في الحُّب ... ذاكَ الذي يَعرُجُ بِي إلىَ السّمَاء
أرْتقِي منْ مقامٍ إلىَ مقامٍ لا يحْجُبُنِي
عنِ الأنْقِيَاءِ هُناك ، إلاّ شبَحِي
يُدنِّسُ صفْو الضّيَاء
أهْمسُ فِي التّجَلِّي بكُل خَاطِرَةٍ ، أسْمَعتْنِي
وأوْرَدتْنِي من بوْحِها ذِكرَى ومَوْعِظةً
رَستْ بِي علىَ شاطِئِها المُقدّسِ ، لاَ يُقرِّبُني
منَ الأتْقِيَاءِ هُناكَ ، إلاّ ذِكرَى تُصوِّبُنِي
فإِنّ الحُبَّ هُناكَ ، بسْمةٌ ولُغةٌ وهَوَاء
أُحبُّ أعْشَقُ أهِيمُ أبْكِي ، كطِفْلٍ فَطِيمٍ
لا يُوجِعُهُ البُكَاء
تُساوِرُنِي الهوَاجِسُ الثّكلىَ عنْدَ المُنحدَرَات
فتَهْوِي بِي شبَقًا وإحْبَاطًا ، وتُوقِعنِي
فِي نوْمِي لا يُشارِكنِي أحدٌ ، وحدِي لاَ أحدٌ غيْرِي
ثُمّ أرْجعُ منْ زمَنٍ إلىَ زمنٍ ورَاءِي
لاَ أرَى أحدًا أمَامِي يُدلّلُنِي ، لاَ أحدٌ غيرِي
أحْبُو أدِبُّ أقفِزُ أطِيرُ بلاَ أجْنِحَةٍ عبْرَ التّجَلّي
فدَنْدنَتِي وإنْ تَخلّفتْ عنِ الرّكْبِ تَذْكِرَةً تُقوِّمُنِي
قدْ أسَرَّتْ إليَّ بِأَسرَارِها ، شهَادةً وعهْدًا
لا أرَى بُدًّا منْ عهْدٍ يُهذِّبُنِي ويهْدِينِي
يُلحِقُنِي علىَ الخُطىَ أثرًا وجِرْسًا
يُكسِبُنِي علىَ هدْيِ الحمَائمِ قِبْلةً وإِقبَالاً
فتَنْبُتُ الكلِماتُ آيَاتٍ مُقدّسَةً ، بيْنَ الضُّلُوعِ
سِيرَةً ، فتنبض قُرْآنًا وإِجْلالاً
أمْشِي يُعاتِبُنِي سيْرِي ، ثمّ أسِيرُ
يُسائِلُنِي قَصْدِي ، ثمّ أقصِدُ
يَعْصِرُنِي زَمَنِي ، فَأصْرُخُ بِكُلّ قُوَاي
أنَا وإِنْ كُنْتُ فِي السَّيْرِ شَبَحًا لاَ زَمَانَ ولاَ مَكانَ لهُ
فَإنّ حُبّي يَعودُ بِي منْ زمَنِ الْمِعرَاجِ ، مددا وفِكرةً
تحْمِلُنِي علىَ أكْتافِ الحُضّارِ وُجْدًا
وعِشقًا لاَ ينْتَهِي أبَدًا