قالت كأنك لا تريد وصالي   
قلت الحنين مقطع اوصالي
اسرفت في طلب الوصال ودركه
والصد منك نظيره اقبالي
لا تجزعن قالت فتلك سجيتي
والممكنات لديك هن محالي
أنى التفت وجدت طيفك قبلتي
فألوذ منك بعزتي ودلالي
ما جاوز الظن اليقين بحالتي
وتشابك الاسهاب بالاجمال
وتجندل المعنى صريع تنازع

قرار

تمطّى الظلام على الصباح
وتبختر النهار على الحكايا العتيقة
فتناثرت ضحكات الصغار
فوق أجنحة الفرح
يعلِّمون الليل معنى الإبتسام

كان المطر يغسل عيون المساء
والصبايا يتراقصن كدمى الخيوط
وحين انسدل الليل على خد العتمة

خذني بمعناي
لا تجتهد في تأويل
قد يكون فيه عريي
وهو بعض نفيك
إلى حدود
تتزاحم فيها الأضداد
تتباعد الرؤى
وتحصد الابتسامات
على مقصلة العيون المتربصة
الشوارع الفاغرة نواصيها
لالتهام الأحلام النيئة

العشق ابتلاء يا أهل الهوى
وانفاس المحبين ذنوب الّليل
وحين يعزف لهيب الشوق
لحن الاحتواء
يصطف أهل الغرام
في صلاة الفجر المبتلة
والإمام قدوة العشاق
يصيح من صبابته
أيا ويلي اتبعوني

امرأة في بخار الّليل ترقد

رأيت لؤلؤة الأعماق
بين أحشاء ليل الوحشة
رأيت لؤلؤة الأعماق
هل داهمتكم الدهشة
لما اصطفتني الآفاق
للتملي بمبسمها المنير
للتغني بموسمها المطير
رأيت لؤلؤة الأعماق
ولَكَم عذبني سؤالها العسير
و لَكَم تجرعت المرير
ولَكَم تهيَّبت المصير

وجهك وجهي،
و كل المرايا كاذبة.
عار كالخجل،
أحمر كالحمى،
وحبك في كل لحظة،
لحظة بفيضها طارئة.
لاعليك،
عائد إليّ،
صاعد إليك.
هذا القلب كان كله
بين يديك،

كلما لمست بياض جسدك،
و نويت أن أرسم لي خندقا،
أو زورقا،
أو ينبوع ماء،
تتلطخ أصابعي بدم طازج،
وينتحر في صدري الكلام.
كل شيء كان ممكنا،
اضطراب البوصلة،
طلاق الورد من عطره،
تجمد الماء في عروق الأشجار،
موت طائر اختناقا بغنائه،

يهديني البحرُ أطرافهُ
والنوارسُ تنثرُ ملحَ الهذيانِ
في أدغالِ الفوضى
والعشبُ المحمومُ ريشٌ
خلفَ الوشاحِ
والأرضُ أفواهٌ بأنيابٍ وعرةٍ
الماءُ مازالَ يتنفسُ
النوافذُ سنواتٌ ثَكلى
والمعنى حنينٌ يتساقطُ فراغاً
الموجُ قصيدةٌ تتسكعُ فوقَ الأضرحةِ
في خواءِ الليلِ

عينك الجائعة
تطارد صومي
والكذب عرجون تمر تدلى
حين عربد النخيل
تمرغ الحلفان
في وحل المسافة
الابتسامة غباء يقرأ
قصيدة العشق
على باب الأسطورة
ترويضا لشوارب نزوة
لم تبلغ سن الوعي

أراك تتسلقني من جديد أيها الخريف،
لا أوراق بقت لي لتسقطها ،
كلها سقطت قبل أن تجف.

هبي كيف شئتِ يا رياح ،
صفيرك بلا أوراقي محض هروب،
لا لحن فيه،
ولا شجن يشفي الجراح.

هذا عرائي،
مرّ أنّى شئتَ أيها الخريف،

من غير قصد
اقترفت المضي إلى الخطيئة
لعل زيتها
دغدغ جموحا نائما تحت جلدي
لعل صوتها
حمل السماء إلى غرفة نومي
ونثر في الأرجاء اللون
من غير قصد
ساعدتني التفاصيل على التذكر
وربت الضوء حولي
في نبض يراكم احتمال قبلة

وحدي كنتُ أَصرخُ
 أطْفُو على حُطامِ الوقتِ
 المُبلَّلُ بالإندثارِ
 مثلَ غريبٍ
 في صحراءِ العيونِ
كانَ الوطنُ يتهاوَى
 دخلتُ المدينةُ
 تَسبِقني رائحةُ الطفولةِ
 كانَ صوتي يَمتدُّ
 تعبًا مِنْ ريحٍ
 مشيتُ نحوَ غابةِ الموتِ

لملمت صهيل الجسد المتوج بالرغبة
وسرت أرتل حلم طفل بمعانقة السماء
لمن هذا الغناء
لمن هذا التردد الملح على الخاصرة
لملمت أوراق الذاكرة
لا شيء يقلقني أكثر من جدار أخرس
لاشيء يخطف شبق نزوة راقصة
 على وتر العبور
سوى حلم بتره مبضع الصمت
على حافة مدينة فاجرة
تبعت رائحة الخبز في جلد الهواء

خلف وهم يشتت انتباه الضوء لعتمتي
خلف سر يبوح بالذي أخفيه عن صمتي
وخلف الجدار الأحمق
يرمي سراب مشوه
تراجع الوضوح امامي
يقبل السكون عله يمتص صحوة أقدامي
للرؤى الأخيرة على المرآة
شكل من يستعجل الرحيل
صورة من يردد الهروب نشيدا
لأول العتمة شكل انكسار الضوء
ولي قامة شجرة جاثمة خلف بيتنا

لطروادة حصانها
لأمريكا زنوجها
ولنا دمع الحكاية
ورماد التاريخ
لنا مهرجانات تزنر العري
على امتداد العيون الواجمة
في عمق الحكايات المشبعة بالتعجب
وخيال غض معتدل القامة
يخاتل الشعر على أرصفة حادة البصر
يدحرج الاستعارات
إلى زوايا الصور الفوتوغرافية

غريبٌ
وبلدَتِي دعْوةٌ أنثرُها 
ومْضَةً فوَمْضَة
بيْنَ القوَافِل صَوْمعَةً وصَلوَات
كنّا نسِيرُ معًا وسَط الجُمُوع
والبحْرُ يسْبقُنا مَوْجًا وسِرْجا
وكنتُ أمُدّ يدِي نحْو ظفائِرِها
لأُعْطِي الغَريبَ حُبّا ودَعوَات
وكنّا نفْترِشُ الأدْرُع لِضحَايَا الحُبّ القدِيم
كُلنَا غُربَاء
حِينَ يُلوّحُ الحِرْمَانُ ومِيضًا كالبرق

للفراشات رأي بالضوء
وللنساء نبيذ المكان
عتبة للدخول في القادم
وصدفة بين اثنين
افترقا ..
اختلفا ..
والتقيا ..
بين رشفتين
بين احتمالين
أولهما للموت
وثانيهما للحياة

إلى جبيهة رحال

كان يمحو أسطر الليل من دفتر الأحبة
يتلو على سمع الحبيبة المعذبة
كتاب العبور لشط الفجر
كان يتمطى تحت لحاف القهر
و يعدو – ضاحكا – صوب مواسم احتراقه العذبة!
***
هل تعرفون ولدا تنام المدينة
يشاكس و يرفض أن ينام!
هل تعرفون ولدا يجري كالنهر

قالت لي
حدثني عن المخيم
قلت
المخيم هو القصائد المنفية
وزورق الحكايات
المخيم الأرض الثكلى
هو زهرة الحب
في الفرح
فراشة في الخيبات
رقصة الموت
المخيم وحشة الحسرة