وكانت تخيط الغزل رتقًا تظنه
فتلفيه أنكاثًا على غير ظنها
فلما تداعى القوم يومًا لسؤلها
تسولت الإشفاق في قرع سنها
ولم تدر هل سوء تقديـرها
طغى على عقلها أم سوء فنها
وبرّحت الأوهام نفسًا ضعيفة
يعذبها ما شاء منفوش عهنها
وكانت إذا ما أقبلت الصبح أدبرت
تروم سواد الليل من فرط جبنها
تناجي ظلامًا حالكًا أن يجيرها
ويرخي سدولًا ساترًا كل شأنها
وغلّقت الأبواب موهونة القوى
لكشح طوى دهرًا على مستكنّها
وناشدت المصنوع أن يبلغ السوى
فقابلها بالهزء مصنوع عينها