حدقت الانغاص فجرا
ماسكة طابور الاحقاد ببياض
فرادى تلسع جنبات هيام يحتضر
مهلا بعد ساعات التّجمل
فالجبين يعرق سعالا
وما احمرار الخد إلا قطرة فيض
وأعلامي لا تهاب اللهاث
فليكفيها سعفة نخيل لمسح الغمامة
وورقة وحيدة من ثوت الجبال
لتخيط لنا قمصانا شفافة لنطير
حيث الشهيد والشهيد...
حيث أبنا ء الام الواحدة والأب الوحيد
حيث الفردوس في القبالة
والفردوس شئنا وكما كنا نشاء
حلما ثملا بالشوق....واليد في اليد
حلما.... بلسما للثقوب وآخر الندوب
والعين في العين ....
سال من العين دمع يشبهني
وبالملح ينضح
حتى قرأت آيات الهروب خفية
في سجادة الصلح
لما صار طعم لأنين الناي الذي ينقرني
فما خاب ظني في الهذيان
وجلاد الاكابر في المذلة يطعم كلابه
ومقعدي من سعير يرقبني
والرعشة تسبق بلائي للرقص المجبر
حفرة ربما أكبر من خوفي جنونا
ولهيبا أشعر من تمردي لبقايا جسدي
حين يغازل حمى مطامر الحزن الفاحم
لا جنونا تمتطيه العقبان لتصل المطر
ولا وهما يرحّل خفافيش الاسوار للتّملكِ
زبانية جحيمٍ ترسم حروف التّظلم
على اجساد تتزين عراءا
لميلاد الشرارة الاولى
التي ستعانق رضاب الموت
خارج مولدي....
الموت يسكن مسام الاتقياء عند التعرّق
فلا يهجرني ...
الموت يلملمني حتى تصحوا
من جفوني آخر المنامة
الموت رحلتي الابدية
في الزمن الابدي
وكم ردحا عشناه عراة وسممتنا الايادي
وكأسا شربناه فأطاحت بشرفنا الاهالي
فمن اين يأتينا التنكّر ؟
الموت هنا على جانبي... يعدّ الملامة
الموت هناك يقرّ مفزعي ..... يطوي الندامة
وطابور الاحقاد بياض أبيض
لا تستميله اللعنات .
لا متّسع الآن لموت مفاجئ
وأناشيد الضياع لم تكتمل
وحلمي في الهروب لإحدى زوايا الحمق
بات محالا ....
الليل للّيل فرجة تقرع الخفافيش طبولها
وتمتص من رحيق الجدوع اليابسة
أكوابا ملاها الاحتضار
الليل للّيل سبحة تتلوها شياطين النهار
لتستقر على سواد الصدور
كالصخر العائد من نفث الريح
وأخرس اصابته العاصفة بالابتلاء
فخرّ على يمناه يداعب سراب النهر
الليل لليل ...كلما تليّلت أعصابي
واليد في اليد ... كلما تذمرت أهدابي
وأعيننا باسمة كما هي طقوس الجنازة
مرحى مرحى يا شهيد
لامتسع الان لموت مفاجئ
مرحى مرحى يا شهيد
فالأعمار لغز العودة ....