يعتبر متصفح فايرفوكس (Firefox) من أفضل المتصفحات التي تركز على الخصوصية، وهو متاح للهواتف والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام أندرويد وهو من تطوير مؤسسة "موزيلا" (Mozilla) الأميركية.
موزيلا فايرفوكس (أو كما عرف سابقا بفينيكس ثم فايربيرد) هو متصفح ويب مجاني مفتوح المصدر يعمل على أنظمة متعددة، وتعمل مؤسسة موزيلا والعديد من المتطوعين على تطويره.
من خلال العمل على فايرفوكس إلى تطوير متصفح سريع وقابل للتوسع ومنفصل عن طقم البرمجيات الأخرى للشركة. ونال هذا المتصفح العديد من الإشادات في الكثير من وسائل الاعلام.
ومع أكثر من 25 مليون تنزيل في أول 99 يوما من ظهور الإصدار 1.0، أحرز فايرفوكس أعلى نسب التنزيل عبر الإنترنت بين البرامج المجانية مفتوحة المصدر، وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2005، وصل فايرفوكس للتنزيل رقم 100 مليون، في أقل من سنة من ظهور الإصدار الأول (344 يوما فقط).
ولكن لماذا هذا الإعجاب؟
يحتوي فايرفوكس على مزايا كثيرة منها ميزة مانع النوافذ المنبثقة (pop-up blocker)، وميزة تصفح الأقسام (tabbed browsing)، وميزة علامات المواقع الحية (Live bookmarks)، وميزة الامتدادات (extensions) لإضافة خصائص جديدة، ومع أن العديد من المتصفحات تحتوي على بعض تلك الميزات، فإن فايرفوكس كان الأول الذي احتوى على كل هذه الخصائص وحظي بترحيب الجميع.
وقد جذب فايرفوكس الانتباه كبديل عن متصفحات ويب أخرى كمتصفح إنترنت إكسبلورر (Internet Explorer) المدمج في نظام مايكروسوفت ويندوز (Microsoft Windows) وسفاري (Safari) المدمج في نظام التشغيل "ماك أو إس إكس" (Mac OSX) الذي تنتجه شركة آبل (Apple).
وقامت الشركة المطورة للتطبيق بتحديث المتصفح وجعله متاحا على الهواتف الذكية ومنحته مظهرا جديدا بالإضافة إلى المزيد من ميزات الخصوصية والوصول السريع.
فعندما تفتح التطبيق في الهاتف، فإنك تستطيع الضغط على رمز الدرع، حيث تستطيع عبره إيقاف أجهزة التعقب وكشف عدد المتعقبات التي تم حظرها عبر المتصفح.
ويقدم لك المتصفح أيضا ميزة الاختصارات لمساعدتك على الوصول إلى المواقع المفضلة بسرعة وسهولة، وقامت الشركة أيضا بتقديم تحسينات للإصدارات التي تعمل على الأنظمة الأخرى.
وبالإضافة إلى الملء التلقائي لكلمات المرور يمكن للمستخدمين إنشاء كلمات مرور جديدة. أو فتح الحسابات باستخدام البيانات الحيوية فقط مثل بصمات الأصابع والتعرف على الوجه.
وعندما تقوم بإغلاق المتصفح بعد انتهاء التصفح يتم حذف جميع آثار سجل التصفح. ويمكنك أيضا مسح بيانات جلستك الحالية عبر النقر على أيقونة سلة المهملات.
وإذا انتقلت إلى تطبيق آخر على هاتفك سيظهر إشعار لإنهاء جلسة التصفح في منطقة الإشعارات بالهاتف. ويتميز المتصفح أيضا بأنه سهل الاستخدام وله واجهة مستخدم ممتازة وأداؤه سريع. كما تصدر له تحديثات دورية باستمرار تعمل على تحسين أدائه باستمرار وهو متوفر مجانا في متجر غوغل بلاي.
تجربة مستخدم
وتستعرض الكاتبة إليشا جيمس محررة الصفحة التقنية في موقع "تيك رادار" (Techradar) المتخصص بالتقنية تجربتها في استخدام متصفح فايرفوكس.
في عام 2008 كانت الكاتبة تستخدم موزيلا فايرفوكس لمدة عامين بعد انفصالها عن إنترنت إكسبلورر. ولكن وللضرورة المهنية، اضطرت إلى التبديل إلى غوغل كروم (Google Chrome).
وتقول الكاتبة "بالنسبة للجزء الأكبر من أعمالي، نجح التحول لغوغل كروم بالنسبة لي، حيث يحتوي على ميزات لم تكن متوفرة في فايرفوكس في ذلك الوقت، مثل القدرة على المزامنة والوصول إلى علامات التبويب من أجهزة أخرى أو حفظ جميع إشاراتي المرجعية ضمن ملف تعريف واحد يمكنني نقله إلى أجهزة حاسوب أخرى".
ثم على مر السنين، وجدت الكاتبة أن غوغل أصبحت أكثر توغلا، وبدأت، مثل العديد من الشركات الكبرى الأخرى، في تتبع البيانات وتجميعها وإنشاء ملفات تعريف مفصلة يمكن بيعها لشركات التسويق. وهو عمل مربح لهم، لكنه مسمار في نعش خصوصية الإنترنت، كما تقول الكاتبة.
مسمار آخر في نعش الخصوصية
وتجد الكاتبة أن المسمار الآخر في نعش الخصوصية هو حقيقة أن حصة كروم في السوق قد ارتفعت بشكل كبير خلال هذه الفترة الزمنية. ففي عام 2008 عندما قامت الكاتبة بالتبديل لأول مرة لكروم، لم تكن شركتا غوغل وموزيلا بعيدتين عن بعضهما ولكن الآن أصبح الأمر مختلفا.
ولهذا عادت إليشا لاستخدام متصفح فايرفوكس في عام 2019 ووجدته متصفحا رائعا يحتوي على كل ميزات كروم وأكثر، فالمتصفح لا يقوم بتتبعك كالمتصفحات الأخرى، حيث يحتوي متصفح كروم من غوغل على مجموعة من ميزات وقف الإعلانات المعروف باسم "آد بلوك" (AdBlock) التي تحافظ على بياناتك بعيدًا عن أيدي شركات التسويق التي تتطلع إلى تجميع ملفات تعريف مفصلة مصنوعة من سجل التصفح الخاص بك.
ومع ذلك، فإن متصفح كروم يقوم بجمع المعلومات بنفسه ولا يوجد تقييد لهذا الوصول. وهناك أيضا محادثات حول قيام غوغل بكسر امتدادات "آد بلوك" هذه في عام 2023 بتحديث ضخم.
وتقول الكاتبة إن موزيلا ليس لديه أي من هذه المشكلات، حيث لا يقوم المتصفح بتتبعك على الإطلاق، بل إنه يحتوي على حماية مضمنة لملفات تعريف الارتباط ويقدم خدمات "في بي إن" (VPN) بسعر منخفض.
لذلك يمكنك إضافة "آد بلوك" أو "يو بلوك أوريغنز" (uBlock Origins) أو أي امتداد آخر تفضله لوقف تتبع الإعلانات، مع العلم أن فايرفوكس لن ينتهك خصوصيتك.
بينما يحتوي غوغل كروم على مجموعة جيدة من الإضافات، فإن فايرفوكس لديه أكثر من ذلك بكثير كما تقول الكاتبة، فقد تم حظر مجموعة كبيرة من أدوات تعقب الإنترنت التي تستخدمها معظم المواقع.
وعلى عكس كروم، فإن فايرفوكس مضاد للتتبع لدرجة أن القوى الخارجية (سواء في العمل أو المدرسة) غير قادرة على تثبيت ملحقات وبرامج التتبع في المتصفح.
وكانت إحدى الميزات التي احتاجت إليها الكاتبة عندما قامت بالتبديل إلى كروم في السابق هي القدرة على المزامنة وفتح نفس علامات التبويب على أجهزة مختلفة، وهي ميزة أثبتت لاحقًا أنه لا غنى لها عنها في الكلية وخاصة عندما بدأت الكتابة بشكل احترافي كصحفية تقنية مختصة بألعاب الفيديو.
وكانت القدرة على حفظ جميع الصفحات المرجعية أمرا حيويا بالنسبة لها حتى لا تفقد الوصول إليها في حالة تعطل جهاز الحاسوب.
ولكن الآن أصبح لدى فايرفوكس كل هذه الميزات وهو سهل الاستخدام بشكل لا يصدق.
وتقول الكاتبة إن المتصفح نفسه يقوم بحفظ الإشارات المرجعية والإعدادات الخاصة بك ضمن ملف تعريف واحد، والذي يمكنك نقله إلى عدة حواسيب وحتى إصدار الهاتف المحمول من المتصفح. ومن هناك يمكنك مزامنة علامات التبويب بين جميع أجهزتك وفتحها أينما تريد. كما يمكنك حتى إرسال علامات التبويب مباشرة من جهاز إلى آخر، مما يسمح لك بفتحها على الفور دون البحث عنها.
ويتم حفظ جميع الإشارات المرجعية ضمن ملف التعريف الخاص بك، مما يتيح لك الوصول الكامل إليها عبر أي جهاز بمجرد تسجيل الدخول.
فايرفوكس لا يلتهم قدرة المعالج مثل كروم
هناك شكوى كبيرة بين أكثر مستخدمي غوغل كروم وهي أن المتصفح يستهلك وحدة المعالجة المركزية الخاصة بك.
وعلى الرغم من أن هذه مشكلة لأي جهاز حاسوب، فإن وجود متصفح يستهلك بشكل مستمر ما يقرب من نصف طاقة المعالجة لديك يمثل مشكلة كبرى خاصة لأجهزة الحاسوب المحمولة أو الأجهزة الأخرى ذات ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) الضعيفة.
وهذا هو السبب في أن فايرفوكس يمثل حلا جيدا لهذه المشكلة، حيث يستخدم وحدة المعالجة المركزية الخاصة بك بنسبة أقل بكثير من كروم مع الاستمرار في تقديم تجربة تصفح سريعة. لذلك يستطيع المستخدم الاستمرار في فتح العديد من علامات التبويب كما يريد، ودون التأثير على كفاءة عمل جهازه.