كأن الأبيض نصف إله ..كأن الأسود نصف بشر - حميد بن خيبش

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسهل قدر لمشهدنا الإبداعي  أن يظل مشهدا هروبيا بامتياز, يركب الموجة تلو الموجة متعاميا عن حقيقة جذوره الضاربة في أعماق محيطه العضوي ..و في وعيه ؟ ألم يجد مبدعونا حلا آخر لتفتيت قلق الانتماء سوى اللهاث المستميت خلف حداثة لا تشبهنا , لا تحمل بصماتنا و مكوناتنا الوراثية ..؟
اسئلة لا تنتظر إيضاحا بقدر ما تروم تصريف غيظ مكتوم سببه الإقصاء غير المبرر لجزء من كياننا الحضاري و الثقافي , و إلغاء رصيد إبداعي زاخر من خارطة انشغالاتنا الأدبية و النقدية ..بل حتى الإعلامية !
الأدب الإفريقي أو الأدب الأسود رافد متميز من روافد الأدب الإنساني , ومثال رائع لقدرة الإبداع على تحقيق الانتشار و بلوغ الكونية دون الانفصال عن الموروث و الخصوصية المحلية , هذا الأدب " المسكين" أُريد له أن يغيب عن مشهدنا الثقافي على الرغم من انتمائنا إليه – على الأقل جغرافيا- و إلا كيف نفسر التهالك الغريب للدارسين و الباحثين على نقل و ترجمة كل ما يجود به أدب ما وراء البحار بغثه و سمينه , بينما لا يحظى الأدب الإفريقي سوى بالتفاتات خجولة تفرضها اعتبارات ظرفية لا غير !
أما المحاولات اليتيمة لإضاءة هذا الأدب فلم تتعد جيل الرواد ممن تزامن ظهورهم مع الحاجة إلى ملء فراغ من هذا القبيل , وأخص بالذكر ثالوث الزنوجة" ليوبولد سنغور- إيمي سيزير-ليون داماس" الذي حظي باهتمام النقاد و الباحثين للدور الطليعي الذي لعبه في كسر معيقات التواصل , ولفت الانتباه إلى خصوصية ثقافية متفردة حالت دون صعود نجمها مؤثرات شتى " مصالح الاستعمار, إعلام متواطيء...".
أما الأجيال اللاحقة فلا نعلم عنها إلا النزر اليسير , يحجبها عنا خطاب إعلامي أحادي النظرة , لايرى من إفريقيا إلا ما يريده المنتفعون من جوعها ..و تخلفها ..و تطاحناتها العرقية !  
أما الأجيال اللاحقة فلا نعلم عنها إلا النزر اليسير , يحجبها عنا خطاب إعلامي أحادي النظرة , لايرى من إفريقيا إلا ما يريده المنتفعون من جوعها ..و تخلفها ..و تطاحناتها العرقية !  
يعلمنا تاريخ الأدب حقيقة صادمة مفادها أن كون بلد ما  متخلفا لا يعني بالضرورة أنه ينتج ثقافة متخلفة , بل قد تدفعه رغبته في التحرر من أشكال القهر و القمع على نحت تميز إبداعي يحبل بتصورات و رؤى و قيم جمالية غير مسبوق إليها , وأعتقد أن هذه الحقيقة وحدها كفيلة بتحريضنا على الانفتاح , ورفع حيف ثقافي قد ينضاف إلى الحيف الإعلامي و السياسي.
يقول الشاعر السنغالي داود ديوب :
اصغوا يا رفاق القرون المناضلة
إلى لغط الزنوج العنيف من إفريقيا إلى الأمريكيتين
إنه علامة الفجر !


حميد بن خيبش
الحسيمة

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟