ها أنت الآن تقف أمامي نصفك رجل والنصف الآخر شبح ابيض شاحب
خائف ترتجف من البرد
تحاول أن تجمع شجاعتك وتشحذ لسانك
وتمرن عضلات خدك على الكلام
هي كلمة واحدة وتجاهد النفس والروح كي تقولها
أنا يا غرناطتني ويا أندلسي راحل
يا غزالتي البرية
ماعاد ريحانك يغويني
ماعاد نمش وجهك يحييني
ما عدتي يا فيروزية العينين وطن أضع فوق جبينك الأخضر جبيني
ومشيت
وبكيت
ومشيت وبكيت
وصرخت وركضت
وصرخت وركضت
بكل قوتي باتجاهك والضفيرة الحزينة تعوي وترتجف فوق كتفي الهزيل
والقصيدة الحزينة تجمع أشلاء الحروف من على أرضي ... وتتعثر باسمك ورسمك وصوتك
كان لايمسي أمسي إلا وأنت بحضني طفل يرضع
ولا تطلع شمسي إلا وأنت شمسي
كيف يا طارق بن زياد نكست العهد
وتركت جسدي الأملس للغجر
لمن سأكتب الآن القصائد
وغرناطة الآن في قبضة الغجر
ولمن سأعد القهوة ولمن سيكون الصباح خير ونور
ولمن سيكون المساء خير وورد
والطير هاجر من غرناطة
والنمش غادر وجه الأندلس