دعك تعشقني
وأنا العابرة لصمتك
كلما هب نسيم الحمراء
أشعل فتيلي
لا تجعلني أرحل
وأنا العابرة التي لن أشيخ
دعك تعشقني
فأنا آخر ما تبقى مني
بعدما مسخوا حضارتي
وخلعوا عني ثورتي
ومزقواكرامتي

حدقت الانغاص فجرا
ماسكة طابور الاحقاد ببياض
فرادى تلسع جنبات هيام يحتضر
مهلا بعد ساعات التّجمل
فالجبين يعرق سعالا
وما احمرار الخد إلا قطرة فيض
وأعلامي لا تهاب اللهاث
فليكفيها سعفة نخيل لمسح الغمامة
وورقة وحيدة من ثوت الجبال
لتخيط لنا قمصانا شفافة لنطير
حيث الشهيد والشهيد...

انتظريني ..
في الميناء الآخر
والإكليل الأبيض بين يديك !
سأجيء إليك ِ
بكلّ طفولة قلبي
وبكلّ  تراتيل العمر ، وآمالي !
انتظريني ..
لنكون معاً في الحلم
وننأى عن صخب الأرض
وجلجلة الشمس !
أيّتها الموعودة بالشهقة

كانتْ تمشي أمامي
بهدوءٍ مارقٍ
بتراقصٍ متمايعٍ،
 يهيجُ سُعار الكلماتِ الراقدة
تشدو بأغنيةٍ قِرْغِيزيَّة مدبّجةٍ:
" ارحل يا رحيلُ
يا مرتحلُ، ارحلْ
واتركْ أجراس شهوتنا
 تغرقُ في صمتها الأبدي،
هذه جبالي، بيضاء
كيدِ ملاكٍ بعيدٍ...

كفاني اغترابا
كفاني ضياعا
سأمشي حافية اليك
لأجلس بين يديك
واصب احزاني بثقلها تحت قدميك
لاني اخاف من البداية
فسأبدأ من النهاية
 لملمت اشلائي سيدي
ومشيت صامته
سرقوا ثيابي مني سيدي
وزرعوا الحزن في مقلتيَّ

بقيت في العلبة سيجارة واحدة،
و الليلة لازالت في بدايتها
إنها ليال ديسمبر الطويلة..
التي أفكر فيها بأشياء لا تنسى
و أشياء أخرى يمكن أن تنسى
سأحرق السيجارة الأخيرة،
وتبا للحدود التي فرقتنا
تلك الأوراق المصبوغة،
التي لا تصلح إلا للحرق..
كان بودي لو قضينا معا شهر ديسمبر،
فلياليه ستمنحنا وقتا أكثر للحب

يغفو النارنج العتيق
على زلّة السواد
ويتجرع القصيد قبره
حين ينسدل الشوق
ثوباً بلا جسد
كمواويل الظمأ
فوق زفرة الريح
قال
أنا المعوز لكن
لكتابي سبعين نورساً
لم تسجد لأحد

مر من هنا...
لم ألتقه
كان همسا مسافرا في كف الشعر
يقتنص الحلم من بهاء العمر
ويمضي ..
ـ كم يلزمني كي أراك ؟
قالت تلك التي بعثرت ظني.

1
لم يخبرني بطيوره العائمة في الماء
أخاله غافلَ الصمت

كوني سيدة لا تهوى غير القصيد
ودعي عنك متاهات العشق البعيد.

 كان الحزن أميرا أندلسيا
 كلما تبعتُه كي أقبض على ظلي
 وجدتُ لافتات تقيد خطوي
 "احذروا الهوى"
 ما لهذا الجنون
يعربد في حانة الحلم ؟
 حملتُ قصيدتي مثل جَرَّةٍ عراقية
 وتسكعت قرب نهر العشق

لست ثوبا من حياكة واهم
لست ظلا لحاكم
لست وصوليا متربصا بالمغانم!
أنا وطن تفشت أغلال قهره/
تقطعت حبال صبره
فارتأى أن يثور
على سقف اغترابه الملازم
ونزف شبابه المتفاقم!
هكذا يتقدم شامخا
ليحرر بهية الصوت
من نير الصمت

ولكم في العشق
معين لاينضب
يا أولي قلوب
أينعت على ضفافها
شقائق نعمان وبيلسان،
لكم فيه آلاء وأنعم
تيمنا بالعشق..أدعوكم
لاستنشاق هبوبه المبارك
ملء اقفاصكم الصدرية
حيث اليمام لن يكف يوما عن الهديل،
حيث طيور الدوري

ماذا في قُبْلتِكِ؟
وداع حائر
يُطفِئ الظمأ إلى جنّة المأوى
جنّة حلمك
بالمشي على تراب أرضك
أديم يعبر جسر المجد إلى غطاء عينك

ماذا في قُبْلتِك؟
غمضة عين حارقة
تودع شلالات فرح باردة
شوق الرحيل

طوابير الجياع تأكل النار من أمانيها
وصمت المكان هدنة أخيرة للرحيل
فلا همز ولا غمز حين تصطف المرايا على بعضها
الجدل يفضح السريرة
ووتيرة القطيع البرية تثقلها قهقهة الغياب
فكم يلزمني من قطرة ماء
 لصدِّ تيارات الندى
وكم من فجر لأجعل رمال المحيط
في خانات المنسيات
وطأتي الموالية تزن حلم هروبي
وأي عثرة في جنباتي ستكلفني مزيدا من الغرق

سكنات هذا الليل
    قد توهجت 
      في قلبي...
   وأنا ما زلت أنفث
  همومي دخانا
     لا يتبخر...
   
   سكنات هذا الليل
       قد توهجت 
         في قلبي...
   وأنا ما زلت أركض

1
لَنْ تَرْتَقِي فِكْرَتِي عَنْكِ إِلَيَكِ مِنَ غَيْرِ عُنْفٍ ،
لَنْ تَنْزِلَ فِكْرَتُكِ إِلَيَّ في ضَجَّةِ الْمَجَاعَةِ الْعَاطِفِيَّةِ ،
رُوحِي تَلِينُ فِي نِيرَانِكَ أَيُّتُهَا الْعَازِفَةُ بِالْمَطَارِقِ
وَأَنَا سَأَنْتَهِي عَلَى يَدَيْكِ إِلَى شَكْلِي الأْخِيرِ : وَتَدٌ .
2
بِنَظْرَةٍ ،
يُشْعِرُ النَّحَّاتُ الصَّخْرَةَ بِالْآلآمِ الْمُقْبِلَةِ .
 يُحَرِّكُ العُدَّةَ في الْجِرَابِ فَتُبَادِلُ الْمِطْرَقَةُ الْإِزْمِيلَ بَعْضَ الشَّكْوَى .
هَذِهِ الأَشْيَاءُ الْجَامِدَةُ تَرْتَقِي إِلَى طَوْرِهَا الْأَخِيرِ :
 صُنْعُ الثَّدْيِيَاتِ وَالسّقُوطُ في اشْتِهَائِهَا .

أجمل ما في الروض هم العشاق
أكرم ما في الكون
 هم العشاق
والعاشقون العاشقون
هم الجذور وسط غاب الشعر
 نسغ الورد
خفقة الأوراق
هم ما تبقى
من معين الروح
هم ديمة القلب السكوب
وهم السهاد

على ظهر الأنين
ووفرة العويل حين خلت أضلعي
من وهجها
جئتك سيدتي أحبو بين
رسومات الديار
بين رماد النكبات وجفاء الاشرار
جئتك ويدي ممدودة للنار
أرتشف عبق الغياب
وطوابير عشقي تحتضر خلف عصر لم يكتمل
تأكلها الاعطاب
وتتسلى بجرجرة الانداب على صفيح الورق

إلى أين تهربين ؟
إلى أقصاب عباد الشمس ؟

حيث البتلات شاحبة ،
والطلٌّ باد على العيون ..
حيث النار مطفأة ،
في مواقد الفحم الحزين ..

إذن إلى عزلتي تهربين ،
وأنت تدارين شعرك الأسود
خلف جنود متعبين ،