ولمن تُراني أكتب قصائدي؟
يا أخي العزيز، كنت مؤيدي
وكان نصحك الجميل، وكان فيك سندي
كنت بالأمس، ترسم لي مجدا، تراني في سؤدد
ولأجلك تمردت على النشاز، على السراب، كي تراني
ولكنك لم تر غير تمردي !
و لو تعلم قبل أن تعاتبني
أن تمردي ليس من أجل ذاتي
فلأجلك تركتها في صبحي، في مسائي، وحين سباتي
حتى عندما أناجي نفسي أو أنظر إلى مرآتي
لو تعلم أن صداها وطيفها كانا دوما يعذبانني
وأسأل نفسي: »هل أنا جوف وعمقي يلاحقني؟«
»وهل الظل ظلي وهل يطابقني؟«
لو تعلم أنني لأجلك ألغيت ذاتي
حتى إنني، في يأسي، في نشازي، وفي اغترابي،
قلت لها يوما: »علميني كيف أكون أنت! «
في صبحي، في مسائي، وحين سباتي
وحينما أحدث نفسي أو أنظر إلى مرآتي
حتى إنها قالت: »أنا لست أنت«
لو تعلم أن تمردي من أجل النشاز معناه انتصاري
وأنه حين تأتي رياح التمرد من أجلي، لا أجد اختياري
تهدأ في السراب قبل أن أتخذ قراري
وتأبى كلماتي أن تشرق في تعبيراتي
وتنتحر في عمق أفكاري
وأسير، وأسير ثم يتعطل قطاري.
حتى يئس الليل من شروق الشمس، من مجيء النهار
واستسلمت للضعف قبضة الحديد والنار
وقلت للنشاز الواقف في نهاية الطريق
علمني كيف أكون مثل الحديد والنار
كيف أكون جبلا في وجه الإعصار
علمني كيف يكون الصبر على الصبر
كيف تسرق مني أنفاسي
وكيف يضيع من كفي القرار
لكن، قبل أن أعطيك ذاتي
إعطني صخرا أحفر فيه إسما
لأنني لن أختار
ولأن التمرد من أجل النشاز انتصار