَ المرتقى ....
 هل سكبتِ دمَ الفجرِ فوقَ فضائي الشفيفِ المطرِّزِ حاشيةَ المدنِ العاشقة

لدينا .. كل شيء
الخيل
والخير
والشعير
وأرض تطرد من بين أيدينا ..
وتطير .. !
*****
لدينا .. كل شيء
البحر
والطير
والنخيل

عبسَ الرَّغيفُ
كأنني حَجَرُ الرَّحى
وأنا ابتسَمتُ
كأنـَّهُ وَضَحُ الضّحى
هل يصدُقُ الإحساسُ أنـَّكَ
لستَ أجملَ من خيالِكَ
حينَ تـُبغِضُكَ الطبية ُوالأنوثة ُ
حين يرفضك العريّ
وحينَ تسأمُكَ الثيابُ ؟
هل كنتَ يا وجهي كثيفَ الشؤمِ
في عينِ الصّبيةِ

نكهة
*****
في عتمة الليلِ انثنيتُ ,
فتحتُ نافذتي أناجيكْ
فأضاءَ ليلي ريشُ ديكْ !
والصمتُ أغنيةٌ ويكملُها النبيذُ معتَّقاً
فرفعتُ نخبَكَ قائلاً : أفديكْ !
لا تُبْقِهِ في الكأسِ لا ,
لا تُبقِهِ في الأسرِ !
إني بالأناملِ ذقتُ نكهتَهُ
فَحَنَّ فمي

أتمضي الى قمر لا يضيء
وتبقي سماك على قمحها ؟
وتفتنك امرأة من رماد
وتمشي حثيثا إلي جرحها،
كأنّك لم تشتمل بمدانا
ولم تتهاد إليك الخيول ٠٠٠
كأنّك لم تكتحل بدجانا
ولم يشرئبّ إليك النخيل ٠٠٠
وكانت سماؤك مثل سمانا
وكانت تؤول إليك الوعول٠٠٠
أما كنت منّا ؟

أبارك لون القمر المجذوب فوق سديم بعثرتي ،،
أبارك صوتا مختلفا قادما من صحراء البلد ،
أبارك عاشقا متخف تحت إيزار الكمد ،،
أباركني و أنا أتجول في ردهات خمري
و حريق سجائري و سادر الصيحة ،
و جليل الجمر، و هذا المدد ،،
باح النورس بخطواتي المثقلة
على رمل شاطئ الشجن ،،
باحت النجوم بصمتي الصارخ في تخوم الليل ،
باحت المسافة بقهر التوت البعيد ،
باحت حروفي بإنفلاق الوجد ،،،

مرثية شاعر الأمة الكبير الشهيد محمود درويش

اُُلبِسْتِ سوادا أمي
و أنت الموشحة صبرا،،
الخطب جلل ،،
ذهل الإنتظار خجلا ،،،

من تَشْرَبُه قهوتك ،،؟؟؟
من يَعْجنه خبزك ،، ؟؟؟
من تُقبله أهدابك ،،؟؟؟
و قلب الجبل تصدع ،،،

المنازل تشبه ساكنيها
المنازل مهجورة
**
على غير العادة امشي
على غير العادة اعرف
لوثة الاتزان
**
امي تصطنع الحزن
وتبكي  ابي الذي
غادر وتعربش  الحيطان

عَجِبْتُ لِقَوْمٍ أَضَاعُوا بِلَيْلِ الحَداثَةِ
قُمْصَانَهُمْ وَقَناديلَهُمْ ، وَعَرائِسَ طُفُولَتِهِمْ ،
وَأَضَاعُوا شُمُوعَ قَرابينِهِمْ ،
وَأَتَواْ يَتَجَرْجَرُ آخِرُهُمْ خَلْفَ أَوَّلِهِم
بَاحِثِينَ عَنِ الخُبْزِ وَالمَاءِ في لُغَتي ..
مَنْ بِإِمْكانِهِ الآنَ أَنْ يَتَحَرَّرَ مِنِّي ؟
فَأَنا شَاعِرُ الرِّيحِ سَاكِنُ أَرْحَامِها ،
كُلُّ بَرْقٍ صَباحي ، وَكُلُّ دَمٍ تَاجُ مُلْكي .
لِوَحْدي أَقُودُ انْقِلاباً بِغَاباتِ مَمْلَكَتي :
سَأُغَيِّرُ لَوِنَ الحِدادِ لأَحْمِيَ بابِلَ مِنْ رَمْزِها ،
وَأَنامُ قَريراً كَتِمْثَالِ بُوذَا ،

                        ( 1 )
روضة في شجرةِ الموتى غناءُ بلبلٍ حبيسْ
يشعل أجراس الندى الليلي ّ في الغاباتْ
تركض مثلَ القمرِ الهاربِ
من حوتِ السماوات بلا ثوب ولا حذاءْ
تنهش جسمها الحليبيَّ الكلابُ  السودُ في الغيومْ
                       ( 2 )
يا بجعَ البحيرةِ السوداءِ في لياليَ الربيعِ
باكياً بلا دمعٍ... وحاملاً ليَ الأنهارَ في الضلوعِ
حارقاً كما البهارِ في أشهى المساماتِ...
كلسعةِ الجمالِ الصِرفِ في أنوثةِ المكسيكْ
هل كان مكتوبا عليك الموتُ في حضارةِ الأزتيكْ

مفتوحة أرض المجاز،
على سماء سلالمٍ
صعدتْ عموديّةً
تُجاورُ وحدة التّكوينِ
تشتبه الأماكن بالفراغْ
تمشي وطينُ الكفّ يبَّسَه الجفافْ
والوجه ينتعلُ الهُتافْ
تمشي كحاملِ نعشنا يئسًا من الدّنيا
 وهمّ النّاسِ
كنتَ تعيشُ قصّتنا
كطفلٍ يزرع القصص القديمةَ في الخيالِ

رِقَّةُ عفريت !
*****
وفيتُ
وهكذا أزدادُ غَيّا !
فمِثلُكِ يخطفُ الأسرارَ عفريتاً
ويبعثُها مع السارينِ
ثمَّ يصفُّ مقعدَهُ
وقد حَيّا وبَيّا !
ومِثلُكِ يوهمُ الأحبابَ أنْ لا ريبَ في إخلاصهِ
لكنما كلماتُهُ بالأمسِ قد حلَّتْ قياماتٍ من الأقداحِ
ينهلُها الذي يهوى