أنا المُطبِق على الجُفون،
أنا المُتَواري خَلف الظُّنون،
أنا المُنتَشي بسلطان المَنون،
أنا الدَّرب الطويل الطويل..
أنا المُدْبِـر عن الغَوانِــي،
أنا المستقيل..
أنا المُنْدَسُّ بين الآهات و صَدى العَويل،
أنا الذي تَلَبَّسَ بيَ الليل ذات سَفر،
فساقَني حيث يرقد النهار العليل.
أيُّ هذا النهــار ..
ما لأنْفاسِك تَخْبو
كلما أَزِفَ النّور وتَبَسّم النّسيم العليل.
بين جنبي الأفق الممتـــد مِنك إليك
خِلسة تَرقُب ولادة الكون،
وانزياحَ الأشجار عن الظل الظليل.
أنا النهار الشاهد على زَلاَّتِكم
أنا النذير..
أنا الذي تَستبيحُـني الأقدامُ رَفْسًا و ركضًا.،
و صُراخا و همسا ونَبْضًا.
أنا البشيـر..
تُلقي إلي الشّمس خيوطَ النور،
فأنْسُج رداءَ للحياة،
و سعيًا للرزق الوفير.
أنا الأمير..
آمُر لِسُعاة اليوم بالعَطاء
وأنزِعُ من الكسلى صُكوك الشّقاء
أو أحيانا فواتير الفناء..!!
أنا الأسير..
أنا الأسير بين جُموح النّفس
و انكسارات الزمن على شفاه الكادحين..
أنا المفعم بالرغبة بين انسداد الأفق و الأمل القصير.
أنا الفقير..
أنا الأشعث الأغبَــر
الساعي خلف الرّغيف المعجون بالعرق،
أنا الشّقي الذي صاغ الحكاية من نزق.
أنا الذي نهايتهُ تَشَكّلَت حُلما من ورق..
أنا الفقير الحقير..
أنا المُستَنِد إلى حائط تآكل من كثرة اللّمْس
أَنشُد فيكم صَحوة الضّمير،
إن كان لا يزال بينكم ضمير..!!