يخلف الادمان على الشبكة العنكبوتية عموماومواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والـتويتر ووسائل الاتصال الحديث كالهاتف النقال نتائج تقع على كاهل الفرد في حياته اليومية.وتذهب بعض الدراسات الى ان الفيسبوك يجعلنا اكثر كآبة كما تقول الباحثة جين كيم، واكثر تعاسة طبقا لابحاث قسم السايكولوجيا في جامعة ستانفورد كما تقول ليبي كوبلاند، بل أن ترك الفيسبوك يمنح الشخص سعادة استنادا لدراسة مايكل اوستن.
وترى الدكتورة ستيفاني ساركس، ان الفيسبوك يزيد الغيرة ، واستعماله بكثرة يجعلنا اقل مرحا كما توضح ذلك الدكتورة جينفير باركر، وقد كتبت الدكتورة باميلا رترج عن مدى صحة العلاقة بين الاساتذة والطلاب على الفيسبوك ونتائجها التي شبّهتها البروفسورة نانسي ديرلنك من كلية دبلن بــ" مرض جنسي معدي".
وتحدث كل من ناثان بافلك وسوزان كروس عن خطر الفيسبوك والايميل، وخطايا الفيسبوك السبعة على التوالي!...وطرح بعضهم اسئلة اجاب عليها بمقالات مثل: هل تؤذي مواقع التواصل الاجتماعي العلاقة بين الزوجين؟...كما طرحت ذلك شيري بورج كارت...وهل تدمر مواقع التواصل الاجتماعي الحياة الاجتماعية؟ كما رايانا ذلك لدى ايرا روزوفسكي....وهل تقتل التكنولوجيا الحب ؟ كما قرأناه لدى لوريا ايسج.
وفي هذا الصدد يقول أستاذ الفلسفة المشارك في جامعة كنتاكي الغربية الدكتور مايكل اوستن، شارحا علاقته بالفيسبوك وكيفية تعامله معه،" لم استعمل الفيسبوك منذ حوالي ستة اسابيع وبصراحة لم افتقده، حيث بقيت على اتصال مع اصدقائي بطرق اخرى واصبحت بعيدا عن الاتصال مع اصدقاء الفيسبوك الذين كانوا بكل صراحة لطفاء معي".
هذه العبارة هي المدخل الذي سينطلق منه الدكتور مايكل في الحديث عن موضوع الادمان على الفيسيوك، حيث يشير الى دراسة نُشرت مؤخرا في صحيفة التيلغراف البريطاينة بتاريخ 1-2-2012 بعنوان" الفيسبوك والتويتر اكثر ادمان من التبغ والكحول" تحدثت عن الرغبات اليومية لكل شخص ووجدت بانه من الصعوبة مقاومة رغبة البقاء متصلاً "اونلاين" على شبكات التواصل الاجتماعي، بل أن مستوى الرغبة في هذا البقاء كانت ذات درجات أعلى من الرغبات المتعلقة بشرب الكحول والسجائر.
واوضحت الدراسة التي اجريت على 1000 طالب في 12 جامعة من 10 بلدان مختلفة ان اربع من خمس طلاب اصيبوا بحالات من الذعر والقلق والارتباك والاحساس بالعزلة الشديدة حينما تم قطع وسائل الاتصال الحديثة عنهم كالهاتف النقال والـ"لابتوب" وموقعي التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر.ماذا يعني هذا ؟ يتساءل الدكتور مايكل ...ويجيب على ذلك بان مواقع التواصل الاجتماعي تفرض خطرا خاصا لبعض الاشخاص يؤدي الى ايجاد شخصيات تتسم بالادمان، فالدافع " لمعرفة مافعل "صديقك ليلة الجمعة ممكن ان تكون قوية جدا بالنسبة لنا وعدم معرفة هذه المعلومات يكون امر غاية في الصعوبة".
وكتب البرفوسور سوزان مولرفي دراسة نشرتها صحيفة "الديلي غراف" في 4-4-2011 بعنوان "ادمان التلاميذ على التكنولوجيا مشابه لولعهم بالمخدرات" تضمنت عينات من تلاميذ قُطع عنهم الاتصال مع وسائل الاتصال الاجتماعي لمدة 24 ساعة وقامت الدراسة بتسجيل ردة افعالهم حيث اصبحوا " مشاكسين، غاضبين، قلقين، ذوي مزاج متعكر،غير آمنين، اعصابهم منهارة، غير مرتاحين، مجانين، مدمنين، غيورين، وحيدين، محتاجين للاخرين، تغمرهم الكأبة ومذعورين".ويخلف الارتباط المتواصل بوسائل الاتصال الاجتماعي اثارا سلبية على الذات الانسانية، كما ان الفيسبوك وتويتير يُسهم في اضاعة الوقت في العمل والبيت.ووصف الدكتور تيموثي فايكل الارتباط بوسائل الاتصال الاجتماعي بانه "عالم جديد من اضاعة الوقت!.. مرحلة تكنولوجية جديدة من اضاعة الوقت"، ومن ثم يجعلنا لذلك اقل ابداعا وانتاجا وحتى مهارة.والاكثر أهمية من ذلك ان الوقت الذي يقضيه الفرد في مواقع التواصل الاجتماعي" الافتراضية" يمكن ان يقوّض حياتنا الاجتماعية "الواقعية"، في حين ان الفيسبوك كشركة قد اصبح، وكما اشارت الى ذلك صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، من اكبر الشركات العالمية استثمارا وبقدرة نقدية فاقت الـ100 مليار وهي ارباحا تأتي على حساب جهد الكثير من الاشخاص الذين يضيعون ويخسرون الكثير من الوقت في تصفحه والغرق في صفحاته.وهذا واضح من خلال التجارب والابحاث التي وجدت انه " عندما يبتعد التلاميذ عن الهواتف النقالة وبقية الاجهزة الالكترونية الاخرى، فانهم ينخرطون في محادثات عميقة تكون متنوعة بالجودة والعمق"، فيعود هؤلاء التلاميذ الى حياتهم الاعتيادية الواقعية بدلا من انغماسهم بحياة افتراضية تُبنى في كثير منها على الخداع والكذب والتضليل.وتعود الاسباب التي تدفع الى الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي الى محاولة الارتباط مع الاخرين،ويقول الدكتور مايكل "انا مؤمن بان الدافع الاساسي للانجذاب نحو الفيسبوك وبقية مواقع التواصل الاجتماعي هو أمل الارتباط مع الاخرين...!" فالكائنات البشرية مخلوقات اجتماعية تعيش في وسط اجتماعي ونحن نرغب باقامة العلاقات من اجل تعزيزها وتطويرها .ويضيف "لكن هل تم تحقيق هذا الهدف والغاية فعلا ؟ ...لا أظن ذلك، اذ لاتنجز مواقع التواصل الاجتماعي، بالنسبة للكثير، أمل الارتباط ... فهذا الوعد والأمل يتحقق في المحادثات والعلاقات المباشرة وجها لوجه اكثر منها على الفيسبوك".ويرى ان للفيسبوك وتويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الاخرى سمات وخصائص ايجابية وسلبية مثل غيرها من الاجهزة التكنولوجية، ومن ثم فالامر يعود الينا في الاستفادة من ايجابيات التكنولوجيا والتقليل من نتائجها السيئة على حياتنا.ويقول الدكتور مايكل ان الحل في مواجهة هذا الادمان واضاعة الجهد والوقت والتقليل من الابداع والانتاج بسبب هذه المواقع فنجد طريقه "الوحيد" في ممارسة تدريب او برنامج "كولد توركي".ويضيف، هذا هو " الطريق الذي سلكته انا شخصيا مع الفيسبوك"، وبرنامج " كولد توركي" هو طريقة للتخلص المباشر،الفوري، المفاجئ والكامل من اي مادة ادمانية او من الاثار النفسية.وتم تطبيق هذا البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعية ايضا كالفيسبوك وتويتر ومواقع الالعاب واي شيء يمكن ان يُدمن عليه الفرد.
ويساعد هذا البرنامج الشخص على تركيز ذهنه في العمل على الكومبيوتر بدلا من تشتيت الذهن وابعاده عن التركيز المطلوب منهم لانجاز عمله.ويجب على من يستخدم هذه المواقع ان يحدد الوقت الذي يقضيه بفترة محدودة وربما 15-30 دقيقة كل يوم، وهو وقت جيد لقضائه في تصفح هذه المواقع وكل مايرتبط بها.