أشْياءٌ وأشْيَاء
لَسْتُ أنَا فَاعِلُهَا
ولسْتُ الفَاعِلَ فِيهَا لِتُنْسَى
كَحَالِ عَرائِي مُحْتشِمًا لَمَّا خَدَشَتْنِي الصَّوَاعِقُ
مَبْتوُرَة مِنْ كُلِّ شَيءٍ إلاَّ مِنْ عَيْنٍ فَقَأَهَا الظَّلاَمُ
مَعصُورةٌ مِن دَمِهَا
مَلفُوفًة فِي خَجَلِهَا
تلْوِي المَشْيَّ عَلَى بَطْنِها
تَنْفُثُ دُخَانًا يَرقُصُ عَلَى صَمْتِ الجِبَالِ
تَعْلُو بِصَفِيرٍ يَطْوِي وَراءَهَا خَطَواتِ المَوْجِ
وتَحتَرقُ فِي غَرَقِ نَظرَتِها ألفُ حِكَايةٍ
مِنَ البِدايةِ حَتَى النِهَايةِ
مِنْ عَرْشِ التُرَابِ كِنَايةً
إلَى الاَسْيَادِ والأقْطَابِ سُلَالةً
مُرُورًا بالأحْجَارِ والأنْصَابِ وَلَعْلَعَةِ القَذَائِفِ
هَدَّتْ مَرَايَا الرِّيحِ فَأَبْكَتْ الصَّبَاحَ
وَسَمَّتْ نَوايَا الرَّبِيعِ فَجَاحَتِ أُمُّ البِطَاحْ
صَمَّتْ من نَقْرِهَا سَواعِدٌ الأبطَالِ
فَأَلْقَتْ فِي البِئْرِ صَفَحاتُ الأَغَانِي المِّلاَحْ
اللَّيْلُ بَايَعَ اللَّيْلَ
وبَايَعَتِ النَّوارسُ حُلْمَ البَحرِ
وتَشَيّأَتِ الأَشْيَاءُ بألغَازِهَا عَلَنًا لِتُنْسَى
وَتَدَلَّتِ لِفِعْلتِهَا أهَازِيجَ الخَطِيئَةِ
بالتَّكْبِيرِ وَطُقُوسِ الإِجْلاَلِ
امَّا جُنودُ الظَّلامِ فَلاحَتْ بالهُرُوبِ
مَاسِكَةٌ ذَيْلَ الِّريحِ حَتَى قَرَارَ الْمَغَارَةِ
تَقْرَأُ أخْبارَ المُزايدَةِ
تَمًّ أطْيَافَ القَدرِ تَتَجَلَّى ....
تَمًّ هَمِيمَ الأسْرَارِ يَتَسَنَّى ..
تَمًّ اليَمِينُ مُحَالاً وتمًّ اليَّسَارُ
المَواِقفُ نَارٌ شَرَّدتْها عَتمَةُ الآَتِي
وفَضَاءاتُ القُربِ غَمَقَهَا بُطْئُ الرَّحِيلْ
هِي الصَّواعِقُ عَائِدَة مِنْ وَحْمِ الغَابةِ
وفِي جَوفِهَا شَرُّ البَرِيةِ مِنْ قُطْبٍ لِقُطْبٍ
يخَالُهَا الطَّيْرُ رَقْصَةَ مَاءٍ
وَتَخَالُها الجِّياعُ لُقْمَةَ عَلْقَمٍ مَضَغَتْهَا الحِّيرَةِ
سَحَابَةٌ تَتَباهَى بِمَسَاحِيقَ الحَريقِ
صَفحَةٌ مَطَاطِيةٌ وَشَمَ الوَهْمُ آخِرَ هَا حَقِيقَة
خِصْلة شَعْرٍ أفْقَدَهَا السَّوادُ سِحْرَ السَّوادِ
فَيتَّمَتْ حَظَّهَا فِي بُلوغِ حَقْلِ النَّعْناع ِ
ومَدَّتْ رَاعِي الريَاِضِ بِمُدْيةٍ تَتَمَلَّى المَنوُنَ
وأغْرَقَتْ أكَاليلَ الوَاحَةِ فِي مُسْتَنقَعِ الشَّرِ
تِلكَ الصَّوَاعِقُ تَغْتالنَا صُبْحاً
ونَحنُ نُهَادِنُ الشرُوقَ بَبَياضِ الأَيادِي
وتَجُرُ أعْراشَنَا للِوَرَاءِ
شَرْخٌ فِي الحَائِطِ
شَرخٌ فِي القَلبِ
مَنْ حَطَّمَ كِبرِياءَ الصَّفْصَافِ
ليَلْحَسَ وَمْضَ السَّنَواتِ العِجَافِ ؟
وَتلْكَ التُربَةِ تَسَوّدَتْ وَرَمَتْ فِي مَعَاقِلهَا الجُنُون
وَقُلنَا هَدْأَةُ القَلْبِ آتِيةٌ وَمَعَهَا سَلَامٌ
وقَالتْ مِنْ حَوْلِنا آمِين
شَرخٌ فِي الحَائطِ
شَرخٌ فِي القَلبِ
واللَّيْلُ يُبايعُ الَّليلَ وَلاَ سَلَامٌ
ولأنَّ رُوحِي مِلكُ يَمِينِي
مَا أسْقَطْتُ بَهَاءَ طَلْعَتِي فِي خَوَاءٍ
وَلاَ كُنتُ نَدِياً بِلحَظَاتِي الأَخِيرَة
لِأُهْدِي الرِّيح ِسِرَّ عَرَائِي
أشْياءٌ وَأشْيَاء
لَسْتُ أنَا فَاعِلُهَا
ولسْتُ الفَاعِلَ فِيهَا لِتُنْسَى
اللَّيْلُ يُبَايعُ الَّليْلَ
فَلِمَنْ تَبِيعُ النَّواِرِسُ حُلْمَ البَحْرِ ؟؟؟