الفيلسوفة سيلا بنحبيب: حماس تمارس "إباحية العنف" ضد إسرائيل، وترتكب جرائم ضد الإنسانية - د. عزيز الهلالي

ما يمكن ملاحظته، هو أن خطاب البيان، ورسالة الرد، يلتقيان في النقط التالية:

• حماس بوصفها كارثة أخلاقية.
• حماس حركة إجرامية.
• إيديولوجية حماس تقوم على فكرة تدمير دولة إسرائيل.
• تشكيل رأي عام عالمي يُعادي السامية.

يبدو أن هذا الخطاب هو تكرار لمواقف سابقة ممتدة في الزمان، فالخطاب الفلسفي الغربي تشكل، منذ عصر التنوير، على ثنائية حاسمة: الأنا الخالص في مقابل الآخر المتوحش، هذه المفارقة البيولوجية والجغرافية والثقافية، تعتبر مواقف فلسفية تاريخية تمنح لذاتها شعورا بالتعالي العقلاني والحضاري، وتنظر إلى الآخر بوصفه تراجيديا حضارية.

إن الكيان الصهيوني منتوج غربي، يندرج في إطار الديموس الليبرالي، ويحظى بتعاطف مشاعري يحميه من خطر "الإبادة المتوحشة" التي تهدد وجوده.

تسعى فلسفة التواصل (هابرماس) إلى بناء إستراتيجية توافقية مرجعيتها الأساسية الشرعية الدولية، وقد صاغ مفهوم الشرعية محور جغرافي يسكنه هاجس القوة.  وبالرغم من الثقب التصوري والأخلاقي الذي يرقد بداخل هذا المفهوم، يظل مع ذلك ملجأ الفلاسفة لنشر على حائطه قيم العدالة والإنصاف والديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن على جبهتين: الجبهة التنويرية الداخلية بما فيها إسرائيل، والجبهة المظلمة الخارجية بما فيها قطاع غزة. وهذا يتنافى مع مواثيق دولية مأمولة، تستجيب إلى مطالب كونية أخلاقية متوازنة، تؤمن علاقات إنسانية جديدة غايتها السلام العالمي.

إن فلسفة التبرير (راينر فورست) بدورها تسعى إلى المطالبة بتبرير معياري، من أجل ملاءمته مع  ضوابط الشرعية للعدالة الدولية. إن السؤال التالي: على أي أساس أخلاقي يمكن تبرير أعمال "جرائم إبادة"  التي ترتكبها حماس ضد الشعب الإسرائيلي؟  بهذا المطلب التبريري، يكون حائط الشرعية الدولية ملجأ لإدانة حماس، وفي نفس الآن تتجاهل الشرعية الدولية المعيار التبريري الأخلاقي، الذي قد يجر إسرائيل إلى الإدانة.

 د. عزيز الهلالي في الحقيقة نجد في الخطابات الفلسفية الغربية فصول مسرحية لها منطق الخاص على مستوى  التهكم، منطق يسير في ظلمات القيم، ويحاول أن ينتصر إلى شرعية استعمارية يحكمها القوة والاحتقار والإذلال.

تحاول سيلا بنحبيب بناء أطروحة فلسفية تربط بين السيادة المحلية ومرجعية حقوق الإنسان، إلا أنها عندما تخوض في السيادة الإسرائيلية، فإنها تنفي عنها طابع الاستعمار والاستيطان، وترفعها إلى مقام السيادة الشرعية التي تتناغم مع القوانين الدولية، خصوصا وأن "حماس منظمة تستهدف، من خلال ميثاقها، إبادة الدولة الإسرائيلية".

إن مفاهيم السيادة والكونية، حسب أطروحات فلسفية غربية عنصرية، تقوم على ثلاثية ليبرالية مثل: العقل والعلمانية وحقوق الإنسان، وبما أن إسرائيل تجسد هذه المبادئ الثلاث، فإنها دولة غربية تقع في قلب الشرق الأوسط وتشكل الجناح الحضاري الغربي الاستعماري، الذي يتميز بالتفوق والذكاء والتعامل الحضاري والمعيار الأخلاقي، وبهذا يكون الغرب مدافعا عن مرآته الحضارية / إسرائيل التي تقبع، لسوء حظها، وسط  عالم  الفوضى يعتمل بداخله التوحش والقتل والإبادة، تلك هي الصورة دراماتيكية التي تزعج  ضمير الغرب، وذلك يسعى الغرب إلى تأبيد مرآته الاستيطانية، بدون تكلفة بشرية أوخسائر مادية، ليحافظ مرآته دون خدش توحشي.

في الحقيقة ما يدافع عنه  فلاسفة الغرب، صار مهزلة أخلاقية بكل المقاييس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

              نص الرسالة المترجمة للفيلسوفة سيلا بن حبيب

https://www.resetdoc.org/story/seyla-benhabib- endorse-call-end-cruel-cycle-violence/

أصدقائي وزملائي الأعزاء

اندلعت أزمات عديدة عبر العالم، حديث يُسمع عن حريق يقع في مناطق عديدة، نجتاز أوقات عصيبة، هذه الأوقات تشكل موضوع اختبار للعلاقات الإنسانية، والصدقات والتحالفات. قرأتُ أعمال فكرية للعديد منكم، وتعلمت على يد الكثير منكم، وكنت مستشارة لدى البعض منكم، وناضلت إلى جانبكم في جامعتنا، من أجل حقوق المرأة، والمساواة بين الجنسين، وحق الطالبات المسلمات في ارتداء الحجاب، وحقوق اللاجئين وبدون هوية، والعديد من المعارك الأخرى.

اسمحوا لي في البداية أن أقول، منذ أن كنت طالبة مناضلة في إسطنبول / تركيا في أواخر الستينيات، دعمت حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبما أنني فكرت في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأيضاً في الصراع العربي- الإسرائيلي – والصراع بينهما ليس متماثلا -  دافعت، على مدى نصف القرن، عن إقامة دولتين قوميتين، وفي بعض الأحيان عن إقامة دولة واحدة، وأحيانا أخرى عن بناء اتحاد فيدرالي، إلا أنني لا أؤيد هذه الرسالة، ولا العديد من الآراء الواردة فيها.

إن اعتراضي على رسالتكم، مرده إلى أنكم تنظرون إلى الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي من خلال عدسة "الاستعمار الاستيطاني" وحده، وترفعون الفظائع الوحشية التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر 2023 إلى مقام المقاومة المشروعة ضد قوة الاحتلال. عندما يتم تفسير الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني من خلال عدسة الاستعمار الاستيطاني، فإنكم تتجاهلون التطور التاريخي للشعبين. إن الصهيونية ليست شكلا من أشكال العنصرية، بالرغم من الأفعال التي تقوم بها مؤسسات الدولة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، ومخيمات اللاجئين، لكن في المقابل يعتبر قطاع غزة عنصري بالتأكيد، بالنظر إلى أن عنصريته تقوم على أساس الهوية الجنسية وليس اللون، الأمر الذي يفرض حالة من الطوارئ المستمرة القائمة بين إسرائيل وجيرانها.

تاريخيا دافع العديد من القادة الإسرائيليين ، بما في ذلك بن غوريون نفسه، عن عودة الأراضي 67 التي كانت تحتلها إسرائيل، لأنهم كانوا يخشون من  التغيير الذي يمكن أن يعصف بالطابع الديمقراطي للدولة اليهودية. لم تكن في ذلك الوقت سلطة فلسطينية، لكن ظهرت مختلف الحركات التحررية الفلسطينية في 1970 مثل  الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش، ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، كما ظهرت القومية الفلسطينية، كباقي القوميات الأخرى في العالم، بما في ذلك الصهيونية، في بوتقة الصراع من أجل الاعتراف. إن القوميتين الإسرائيلية والفلسطينية بمثابة مرآة تعكس صورة بعضهما البعض، وفي النهاية المطاف يجب عليهما أن يتعايشا جنبا إلى جنب وأن يقتسما الأرض.

في بيانكم لا يوجد معنى للتاريخ، ولا أي إحساس بالتراجيديا التي لاحقت هذه الشعوب، ولا اللحظات العديدة الضائعة، خصوصا عندما ظهر المستقبل أمرا ممكنا. وبالرغم من إحالتكم إلى "الشروط التي تنتج العنف"، فإنكم لم تشيروا إلى مقتل إسحاق رابين على يد يهودي متعصب، ومقتل أنوار السادات، بعد زيارته لإسرائيل، على يد عضو جماعة الإخوان المسلمين، المرجعية الإيديولوجية لحماس. لقد كتبتم: "إن سكان غزة ألحوا على الحلفاء، عبر العالم، لممارسة الضغط على حكوماتهم للمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، ولكنهم كانوا واضحين على أن هذا يجب أن يكون بداية وليس نهاية الفعل الجماعي من أجل التحرير". وبتأييدكم لهذه المطالب، فإنكم تؤيدون كذلك موقف حماس، كطليعة مفترضة "للصراع من أجل التحرير" الفلسطيني، وهذا خطأ جسيم. حماس منظمة عدمية تعامل سكان غزة المدنيين كرهائن لديها.  يستمتع القيادي لتنظيم حماس إسماعيل هنية،  بوقته في أفخم أطيل بدولة قطر، في حين يموت أطفال غزة في الشوارع. نعم، كما تقول منظمة العفو الدولية إن "غزة هي أكبر سجن مفتوح في العالم". وهذا راجع أيضا إلى حقيقة كون حماس منظمة تستهدف، من خلال ميثاقها، إبادة الدولة الإسرائيلية. ويبدو أنكم، بطريقة ضمنية، تدعمون هذا الموقف، عندما تكتبون ما يلي: "إذا أردنا تحقيق العدالة والسلام، يجب رفع الحصار عن غزة، والاحتلال يجب أن ينتهي، ويجب احترام جميع حقوق الشعوب، الذين يعيشون حاليا بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك حقوق اللاجئين في المنفى". دعاء مستجاب آمين. هل ترون أن حماس منظمة سياسية تكرس جهدها من أجل "احترام حقوق الأشخاص الذين يعيشون حاليا بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط ؟" هذا يتحدى التاريخ والمنطق. تستهدف حماس الدولة الإسرائيلية، أنا لا أدعم ذلك، وأنتم هل تدعمون ذلك؟ ما المنطق الأخلاقي والسياسي الذي يوجه تفكيركم ؟

إن هجمات 7 أكتوبر 2023 ليست "مجرد رشقة واحدة في حرب مستمرة بين دولة محتلة وشعب مُحتل، أو كشعب محتل يمارس الحق في مقاومة احتلال عنيف واللاشرعي، وهو أمر يتوقعه القانون الدولي الإنساني في برتوكول جنيف الثاني". كما جاء في رسالة موقعة من طرف بعض زملاء من كولومبيا وبارنارد (رسالة كلية كولومبيا: مخاوف خطيرة بشأن رفاهية طلابنا) إنها نقطة انعطاف ليس فقط بالنسبة للشعب اليهودي في إسرائيل وفي أماكن أخرى، لكن كذلك في تاريخ الشعب الفلسطيني . إن مقتل 1300 يهودي إسرائيلي وجرح 3000 آخرين، وتدمير مزارع يهودية ومدن، وأسر أكثر من 200 أسير، قد خلق جرحا عميقا في نفسية العديد من اليهود عبر العالم، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب مشاعر إزاء فقدان إسرائيل تعاطف الرأي العام العالمي. إن معاداة السامية، هو بمثابة رفع رأسها القبيح من باريس إلى داغستان، ومن كورنيل إلى برلين. نعم، إن نقد إسرائيل والصهيونية فعل لا يندرج بالطبع في إطار معاداة السامية، فالجماعات اليهودية اليسارية التي تناضل من أجل السلام، كانت أول من أعلنت ذلك، منذ سنوات خلت، خلال اتفاقية أوسلو في أواخر 1980 وهي بذلك تحمل ثمن نذوب هذا الصراع الذي مارسته ضد المؤسسة الإسرائيلية.

لم تكن 7 أكتوبر 2023 مجرد نقطة تحول بالنسبة لإسرائيل والشتات اليهودي، بل نقطة تحول كذلك في الصراع الفلسطيني، ويجب على الشعب الفلسطيني أن يحرر نفسه من كارثة حماس. إن أفعال العنف التي وقعت في 7 أكتوبر 2023 – كتدنيس وتشويه الجثث، وقتل الأطفال والرضع، وحرق حفل مهرجان موسيقي مليء بالشباب، والاغتصاب والقتل الشعائري والاختطاف- ليست فقط جرائم، بل جرائم حرب ضد الإنسانية. إن إيديولوجية الجهاد الإسلامي، التي تستمتع بإباحية العنف، قد تجاوزت حركة الشعب الفلسطيني. ينظر الصراع الفلسطيني إلى مفهوم الجهاد، على أنه  فعل يبيح قتل الشعب اليهودي. في 29 أكتوبر 2023 أقام السيد الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان احتفالا بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، وكعادته لا يضيع أية مناسبة إلا ويطلق على حماس اسم "المجاهدين" المقاتلين من أجل الجهاد، رافعا بذلك راية الإسلام، قصد إخفاء سياسته الاستبدادية الداخلية، وعلى الشعب الفلسطيني أن يناضل ضد هذه الإيديولوجية المدمرة التي تتجاوز الآن حركته.

نعم، ليست حماس وحدها من ارتكبت جرائم حرب، بل إسرائيل أيضا تقوم بذلك في غزة. إن "عدم تكافؤ" العنف وتدمير السكان المدنيين تحت شروط عدائية، يعتبر جريمة حرب. أصبح أطفال غزة بمثابة "أضرار جانية"، بلغة قواعد الاشتباك المسلح الباردة, ويجب إدانة إسرائيل على عدم قدرتها لتجنب قصف السكان المدنيين في غزة، وعلى ما يبدو فاق عدد الضحايا 9000 قتيل. ولا يمكن أن نتجاهل العدمية المطلقة وتهكم حماس، حينما تضع أسلحتها ومكتبها الرئيسي تحت المستشفيات والمساجد، لأنهم يدركون تمام الإدراك، إذا ما تعرضت لقصف إسرائيلي، سيثير ذلك غضبا عالميا.

ومع ذلك أؤيد النداء الذي يدعو إلى وضع حد لهذه الدورة الدموية من العنف، التي تكاد تكون توراتية ومروعة في وحشيتها، وأدعو إلى وقف النار في غزة، ويجب أن يكون مصحوبا بإخلاء فوري للجرحى، والمسنين والشباب من غزة، يجب ألا تكون هناك نكبة ثانية، ويجب على الدول المجاورة ومجتمعات الضفة الغربية والأردن ومصر ودول أخرى، استقبال بشكل تطوعي اللاجئين الفلسطينيين الذين يرغبون في الهروب من الأضاوع العدوانية. ولكن في النهاية، يجب تأسيس الدولة الفلسطينية، وتبادل الرهائن. تحتجز إسرائيل آلاف المحتجزين الفلسطينيين في سجونها، يجب إطلاق بعضهم وفق ما ينص عليه القانون الدولي لإطلاق سراح الرهائن.

إن اتفاقيات إبراهيم التي أهملت الفلسطينيين يجب أن تدمجهم أيضا، وتقود نحو اعتراف نهائي بحدود الدولة الإسرائيلية، وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وأجزاء من غزة,  ليس هناك تجاور إقليمي بين غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يحتاج إلى بعض الترتيبات كانسحاب ما يقرب من 500.000 مستوطن إسرائيلي من الأراضي المحتلة، وهذا قد يؤدي إلى حرب أهلية في إسرائيل.

لحد الآن، ثمة خطرين واقعيين يؤثران على أي حل سلمي  لهذا الصراع، خلال  نصف القرن القادم: انتصار حماس في نظر العالم، وتحريك الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، وهذا يعني أيضا أن أعضاء السلطة الفلسطينية، وغيرهم  من الفلسطينيين الذين قبلوا بالتعايش مع الإسرائيليين سيتم إبعادهم. إن الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، الذين تأثروا بحماس، من الممكن أن يحتشدوا حولها. فالأصوات المتعقلة والمحترمة بين الفلسطينيين الذين اختاروا التعايش السلمي، مثل الفيلسوف سري نسيبة الرئيس السابق لجامعة القدس، ومصطفى البرغوثي، يمكن إسكاتهم الآن بشكل كامل. فعلى المنتظم الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، إيقاف تهميش القادة الفلسطينيين البدائل.

ثمة خطر آخر، وأنا هنا أضم صوتي إلى أولئك الذين يتهمون إسرائيل بانتهاج سياسات الاستيطان الاستعماري في احتلال الأراضي، إنها جهود الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، من حزب الليكود الحاكم،  الفاشي إيتمار بن غويو، المسمى وزير الأمن الوطني، ووزير المالية
بتسلائيل  سموتريش، وآخرين الذين يجسدون "الحقائق فوق الأرض" من خلال تجريد الفلسطينيين في قطاع غزة من ممتلكاتهم، والاعتداء عليهم بالضرب والتعذيب، فهم لا يستهدفون شيئا سوى "التطهير العرقي" ليهودا والسامرا- الأسماء التوراتية لأرض إسرائيل. إنهم ورثة سلسلة طويلة من الفاشية اليهودية، التي أدانها ألبرت إنشتاين، وانضمت إليه حنا أرندت وسيدني هوك، من خلال رسالتهم المفتوحة بصحيفة نيويورك تايمز في 2 دجنبر 1948، تحت عنوان "الحزب الفلسطيني الجديد: مناحيم بيغن ومناقشة أهداف الحركة السياسية".