سفْرُ الشَّكّْ :

في أَسْفَلِ الفِكْرَةِ أَغْصَانٌ مِنَ الشَّكِّ
تَحُكُّها يَدٌ تَدِبُّ كَاُلْتِماعَةٍ بَيْنَ الدُّجَى .
لانَهْرَ في مُنْتَصَفِ اليَأْسِ :
رِجالٌ نُوَّمٌ على الطِّوارِ ، وَاحْتِمَالاتُ هُطُولٍ
مُزْمِنٍ لِجُلُّنَارِ في أَعَالي الفِكْرَةِ .

سِفْرُ الخُرُوجْ :

بُحَّ صَوْتُ العَقْلِ ، لَمْ يَسْطَعْ سِرَاجٌ

أوَ اندفعتْ على الليلِ القُمارى
وراحت ترسلُ الشجنَ المُثارا
أدرنَ ليَ الغناءَ ولستُ أدري
غناءً كانَ ذلكَ أم عُقارا ؟
أجاراتي لدى الإظلامِ إنِّي
قطعتُ العمرَ للأوهامِ جارا
وبي في جؤجؤِ الصدرِ انكسارٌ
رمى في جؤجؤِ الطيرِ انكسارا
وكنتُ إذا غضضتُ الطرفَ قبلاً
غضضتُ على قذىً , وكتمتُ نارا

ما عُدتُ أفهمُ أيَّ شيءٍ غيرَ ركضي كالحصانِ الجامحِ الطيرانِ
في هذا الفضاءِ اللانهائيِّ المجازِ , على كواكبَ
لا انعتاقَ ولا حدودَ لها سوى عينيكِ....
أرعى عشبَ حُبَّكِ والحقيقةِ مثلَ أنكيدو بغيرِ فمٍ....
كأنَّكِ في المدى قمرٌ تأرجحَّ بينَ هاويتين
نفسي , والأحاسيسِ العصيَّةِ والمُضاءةِ بالنعاسِ
وغيرِ ما يرثُ الفراغُ من الخواتمِ فوقَ قلبي ....

لستُ أفهمُ غيرَ فلسفةِ القتالِ الأبيضِ الشفَّافِ
في نظريَّةِ بروسلي الذي قتلوهُ في ذاكَ النهارِ بمثلِ سنِّي الآنَ .....
أينَ دمُ البراءةِ صاخباً بي آخذاً بالذئبِ من عينيهِ

يأتي النهارْ
يأتي فأقرأُ ما يُقاسيهِ الرداءُ ,
رداؤهُ من جُلَّنارْ
يأتي النهارُ , نهارُ آذارٍ فأَشهَدُ ذاهِلاً
أَنْ لا غيومَ سِوى العنادِل والحُبارى
وتَخِفُّ كأسي لافتضاحي
فَهيَ منْ دونِ الندى والآسِ
تَعْشَقُني جَهارا !
والكأسُ من دون المناسكِ منسكانِ :
الحلم والذكرى
أماناً تلكَ أطواري وبعض مَقاتلي

اجترحي من سطوة المعاذير..
لغة محنطة..
يرفرف سمندلها
فوق سماء معلبة ..
لوطن قابل للاحتراق..
بشفق الليل المسفوح على اهداب طفلة مغتصبة..
معاقة تهرم في روافد الزمن..
باسمال قذرة عليها كفن..
تناغي عقرها بين اللعب..
جامدة تتهدل بين حثالات الصخب..
بين يديها دمية خواطرها لهب..

على جبهة معبودة الشمس كتَبت ..
طفلةٌ أنتِ وأنثى وأنا ...
مكتشفٌ ضاع ولم يكتب وصية
والرحيل اعتصر الكوكب ..
حتى منتهاه ..
وشفاه الورد ما زالت عصية
معبد يحتل قلبي ..
وما زلت أسافر
والمجوس ارتحلوا نحو الظهيرة
وأنا أسكُنها النار العتيَّة
ونساء ٌ في الفرات

الرقصة عارية ..
ودخان الحلم , حلمٌٌ آخر
يكمل البرد استدارته في أفئدتنا
فتتخطف حرقـته خطانا
ليوصد الكأس ما تبقى منا
فلماذا لم أدرك من قبل ؟!
أنّ هناك لغة واحدة
لأكثر من خـوف
***
هل ترقصين معي ؟!
جربي أن تقضمي السماء

هي النوارس الحالمة..
تغافي القوارب
ليلة كسوف البدر الطريد..
في مدائن من نار و حديد..
تائهة..
نائمة.. ..
..في رحم الليل الوليد..
سابحة كاحلام في مرايا العوانس.
يغتسلن..
يزغردن..
و ينسجن للعريس آلات

إلى روح طيب زمانه: عبد الرحمان

عفيف كريم كتوم حافظ للسر
صادق حاذف عاشق للخير
عطوف ودود نصوح للصغير والكبير
صريح سموح أنيس للغريب والمستجير.
إنه الناسك في محراب عفافه،
الراسخ في تربته والصابر على بلائه،
الرافل في نعمة كبريائه وصفائه.
بالأمس القريب كان لنا ساعدا يسندنا كي نواجه المصير،
كان لنا الحكيم الذي نستنير برأيه والمشير،
كان الزائر السائل دوما عن الغائبين والمتعبين والذين شدوا الرحيل.

-1-
تأخذه إلى الكهوف
تأخذه إلى الحجارة اللامعة
تأخذه إلى العيون الشاسعة
وتشق قلبه حيث لا تجد الحب
تجد الأوهام تبكي
دمعها يشبه الفجر
ليس الفجر..دمعها يشبه الغروب
ليس الغروب ..دمعها يشبه الندوب
.....
.....

تعامُد

كَما لو تهاديتُ تصحبني الخطواتْ
والتَقَيتُكِ لكِنّما آهِ بَعْدَ فواتْ ........
تَعامَدْتُ والشمسْ
إنّي لأَعْجَبُ كيفَ سَكِرتُ
ولمْ أرتَشِفْ غَيرَ عشرينَ كأسْ !

----------

تفاهات

تَقطّبتِ الشمس على جبيني
تمركزتْ بين عينيّ
حَفرت جمجمتي .. تحفرها … تصقلها
مرآ ةُ جبيني
تعكس العالم وتذوب
يا ذوبان العالم على جبيني

نشوةُ الحرارة على جبيني
اِعشَوْشبي
يا طرقاتي اِعشوشبي
يا أخاديدَ جبيني أنبتي

سلبوني لغتي ...
مزقوا أشرعتي ...
قتلوا عصفورتي ...
وقالوا أنت قاتل ...
وأنا فلاح هذي الأرض من عصر المناجل
وأنا منذ استباحوا أنهري العذراء عطشاناً أقاتل
ومنذ استعرضوا لحمي على الشاشات مجروحاً أقاتل
ومنذ استوطنوا وديان مشاحيفي مغروزاً أقاتل
ومنذ أقاموا دولة الفاشست في عنقي مخنوقاً أقاتل
ومنذ انتحار الرب على صليبه المدمى مرتداً أقاتل
ومنذ جفاف الدمع في أعماق أعماقي أقاتل

لم يعد كلامنا
لفظا مفيدا"كاستقم"
لم يعد شعرنـا
بلسما من نفح "الكلم"
فكم خطبنا في المحافل
من خطب جوفاء
شكت كذبها المبين الأسطر
كم أسالت بحور حبرنا
من أشعار خرساء
رقص على إيقاعها الوتر
تظل جموعنا

امن أرض تقحلت في جفون البشر..
من جفون تهدلت بوهم القدر
من قدر يصنع اقداما يعتبطها خطو السقر
من سقر يلتهب سجينا في عمق الحذر
من حذر يمكر طيفا صدق الاثر..
من اثر مفجوع الاسناد حرفه استثر ..
يصيخ سمع دواخله ..
مبتث الاوار...
بين الصقيع الى جليد انفاسه تتعثر...
في تجاعيد الانسلاخ..
.. يصيح من عري التجلي ..

قُلْ ما الذي يُغويكَ
وافعلْ ما يشاءُ العابرُ الساحرُ
ما بينَ قوافيكَ
مُحمَّلاً بنيسانَ وعيَنيّْ قَمرٍ مُعَذَّبٍ.....
فقولكَ القادمُ من كُلِّ الأقاليم ِ إلى
هالاتِ زهرِ الياسمينَ
جارحٌ مثلَ شفيفِ الضوءِ
لا يستنفذُ الشعاعَ في قصيدتي
بل أنهُ يرفعُ من هبوطِ أسمائي
قليلاً نحوَ لفظٍ غامضٍ ......

طفلة,
الطيور,
تسميها طائرات
الحدائق,
ترسمها حرائق
الكراريس,
في محفظتها متاريس
,
ليلة,
خبأت قطعتين من الحلوى
تحت المخدة

أقف على شرفات الكون
الدنيا غارقة في صمت
 وسكون
الشمس تغفو
 تنام ...
في راحة يدي
 تحلم...
 
أبحر مع الرياح الهادئة
عابرا أقاصي السماء
وسط النجوم التي لا تهدأ