تاريخ امرأة – شعر: فاطمة الزهراء الرغيوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
-1-
الصرخة الأولى
آه. وولدتُ.
- إبنة، أعلنت مولدتي-جدتي-
- أخرى؟ سألت والدتي.
وولدتُ.. امرأة بين النساء.
ولدتُ،
وغطى صراخي الزغرودة الخجولة.
هللت الجدة
صرخ الجميع
- قد أتتنا فتاة،
جميلة، عارية
بريئة، مثيرة
يا للعار...
وخبأت في المناديل العتيقة،
بين أربعة جدران.

-2-
تفاصيل طفولية
ألعبُ
بالكؤوس التي أغسلها..
أرتبها دمىًَ.. ألاعبها
ألعبُ
في منزل أرتبهُ..
أم أنا لوسادة صغيرة،
ملكة أنا في غرفة مظلمة
فقيرة التفاصيل.
ألعبُ
ألبسُ ملابس حرير
رتبتها بأوراق الشجر
أتزينُ
بخواتم من سلك نحاسي
وتاج من زهر.

-3-
اكتشاف الجسد
غزى اللون الأحمر
بعض وقتي من كل شهر
بدأت بوادر أنتفاضة
في جسدي.. نحو الأنوثة.
أنام ليلا مع جسدي
أكتشفه
أكرهه
أحبه
وفي الصباح أخبأه تحت الملابس الواسعة

-4-
رقص الجسد
عارية أنا
ككأس البلور
مثيرة
ساحرة..
الموج الغاضب
والنورس
ومساءُُ حزيراني
يشهدون على تغلغل
الحب
و الجنون
في أنسجتي

-5-
روتين
وصلت إلى ليلة الزفاف
طاهرة.. كما يجب.
لعبت دور الأم
ودور المرأة العظيمة خلف
الرجل العظيم..
رتبتُ منزلي جيدا
لزوار محتملين..
أتقنت فن الطبخ
و فن الكلام المنمق
وفن الطاعة.
 
-6-
انتفاضة الجسد
أيها الجسد الموصوم بالعار
والتقاليد.
أيها الجسد المكبل بالأغلال
 إنتفض..
أصرخ للمرة الأولى –وقد عبرت سنتك الثلاثين
في هذه الحياة-
أصرخ وأعلن ميثاق الثورة
فإما أن تموت دفاعا عن حق الفضيحة
أو أن تعيش مع انتصارك
أو أنكسارك.

-7-
الأنثى تستقيل
ألون ثيابي بالأحمر..
وشفتي.
أخضع لجلسات الشد
والتجميل
يهلل قلبي فرحا
إذا ما تلقيتُ ابتسامة
من فتى في العشرين..
أتناسى أعياد ميلادي
أتوقف عن عد الوقت
أصبغ شعري بلون
أحمر
يذكرني بمن فقدته
 
-8-
وقت مستقطع
لا وقت إلا للحب
أحب كل التفاصيل
ابتسامة هنا
دمعة هناك
أشهد الولادات
والوفيات
أحسد الوافدين، تارة
و المغادرين، تارة أخرى
أعد ذكرياتي كل مساء
أرويها قصصا للأطفال
وأعشق كل الصباحات
إذ تعطيني الأمل في الحياة
ليوم إضافي
 
-9-
أسئلة معلقة
من أكون؟
امرأة، دثرت في ثنايا الحلال
والحرام؟
امرأة، دمية
بيعت في أسواق عكاظ،
وشوارع باريس الليلية؟
من أكون؟
أم كرمت في المحافل،
ودنست في البيوت؟
من أكون؟
مالفاصل بين الوجود واللاوجود؟
من أكون؟
خلف؟
مع؟
أمام؟
أو بلا رجل؟

-10-
موت الجسد
لا وصية لدي
لا اعتراض لدي
لا صراخ..
أغادر في هدوء
و يكتبون على شاهدي
هنا ترقد
امرأة.


فاطمة الزهراء الرغيوي
تطوان- المغرب

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟