أقولُ لمن ودَّعوا شُعاعي..!
ضِيائي، بَهائي..
بين الذهاب والإيابِ
ومن أَبْدَعُوا
في حُرْقَة الوَجْدِ
صَبابَتِي...
أقولُ لمن صنَعوا تابوتاً
من ضَياعي
وهيَّأُوهُ للغياب...
ستأتونَ إِثْري..
وتحْيَون َ الوضع مثلي..
أوليس الصُّبحُ بقريب...!
أقول لمن صنعوا في الهواءِ مَمَرَّات
وحبالا وعلامات من عِظام
لمن علَّقوا صُوراً
وتماثيلَ وجماجم
أقولُ لا تُحَدِّقوا في المَدَى
فليس هناكَ سِوى السَّراب
اِغفُلوا كثيراً،
وأَعِدُّوا لأَنْفُسِكُم ما تشتهُون
من أماني، وأحلامٍ عِذاب
قبل أن تأتوا تباعاً خَلْفي
مُذْعِنين تَقتَفُونَ أثَري
يا أحباب كلُّهُم مَرُّوا من هُنا...!
لكن، ياأحباب!
يقيناً الَّذين يُخْفُون آلامَهم...
يا أحباب! يقيناً الَّذين
يُخْفُون أَسْرارَهُم!
يا أحباب!
الَّذين يَرقصُون على الجِراح...
يا أحباب!
يقيناً الَّذينَ يصْبِرون على البَلاءِ!
حقًّا هُمُ الأقوياءْ..
رجالٌ هُمُ الرِّجالْ
ومِنْ جَلَدٍ..
ومن غَيْر جَدَلٍ،
الصَّبْرُ هوَ الحَياهْ...!
وأقولُ لمن يكرهُني دهراً طويلا...
وبلا سبَبْ،
أقولُ لمن يقرؤُني ،
أو يلْبسُني مقلوباً
رأساً على عَقِبْ،
لاتنحثُوا في السَّرابْ..
لاتُكَرِّسُوا فُصول العَذاب
حَرِّرُوا وَحْشَةَ الأُنْسِ..
أَسْعِدُوا مَنْ حولَكُمْ...
قبل أن تتجَرَّعُوا من نفسِ الكأسِ
أقولُ لمن وَدَّعُوا شُعَاعِي
ضِيائِي ، بَهائِي للغيابِ..
كُلُّنا سنَحْتَضِرْ
أنا الحضورُ ،"حين يجِدُّ جِدِّكُمْ..."
أنا الغياب...!
"وفي اللَّيلةِ الظَّلْماءِ يُفتقَدُ البَدْرُ"
أقولُ لمنْ أيقظَ شَجَني،
سَماحَتي..
بباقَةِ وَرْدٍ وزَهَرْ ،
ومَنْ فرَشُوا الأرضَ
مِسْكاً وعَنْبَرْ...!
أقولُ: لاتُسرِفوا في الثَّناءِ..
فحُبِّي ليس مرهوناً بكُم..
فأنا هكذا،
حُبي امتدادٌ دائمْ..
حبِّي عقيدةٌ من سِلْمِي وَسلامِي
ولسوفَ أُحبُّكمْ
دوماً وأكثرْ..
فأنا أحبكم ... وأكثر..
"ما اخْضَرَّ في الشَّجَرِ الْمُوَرَّقِ عْودُ..."
لاظِل َّيَعْكِسُني في المَغيبْ..
وستأتون إلى حيثُ تغرُبُ الشَّمس
حيث تَغْدوا الدُّروبُ رماداً
ولن يكون عندكم
وقتٌ للشَّجَنْ
ولتعلَمُوا أنَّ نَبْضي مِنْ دَمِكُمْ
وهَا هُوَ حِسِّي قد خَذَلْتُمُوهُ
أَخْمَدْتُمُوهُ..
أطفأتُموهُ..
وما أَبْصَرْتُمُوهُ...!
وحتَّى حِين أَشْعَلْتمُوهُ الآنَ..
كان قد فاتَ الأوانْ ...
غيرَ أنِّي أحْتَمي بالنِّسيانْ...!
أنا من قريةٍ
بلا أشجارْ
قرية من الصُّخورِ
والأحجارْ
القلوبُ كالوجوهِ...
كائناتٌ لاتُحتمل ْ
كائنات متعددة الحِيلْ ...
وجوهٌ تُرافِقُني ،
وأَسْتَحضِرها مزيجاً من العِبَرْ
فلا أشعرُ أنِّي وَحْدِي في جميع الصُّوَر ْ
وأرجعُ أقوُل لاتُسرفوا في الثَّناءِ
فأنا أُحِبُّكمْ دوماً وأكثر...
يا أحباب... الآن تُحبونني
تقولون : لقَد كان مِنَّا، وكان لَنَا...
وأنا كُنْتُ بينَكم دهراً طويلا
غير أني أقولُ،
وسأقولُ: متَى تكْبُرُ آدَمِيَّتُنا...؟!
متَى تكبُرُ...؟؟
ويتَسَامَى مَعْنَى الإنسان ِفِينا..
نَسْمةً في قيظِ أَيامِنا العَليلةِ، مَتَى؟؟
وأقولُ لمن ودَّعُوني،
وتَرَكُوني للغِيابِ...
"غداً سنَرفعُ الشِّراعَ
كلٌّ إلَى سَبيلْ
فَطَهِّرُوا بالحُبِّ ساعةَ الوَدَاعْ.."