عَجِبْتُ لِقَوْمٍ أَضَاعُوا بِلَيْلِ الحَداثَةِ
قُمْصَانَهُمْ وَقَناديلَهُمْ ، وَعَرائِسَ طُفُولَتِهِمْ ،
وَأَضَاعُوا شُمُوعَ قَرابينِهِمْ ،
وَأَتَواْ يَتَجَرْجَرُ آخِرُهُمْ خَلْفَ أَوَّلِهِم
بَاحِثِينَ عَنِ الخُبْزِ وَالمَاءِ في لُغَتي ..
مَنْ بِإِمْكانِهِ الآنَ أَنْ يَتَحَرَّرَ مِنِّي ؟
فَأَنا شَاعِرُ الرِّيحِ سَاكِنُ أَرْحَامِها ،
كُلُّ بَرْقٍ صَباحي ، وَكُلُّ دَمٍ تَاجُ مُلْكي .
لِوَحْدي أَقُودُ انْقِلاباً بِغَاباتِ مَمْلَكَتي :
سَأُغَيِّرُ لَوِنَ الحِدادِ لأَحْمِيَ بابِلَ مِنْ رَمْزِها ،
وَأَنامُ قَريراً كَتِمْثَالِ بُوذَا ،
وَأَحْلُمُ مِثْلَ المُحَارِبِ لَمَّا يَرى الثَّلْجَ ،
ثُمَّ أُغَنِّي
كَبَحَّارَةٍ يَضْرِمُونَ المَوَاجِعَ تَحْتَ جُرُوحِ المَوَانِىءِ ،
حَتَّى إِذا اكْتَمَلَ الاِنْقِلابُ صَرَخْتُ
فَغَيَّرْتُ تَاريخَ كُلِّ القَبائِلِ .
لا أَحَدٌ يَسْتَوي فَوْقَ نَعْشِي ؛
لأَنّي ، وَحيداً هُنا ، أَتَلَقَّى نِظَامَ الكِتَابَةِ ،
لا شَاعِرٌ سَقَطَتْ رُوحُهُ في الهَواءِ
فَغَطَّى يَدَيْهِ بِأَجْنِحَةٍ وَاسْتَرَدَّ مَخَالِبَهُ ،
وَإِذا اقْتَرَبَتْ خُطْوَةٌ مِنْ غَرائِزِها
كَمُلَتْ بِالّذي ظَلَّ يَنْقُصُها ،
هَكَذا النَّارُ تَصْحُو إِذا حَفَرَ الشِّعْرُ أَعْمَاقَها المَيِّتَةْ ..
وَإِنْ أَعَدَّ قَراصِنَةُ الشِّعْرِ نَارَ بَنَادِقِهِمْ ،
وَاحْتَسَواْ لَيْلَ قَهْوَتِهِمْ بَارِداً بَارِداً ،
ارْتَمَيْتُ بَعيداً وَأَوَّلْتُ ما يَحْدُثُ :
عُزْلَتي سَقْفُ مَمْلَكَتي ،
فَاتْرُكُوا لُغَتي تَتَوالَدُ
مِثْلَ الشَّتَائِلِ ، وَالنَّاسِ ، وَالمَطَرِ المُتَهَامي ،
فَلاَ شَيْءَ يُوقِفُني أَبَداَ !
مصطفى مَـلَـحْ
المغرب
ثُمَّ أُغَنِّي
كَبَحَّارَةٍ يَضْرِمُونَ المَوَاجِعَ تَحْتَ جُرُوحِ المَوَانِىءِ ،
حَتَّى إِذا اكْتَمَلَ الاِنْقِلابُ صَرَخْتُ
فَغَيَّرْتُ تَاريخَ كُلِّ القَبائِلِ .
لا أَحَدٌ يَسْتَوي فَوْقَ نَعْشِي ؛
لأَنّي ، وَحيداً هُنا ، أَتَلَقَّى نِظَامَ الكِتَابَةِ ،
لا شَاعِرٌ سَقَطَتْ رُوحُهُ في الهَواءِ
فَغَطَّى يَدَيْهِ بِأَجْنِحَةٍ وَاسْتَرَدَّ مَخَالِبَهُ ،
وَإِذا اقْتَرَبَتْ خُطْوَةٌ مِنْ غَرائِزِها
كَمُلَتْ بِالّذي ظَلَّ يَنْقُصُها ،
هَكَذا النَّارُ تَصْحُو إِذا حَفَرَ الشِّعْرُ أَعْمَاقَها المَيِّتَةْ ..
وَإِنْ أَعَدَّ قَراصِنَةُ الشِّعْرِ نَارَ بَنَادِقِهِمْ ،
وَاحْتَسَواْ لَيْلَ قَهْوَتِهِمْ بَارِداً بَارِداً ،
ارْتَمَيْتُ بَعيداً وَأَوَّلْتُ ما يَحْدُثُ :
عُزْلَتي سَقْفُ مَمْلَكَتي ،
فَاتْرُكُوا لُغَتي تَتَوالَدُ
مِثْلَ الشَّتَائِلِ ، وَالنَّاسِ ، وَالمَطَرِ المُتَهَامي ،
فَلاَ شَيْءَ يُوقِفُني أَبَداَ !
مصطفى مَـلَـحْ
المغرب