نواحُ النِّهَايّةِ... ـ شعر : عبد الرحيم دودي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

تَلُوكُنِي الفَوَاجِعُ الغَواِزي،
 ينفطرُ القلبُ بالاختيارِ
 أَبْكِي داخلي بدمعٍ مالحٍ يَنشعُ مواجيدي،
 يُهَرِّئ رُوحي،
 إِذاناً بتخلُّقِ الأكدارِ
 فِي رَحِمِ الانهيار...
 وتندلق المراثي،
مُشْربَةً بِصرخاتِ النادباتِ الآشوريات،
 الباكيات حظَّ أنكيدو في حُميّا الانْفِطَار،
 أنكيدو مَاتْ ،
 سَقَطَ قَلْبِي،

 كَقِشْرَةِ لَيمُونٍ يَابِسَه،
 شُلّ ذِهْنِي،
 وَجَاءَنِي الرَّسُولُ منذراً بالانْكِسَارِ،
 يَرفلُ فِي جِلبابٍ أبَيضَ،
يبكِي بُكاءَ سماءٍ أَعْيَاهَا قَبْضُ السنين،
 قالَ مُقاوحاً،
وهو يَتَرنحُ في ممرٍّ لَولَبِيٍّ،
 يَتَلوى عَارِياً مِنْ كُلِّ مَجَازٍ لا يَجُوزُ:
سَتَمُوتُ يَا غريب ولن يُرْتَقَ جسدكَ بعد الانشطارِ...
شَرَخْتُ السماءَ بصوتِي المختنق،
 ظلامٌ أعشى يَنكبسُ في مُعَلَقَاتِ النثر الجديد،
 فَأَغْرَقُ في لججِ الإغواءِ المُتَعَري،
 مُنسدحاً على ظهري،
 سرقتُ نجمةً حارقةٌ وحَكَكْتُ بِهَا حَوائِطَ النُّصوص،
صَدَحْتُ بتعاويذِ الغجريات ،
هارباً من حقيقتي الصارخه،
أحسستني شبحاً  مُعَلَقاً عَلَى قَمَرٍ مَغْدُورٍ.
******
  أَرمي قَميصَ نومِي الخوَّان،
 هتّاك الأسرار،
في بحر أشيبٍ مخيفٍ...
يتناهي إليّ
 عُواء معجونٌ بأنينٍ متقطعٍ،
وأبصرُ في الأقاصي،
 عيناً حمراء ترتعُ فيها ذِئابُ الحيّرة،
  وتطلُّ من مائِها،
 إلهةٌ فرعونيّة مجللةٌ برمالٍ باهتة،
 شَعْرُهَا منكوشٌ كغابات فُروج الإفريقياتِ المُوحِشة،
 تنهشُنِي نهشَ الضَّواري،
 تُباعِد وتُدَانِي بين رُكبتيها فِي حَرَكةٍ بندوليّةٍ رَاقصة ،
تَدَّك أركاني رِعْدَةٌ لا عهد لي بها،
 أرانِي مشبوحاً على صليبٍ يُعانقُ الغمامهْ،
أَهْوي مِن فوقِ صِرَاطِ القيّامهْ،
مُتَمَسكاً بِريشَة حمامهْ،
تَتَرَامَحُ السِّهَامُ النواهِلُ فوق العَمَامَهْ،
 حِرْبَةٌ غَلِيظَةٌ مَنْكُوتةٌ فِي تَضِارِيسي،
تشقُّ الرُّوحُ الشريدهْ،
 تشرئبُّ أعناق الخوفِ في الكنائس البعيدهْ،
تطاولُ مِسلَّةً مُعَتَقَةً برموزٍ فريدهْ،
  حِينَهَا سمعتُ صوتَ آهةٍ أُنثويِّة مخطوفة،
 فِي عُمْقِ البحرِ الأَحمر،
 آهةٌ غنجاءٌ،
تنحدرُ كشريحةِ هلالٍ أصفر  في ليلٍ معتمٍ...
******
فِي غَمرةِ الهلعِ الزَّاعقِ
ألتقمُ حَلَمة شجرةِ لبلابٍ مُوردة،
أُعَضْعِضُهَا، أَرْضَعُهَا،
أتمسّكُ بخيطٍ أبيض يسيلُ من نَارِهَا
يتدفَقُ حليبُ الجمرِ مخلوطاً
بأضواء الفناءِ المُرتَعِشَةِ،
أضواءٌ تُعمي بَصَرِي الحديد...
 كأنَّها ملاقطُ من نارٍ تُمزقُ لَحْمِي الآسن،
سُحِلْتُ، فُقِئت عَينِي الآزلية،
فانتفضتْ شفتاي بتراتيلِ المنيّة،
 انسطلتُ، عَرْبدتُ، وَلْوَلْتُ،
فَرْفَطْتُ، وانفطرتُ، فانفرطَ عقدي الحجريُّ
و أقعيت أُنقي أشواكَ الكناية
  عَن جَسَدي المُتَأرجحِ في هواءٍ سَاخنٍ،
كذبيحة حُزَّ عُنقها بِخنجرٍ صدئ،
تتناطحُ أجْرامٌ شبحيّةٌ شائهةٌ في ُروحِي،
وأهَرعُ نحو مغارتِي المُشتهاة
هارباً من أوهامِ الكهنة العتاة،
 مُتلحفاً بِضوءِ نجْمَةٍ عَارِيَّة،
فِي سَاحَةِ الأَورَاقِ المَسْحُورَة
 صَرَخْتُ: هَذَا مَصِيرُ الذي يَمْتَطِي النُّصَوصَ الفَائِرَة
 فَيمْتَطِيهِ
نَسْلُ
الجُنُـــــونِ..!!

تعليقات (1)

This comment was minimized by the moderator on the site

جميل ?

ريحانة ريحانه
لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟