للْخُلدِ عَرَاءٌ مَجنُون بمَقاسَاتِ الانْتظَارِ...
انتِظَار سَاعَة انهِيَارِ الاقْبِيةِ
علَى ظِلالٍ مَاجِنة تقصِفُ ما حَولهَا بالجَفَاءِ
عَالِية تُصَفِّفُ رُمُوزَ التَّارِيخِ
بينَ اليَمينِ واليمِينِ....
بَينَ اليَمينِ وألاّ اليَمينِ
وَلاَ جَدْوَى للأَدْعِيةِ
وَلاَ مُغَالاة فِي الاحْجيّةِ
وَحَاكِينِي أحَاكِيك
فكُلُّها الاشْيَاء مِن حَولنَا انفِعَالٌ خَاطِئ
وصُدْفةُ تعلُقنَا بالوجُودِ فِتنةٌ وُجُودَهَا طافئ
والبَعثُ بَابٌ مِنْ أبْوَابِ الخَرفِ
وهَذَا البَونُ بَينَ عَرْضِ الأرْضِ وَطُولِ السَّمَاءِ
مُسْتقَرٌ حَتَّى الرّحِيلِ
لَهُ مَنْ سَمّاهُ ..
لَهُ مَنْ أعْلاَهُ....
الخَلدَ لِلشُّعرَاءِ وَالانْبياءِ
الخُلدُ لِلْخُلدِ وَالخُلْدُ للهِ
مُنقّطٌ بالحَرفِ المَشبُوه
شَبِيهَ الظِّل بورْدَة البرَارِي
لمَّا الموْتُ يُغازِلهَا....
لمَّا طَائرٌ أعْورٌ أحْجمَ عنْها سَماءَ الله
شَبِيه بِورْطةِ العُمرِ حِينَ الغَدرُ يُلاحِقُهُ
وزَبانِيةُ القبُورِ تقتاتُ من جَفلِ السِّنين
الخِداع والمَكر وَتُهمَةُ العَينِ
وتدَّعِي حُسْن المَقامِ
الخُلدُ كُلٌ في مَدَاهْ والكَونُ يَنفَرِدُ
الخُلدُ امتدَادٌ لِصَوتِ الرّبِ والخَلقُ يتَجَددُ
الخُلدُ فُرْصَةٌ رَبَّانِية يلِيهَا التعَدُّدُ
الخُلدُ خَلقٌ ِبفعلِ القَدَاسَة ِوالعَبدُ يَتَمرَّدُ ..
الخُلدُ طَلعتُهُ الاوْلَى لِلهِ ......
وطَلعتُه الثَّانِية لِنفسِه.
لهُ منْ سَمَّاهُ لهُ مَنْ أعْلاَهُ
تَشتَهيه غَاوِيةُ المُقعَدِ المَسجُونِ
سَاعَة غَفوَةِ الرُوحِ
مِنْ مَبْدَئ الكُمُونِ حَتَّى أبَدِ الكُمُونِ
مِنْ نبْرَةِ الحُزنِ التِّي تَشُدُّ للشَّكِ وِثَاقَ اليقِينِ
لرحبِ المُكَاشَفَة المَجَّانِية لِغَمضِ العَينِ
لِقدَاسةِ اللّونِ الذّي يَغْمرُ هَذَا العَرَاء المُبينِ
بيَنَ نَهْدِ مَلاَكٍ أجَّلَ القَدرُ هُدَاهَا
حتّى تصْحُو من ثَمَالة التعبُّد....
وتغْتسِلُ مِنْ عِبءِ الاشْتهَاءِ
الخُلدُ صَفْحٌ حربائيٌّ يفْصِلُ الكَونَ علَى الاَّكَوْن
غَشُومٌ زمانُه يطْوِي مَا ورَاه
يصمِّمُ تعَارِيجَ الافْلاكِ بقلْبِ العُيونِ
ينْعَتُ الضّياءَ بالعَتْمِ
ويَستَبيِحُ رشَّ السَّماءِ دَمعًا حَارِقًا
علَى ظَهْرٍ خَارِقَةٍ تمَطَّى بِحُلمهَا الحُزنُ
تمَطَّى بِحُلمِهَا اللاحُلْمُ
فتسَلَّل لِمَوتِها المَللُ قبلَ خُفُوتِ النُورِ
فَصَارَتْ قِرْبَانًا لِلْمَوْجِ
للخُلدِ تمَوَّجَات هَائِمَةٍ فِي لَا مُتَناهِيتِهِ
ويَدُهُ عَلى رأسِ الأفُقِ
تُصَفِفُ ضَفائِرَ العِشقِ المَنبُوذِ
وآخِرُ النوارِسِ يحْملُ أكياسَ الظِّلالِ
مَمشَاهُ علَى حَافة الحُمقِ بِثملِ الفُقهَاءِ
مَسَافةَ جَهلِه لعِصْمةِ الرَّب
يَتلُو هُراءَ الاجدَادِ بِكُلِّ الُّلغَاتِ
فِي رِحلةِ اللارُجُوعِ....
يَختَزِلُ البَّر والبَحرَ فِي خَزرَةِ بليدَة ٍ
كُلّمّا فاضَت منْ عُيُوننا رَهبةُ الخَطْو ِ
نحْو آخرِ السّماءِ ...
نحو النّبع الأصِيلِ لأصْلِ منْ نكُونْ
لاصْلِ منْ لَا نكُونْ
وكُلَّما هامَت فِي أعْماقِنا الأسْماءُ
قَبلَ تَحقُقهَا
والأعرَافُ حينَ تَجرُّدِها من يُتْمِ الحَالِ
وحين نَغَصُ البَالِ عَلى عَتبةٍ فَارِغَة
وحِينَ يندَملُ الجُرحُ بِكُرْه
وَتغَارُ منْ احْلامِنا الاطْيافُ
قُبالةَ شَطٍّ حَزِينٍ
فَشِئنَاهُ خُلدًا عَاريًا
وشِئنَا لأنفُسِنَا بَيَارِقَ وأعْلاَم َهَامِدة
الخُلدُ يَركُضُ لِمَوتِنَا لِسَفرٍ طَويلٍ
أهَانَ فِينَا تَلوينَ الشَّمسِ بِالبَيَاضِ
ولِسَعدِنَا المَوشُومِ بآيَاتِ الفَرَجِ
لُقْيا النّجْمِ الصّاعدِ
لِصُفرَةِ العُبابِ
للخُلدِ عَمَاءٌ يشْبهُ عمَاءَ النَّهرِ
فِي اشْتهَاءِ عَينِ الله
وَلاَ جَدْوَى للأَدْعِيةِ
وَلاَ مُغَالاة فِي الاحْجيّةِ
وَحَاكيِني أحَاكِيك
فكُلُّها الاشْيَاء مِن حَولنَا انفِعَالٌ خَاطِئ
وصُدْفةُ تعلُقنَا بالوجُودِ فِتنةٌ وُجُودَهَا طافئ
فهذا الخلدُ مُنهَارٌ....
وهَاته الاقْبيةُ مُنهَارةٌ ...
وهُؤلاءِ الشُعرَاء علَى شَعرَةٍ يمْشُونَ خَلفَ الانهِيارِ.