مزامير اللوح الرابع – شعر : محمدعريقات

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
لا بحر في قلبي
كي يصبَ النهر فيهِ الاغنياتْ
الآن ينمو نرجسٌ
لأموتَ في ماءِ البحيرةِ
شاخصاَ نظري إليّ
إلى غموض السنديانةِ
في القميصِ الأخضرِ المنسوجِ
من إبرٍ تطرّزني على ليلِ الخميسْ
والأرض مسمارٌ يعلـّقني على الصفصافْ /
 
تتحجّرُ الأنثى
ليصبحَ إسمُها رجعَ الصراخ الفوضوي
أحبـّني ،
وأنا التفتّ إلى رموزِ وسامتي
وأبي هديرُ النهرِ منسابٌ على مرأى
الفراشاتِ البريئةِ جوفَ أمّي /
 
كانَ ينقصني اختلافٌ في الملامِحِ
كي أعيشَ وأستمدّ لياقتي من صخرةٍ
كانت أرقَّ أدقّ من معنايَ في الخزَفِ
الملثـّمِ بالبنفسجِ ،
واختلاجاتي تعيدُ شبابَ آنيةِ النبيذِ
وفيكِ بلـّور المساجِدِ راحَ يجرحُ شهوَتي /
 
تتجسّدُ العنقاءُ في لغتي
فتمسي أحرفي ريشاً
وأصبح واضِحاً في اللاوجودِ ،
صنعتُ للفينيق من بئري سحاباً لازوردياً
تحدّى الصيف فامتثلوا يصلـّونَ الجفاف ،
فرحتُ أقفِزُ عن رقابِ الراكعينَ
أنيرُ مصباحَ الخلود /
 
في داخلي
تتقلصُ الأرضُ التي اتسَعَت
كهذي الأرض واضيقــّت كأنَّ
حدودها قدَمي ،
فرحتُ أغازل الأبعاد
 أنتعلُ البسيطة نحوَ خطوتها
( وعمّانُ ) الرحيبة أفسحت للعشقِ
 شارِعها ونامت تحتَ ابطي /
 
 
فاصطحبتُ الشمسَ
كي أجني السلامة في المساءِ
وحاطبو الليل المؤبّد أوغلوا
فيهِ وعادوا بالأفاعي
يشتكونَ لبعضهم أبديّة َ اللدغِ المرادفِ للضميرِ /
 
يمرُّ سيلُ الماءِ من تحتي
فأعصرُ ثوبيَ المبتلّ تحتَ قواربٍ
تعلو على قطراتِ ماءٍ ،
غيرَ أنّي كانَ يؤذيني وصول البرّ
حيثُ عدالتي مابينَ قافيتين
تقتسمان أشلاء القصيدةِ /
 
مثلَ ثلجٍ تحتَ شمسِ الحبّ
منـّي ما بقي
لفحيحِ شهوَتها
ورغبتها العنيدة
حينَ أهبِط ُ سلـّمي لأنالَ
نجمتها البعيدة ْ
 
أمّي تحلـّقُ
حينَ يرفعها الغسيلُ
على الأساطيح الفسيحة حيث تنشر ما تبقــّى
من ثيابي ثمَّ تبكي ...
أيّ حبلٍ فوقهُ نـَثـَرت بقاياكَ الحبيبة /
 
أمشي إلى صدَفٍ
رميتُ محارَهُ خلفي
فتختـَلِسُ التواشيحُ الخبيثة
باطِنَ الأشياء ،
لحظتها أقلـِّمُ صخبَ أغنيةِ
التـوتـّرِ حيثُ أصبح آخراً
 
ومَسكتُ في كلتا يديَّ الحبلَ
والحبلَ المجاورَ والتفتُّ إليكِ
في غبشِ الوضوحِ تموسقي
الخطوات والحبل المجاور
راحَ يوهبهُ التذكر شكلَ ضوءٍ
لولبيّ ْ
 

وتكسّر الأبريقُ
صدّعَهُ أزيزُ النحلِ
فوقَ النرجسِ المطعونِ
فيهِ كرايةِ المهزومِ فوقَ الشمس ،
والخزّافُ ماتَ
وليس يكفي ما تبقــّى الآن
من رملٍ لنكملَ نقصَ آدمهِ
المجوّفِ للذنوبِ ،
 
مواكِبٌ
ورنينُ كعبِ حذائها فوقَ الرصيفِ
الأملسِ المصقول ِ ،
أغنية الشبابيكِ التي جمعت
شتاتَ الأمسِ تغرَقُ
بالوسامةِ والفضول ِ ،
وكنتُ وحدي
قربَ مصباحِ الطريقِ
أكنـِّسُ النظراتَ إلاّ
من صِبا غمـّازتينْ /
 
ها إنني
ألجُ الخريف كما اخضرارِ
العشب ،
فاستـَبقوا المناخَ ولم يكنْ
غيرَ النحاس على امتشاقِ
الدرب ،
لم يـَصِلوا وما عادوا
لما كانوا عليهِ من النحاسِ
إلى النحاس ِ /
 
أكادُ أعرفها
( إنانا ) لم يعدْ لون انعكاسِ الضوءِ
فوقَ زمرّدِ النهدينِ يعميني
ويكفيني
اتضاحُ  الليلِ خلفَ نوافِذِ الذكرى
لأعذره وأبكيني
دفنتُ ملامِحَ السكينِ في جوفي
وطافَ الحبّ فوقَ البئرِ يا خوفي
منَ الآتي
فمأساتي بمأساتي وملهاتي غبارٌ
فوقَ متنِ الريحِ /
 

لو كانت ذراعي وفقَ أمنيتي
وكفـّي رأسَ أفعى
ما هبطتُ إلى الفراغ ،
حليبُ مهرِكِ لم يجفْ
ولم تدقّ الأرض عكازي
لأوغِلَ في البياض الحالكِ
الأبَديّ /
 
أشعُرُ بالخرابِ
وقامة الصفصافِ لن تبدو
بشكلِ الحلم ،
حلمُ أنايَ كرسيٌّ يليقُ
بعنفوان الريحِ خلفَ رشاقتي
تختٌ تجللهُ الطفولة
كي يضاجعني العفافُ
وتحتَ شمسِ أخي
تفض بكارتي /
 
كنتُ أذهبُ
كي أجيىء ولم أجئكِ
لكي أسافِرَ والحقيبة
لم تفرّغ حِنطة المنفى
ليملأها الوداع ،
فهيئي زغَبَ السرير
وأطفئي الكونياكَ بالثلجِ
المشعِّ من الإثارةِ ،
بابُ غربتنا يطلُّ على القيامةِ
والرمادِ فلوّني جسدي
بماء الرعشةِ الفضّي والتقطي
خلودكِ لحظة الطوفانِ /
 
دوماً كانَ يسبقنا
كأنّ العِطرَ ينبشُ بالمواقدِ
في هزيعِ الموعدِ الموقوتِ ،
والمطرُ الشحيحُ
وغيمة الفعلِ المرادِفِ للحقيقةِ
في مثابةِ الجرس اللعينْ /
 
وأنا أحبـُّكْ
رغمَ الغمام المستديرِ
على المرايا في تفاصيلِ الحكايةِ
يستقيمُ الخيط يا ذيلَ الفؤادِ
وكرنفال الروحِ في صمتي
أمتـْني يا صريرَ العظم
يا طعمَ الصّراخِ على لساني
الأخرَسِ المكسورِ أغنية الملامِحِ
والملاحمِ في الأساطيرِ البعيدةِ
والقريبةِ ،
شارعان على اعوجاجِ
الذكريات يهذبانِ خطى الغريبِ
إلى حوافِ البئرِ،
( أنكيدو ) تكسّرتِ المنايا والنوايا
في المرايا في الطريقِ
إلى احمرارِ النهرِ ،
ياظمأ القواربِ لارتوائِكَ
أتركِ المجدافَ للملاح /
 
ها إنّي ابتلعتُ
الجمرَ طوعاً وابتسمتُ
وكانَ قربي الماء فانحدرتْ
يدايَ عن المحيطِ وكنتُ
أعلمُ ما جهلتُ
أحبـَّتي عمتم مساءً
من على جرحي وعمتُ /
 
كصوتها
صوت الكمانِ مع المساءِ
وحزن صيفي في أواخرِهِ ،
على العتباتِ يستثني الرحيلُ
أنايَ يشرقُ خيط منديلي
يلوّحني ،
فأشرقُ كي ألوّحهُ /
 
دمشقُ الحبّ إمرأتي
وضرّتها ، يحبانِ البعادَ معاً
لأبقى فوقَ تختهما
أروضُ وحدتي ولأفتحَ الشباك
نرجسة ً فنرجسة ً
تجددُ شكلها لتظلّ تشبهني
وأشبهُ رمزها والحبّ يكبرُ
فيّ كي يتقلصَ الفرَح المشوّه
في الزوايا ،
والسكون هنا ضجيجُ هناكَ
يزعجني مواءُ القطّ تحتَ
نوافذِ الغرباء
 
نرجسة فنرجسة تغطي عورتي
وأموت في ماءِ البحيرةِ تاركاً
للأرضِ صفصافاً يعلـّقها
على الصفصاف / .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟