مَلائِكَةُ الأَرْضِ .. – شعر : مصطفى ملح

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أَطْفَالٌ :
على خَشَبِ المِنَصَّةِ عانَقُوني
أَوْقَفُوا خَيْلِي وَقَالُوا : سَوْفَ نَبْكِي .
أَدْمُعٌ غَجَرِيَّةٌ تَهْوي
حَنينٌ فَاجِعٌ ، حُرٌّ ، جَمَاعِيٌّ ، يُمَزِّقُنا .

طِفْلاتٌ :
نَسِينَ دُمُوعَهُنَّ على قَميصي ،
وَانْصَرَفْنَ مُوَدِّعَاتٍ بِالأَكُفِّ النَّاعِماتِ .
رَمَيْنَ فَوْقَ عَواطِفي وَجَعاً عَظيماً ،
وَانْقَرَضْنَ كَنَسْمَةٍ في ريحِ يُولْيُو..

أَيْمَنْ :
يُحِبُّ الشِّعْرَ يَقْرَأُهُ كَأَوْرادِ الصَّلاةِ .
يُحِبُّ دَرْويشاً وَيَسْأَلُني :
" أَرِيتَا طِفْلَةٌ أَمْ نَخْلَةٌ ؟ "
دَوْماً أُحَرِّضُهُ : " سَتُدْرِكُ بَعْدَ أَعْوامٍ
بِأَنَّ الشِّعْرَ لَيْسَ يَدْخُلُهُ سِوى الرِّيحْ .. "

غِيثَةْ :
تُحَيِّيني صَبَاحاً . تَمْسَحُ السَّبُّورَةَ
البَيْضَاءَ . تَكْتُبُ نَجْمَتَيْنِ وَتَسْتَريحُ .
وَفي دُرُوسِ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ تَبْكي ،
فَأَشْرَحُ مَا يَلي : ( لَيْسَتْ قُرَيْشُ
 قَصيدَةً ... لََكِنَّها قَلْبٌ مِنَ الحَجَرِ . )

عُثْمَانْ :
وَديعٌ دائِماً . مَرِحٌ . وَذُو
شَغَبٍ جَميلٍ كَالسُّكَّرِ المَصْهُورِ .
طِفْلٌ مُولَعٌ بِالمَسْرَحِ العَفْوِيِّ :
يَعْرِفُ كَيْفَ يَبْكي ، كَيْفَ يَضْحَكُ
ثُمَّ يَعْرِفُ كَيْفَ يَسْكُنُ بَيْنَ أَنْفَاسي .


مَرْوَةْ :
أَراهَا في المَمَرِّ فَراشَةً بَيْضَاءَ ،
تَزْرَعُ في الهَواءِ عَبيرَها .
وَإِذا تَغَنَّتْ بِالمَديحِ ،
فَإِنَّ أَرْواحاً تُرَفْرِفُ في حَنَانٍ ،
رُبَّما أَرْواحُ أَيْقُونَةٍ  أَفَاقَتْ مِنْ كَنائِسِها .

المَهْديّْ :
حَنُونٌ دائِماً كَالدَّمْعَةِ العَذْراءِ .
في أَحْشَائِهِ لُغَةٌ تَكَادُ تَسيلُ ،
يَعْرِفُ جَيِّداً سِحْرَ الكَلامِ .
حَواسُّهُ يَقْظى هُوَ المَهْدِيُّ ، لَنْ
أَنْسَى دَمْعَتَهُ عَلى صَدْري ...


سُكَيْنَةْ :
تُحِبُّ كِتَابَةَ التَّاريخِ بالطُّبْشُورَةِ
 الخَضْراءِ في مَرَحٍ . وَتَسْأَلُني عَنِ
 الأَفْكارِ كَيْفَ نُذيبُها في دِفْتَرِ الإِنْشَاءِ .
تَسْأَلُني عَنِ الأَخْطاءِ في كُرَّاسَةِ الإِمْلاءِ .
تَسْأَلُني .. فَأَمْنَحُها مَفَاتيحي .

أَمِيرَةْ :
أُسَمِّيها بَراءَةَ زَهْرَةٍ شَتْوِيَّةٍ ،
أَوْ أُصْبُعَيْنِ يُدَاعِبَانِ طُفُولَةَ الطُّبْشُورِ ،
ثُمَّ أَقُومُ كَيْ أَصِفَ الأَميرَةَ :
كَفُّها عُصْفُورَةٌ خَجْلى . خِمارٌ
أَسْوَدُ في رَأْسِها . فَرَحٌ يُبَلِّلُني .

يَحْيَى :
سَأَذْكُرُهُ يُرَتِّلُ مُسْرِعاً سُوَراً مِنَ
القُرْآنِ . أَذْكُرُ أَجْمَلَ الأَلْوانِ في قُمْصَانِهِ .
قَلَمُ الرَّصَاصِ المَنْجُورُ . ضَحْكَتُهُ الصَّغيرَةُ .
رَقْصَةُ الإِيقَاعِ في كَلِمَاتِهِ .
يَحْيَى سَأَذْكُرُهُ كَثيراً حينَ أَفْقِدُهُ .


إِيـمَانْ :
سَأَذْكُرُها تُوَزِّعُ قِطْعَةَ الحَلْوَى .
مَذاقُ الفَجْرِ يَكْبُرُ في فَطَائِرِها .
هِيَ الأَحْلَى إِذا قَالَتْ صَبَاحُ الخَيْرِ ،
مُبْتَسِمَةً سَأَذْكُرُها كَنَهْرِ في السَّمَاءِ ،
يَصُبُّ نُوراً ذَائِباً بَيْنَ الهَواءِ ..

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟