قصائد شعريّة: لبنى المانوزي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
مديح بورخيس:

وحيدة أتجوّل في الخلايا
نثار العصور لا يشغلني
ثمّة من يزيل القشرة عن القشرة
فتنبض حشرات العقل
في الشطر الأخير من قراءة العتمة
حيث "بورخيس"
حافيّ القدمين
يرقص فوق نافورة
لا لينفيّ المركز

بل ليشرحه.

للبصيرة مطرها أيضاً:

متكوّمٌ في الأعلى
مطر البصيرة
كحساء تعدّه الملائكة
لطفلة عمياء
يسقط كلّ ليلة
يغسل كُلاّب الفكرة
يلوّح لفرائها الجائع
بظلّ نيّءٍ يتلعثم فيه الغبار
أحياناً تصيِّرُ محابقُ ذيولها شوكاً
فتفتح مقبرة الشعراء
لتتجوّل فيها قليلاً
 
ظهور:
قطّ  الماء القريب من قدميها
يقضم التفّاح
فيتحوّل إلى نهر.
العيون الممتلئة
بالكرز
ما زالت تذكر صفعتها الرحيمة
هل كان ثمّة
ما يكفي من العتمة
ليشاهدوا حدود مملكتها..
سقوط السرّ من مروحتها ؟

جرس:
جرس الافتتان الأوّل
رمّانٌ كثيف
يصيبني
أنا التي كانت الصحراء
وصيّتي.
الماء يوشوش بعربات القوس
فيجافي رجليّ الممشى
تؤرجحه غيمتان
من عينيّ مسقطهما.

"لقيطة يضنيها اللاّمسمّى":

تغمرني أمومة الشجر
بحذاقة العبور
لقدميّ ارتجالات صافيّة
ترتّق ذهن الحصى
أعمدة شهيّة هيّ مفاصلي
المتّخذة من السهو
اتّجاهها الموسيقيّ
خارج ما نسمّيه الزمن
"أركيولوجيا" الفتنة العاجلة
هي فكرتي القديمة عن التناسخ
تأتأة الهواء على شفاهي الأخرى
هي التي تصفع حدود جبهتي
بملح الفطرة
أرتطم بما تلاشى فيّ من نقطة الأرض
و
أعود.

إغراء بالدخول:

اُدخلي !
ما أنا بداخلة.
سيغلق الباب بعد عشرة قرون.
من دخل نجا بنحله وزرافاته من طوفان "العشيرة"
أنا هي الخارج
هتفت الروح.
تهافتت عليها كائنات غريبة بعضها يلتحف القنافذ
والبعض الآخر أكياس من الثلج.
السفينة لم تقلع بعد.

جرح:

لا بدّ من جرح التأمّل بخنجر الظلّ
خروج يتماثل للشفاء
إبهامه الصامت
منذ تعثُّر المخاض على سرير القافلة
وجوه من ملح
قنانيُّ لاذعة
وخطىً متشابكة لحناجر ميّتة
المسافة بينها
مقترنة ببعض الظنّ

تـعـب:

مشدوهة هي السماء
تعلّق جماجم الكواكب
تحبس الريح في غيمة
وتمشي فوق أجساد الغابرين.
أيّتها الزرقة وأنت في غرف جنونك
بعثري ريشيَّ القديم
فهذه الأرض القدّيسة
اِنغرس فيَّ شوكها
موتها المخبّأ بين القصائد باغتني
ضعيني أيّتها الزرقة
في جامك المجازيّ.
أتعبني الركض
خلف المرايا
وأضاعتني الصور.

"تشبهني الجثّة"

خيط من أصوات بعيدة وقريبة يخترق شريط الجثّة الممتدّ بين نقطة الإدراك ونقط تتلاشى في كثافةالكابوس والعكّاز تلمّعه الجدران بوسوسة تنبت في قرن اللغة.
لا تفتحي الباب ! يشير إليّ وهو يتوغّل في حواسّي بظلّه المتّكيء على الغيب.
الشجرة يلزمها نقصان لتفادي التورّط في الغيّاب وإبرام خيط صغير مع الجثّة فيحيطني ورم السرّ بتأتأة الميعاد حيث تطفو الأخرى على هيئتي فوق صفحة الخلق.
أدلف إلى الماء بصوت مبحوح وخالٍ من زيت الوعي. أجد بعض خصلاتها فتدلّني على المنبع حيث البرزخ الكامل. يشملني ارتعاش الورق في ضريح الكمون حيث الصعود والوقوف. أوّل
الهاويّة/الضوء.
أُعاد إلى صورتي في شهقة أنزع بها شرياناً وضعوه هناك صدفة بيني وبين سريرها.

تلويحة برتقالة:

بعضٌ من وضوح:

معنيّون بالظلّ المتكوّر هناك
بأصابعه اللاّمرئيّة
وهنا خلف الفوضى
في غرف صامتة
لا تخلو من أصوات قديمة
تحت وجوه تخدشها العتمة.
تكاد تشبهنا السماء
وهي ترسم بطبشور عميق
ما تبقّى من ولائم الشمس.

حـروب:

أيّتها الحروب المشتعلة
تحت جيب العبور الرخو
ضعي شموساً كثيرة
فوق الصوّر المنبعثة
من ثقوب اللغة
فوق الأصوات المشوّشة
في غرف ضيّقة
بلا زجاج
أو تلويحة برتقالة !
دعينا أيّتها الحروب
نتقاسم الخبز الكونيّ
شوكاً
ودمى فارغة.

شَـبَـهٌ:

وحدها الكائنات الليليّة
تشملنا برحمة الضوء
شبيهة بأصابعنا
حين تعتلي غبار بصماتها
فيتّضح السقف
تحت أجنحة تنهار.

شمس الليل:

ببريق لامتوقّع
تُشكّل الكمنجات المكان
شمس الليل توزّع ما تبقّى من وليمتها
فوق الزبد
فتشتعل المحيطات.

قدم ثالثة:


أشيّع موتاً بموت
أنا الورقة القادمة
من تحت اللحاء البشريّ
أهيّء الحساء
للعابرين سقف العالم.
بهاجس شعريّ
أطرق قدمه الثالثة.

شمس يدركها الماء:
1
الجوار الأخضر لحفريّات غائبة عن الوعي
يصبح بدوره ذاكرة لحوافر حبلى بالجفاف

2

الفائض المقنّع بالنقصان
خاطرٌ أينع في جسد.

3

تتلوني كآجُرٍّ تستعصي لغته عن اللمس
المصبّ رخام شهيٌّ
أمّا
يدك فخرساء.

بعض من ثقة:

أثق بوجهي المتآلف مع أقنعة الصحو
أتشبّث بلانهائيّة الفكرة.
قدماي تقتلعان الجذور كاملة
أنحني قليلاً
فوق نقط الاشتباك بين حصاة
وقمر نصف مكتمل
أقرأ بيسر كتب الذئب
و
لا ألعن الفأس.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟