مثلتها بظبية رآها نرجس، جلنار أو بنفسج
فمنحته حسنها ليغدو بساطا مونقا
كأن الرقوم منها استعارت بهاءها
أو روض توشى للربيع مهللا
أنظر إلى قطرات الندى وقت إنبلاج الفجر
تجد تباشيرا بانت على محياها
مع اصطباح الصباح بمحاسن مقلة
من حمرة علت وجهها
كأن الورد استقى منها لونه
من تبسم ثغرها
كتبسم الرضيع لأمه
لاحت لي طفلة فاضت عذوبة و رقة
بوجه أربك الشمس عند طلوعها
ظبيتي بلاد عربية
حوت أحزان أمة
و طفلتي كأن بها براءة
لا تفارقها زادتها إجلالا و قدرا
إن حللت بمشرق أو مغرب
وجدتها في اصطبار على أذى الزمان
حتى لو جار حكمه عليها
أيا بلادي لا تهلعي من وطأة الأنذال
أراك عصية على قريب خائن أو عدو مهما أضمر
طالت بك رزايا الدهر أو لم تطل
سيبقى العبيد على حالهم
ولا تحسبي الملك باقيا لأحد
فبين يدي الواحد الجبار الكل سواسية
طفلتي تحاكي البدر رفعة
و تجود كالكرام سماحة
من ذا الذي ينكر أن أجمل الأوطان
قد لخص في طفلة تفوق السهى في إشراقها
ما موطن المرء إلا الذي به حبيب يحن إليه
روح تناجي مثيلتها
كأرض هيّمت سماء
ترى الفراقد عليهما شواهد
والشمس و القمر سواهما يتبعان
وظبيتي بلاد تصل كل إلف بإلفه
فيصفو الزمان لهما من بعد نأي
لتغدو الحياة معهما كلها سرور
وظبيتي بلاد تناست خطبها و أخفت عبرة
عبرة امتزجت بدماء شعوب
ارتوت بها الأرض كديمة سقت روضا فأينع
عبرة صارت لكل الطغاة عبرة