هذه كأسي..
وكأسكَ، ماذا يقرأ العرّافُ فيها
أيها المُثخنُ بالقصائدِ والآياتْ؟
أرى في شحوبكَ مدَّ البحورِ تراجعَ
وأرى: هذه الغاباتْ
تغرقُ في كأسي
هذه كأسي
وكأسكَ، ماذا يسكبُ العشّاقُ فيها؟
أجبني أيها المنفيّ..لا تصمتْ
وأخبرني عن صباحك كيف يصحو
أيَلبسُ جلباب جدي المُمَزَّقَ؟
أم أنه مثلكَ:
كئيب في دُجى الظلماتْ
لماذا كسرتَ الكأسَ
في غدنا الطريح على الفراشِ
ولم تزُرْ مجدي المبعثرَ
في مساءِ الجرح والآهاتْ
أحقاً هذه كأسي وكأسك؟
موعدا ليلٍ تمزّقَ
ولوحتا رسّامٍ خانهُ لون الحدائقِ
في قماشِ الدمعِ والغاراتْ
بيني وبينكَ أطلسٌ حافيَ القدمينِ
وموجٌ
تخفقُ فيه عذوبة الأنهار شاردةً
و تغفو حُيال وجودها الأغاني
و الذكريات