مقدمة :
تطورت شبكة الانترنت ووصلت الآن إلي درجة عالية من التعقيد والتشابك ، وتحولت إلي أداة للمشاركة في الوثائق و المستندات وخدمة للباحثين ومصدراً مهما للأخبار و المعلومات ، ومكاناً للتسوق ومسرحاً لوسائط الإعلام المتعددة من نص وصوت وصورة و لقطات فيديو ، و أصبحت وسيلة شعبية للفعاليات الاجتماعية .و يمكننا التعرف عن قرب على ملامح هذا التطور و الاجتهاد في استشراف الاتجاهات المستقبلية للانترنت.
ونعرض هنا لمراحل تطور الانترنت .
وتجدر الإشارة هنا ، إلي أن حديثنا عن تطور الانترنت سينقسم إلي ثلاث محاور: المحور الأول : تتحدث فيه عن النشأة التاريخية وحتى نشوء الكيان المسمى الشبكة العنكبوتية العالمية ، والمحور الثاني:يتناول التطور النوعي الذي لحق بالانترنت(على مستوى عناصر العملية الاتصالية من مرسل ومتلقي ووسيلة وجمهور ورجع صدى) والمحور الثالث: سيتناول التطور الكمي للانترنت( نمو أعداد المستخدمين).
نشأة الانترنت وتطوره:
في عام 1969، وبعد خروج النظم الشبكية من عالم البنتاجون الدفاعي العسكري، تم وضع أول أربعة نقاط اتصال لشبكة أربانيت في مواقع في عدة جامعات أمريكية منتقاة بعناية، حتى تم في عام 1972 إجراء أول عرض عام لشبكة أربانيت في مؤتمر في العاصمة الأمريكية واشنطن، وكان تحت عنوان "العالم يريد أن يتواصل"، مؤذنا برفع الستار عن هذه الوسيلة الجديدة من وسائل الاتصال والإعلام. وفي نفس العام تقدم راي توملنس باختراع البريد الإلكتروني لمكتب براءات الاختراع ليقوم بإرسال أول رسالة على أربانيت. وقبل أن ينقضي عام 1973 كانت كل من النرويج والمملكة المتحدة قد انضمتا إلى تلك الشبكة. وفي عام 1974، تم نشر تفاصيل بروتوكول التحكم بالنقل TCP؛ وهي إحدى التقنيات التي ستحدد مستقبل الإنترنيت فيما بعد.
وهدأت الأمور قليلا حتى عام 1977؛ حيث أنتجت شركة "ديجيتال إكويبمنت" موقع "إنترنت" خاصا بها لتعد بذلك أول شركة كومبيوتر تقوم بتلك الخطوة. وفي الأول من يناير من عام 1983، أصبح بروتوكول TCP/IP بروتوكولا معياريا لشبكة أربانيت. وفي العام الذي تلا ذلك مباشرة (1984) أخذت مؤسسة العلوم العالمية الأمريكية NSF على عاتقها مسؤولية "أربانيت"، وفي هذا العام تم تقديم نظام إعطاء أسماء لأجهزة الكومبيوتر الموصلة بالشبكة، والمسمى DNS أو Domain Name System. وبعد عامين - في 1986 - أنشأت مؤسسة العلوم العالمية NSF شبكتها الأسرع NSFNET، وفي نفس العام ظهر بروتوكول نقل الأخبار الشبكية NNTP جاعلا أندية النقاش التفاعلي المباشر أمرا ممكنا، وفي هذا العام تم بناء أول جدار حماية لشبكة الإنترنيت من قبل شركة "ديجيتال إكويبمنت". وآذن عام 1990 بإغلاق شبكة أربانيت، وتولت شبكة إنترنيت الأكثر شعبية مهمة تحقيق التواصل بدلا منها. وفي عام 1991 قدمت جامعة مينيسوتا الأمريكية برنامج "جوفر GOPHER" الذي يضطلع بمهمة استرجاع المعلومات من الأجهزة الخادمة في الإنترنت. ثم قامت مؤسسة الأبحاث الفيزيائية العالمية CERN في 1992 في سويسرا بتقديم شيفرة النص المترابط Hyper Text، وهو نظام التشفير البرمجي الذي أدى إلى التطور العملي للشبكة العالمية WWW، والذي بدأت معه عملية بث المواقع تأخذ الشكل الأكثر عملية واقتصادية. ثم جاء عام 1993 الذي شهد إنتاج الإصدار الأول من "موزاييك Mosaic" مستعرض الشبكة العالمية، وقد تبعه الآخرون مثل Netscape وExplorer وذلك لتيسير الإبحار عبر الإنترنت. وفي عام 1995 رصد المراقبون تحول نمو الإنترنت إلى انفجار، حيث أصبح عدد الأجهزة الخادمة المتصلة بالإنترنت قرابة ستة ملايين جهاز خادم وخمسون ألف شبكة في جميع أنحاء العالم. وفي عام 1996 بدأ العالم يتصل بشكل دائم بشبكة الإنترنت؛ وبدأت الخدمة تدخل الدول العربية (1). هذا من ناحية النشأة التاريخية حتي تشكيل الكيان المسمي www. أما من ناحية تطور العملية الاتصالية عبر الانترنت و التي تتألف من وسيلة (الانترنت)، ومستقبل(الجمهور المتلقي)، ورسالة(المحتوى المقدم علي الشبكة) ورجع صدى.
وتجدر الإشارة إلي أن الانترنت ( الوسيلة)عندما بدأ نشأ كوسيلة إعلاميه كوعاء يتم نقل المحتوى من خلاله، وبالنسبة لهذا المحتوي( الرسالة) الذي كان يتواجد علي الانترنت كان في البداية مجرد محتوي ساكن ، ففي الأيام الأولي عند بداية ظهور الويب كان تأليف المحتوي الشبكي في بداياته ،و كان يتم بناء المواقع sites يدوياً، بينما اليوم يقوم الفنيون المهرة بتطوير لغة تأشير النص الفائقhtml، فكان يتم إنشاء الموقع صفحة صفحة ، وكانت المواقع تبدو جيدة للوهلة الأولي ولكن ومع ذلك ، أدركت الشركات سريعاً أن هذه المواقع يصعب الحفاظ عليها دون تدخل يدوي كبير . وبعد ذلك بوقت قصير خرجت علينا خدمات التطبيق التي تقوم ببناء صفحات ويب فردية من بيانات مخزنة في قاعدة البيانات الرئيسية ، و مع تفجر التقنيات التي تقوم بتكييف المحتوى وفقاً لاحتياجات المستخدم personalization technologies بدأت هذه التقنيات تصل للسوق الواسع. فحدثت نقلة نوعية في طريقة عرض المحتوى ، وبدلاً من المحتوى الصامت فلا نكاد نري اليوم مادة تنشر عبر الانترنت تخلو من الهايبر تكست hyper text الذي يتشعب على معلومات تتصل بالنص المطروح، أو يخو من الروابط links ، أو يخلو من الصورة أو مقاطع الفيديو.(2)
وتجدر الإشارة هنا إلي أن العملية الاتصالية بين (المرسل والمتلقي) في بداية عهد الانترنت كانت أحادية الجانب فلم يتوفر إلا قدر محدود من التفاعلية بين المرسل و المتلقي ، فنجد أن الانترنت قد أثرت العملية الاتصالية بسمات لم تكن متوفرة من قبل لعل أهمها : تعدد الوسائط فالانترنت يجمع بين الصوت و الصورة و النص بشكل مترابط وفى قمة الانسجام والإفادة المتبادلة، ويعود ذلك إلى أن أدوات ممارسة العمل الإعلامي عبر الانترنت تعتمد بالأساس على التعامل مع المحتوى المخزن رقميا، الذي يتم فيه جمع وتخزين وبث جميع أشكال المعلومات ويعتبرها ذات طبيعة واحدة بغض النظر عما إذا كانت صوتا أو صورة أو نص، ومن ثم يجعل من السهل أن تضع ملفاً رقمياً على حاسب أو موقعا بالإنترنت بداخله نص أو صوت أو صورة. والسمة الثانية التي أتاحها هي التمكين ، فالانترنت تقبل بفكرة تمكين الجمهور من بسط نفوذه على المادة المقدمة وعملية الاتصال ككل، من خلال الاختيار ما بين الصوت والصورة والنص الموجود مع المحتوى المقدم سواء كان أخبار أو تقارير أو تحليلات، والمصادر المتعددة فبالنسبة لموضوع صحفي مثلاً فالقارئ ليس أمامه قصة إخبارية واحدة فقط حول القضية،بل بين يديه كل القصص التي نشرت عن الموضوع نفسه في السابق، وروابط لمواقع أخرى يمكنه أن يجد بها معلومات إضافية، وبين يديه أيضا خدمات متعددة يمكنه الاختيار من بينها. وسمة الشخصنة ، فالانترنت بما يتمتع به من مرونة واعتماد كثيف على تكنولوجيا المعلومات بإمكانها أن تجعل كل زائر للموقع قادرا على أن يحدد لنفسه وبشكل شخصي الشكل الذي يريد أن يرى به الموقع، فيركز على أبواب ومواد بعينها ويحجب أخرى، وينتقى بعض الخدمات ويلغى الأخرى، ويقوم بكل ذلك في أي وقت يرغبه، وبإمكانه أيضا تعديله وقتما يشاء، وفى كل الأحوال هو يتلقى ويستمع ويشاهد ما يتوافق مع اختياراته الشخصية وليس ما يقوم الموقع ببثه. وسمة الحدود المفتوحة ، فمساحات التخزين الهائلة الموجودة على الحاسبات الخادمة التي تدير المواقع لا تجعل هناك قيود تقريبا تتعلق بالمساحة أوبحجم المادة المقدمة ، يضاف لذلك أن تكنولوجيات الإنترنت ـ خاصة تكنولوجيا النص الفائق والروابط النشطة ـ تسمح بتكوين نسيج متنوع وذو أطراف وتفريعات لا نهائية تسمح باستيعاب جميع ما يتجمع لدى الموقع من معلومات.(
وسمة التفاعلية : حيث بدأت تلك الخاصية بصورة مبسطةon to many في إمكان التواصل الحي والمؤجل بين منتج المحتوى الإليكتروني ومستقبله عبر مجموعة من الآليات؛ كان أبرزها البريد الإليكتروني وسجلات الزوار وقواعد البيانات التي تواجدت بالمواقع الإعلامية الإلكترونية. فكل هذه الأشكال لم تكن سوى تطور في نفس المرحلة التي كان شعارها جعل المستقبل على اتصال دائم وفعال بمنتج الرسالة الاتصالية أو منتج المحتوى.
أما المرحلة الثانية فتمثلت في إشراك مستقبل الرسالة الاتصالية في محتوى موجه ومحل مراقبة عبر آلية جديدة تمثلت في المنتديات الإليكترونية التي كانت بمثابة دعوة مستخدم الإنترنت إلى أن يتخير مجتمعا على الإنترنت، وينتمي إليه، ويسهم في تغذيته بالمستجد دوما من المحتوى الذي يجمع بين المشتركين في منتدى واحد أو في قسم من أقسام المنتدى، فبدأت تظهر منتديات متخصصة وبدأت تظهر أقسام متخصصة (البرمجيات والهواتف الجوالة والدعوة والقضايا السياسية.. إلخ)، وبدأت المنتديات تلجأ لجمهورها لتطلب منه أن يشارك في إدارة المنتديات عبر معايير مختلفة كالانتخاب، وأحيانا الفراغ مع الكفاءة. ولم تلبث نفس المرحلة أن شهدت مولد القوائم البريدية، وتطورها إلى شكل المجموعات البريدية التي تتيح لكل شخص القدرة على تبادل المحتوى مع غيره، مع قدرة حفظ/أرشفة عالية تمكنه من إعادة تدوير المحتوى وقتما شاء. ولم تلبث تلك الفكرة أن تطورت لصالح إقدام بعض البوابات على إتاحة الفرصة لإنشاء مواقع فرعية ضمن ما تقدمه لزوارها من خدمات، ومع حاجة جمهور الإنترنت لتداول ملفات ذات أحجام كبيرة كملفات الفيديو والصوت لم تكن السيرفرات المستضيفة للمنتديات لتتحمل ضخامتها، كما لم تكن المنتديات التي تشتري محل استضافتها أونلاين بقدر محدد من المساحة ليس لها أن تتجاوزها؛ مع هذا كله اتجهت بعض المواقع لتوفير خدمة الويب درايف، وهو بمثابة هارد ديسك أونلاين للزوار على هذه المواقع، يمكنهم فيه تخزين ما يشاءون من ملفات لمدة محددة من الزمن بحيث يمكن لكل من يريد تحميل هذه الملفات أن يقوم بتحميلها. (4)وأدى نجاح هذه الأشكال من الخدمات إلى الانتقال لمرحلة ثالثة من مرحلة التفاعل يمكن أن نسميها "مرحلة ما بعد التفاعلية" Post Interactivity ذلك المصطلح الذي صكه الباحث في مجال سوسيولوجيا الإنترنت وسام فؤاد؛ معبرا به عن اتجاه الإنترنت لمرحلة جديدة في علاقة مرتاديها وزوارها بمحتواها والمنشور على صفحاتها كمفهوم اصطلاحي يصف مجمل تلك المراحل الجديدة التي ولجت إليها شبكة الإنترنت، منذ عام 2006؛ اعتمادا على ما أضافته إليها تقنيات Web 2.0 و Web 3.0 وإن كانت إرهاصاتها قد بدأت تتبلور مع بداية الألفية الثالثة وبدءا من أواخر عام 2005، دخلت الإنترنت مرحلة جديدة أمكن فيها لكل متصفحي الإنترنت أن يكونوا بمثابة مرسلي المادة الإعلامية ومستقبليها في آن واحد، أي أن الإنترنت كوسيلة إعلامية صارت تعبير عن تدفق المحتوى الإعلامي في اتجاهين أو أنه أصبح تدفق متعدد الاتجاهات many to many فبفضل التطور التقني، وترجمته في وسائل مثل الخادمات/السيرفرات الضخمة، وقواعد البيانات المتطورة، وتقدم تطبيقات الويب، بفضل هذا كله أصبحنا نجد مواقع تتيح لزوار الإنترنت ومتصفحيها تكوين حسابات يمكنهم من خلالها تحميل ملفات الفيديو والصوت والصورة والنصوص على ما يشبه مواقع محدودة تخصهم، وأن يتحكموا فيمن بإمكانه مشاهدة هذا المحتوى بدءا من التعامل والتداول الخاص جدا لدرجة الفردية وحتى التداول العام المفتوح للجميع.
واللافت في هذا الصدد أن هذه الخدمات تقدم مجانا. كما أنها أصبحت تخلو من الرقابة إلى حد بعيد. وبدلا من المنتديات الإليكترونية المدارة، والمجموعات البريدية محدودة الفاعلية، والمواقع المجانية المتخمة بالإعلانات التي تفرضها المواقع الموفرة للخدمة، بدلا من هذا كله وجدنا المدونات ومواقع الفيديو ومواقع ألبومات الصور ومجموعات التواصل الآني تغزو الإنترنت.
وبرغم انخفاض تكلفة إنشاء المواقع، ونظرا لبعض القيود التي ترد على عملية إنشاء المواقع، وجدنا متصفحي الإنترنت يؤثرون اللجوء لهذه الخدمات المجانية لتوفير الوعي بما يهتمون به من قضايا عبر ما يقدمونه من منتجات الوسائط المتعددة تدعم قضاياهم التي تتراوح ما بين الجدية الفائقة وحتى المشاركة بغرض الترفيه. واللافت أن متصفحي الإنترنت العرب بخاصة لجأوا إلى هذه الخدمات لتوفير درجة من الوعي بقضاياهم السياسية التي تلقى من وسائل الإعلام بما فيها مواقع الإنترنت درجات متفاوتة من التعتيم.(5)
وتطورت الانترنت حتى حوت بداخلها كل الوسائل الاتصالية السابقة عليها ، وتحوي وباستمرار الوسائل التي تظهر يوما بعد يوما في إطار سعيها المتواصل إلي التطور وتحقيق آلية الدمج بين الوسائل الإعلامية في ظل الثورة التكنولوجية الواقعة ، فتحقق الدمج ما بين الانترنت و أنظمة البث الإذاعي و التليفزيوني وحتى الموبايل الذي شمل كل هذه الوسائل فأصبحنا في عصر الدمج بين الوسائل الأمر الذي يبين مدى تعقد وتشابك الظاهرة وتعدد جوانبها ومفرداتها، وتشكلت الآلية المسماه بالانفوميديا حيث التقارب في مجال البنية التحتية بين وسائل الاتصال ، فلم يعد الأمر إذا مجرد تطور الإنترنت من النص إلى المالتيميديا، ولا انتقال من مرحلة الإعلام أحادي الاتجاه إلى الإعلام التفاعلي ذي الاتجاهين وباستخدام أدوات الصوت والصورة، بل صرنا نتحدث عن سيولة اتصالية بكل ما تعنيه كلمة سيولة من معنى، ناهيكم عما يعنيه هذا من وفرة معلوماتية. و الخاصية الثانية لعصر الانفوميديا – كما يقول الباحث وسام فؤاد هي عدم انفصال وسائل الاتصال/الإعلام أو انقطاعها عن بعضها. فالحاسوب اليوم يتصل بمنتهى اليسر بالتليفزيون والراديو والهاتف النقال والإنترنت. والتليفزيون به إمكانات التواصل مع الإنترنت، ويمكن تلاقي الناس عبره مع بعضهم حتى لو كان بعضهم يستخدم الإنترنت، أو يستخدم الهاتف النقال للدردشة النصية. كما يمكن تزويده بخواص الشبكات اللاسلكية المحدودة المغلقة، وبضغطة زر من حاسوبك يمكنك الاتصال بأي حاسوب أو جهاز اتصال أو تليفزيون موجود على سطح الكوكب ضمن خدمة دولية مضمونة بضوابط جودة (6).
وكل ما سبق يوضح لنا التطور الذي لحق بالانترنت وبالعملية الاتصالية وعناصرها، والتطور الذي لحق بالانترنت على مستوى الممارسة الإعلامية بحيث برزت ظواهر إعلامية جديدة جسدت التطور الذي لحق بمجتمع الانترنت، وترجمت مدي نضج ونمو علاقة المستخدم بالانترنت :
ظاهرة المواطن الصحفي :Public or Participatory Journalism هو دور يؤديه المواطن الذي يلعب دورا فعالا في عملية جمع وتصنيف وتحليل وصياغة المعلومات والأخبار. ووفقا لتقرير We Media نصف السنوي الذي يصدره مركز الإعلام Media Center التابع للمعهد الأمريكي للصحافة The American Press Institute، فالمفهوم يعني تلك الكيفية التي يصوغ بها الجمهور مستقبل تداول الأخبار والمعلومات. وقد أعد كل من شين بومان وكريس ويليس دراسة ضمن تقرير النصف الأول من عام 2003 يرون فيها أن الغرض من هذه المشاركة الإعلامية توفير تلك المعلومات المستقلة والدقيقة التي تحتاجها الديمقراطية فيما يتعلق ببحث القضايا التي تحتاج توفر معلومات ذات صلة ويمكن الاعتماد عليها. وهذا المصطلح لا يجب الخلط بينه وبين مصطلح الصحافة المدنية، تلك التي يقوم بها الصحافيون المحترفون. صحافة المواطن هي جزء من محدد من مفهوم إعلام المواطن citizen media مثله في ذلك مثل مصطلح المحتوى الذي يبتكره المواطن.
وقد صنفت الباحثة الإعلامية جيه دي لاسيكا المحتوى الذي يقدمه المواطن الصحافي إلى 6 فئات تتمثل فيما يلي:
1/2 – مشاركة الجمهور المتلقي (مثل تلك التعليقات التي يكتبها المواطن استجابة للقصص الإخبارية، والمدونات الشخصية، وتلك الصور محدودة الكفاءة التي التقطها الأشخاص بكاميرات هواتفهم الجوالة، وتلك الأخبار المحلية التي يكتبها شخص مقيم ضمن مجتمع ما من المجتمعات).
2/2 – المواقع الإخبارية والمعلوماتية المستقلة (مثل تقارير المستهلكين أو تقارير السخرة في العمل Drudge Report).
3/2 – المواقع الإخبارية ذات المعالجة الناضجة (مثل موقع OhmyNews International).
4/2 – المواقع الإعلامية التي يشترك أصحابها في إنتاج محتواها أو تطوعوا لإنتاجه Collaborative and contributory media sites.
5/2 – الأنواع المختلفة من الإعلام الارتجالي أو المسمى Thin Media (المجموعات البريدية والنشرات الإخبارية).
6/2 – المواقع الإذاعية الشخصية.
هذا التحدي ذو طابع إعلامي وليس تقنيا. ويمكن اعتباره نوع من تنامي البنية الفوقية الإعلامية المترتب على تلك التطورات التي حدثت في مجال البنية التحتية المرتبطة بالإنترنت، مثل Web 2.0 وWeb 3.0.
الظاهرة الثانية هي :إعلام نمط الحياة: . ظهر نموذج عمل إعلام نمط الحياة lifestyle media نتيجة تنامي المحتوي الذي يطوره المستخدمون، وهو نمط إعلامي يقوم علي الذاتية المرتفع لمجتمعات استخدام الانترنت وتسمي الخبرة الإعلامية الشخصية ، وهذه الخبرة قائمة علي إعطاء المستخدم حق اكتشاف أو تقديم المحتوي الذي ينتمي إليه ، وتعطى للمستخدم حق اختيار كيفية توزيع المحتوي الإعلامي .وكما يشير تقرير نادي دبي للصحافة لعام 2006 إلى أن المستخدمين الإعلاميين النافذين الذين يتفاعلون مع الشبكات الاجتماعية على Web 2.0 يطلبون منتجات إعلامية تسمح لهم بزيادة القيمة المستفادة من المحتوى الإعلامي المتنوع ضمن وقت الفراغ المحدود المتاح لديه. فمرتادو الشبكات الاجتماعية المختلفة والمتعددة لهم اهتمامات مختلفة، وبعضهم يرى أن هذه الاهتمامات لا تجد لها التغطية الكافية التي تلبي كافة احتياجاتهم كافة الأنشطة التي يقومون بها وكافة المساحات الموضوعية التي يهتمون بها، وهو ما يدفعهم لتقديم محتوى يخصهم وحدهم، وربما يمكنهم نقله لغيرهم.
كما يتيح هذا النمط الإعلامي الجديد عددا من المزايا أهمها:المشاركة التبادلية بما يسمح بابتكار وتحويل وتطوير المحتوى وتبادله مجددا.الديناميكية ، بحيث يقدم في الوقت الفعلي استجابة لما يفضله المشاهد .الترابط ، حيث يجري استخدام محتوي فيديو قائم علي الاتصال البيني للاستحواذ علي المشاهدين .
الظاهرة الثالثة: مواقع الحياة الثانية second life واختصارها SL . وتم إنشاؤها بواسطة ليندن لاب في سان فرانسيسكو ، وتقوم فكرتها على تأسيس عالم افتراضي يبتكر المستخدمين خلاله شخصيات افتراضية تجسدهم تعرف ب "avatars والذي ساعد على تأسيس الحياة الثانية المستوى 3 للشبكات الذي صمم ليعالج تطبيقات النطاق الترددي المكثف ، وبالتالي توفير النمو السكاني لمقيمي الحياة الثانية مع إمكانية الوصول عبر وسائل أكثر موثوقية إلى هذا العالم ثلاثي الأبعاد الذي يتزايد أعداد مستخدميه باستمرار. و يسمي مستخدمي الحياة الثانية "residents" ،و في داخل هذا الواقع الافتراضي يقوم المستخدمين بتكوين علاقات صداقة ويتفاعلون مع بعضهم البعض، ويشكلون شبكة علاقات اجتماعيه واسعة مع غيرهم من المقيمين في الحياة الثانية ، كما يقوم المستخدمين بعمليات بيع وشراء ويمتلكون مقتنيات خاصة بهم ويمارسون العديد من الألعاب ، والى جانب ذلك يستطيع المقيمون ابتكار الشخصيات الخاصة بهم فيبتكرون أشكال افتراضية تجسدهم في هذا الواقع المتخيل و التي تعرف ب "avatars" " وتتفاعل هذه الأشخاص الافتراضية مع بعضها البعض حيث أن المقيمين هم مستخدمي الحياة الثانية ويظهرون على هيئة avatars مجسدون افتراضيون للأشخاص الطبيعيون ، والشكل الرئيسي لهؤلاء المشخصون هو شكل الإنسان ولكن هؤلاء المجسدون قد يتشكلون من أي جنس ، ويحملون الكثير من الصفات المميزة للبشر الطبيعيين . قد يرتدون ملابس أو يتم تجزئتهم لتجسيد أنواع عديدة من الجنس البشرى.
وهذا التطور النوعي الذي حدث للانترنت ساعد عليه تطور تقنيات الانترنت ، فيما سميا بويب 2.0، وويب 3.0.
ويب 2.0 يشير مصطلح Web 2.0 لجيل ثان متصور من المجتمعات المبنية على أساس الويب وخدمات الاستضافة المرتبطة بها، بالإضافة إلى مواقع التشبيك الاجتماعي ومواقع الويكي (أسلوب ويكي لقواعد بيانات إدارة المحتوى) وقواعد بيانات الفهرسة الإليكترونية Folksonomies. وتستهدف فلسفة Web 2.0 تسهيل عملية التواصل والتعاون والتشارك في المعلومات بين جمهور الإنترنت. وقد أصبح المصطلح شائعا بعد ذلك المؤتمر الذي نظمه مركز أوريلي ميديا O Reilly Media حول Web 2.0 في عام 2004. وبرغم أن المصطلح قد يوحي بأننا بصدد إصدارة جديدة من World Wide Web، إلا أن المصطلح لا يشير بحال لأي تحديث لجوانب Web 1.0 التقنية، ولكن إلى تغييرات في الكيفية التي يقوم بها مطورو البرامج ومستخدمو الإنترنت في التعامل مع الإنترنت ، فأولي المباديء التى تقوم عليها فلسفة ويب2.0 هى النظر إلي الانترنت باعتبارها منصة عمل the web as platform وليس كساحة للنشر ، فنجد أن كل التطبيقات الحاسوبية الآن تراعي أن يكون جزء منها تشاركي إن فلسفة Web 2.0 لا تقوم فقط على اعتبار أن الإنترنت هي منصة في الأساس وليس مستودع نشر، بل يجاور ذلك عدة مكونات أخرى لرؤية Web 2.0 أهمها أن البيانات هي التي تقود عملية التجديد وبناء قالب المنصة الجديدة؛ في الوقت الذي يملك فيها المستخدم البيانات ويتحكم بها، كما أن الابتكار والتجديد داخل كل حزمة نظم والمواقع العاملة بها ينجم عن نوع من التشارك المقصود بين مجموعة كبيرة من مطورين البرامج المنتشرين في أنحاء العالم مع اتسامهم بدرجة عالية من الاستقلالية في عملهم بدون تبعية مؤسسية . و من أكثر الرواد الذين برزوا في التعامل مع ويب2.0 كمنهاجdoubleclick akamai. ويرتبط بهذا النموذج من نماذج العمل وجود مفهوم مبسط للمشروعات الاقتصادية Business Models التي تمول هذه الحركة؛ وتقوم تلك المشروعات على أساس الاستفادة من المحتوى أو من الخدمات التي تحملها المواقع. كما أن هذه المواقع تعتمد على مجموعة من البرامج تزود بها زوار الموقع باعتبارها دوما النسخة المبدئية والتي تظل مبدئية مهما تطورت؛ وهو ما يعني أن مستخدمي هذه المواقع لن يجدوا حاجة لشراء أي برنامج ولا تكبد عناء البحث عن مفاتيح مزورة له. كما أن البرامج التي تستخدم في هذا الصدد تجد ربحها من خلال اتساع نطاق العلم بها خارج الدائرة الفردية (المنظمات الاقتصادية والطوعية والحكومية). وفي هذا الإطار يمكن أن نشير إلى خصائص البث على الإنترنت في إطار Web 2.0 بدءا من تلك الروح الأساسية في حقبة Web 2.0 المتمثلة في التشبيك Networking الذي تعتبره غايتها الأساسية، حيث إن الأساس في هذه الحقبة ربط التطبيقات المختلفة بالشبكة والسماح للمستخدم باستعمالها لأغراض التواصل العميق وليس فقط الاتصال؛ وهي من أهم خواص هذه الحقبة. ومن ناحية ثانية، فإن المحتوى – أيا كان يعد ملك لمن بثه أونلاين، ويمكن له التعديل في خصائص عرضه كيفما شاء. ومن جهة ثالثة، ثمة خاصية الديمقراطية التي تتيح لمتلقي أي محتوى بالتعاطي معه إيجابيا وليس فقط تلقيه، عن طريق التعقيب عليه أو نقده من خلال استخدام نص أو بأي من الوسائط المتعددة، أو حتى برابط. ومن زاوية رابعة نجد أن ثمة ارتفاع في درجة اليسر والسهولة في التعامل مع واجهات البرامج التي تدير علاقة المستخدم بالإنترنت، تلك البرامج المعتمدة على تقنيات تبسيطية مثل Ajax وما شابهها. ويحاول البعض إضافة التطورات التقنية في مجال الجرافيك، وهذا محتمل كعنصر مكمل، لكنه ليس عنصرا حاسما في بناء فلسفة Web 2.0.
ويب 3.0 :
ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 2006 في مقال منشور بأحد مدونات الخبراء الناشطين في مساحة الإنترنت: جيفري زيلدمان في معرض تقديم رؤية نقدية النقاشات المثارة حول Web 2.0 والتقنيات المرتبطة بها مثل تقنية أجاكس المشار إليها سلفا.
وفي المنتدى الرقمي بالعاصمة الكورية سيول، والذي عقد في مايو 2007، طلب الحضور من المدير التنفيذي المسؤول بشركة جوجل: إيريك شميدت أن يوضح الفوارق بين Web 2.0 وWeb 3.0، وكانت إجابته فيما يتعلق بالمسمى Web 3.0 أنها طريقة جديدة لبناء تطبيقات الحاسوب، وأنه يرى أن Web 3.0 إن هي إلا مجموعة من التطبيقات المجمعة في إطار واحد، حاملة مجموعة من الخصائص المتمثلة في الصغر النسبي لحجم هذه التطبيقات، والقادرة على أن تنتصب وتشتغل في أي بيئة إليكترونية: كالحاسوب أو الهاتف الجوال أو المساعدات الشخصية الرقمية PDA، وتكون في الوقت نفسه سريعة جدا وقابلة للتكييف وفق رغبة مشغلها، معتمدة في توزيعها وتسويقها كمنتج على زيادة الوعي بها والانتشار من خلال ترابط الشبكات المختلفة الموجودة على الإنترنت؛ مما ينفي الحاجة لتخزينها وشرائها، وهذا نموذج جديد لتداول برامج الحاسوب Different Application Model. وفوق هذا كله نجد هذه البرامج تستوعب طوفان البيانات الذي يجري صبه فيها.
ويرى طائفة مهمة من الخبراء أن Web 3.0 هي جيل جديد بمفهوم نوعية المحتوى وليس بمفهوم نوعية التقنية. وفي هذا الإطار يذهب أليكس إيسكولد إلى أن الشبكة العنكبوتية تضم اليوم قدرا من المعلومات والبيانات تجاوز في حجمه إمكانية القياس بالميجابايت أو الجيجابايت ليقدر بمقياس التيرابايت، وهو ما جعل المعلومات النفيسة تختبئ بتشفيرها ولغاتها المتباينة عن حواسيب مستخدمي الشبكة. ويرى أن Web 3.0 كاتجاه من اتجاهات الويب الذكية Semantic Web قادرة على تغيير هذه الحقيقة، حيث إن المواقع الكبرى لن تكون إلا تلك المواقع التي تقدم خدمات الويب، وستكون قادرة على استخلاص المعلومات الثمينة المختبئة داخل الشبكة العنكبوتية ونشرها على العالم. ويرى أليكس أن التحول في أداء المواقع وطبيعة محتواها سيكون في أحد اتجاهين. حيث يرى أن بعض المواقع سيسير في الاتجاه الذي يمثله مواقع مثل موقع أمازون Amazon أو موقع ديليشس Del.icio.us أو موقع فليكر Flickr حيث تمنح زوارها خدمات مختلفة وفق تقنية REST API (تقنية تستخدم لغة Xml للتعامل مع قواعد البيانات ونظام الشراء الإليكتروني). وبعض المواقع الأخرى سوف تحاول الحفاظ على ملكية معلوماتها؛ لكنها ستجعلها قابلة للتعامل معها عن طريق تقنية Mashups (وهي تقنية تقوم على لغة تستمد المعلومات من أكثر من قاعدة بيانات لكنها تعمل على جمعها ضمن أداة عرض واحدة)؛ ومثالها مواقع مثل موقع دابر Dapper التسوقي، أو موقع تاكيلو Taqelo الذي يمكن اعتباره منظم عمل متطور قائم على التشبيك الموجه، أو بعض الصفحات الفرعية الخاصة داخل موقع ياهو ومنها ياهو بايبز Yahoo Pipes وهو موقع لتجميع الإفادات من الإنترنت بواسطة إعدادات يقوم بها المشترك في موقع ياهو. هذان الطريقان سوف يجعلان من المعلومات المتناثرة على الإنترنت صورة أخرى من المعلومات المعروضة بصورة منهجية متماسكة؛ ممهدة الطريق نحو منظومة حوسبة أكثر ذكاء.
أما عن التطور الكمي الذي لحق بالانترنت فيتمثل في تضاعف أعداد مستخدمي الانترنت ففي التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري تضمن دراسة حول " تأثير الانترنت على الشباب في مصر والعالم العربي " في الفترة من 2000الى 2005 أشارالتقريرالي أنه في منتصف عام 2005 بلغ إجمالي عدد مستخدمي الانترنت على مستوى العالم ما يقرب من 950 مليون مستخدم بمعدل نمو بلغ 160% مقارنة بعام 2000 ، و بلغ معدل استخدام الدول العربية من هذه النسبة ما قيمته 1.4% في عام 2005.
مما يدل على حجم التطور الحادث في أعداد مستخدمي الانترنت حيث ارتفع إجمالي أعداد المستخدمين للانترنت داخل الدول العربية من 2.5 مليون مستخدم عام 2000 إلى 13.5 مليون مستخدم منتصف 2005 بزيادة خمسة أضعاف خلال فترة خمس سنوات بمعدل زيادة 32% كل عام خلال فترة الخمس سنوات، واحتلت مصر المركز الأول بين الدول العربية من حيث عدد المستخدمين بإجمالي بلغ 4.4 مليون مستخدم في يوليو 2005 بزيادة سبعة أضعاف عن عدد المستخدمين في عام 1999 /2000 والذي بلغ 650 ألف مستخدم فقط ، وجاءت السعودية في المركز الثاني بين الدول العربية حيث ارتفع عدد مستخدمي الانترنت بها حوالي 12 مرة خلال الخمس سنوات الماضية فبلغ 2.5 مليون مستخدم في منتصف عام 2005 مقارنة بحوالي 200 ألف مستخدم في عام 2000 وجاءت في المراكز التالية كلا من الإمارات والمغرب اللتان بلغ عدد مستخدمي الانترنت في كل منهما حوالي مليون مستخدم في عام 2005 مقارنة ب 735 مستخدم في الإمارات عام 2000 ونحو 100 ألف مستخدم في المغرب – وتستحوذ مصر والسعودية على حوالي 50% من إجمالي عدد مستخدمي الانترنت في الدول العربية البالغ عددها 22 دولة في عام 2005 بينما تتوزع 40% من أعداد المستخدمين في العالم العربي في 8 دول وتستحوذ باقي الدول العربية على 10% من أعداد مستخدمي الانترنت في الدول العربية حيث تقل بها أعداد مستخدمي الانترنت عن 300 ألف مستخدم .
ونشر الموقع الالكترونى لجريدة الشرق الأوسط في 2007 تقريرا تضمن إحصائية حول استخدام الانترنت في العالم العربي خلال 7 أعوام من 2000 إلى 2007 قدر فيه عدد مستخدمي الإنترنت المتكلمين باللغة العربية الى حوالي 28 مليونا ونصف المليون، أي حوالي 2.5% من تعداد المستخدمين في العالم، وهي المرتبة العاشرة في العالم، بعد اللغة الإنجليزيّة 28.9% والصينيّة 14.7% والإسبانيّة 8.9% واليابانيّة 7.6% والألمانيّة 5.2% والفرنسيّة 5% والبرتغاليّة 3.6% والكوريّة 3% والإيطاليّة 2.7%. وحقق مستخدمو الإنترنت الذين يتكلمون اللغة العربية أكبر وتيرة نموّ في العالم كله في الفترة 2000 ـ 2007، حيث بلغت نسبتها 931.8%.
و بالنسبة لعدد المستخدمين في كلّ دولة عربية (مارس 2007) فإنّ الأعداد هي: مصر 5.5 مليون، المغرب 4.6 مليون، السودان 2.8 مليون، المملكة العربية السعودية 2.54 مليون، الجزائر 1.92 مليون ، الإمارات العربية المتحدة 1.397.200، سوريا 1.1 مليون، تونس 953 ألفا، الكويت 700 ألف، الأردن 629.500 ألف، لبنان 600 ألف، اليمن 330 ألفا، عّمان 285 ألفا، فلسطين 243 ألفا، قطر 219 ألفا، ليبيا 205 آلاف، البحرين 155 ألفا، الصومال 90 ألفا، العراق 36 ألفا. موريتانيا 20 ألفا، جيبوتي 10 آلاف.
كما أكد تقرير التنمية البشرية العربية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة البيانات السابقة لمعدلات الاستخدام خلال عام 2007 وأكد على تزايد استخدام الإنترنت في الوطن العربي عدة أضعاف، وفي بعض الدول العربية عشرات الأضعاف بين عامي 2000 و2007 كما تدل إحصائيات الاتحاد الدولي للاتصالات.
وبين أنه على الرغم من أن نسبة مستخدمي النت العرب من مجموع مستخدمي النت في العالم ما تزال أكثر قليلاً من 2 بالمئة، إلا ان معدلات نمو استخدام الإنترنت في معظم الدول العربية بين العامين 2000-2007 يزيد بكثير عن المعدل العالمي وهو 225% بينما يصل إلى عدة أضعاف ذلك في الكثير من الدول ، وينمو بشكل انفجاري يتراوح بين الألف بالمئة وعدة آلاف بالمئة، كما في السودان حيث انفجر عدد مستخدمي النت بين عامي 2000 و2007 من ثلاثين ألفاً إلى أقل من ثلاثة ملايين مستخدم، وكما في سوريا حيث ازداد عدد مستخدمي النت من ثلاثين ألفاً عام 2000 إلى أكثر من مليون في منتصف عام 2007، وكما في المغرب التي ازداد فيها عدد مستخدمي النت من مئة ألف إلى أكثر من أربعة ملايين ونصف، وكما في مصر التي ازداد فيها عدد مستخدمي النت أكثر من عشرة أضعاف خلال نفس الفترة، وكما في السعودية التي ازداد فيها عدد مستخدمي النت خلال نفس المدة اثني عشر ضعفاً.
وحول اتجاهات استخدام الإنترنت في العالم العربي نجد الدراسات و الأبحاث قليلة في هذا الشأن ، ولعل أهم النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات هي :
- ارتفاع نسبة شيوع استخدام الانترنت بين الذكور عنها بين الإناث ، بمعنى أن الذكور أكثر ثقة في قدرتهم علي استخدام برامج الكمبيوتر و التعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة بالإضافة إلي ذلك يتميزون بدرجة أكبر من فرص الاستقلالية عنها لدي الإناث، ما يعكس زيادة فرص الذكور في استخدام الانترنت سواء من داخل المنزل أو الجامعة أو خارجهما.
- تبين أن الغالبية العظمي من الجنسين تستخدم الانترنت بشكل غير منتظم ، أي أنه ليس هناك وقت معين لاستخدام مما يعنى أن السلوك غير مخطط ولم يخضع لظروف الطالب النفسية و الاجتماعية و الدراسية ، وغالباً ما يكون لشغل وقت الفراغ أو لانجاز الواجبات الدراسية ،مما يدل علي أن سلوك استخدام الانترنت لم يصل إلي حد الاعتياد أو العادة .
- وفي دراسة أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري تحت عنوان " تأثير الانترنت على الشباب في مصر والعالم العربي " امتدت الفترة البحثية من عام 2000الى 2005 لاحظ التقرير استحواذ مجالات المال والاقتصاد والكمبيوتر والانترنت على ما يزيد عن 50% من المواقع المصرية على شبكة الانترنت تليها مواقع الهيئات الحكومية بنسبة 13% ثم المجالات الثقافية والتعليمية بنسبة 12% في حين تشكل النسبة الباقية من المواقع عدة مجالات مثل السياحة والإعلام والترفية والرياضة.
مشكلة الدراسة :
تتبلور مشكلة الدراسة فى السعي نحو استشراف مستقبل الانترنت واتجاهات التطور المستقبلية ، و العوامل المؤثرة علي هذا التطور .
أهمية الدراسة :
تأتي أهمية الدراسة من:
التطور السريع الذى يلحق بالانترنت مستفيدا فى ذلك من تطور تكنولوجيا الاتصال و المعلومات.
فى ظل تطور وسائل الاعلام و الاتصالات باتت المنافسة حادة بين وسائل الاعلام ، وطرح ذلك تساؤلات أهمها من سيربح المعركة وأي الوسائل ستتقدم و أيها يتراجع و أيها يظل كما هو .
تساؤلات الدراسة :
ما هى مراحل تطور الانترنت ؟
ما واقع الانترنت الآن ؟
كيف اختلف الانترنت من مرحلة لأخري ؟
كيف يمكن أن تكون الاتجاهات المستقبلية للانترنت ؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الى محاولة رصد ووصف و تفسير و تحليل الوضع الراهن للانترنت ، ومحاولة استشراف الاتجاهات المستقبلية للانترنت فى ظل الثورة المعلوماتية و الاتصالية المتدفقة.
ويتفرع عن هذا الهدف عدة أهداف فرعية :
التعرف عي تأثير الثورة الاتصالية و المعلوماتية علي مستقبل الانترنت.
الكشف عن مدى تأثير الظروف و المتغيرات المختلفة في رسم المسارات المحتملة للانترنت مستقبلا.
وضع سيناريوهات مستقبلية ترسم الملامح العامة لمستقبل الانترنت.
الإطار المنهجي :
نوع الدراسة : تنتمي هذه الدراسة الي نوع الدراسات المستقبلية التي تحاول الكشف عن مستقبل الانترنت ومساره وتحديد معالمه.وبحكم أنها من الدراسات المستقبلية فلابد أن نتعرض لدراسة الماضي و الحاضر لأن المستقبل لا يقوم الا عليهما لذلك تعد هذه الدراسة من الدراسات التطورية التي تدرس التطورات التى تحدث في الظاهرة نتيجة مرور الزمن.
نمط الدراسة :
تعتمد الدراسة علي النمط الاستطلاعي الذى يستخدم لاستكشاف الآثار المستقبلية المحتملة لتطور الظاهرة . وتم اختياره لكونه أكثر موضوعيه فى محاولة لتجاوز التحيز.
الأدوات و الأساليب:
أسلوب كتابة السيناريوهات: ويوظف ذلك الأسلوب فى البحوث الالمستقبلية لصياغة أنماط و اتجاهات الانترنت فى المستقبل من خلال سيناريوهات يتم طرحها فى ضوء رصد ماضى وحاضر الظاهرة البحثية .
منهج الدراسة :
منهج المسح:تم استخدام منهج المسح الاعلامي لجمع المعلومات عن ماضى الانترنت وحاضره وكذلك رصد أشكال التفاعل بين الظاهرة و المتغيرات الخاصة بالدراسة وجمع كافة المعلومات الممكنة فى ضوء تصورات الخبراء و التخصصين حول مستقبل الظاهرة.
المنهج المقارن: وذلك لعقد مقارنة بين أكثر من جانب من جوانب الظاهرة موضع الدراسة : المقارنة بين أوضاع لانترنت فى الماضى و الحاضر .
المقارنة بين المسارات المختلفة المحتملة لمستقبل الانترنت.
السيناريوهات المقترحة حول مستقبل الانترنت :
السيناريو الأول : " تطور صناعة المحتوي نتيجة التقارب و التكامل التقني بين الوسائل الاتصالية "
في ظل الثورة التكنولوجية وثورة الاتصالات و المعلومات ، وازدهار عصر الانفوميديا "عصر الدمج بين الوسائل ، فإن ذلك سيكون بادرة لتحقيق التكامل و التقارب التقني بين الوسائل والذي لا شك سيكون له انعكاسه الايجابي علي المحتوى المقدم عبر الشبكة . ويمكننا فهم ذلك بالتعرف على التطور الذي لحق بالمحتوى . فالبداية أن العملية الاتصالية عبر الانترنت نجدها قد اختلفت عن ذي قبل و السبب في ذلك التطور التقني الذي لحق بالانترنت من خلال تقنيتي web1.0 ، web2.0 ، وهذا التطور التقني نجده قد غير مسار عملية الاتصال و التفاعل بين المرسل و المستخدم فبعد أن كانت عملية الاتصال one to many أصبحت many to many . فأصبح المستخدم بإمكانه المشاركة في صنع المحتوي في ظل تحول الانترنت من ساحة للنشر إلي منصة عمل ، جسد هذا التحول الظاهر الإعلامية التي تتنامي كل يوم رافعة شعار الكل ينتج محتوى ومن هذه الظواهر الإعلامية التي أفرزها تطور الانترنت : المواطن الصحفي ، إعلام نمط الحياة وسبق الحديث عنهما بالتفصيل فيما تقدم .
المهم أن هذا التطور التقني الذي عزز التطور في مستوى الممارسة الإعلامية عبر الانترنت، سيجعل المؤسسات والكيانات الصغيرة و الكبيرة ليس أمامها إلا أن تتقارب و تتكامل وباستمرار مع بعضها البعض لتجويد المحتوى المقدم عبر الشبكة بدلا من الانفصال و الصراعات التي ستنشئ بين صناع المحتوى الأصلي وكذا تمشياً مع مسيرة آلية الدمج بين الوسائل الاتصالية و المعلوماتية في عصر السماوات المفتوحة، وعليه فإن ذلك سيتحقق معه في المستقبل القريب:
التكامل و التقارب بين المستخدمين و الشبكات الصغيرة و الكيانات الكبيرة العاملة في مجال الإعلام ، وبالتالي تطور صناعة المحتوى وتغير أساليب إعداد ذلك المحتوى والحفاظ علي البيانات الخاصة بالمستخدمين .
الظواهر الإعلامية الجديدة كظاهرة المدونون و التي بدأت تلقى استحساناً في المجتمعات العربية ستساعد علي تجويد المحتوى العربي علي الشبكة خاصة و أن أزمة المحتوى العربي علي الشبكة مرتبطة عضوياً بأزمة إنتاج ونشر المعرفة في العالم العربي. والتي وصفها وشخصها بدقة تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 ومفادها أن المؤسسات المعنية بإنتاج ونشر المعرفة والمعلومات لا زالت مقصرة بشكل كبير في أداء واجباتها.
في إطار ذلك فإن المحتوى الخاص بالمؤسسات العامة كالحكومات و المراكز البحثية و الجامعات والمراكز البحثية وشبكات الإنتاج المعرفي والمنظمات غير الحكومية التي تعتمد على المواد الدعائية الترويجية ستجوُد المحتوى الخاص بها في ظل التطور المتنامي الذي يلحق بالمحتوى .
السيناريو الثاني: منافسة ضارية بين الوسائل الاتصالية تنتهي لصالح الانترنت.
في الوقت الذي يتنامي فيه دور المستخدم الذي تحول لصانع محتوى و ليس مجرد متلقي سلبي ، ومع نمو آلية الدمج بين الوسائل الاتصالية تتنافس الوسائل فيما بينها لاستقطاب الجمهور و لكن يظل الانترنت متفرداً وحده في هذا الصدد لشموله مزايا وخصائص الوسائل الأخرى وسعيه المستمر لاحتواء كل الوسائل المستحدثة بداخله ، فضلاً عن مميزاته الخاصة كوسيلة اتصالية بالدرجة الأولي يمكن توظيفها في أي مجال عكس الوسائل الأخرى. وستجد تلك المنافسة صداها في :
ستلجأ كل الوسائل الإعلامية إلي تجويد أداؤها ، واستحداث أدواتها باستمرار لاستقطاب الجمهور الذي انغمس في الانترنت الامتناهى المزايا،خاصة مع منافسة الانترنت لأصحاب المحطات التليفزيونية و الكابل نتيجة لازدهار صناعة البث التليفزيوني عبر الانترنت و تراجع عوائد الاستثمارات.
سيصبح الانترنت نمط حياة يمكنه أن يستخدم لأداء المهام التي يقوم بها الإنسان، فضلاً عن الاعتماد عليه بشكل أساسي كوسيلة تعليمية بالدرجة الأولي فلا حاجة للذهاب إلي بلد ما للدراسة و الحصول على درجة علمية يكفى الدخول على الانترنت و التحصيل الدراسي من خلاله.
السيناريو الثالث: ازدهار الانترنت في الوطن العربي وتقلص دور الرقيب.
حيث أنه مع تنامي أعداد المستخدمين العرب للانترنت – كما سبق و أشرنا – وتطور تقنيات الانترنت ، ومشاركة الجمهور في صناعة المحتوى إلي جانب امتلاك القطاع الإعلامي العربي للعامل الاقتصادي و الديموغرافي و اللذان يعدان عاملين مميزين لنمو عائدات السوق الإعلامي – كما أشار تقرير نادي دبي للصحافة –خاصة مع كون شريحة الشباب تمثل النسبة الأكبر في إجمالي السكان مما يشكل عاملاً إيجابياً في تقبل التقنيات الجديدة و استقبال المواد الإعلامية عبر شبكة الانترنت ، ومع هذا الازدهار ستتقلص هيمنة الولايات المتحدة علي شبكة الانترنت.و ذلك إلي جانب تقلص إمكانيات المنع و الحجب للمواقع مع انفراج في مسألة الانفلات الرقابي حيث أن الجيل الجديد من المدونات علي سبيل المثال يستوعب تقنية تصدير و استيراد المحتوى ، بما يعنى أن منع موقع ما من مواقع المدونات سيعنى إمكان انتقال هذه المدونة بنفس محتواها القديم إلي موقع آخر بضغطة زر.
السيناريو الرابع :تطور علي مستوي الممارسة الإعلامية تجلو في وضوح قيم الشفافية و المصداقية .
فكما يرى الباحث وسام أن الاتجاه لتحويل الانترنت لنمط قواعد بيانات تستند لسيرفرات ضخمة و رخيصة التكلفة غلي جانب تطور الآليات الاقتصادية لاستثمار مثل هذا الوضع قد جعل هناك إمكانية لأي فرد أو جماعة بشرية أن يقوموا بنقل الأخبار و المعلومات التي يراد لها التعتيم ، ويوثقونها بأدلة صوتية وفيديوية . ولكن من ناحية أخري فمن الممكن أن تنشأ صراعات بين المستخدمين حول الملكية الفكرية يسعون للحصول على الاسم التجاري واكتساب المكانة و الشهرة.
السيناريو الخامس: فهرسة الكترونية وعملية بحث فضلي
- نتيجة لمشاركة الجمهور في إنتاج المحتوي ، فإنه وكما يري أليكس ايسكولد فإن مقدار المعلومات المخزنة على الانترنت ستقدر بالتيرابايت و ليس بالجيجابايت ومع هذا التدفق الإعلامي وهذه السيولة المعلوماتية سيحدث تقدم نوعي في مجال الفهرسة الالكترونية المسماة folksonomy ، إلي جانب أن محركات البحث الموجودة مثل yahooو Google ستستحدث أدوات جديدة تنظم وتسرع عملية البحث خلال هذا السيل المعلوماتي وفى ظل هذا السيل المعلوماتي من جهة وتنامي أعداد المستخدمين ستظهر محركات بحث جديدة تعين المستخدمين على عملية بحث فضلي.
السيناريو الخامس:
سيندمج التليفزيون مع الانترنت وكذا الراديو في وسيلة واحدة وهذا واقع الآن بشكل جزئي و لكن في المستقبل سنجد أن أجهزة الكمبيوتر سيتم تصنيعها بطريقة تتيح دمج هذه الوسائل معاً بشكل ييسر على المستخدم استعمالها وسيتبع ذلك تغيير في شكل وحجم الانترنت فستظهر أجهزة كمبيوتر بأحجام مختلفة حتى حجم اليد ، بحيث يصبح الانترنت وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في أي مجال من المجالات .
السيناريو السادس :
ستظهر تطبيقات جديدة تعين على توظيف الانترنت في مجالات شتى من الحياة فمثلاً تظهر تطبيقات لتوظيف الانترنت في مجال العمل فتظهر برامج تنظم العلاقة بين الموظفين ورؤسائهم ، بحيث تنشأ كيانات مؤسسية تدير عملها بالكامل من خلال الانترنت.
ومن ناحية أخري ، ستشهد عملية الإعلان الالكتروني تطوراً ملحوظاً وستتحول الوكالات الإعلانية بالكامل إلي إدارة العمل و الإعلان و التصاميم الخاصة من خ
المصادر:
1-الباحث وسام فؤاد " ما بعد التفاعلية واتجاهات تطوير العمل الإعلامي" وحدة البحوث و التطوير بشبكة إسلام أون لاين.
2-"الاتجاهات العشرة الأولى في تطوير تطبيقات البث الحي "
Top Ten Trends in Streaming Media Application Development
http://www.ibm.com/developerworks/rational/library/4667.html
3- الجـورنـالجـى (موقع كل الجرنالجية في مصر) - نقلاً عن: جمال غيطاس في المؤتمر الرابع للصحفيين، Sep 23, 2005
http://www.khayma.com/librarians/archive/lis/199.htm
-4 الباحث وسام فؤاد – هبه ذكريا " مابعد التفاعلية قراءات في اتجاهات زوار الانترنت" وحدة البحوث و التطوير بشبكة إسلام أونلاين.
5- مرجع سابق.
6- مرجع سابق.
وتجدر الإشارة إلي أن الانترنت ( الوسيلة)عندما بدأ نشأ كوسيلة إعلاميه كوعاء يتم نقل المحتوى من خلاله، وبالنسبة لهذا المحتوي( الرسالة) الذي كان يتواجد علي الانترنت كان في البداية مجرد محتوي ساكن ، ففي الأيام الأولي عند بداية ظهور الويب كان تأليف المحتوي الشبكي في بداياته ،و كان يتم بناء المواقع sites يدوياً، بينما اليوم يقوم الفنيون المهرة بتطوير لغة تأشير النص الفائقhtml، فكان يتم إنشاء الموقع صفحة صفحة ، وكانت المواقع تبدو جيدة للوهلة الأولي ولكن ومع ذلك ، أدركت الشركات سريعاً أن هذه المواقع يصعب الحفاظ عليها دون تدخل يدوي كبير . وبعد ذلك بوقت قصير خرجت علينا خدمات التطبيق التي تقوم ببناء صفحات ويب فردية من بيانات مخزنة في قاعدة البيانات الرئيسية ، و مع تفجر التقنيات التي تقوم بتكييف المحتوى وفقاً لاحتياجات المستخدم personalization technologies بدأت هذه التقنيات تصل للسوق الواسع. فحدثت نقلة نوعية في طريقة عرض المحتوى ، وبدلاً من المحتوى الصامت فلا نكاد نري اليوم مادة تنشر عبر الانترنت تخلو من الهايبر تكست hyper text الذي يتشعب على معلومات تتصل بالنص المطروح، أو يخو من الروابط links ، أو يخلو من الصورة أو مقاطع الفيديو.(2)
وتجدر الإشارة هنا إلي أن العملية الاتصالية بين (المرسل والمتلقي) في بداية عهد الانترنت كانت أحادية الجانب فلم يتوفر إلا قدر محدود من التفاعلية بين المرسل و المتلقي ، فنجد أن الانترنت قد أثرت العملية الاتصالية بسمات لم تكن متوفرة من قبل لعل أهمها : تعدد الوسائط فالانترنت يجمع بين الصوت و الصورة و النص بشكل مترابط وفى قمة الانسجام والإفادة المتبادلة، ويعود ذلك إلى أن أدوات ممارسة العمل الإعلامي عبر الانترنت تعتمد بالأساس على التعامل مع المحتوى المخزن رقميا، الذي يتم فيه جمع وتخزين وبث جميع أشكال المعلومات ويعتبرها ذات طبيعة واحدة بغض النظر عما إذا كانت صوتا أو صورة أو نص، ومن ثم يجعل من السهل أن تضع ملفاً رقمياً على حاسب أو موقعا بالإنترنت بداخله نص أو صوت أو صورة. والسمة الثانية التي أتاحها هي التمكين ، فالانترنت تقبل بفكرة تمكين الجمهور من بسط نفوذه على المادة المقدمة وعملية الاتصال ككل، من خلال الاختيار ما بين الصوت والصورة والنص الموجود مع المحتوى المقدم سواء كان أخبار أو تقارير أو تحليلات، والمصادر المتعددة فبالنسبة لموضوع صحفي مثلاً فالقارئ ليس أمامه قصة إخبارية واحدة فقط حول القضية،بل بين يديه كل القصص التي نشرت عن الموضوع نفسه في السابق، وروابط لمواقع أخرى يمكنه أن يجد بها معلومات إضافية، وبين يديه أيضا خدمات متعددة يمكنه الاختيار من بينها. وسمة الشخصنة ، فالانترنت بما يتمتع به من مرونة واعتماد كثيف على تكنولوجيا المعلومات بإمكانها أن تجعل كل زائر للموقع قادرا على أن يحدد لنفسه وبشكل شخصي الشكل الذي يريد أن يرى به الموقع، فيركز على أبواب ومواد بعينها ويحجب أخرى، وينتقى بعض الخدمات ويلغى الأخرى، ويقوم بكل ذلك في أي وقت يرغبه، وبإمكانه أيضا تعديله وقتما يشاء، وفى كل الأحوال هو يتلقى ويستمع ويشاهد ما يتوافق مع اختياراته الشخصية وليس ما يقوم الموقع ببثه. وسمة الحدود المفتوحة ، فمساحات التخزين الهائلة الموجودة على الحاسبات الخادمة التي تدير المواقع لا تجعل هناك قيود تقريبا تتعلق بالمساحة أوبحجم المادة المقدمة ، يضاف لذلك أن تكنولوجيات الإنترنت ـ خاصة تكنولوجيا النص الفائق والروابط النشطة ـ تسمح بتكوين نسيج متنوع وذو أطراف وتفريعات لا نهائية تسمح باستيعاب جميع ما يتجمع لدى الموقع من معلومات.(
وسمة التفاعلية : حيث بدأت تلك الخاصية بصورة مبسطةon to many في إمكان التواصل الحي والمؤجل بين منتج المحتوى الإليكتروني ومستقبله عبر مجموعة من الآليات؛ كان أبرزها البريد الإليكتروني وسجلات الزوار وقواعد البيانات التي تواجدت بالمواقع الإعلامية الإلكترونية. فكل هذه الأشكال لم تكن سوى تطور في نفس المرحلة التي كان شعارها جعل المستقبل على اتصال دائم وفعال بمنتج الرسالة الاتصالية أو منتج المحتوى.
أما المرحلة الثانية فتمثلت في إشراك مستقبل الرسالة الاتصالية في محتوى موجه ومحل مراقبة عبر آلية جديدة تمثلت في المنتديات الإليكترونية التي كانت بمثابة دعوة مستخدم الإنترنت إلى أن يتخير مجتمعا على الإنترنت، وينتمي إليه، ويسهم في تغذيته بالمستجد دوما من المحتوى الذي يجمع بين المشتركين في منتدى واحد أو في قسم من أقسام المنتدى، فبدأت تظهر منتديات متخصصة وبدأت تظهر أقسام متخصصة (البرمجيات والهواتف الجوالة والدعوة والقضايا السياسية.. إلخ)، وبدأت المنتديات تلجأ لجمهورها لتطلب منه أن يشارك في إدارة المنتديات عبر معايير مختلفة كالانتخاب، وأحيانا الفراغ مع الكفاءة. ولم تلبث نفس المرحلة أن شهدت مولد القوائم البريدية، وتطورها إلى شكل المجموعات البريدية التي تتيح لكل شخص القدرة على تبادل المحتوى مع غيره، مع قدرة حفظ/أرشفة عالية تمكنه من إعادة تدوير المحتوى وقتما شاء. ولم تلبث تلك الفكرة أن تطورت لصالح إقدام بعض البوابات على إتاحة الفرصة لإنشاء مواقع فرعية ضمن ما تقدمه لزوارها من خدمات، ومع حاجة جمهور الإنترنت لتداول ملفات ذات أحجام كبيرة كملفات الفيديو والصوت لم تكن السيرفرات المستضيفة للمنتديات لتتحمل ضخامتها، كما لم تكن المنتديات التي تشتري محل استضافتها أونلاين بقدر محدد من المساحة ليس لها أن تتجاوزها؛ مع هذا كله اتجهت بعض المواقع لتوفير خدمة الويب درايف، وهو بمثابة هارد ديسك أونلاين للزوار على هذه المواقع، يمكنهم فيه تخزين ما يشاءون من ملفات لمدة محددة من الزمن بحيث يمكن لكل من يريد تحميل هذه الملفات أن يقوم بتحميلها. (4)وأدى نجاح هذه الأشكال من الخدمات إلى الانتقال لمرحلة ثالثة من مرحلة التفاعل يمكن أن نسميها "مرحلة ما بعد التفاعلية" Post Interactivity ذلك المصطلح الذي صكه الباحث في مجال سوسيولوجيا الإنترنت وسام فؤاد؛ معبرا به عن اتجاه الإنترنت لمرحلة جديدة في علاقة مرتاديها وزوارها بمحتواها والمنشور على صفحاتها كمفهوم اصطلاحي يصف مجمل تلك المراحل الجديدة التي ولجت إليها شبكة الإنترنت، منذ عام 2006؛ اعتمادا على ما أضافته إليها تقنيات Web 2.0 و Web 3.0 وإن كانت إرهاصاتها قد بدأت تتبلور مع بداية الألفية الثالثة وبدءا من أواخر عام 2005، دخلت الإنترنت مرحلة جديدة أمكن فيها لكل متصفحي الإنترنت أن يكونوا بمثابة مرسلي المادة الإعلامية ومستقبليها في آن واحد، أي أن الإنترنت كوسيلة إعلامية صارت تعبير عن تدفق المحتوى الإعلامي في اتجاهين أو أنه أصبح تدفق متعدد الاتجاهات many to many فبفضل التطور التقني، وترجمته في وسائل مثل الخادمات/السيرفرات الضخمة، وقواعد البيانات المتطورة، وتقدم تطبيقات الويب، بفضل هذا كله أصبحنا نجد مواقع تتيح لزوار الإنترنت ومتصفحيها تكوين حسابات يمكنهم من خلالها تحميل ملفات الفيديو والصوت والصورة والنصوص على ما يشبه مواقع محدودة تخصهم، وأن يتحكموا فيمن بإمكانه مشاهدة هذا المحتوى بدءا من التعامل والتداول الخاص جدا لدرجة الفردية وحتى التداول العام المفتوح للجميع.
واللافت في هذا الصدد أن هذه الخدمات تقدم مجانا. كما أنها أصبحت تخلو من الرقابة إلى حد بعيد. وبدلا من المنتديات الإليكترونية المدارة، والمجموعات البريدية محدودة الفاعلية، والمواقع المجانية المتخمة بالإعلانات التي تفرضها المواقع الموفرة للخدمة، بدلا من هذا كله وجدنا المدونات ومواقع الفيديو ومواقع ألبومات الصور ومجموعات التواصل الآني تغزو الإنترنت.
وبرغم انخفاض تكلفة إنشاء المواقع، ونظرا لبعض القيود التي ترد على عملية إنشاء المواقع، وجدنا متصفحي الإنترنت يؤثرون اللجوء لهذه الخدمات المجانية لتوفير الوعي بما يهتمون به من قضايا عبر ما يقدمونه من منتجات الوسائط المتعددة تدعم قضاياهم التي تتراوح ما بين الجدية الفائقة وحتى المشاركة بغرض الترفيه. واللافت أن متصفحي الإنترنت العرب بخاصة لجأوا إلى هذه الخدمات لتوفير درجة من الوعي بقضاياهم السياسية التي تلقى من وسائل الإعلام بما فيها مواقع الإنترنت درجات متفاوتة من التعتيم.(5)
وتطورت الانترنت حتى حوت بداخلها كل الوسائل الاتصالية السابقة عليها ، وتحوي وباستمرار الوسائل التي تظهر يوما بعد يوما في إطار سعيها المتواصل إلي التطور وتحقيق آلية الدمج بين الوسائل الإعلامية في ظل الثورة التكنولوجية الواقعة ، فتحقق الدمج ما بين الانترنت و أنظمة البث الإذاعي و التليفزيوني وحتى الموبايل الذي شمل كل هذه الوسائل فأصبحنا في عصر الدمج بين الوسائل الأمر الذي يبين مدى تعقد وتشابك الظاهرة وتعدد جوانبها ومفرداتها، وتشكلت الآلية المسماه بالانفوميديا حيث التقارب في مجال البنية التحتية بين وسائل الاتصال ، فلم يعد الأمر إذا مجرد تطور الإنترنت من النص إلى المالتيميديا، ولا انتقال من مرحلة الإعلام أحادي الاتجاه إلى الإعلام التفاعلي ذي الاتجاهين وباستخدام أدوات الصوت والصورة، بل صرنا نتحدث عن سيولة اتصالية بكل ما تعنيه كلمة سيولة من معنى، ناهيكم عما يعنيه هذا من وفرة معلوماتية. و الخاصية الثانية لعصر الانفوميديا – كما يقول الباحث وسام فؤاد هي عدم انفصال وسائل الاتصال/الإعلام أو انقطاعها عن بعضها. فالحاسوب اليوم يتصل بمنتهى اليسر بالتليفزيون والراديو والهاتف النقال والإنترنت. والتليفزيون به إمكانات التواصل مع الإنترنت، ويمكن تلاقي الناس عبره مع بعضهم حتى لو كان بعضهم يستخدم الإنترنت، أو يستخدم الهاتف النقال للدردشة النصية. كما يمكن تزويده بخواص الشبكات اللاسلكية المحدودة المغلقة، وبضغطة زر من حاسوبك يمكنك الاتصال بأي حاسوب أو جهاز اتصال أو تليفزيون موجود على سطح الكوكب ضمن خدمة دولية مضمونة بضوابط جودة (6).
وكل ما سبق يوضح لنا التطور الذي لحق بالانترنت وبالعملية الاتصالية وعناصرها، والتطور الذي لحق بالانترنت على مستوى الممارسة الإعلامية بحيث برزت ظواهر إعلامية جديدة جسدت التطور الذي لحق بمجتمع الانترنت، وترجمت مدي نضج ونمو علاقة المستخدم بالانترنت :
ظاهرة المواطن الصحفي :Public or Participatory Journalism هو دور يؤديه المواطن الذي يلعب دورا فعالا في عملية جمع وتصنيف وتحليل وصياغة المعلومات والأخبار. ووفقا لتقرير We Media نصف السنوي الذي يصدره مركز الإعلام Media Center التابع للمعهد الأمريكي للصحافة The American Press Institute، فالمفهوم يعني تلك الكيفية التي يصوغ بها الجمهور مستقبل تداول الأخبار والمعلومات. وقد أعد كل من شين بومان وكريس ويليس دراسة ضمن تقرير النصف الأول من عام 2003 يرون فيها أن الغرض من هذه المشاركة الإعلامية توفير تلك المعلومات المستقلة والدقيقة التي تحتاجها الديمقراطية فيما يتعلق ببحث القضايا التي تحتاج توفر معلومات ذات صلة ويمكن الاعتماد عليها. وهذا المصطلح لا يجب الخلط بينه وبين مصطلح الصحافة المدنية، تلك التي يقوم بها الصحافيون المحترفون. صحافة المواطن هي جزء من محدد من مفهوم إعلام المواطن citizen media مثله في ذلك مثل مصطلح المحتوى الذي يبتكره المواطن.
وقد صنفت الباحثة الإعلامية جيه دي لاسيكا المحتوى الذي يقدمه المواطن الصحافي إلى 6 فئات تتمثل فيما يلي:
1/2 – مشاركة الجمهور المتلقي (مثل تلك التعليقات التي يكتبها المواطن استجابة للقصص الإخبارية، والمدونات الشخصية، وتلك الصور محدودة الكفاءة التي التقطها الأشخاص بكاميرات هواتفهم الجوالة، وتلك الأخبار المحلية التي يكتبها شخص مقيم ضمن مجتمع ما من المجتمعات).
2/2 – المواقع الإخبارية والمعلوماتية المستقلة (مثل تقارير المستهلكين أو تقارير السخرة في العمل Drudge Report).
3/2 – المواقع الإخبارية ذات المعالجة الناضجة (مثل موقع OhmyNews International).
4/2 – المواقع الإعلامية التي يشترك أصحابها في إنتاج محتواها أو تطوعوا لإنتاجه Collaborative and contributory media sites.
5/2 – الأنواع المختلفة من الإعلام الارتجالي أو المسمى Thin Media (المجموعات البريدية والنشرات الإخبارية).
6/2 – المواقع الإذاعية الشخصية.
هذا التحدي ذو طابع إعلامي وليس تقنيا. ويمكن اعتباره نوع من تنامي البنية الفوقية الإعلامية المترتب على تلك التطورات التي حدثت في مجال البنية التحتية المرتبطة بالإنترنت، مثل Web 2.0 وWeb 3.0.
الظاهرة الثانية هي :إعلام نمط الحياة: . ظهر نموذج عمل إعلام نمط الحياة lifestyle media نتيجة تنامي المحتوي الذي يطوره المستخدمون، وهو نمط إعلامي يقوم علي الذاتية المرتفع لمجتمعات استخدام الانترنت وتسمي الخبرة الإعلامية الشخصية ، وهذه الخبرة قائمة علي إعطاء المستخدم حق اكتشاف أو تقديم المحتوي الذي ينتمي إليه ، وتعطى للمستخدم حق اختيار كيفية توزيع المحتوي الإعلامي .وكما يشير تقرير نادي دبي للصحافة لعام 2006 إلى أن المستخدمين الإعلاميين النافذين الذين يتفاعلون مع الشبكات الاجتماعية على Web 2.0 يطلبون منتجات إعلامية تسمح لهم بزيادة القيمة المستفادة من المحتوى الإعلامي المتنوع ضمن وقت الفراغ المحدود المتاح لديه. فمرتادو الشبكات الاجتماعية المختلفة والمتعددة لهم اهتمامات مختلفة، وبعضهم يرى أن هذه الاهتمامات لا تجد لها التغطية الكافية التي تلبي كافة احتياجاتهم كافة الأنشطة التي يقومون بها وكافة المساحات الموضوعية التي يهتمون بها، وهو ما يدفعهم لتقديم محتوى يخصهم وحدهم، وربما يمكنهم نقله لغيرهم.
كما يتيح هذا النمط الإعلامي الجديد عددا من المزايا أهمها:المشاركة التبادلية بما يسمح بابتكار وتحويل وتطوير المحتوى وتبادله مجددا.الديناميكية ، بحيث يقدم في الوقت الفعلي استجابة لما يفضله المشاهد .الترابط ، حيث يجري استخدام محتوي فيديو قائم علي الاتصال البيني للاستحواذ علي المشاهدين .
الظاهرة الثالثة: مواقع الحياة الثانية second life واختصارها SL . وتم إنشاؤها بواسطة ليندن لاب في سان فرانسيسكو ، وتقوم فكرتها على تأسيس عالم افتراضي يبتكر المستخدمين خلاله شخصيات افتراضية تجسدهم تعرف ب "avatars والذي ساعد على تأسيس الحياة الثانية المستوى 3 للشبكات الذي صمم ليعالج تطبيقات النطاق الترددي المكثف ، وبالتالي توفير النمو السكاني لمقيمي الحياة الثانية مع إمكانية الوصول عبر وسائل أكثر موثوقية إلى هذا العالم ثلاثي الأبعاد الذي يتزايد أعداد مستخدميه باستمرار. و يسمي مستخدمي الحياة الثانية "residents" ،و في داخل هذا الواقع الافتراضي يقوم المستخدمين بتكوين علاقات صداقة ويتفاعلون مع بعضهم البعض، ويشكلون شبكة علاقات اجتماعيه واسعة مع غيرهم من المقيمين في الحياة الثانية ، كما يقوم المستخدمين بعمليات بيع وشراء ويمتلكون مقتنيات خاصة بهم ويمارسون العديد من الألعاب ، والى جانب ذلك يستطيع المقيمون ابتكار الشخصيات الخاصة بهم فيبتكرون أشكال افتراضية تجسدهم في هذا الواقع المتخيل و التي تعرف ب "avatars" " وتتفاعل هذه الأشخاص الافتراضية مع بعضها البعض حيث أن المقيمين هم مستخدمي الحياة الثانية ويظهرون على هيئة avatars مجسدون افتراضيون للأشخاص الطبيعيون ، والشكل الرئيسي لهؤلاء المشخصون هو شكل الإنسان ولكن هؤلاء المجسدون قد يتشكلون من أي جنس ، ويحملون الكثير من الصفات المميزة للبشر الطبيعيين . قد يرتدون ملابس أو يتم تجزئتهم لتجسيد أنواع عديدة من الجنس البشرى.
وهذا التطور النوعي الذي حدث للانترنت ساعد عليه تطور تقنيات الانترنت ، فيما سميا بويب 2.0، وويب 3.0.
ويب 2.0 يشير مصطلح Web 2.0 لجيل ثان متصور من المجتمعات المبنية على أساس الويب وخدمات الاستضافة المرتبطة بها، بالإضافة إلى مواقع التشبيك الاجتماعي ومواقع الويكي (أسلوب ويكي لقواعد بيانات إدارة المحتوى) وقواعد بيانات الفهرسة الإليكترونية Folksonomies. وتستهدف فلسفة Web 2.0 تسهيل عملية التواصل والتعاون والتشارك في المعلومات بين جمهور الإنترنت. وقد أصبح المصطلح شائعا بعد ذلك المؤتمر الذي نظمه مركز أوريلي ميديا O Reilly Media حول Web 2.0 في عام 2004. وبرغم أن المصطلح قد يوحي بأننا بصدد إصدارة جديدة من World Wide Web، إلا أن المصطلح لا يشير بحال لأي تحديث لجوانب Web 1.0 التقنية، ولكن إلى تغييرات في الكيفية التي يقوم بها مطورو البرامج ومستخدمو الإنترنت في التعامل مع الإنترنت ، فأولي المباديء التى تقوم عليها فلسفة ويب2.0 هى النظر إلي الانترنت باعتبارها منصة عمل the web as platform وليس كساحة للنشر ، فنجد أن كل التطبيقات الحاسوبية الآن تراعي أن يكون جزء منها تشاركي إن فلسفة Web 2.0 لا تقوم فقط على اعتبار أن الإنترنت هي منصة في الأساس وليس مستودع نشر، بل يجاور ذلك عدة مكونات أخرى لرؤية Web 2.0 أهمها أن البيانات هي التي تقود عملية التجديد وبناء قالب المنصة الجديدة؛ في الوقت الذي يملك فيها المستخدم البيانات ويتحكم بها، كما أن الابتكار والتجديد داخل كل حزمة نظم والمواقع العاملة بها ينجم عن نوع من التشارك المقصود بين مجموعة كبيرة من مطورين البرامج المنتشرين في أنحاء العالم مع اتسامهم بدرجة عالية من الاستقلالية في عملهم بدون تبعية مؤسسية . و من أكثر الرواد الذين برزوا في التعامل مع ويب2.0 كمنهاجdoubleclick akamai. ويرتبط بهذا النموذج من نماذج العمل وجود مفهوم مبسط للمشروعات الاقتصادية Business Models التي تمول هذه الحركة؛ وتقوم تلك المشروعات على أساس الاستفادة من المحتوى أو من الخدمات التي تحملها المواقع. كما أن هذه المواقع تعتمد على مجموعة من البرامج تزود بها زوار الموقع باعتبارها دوما النسخة المبدئية والتي تظل مبدئية مهما تطورت؛ وهو ما يعني أن مستخدمي هذه المواقع لن يجدوا حاجة لشراء أي برنامج ولا تكبد عناء البحث عن مفاتيح مزورة له. كما أن البرامج التي تستخدم في هذا الصدد تجد ربحها من خلال اتساع نطاق العلم بها خارج الدائرة الفردية (المنظمات الاقتصادية والطوعية والحكومية). وفي هذا الإطار يمكن أن نشير إلى خصائص البث على الإنترنت في إطار Web 2.0 بدءا من تلك الروح الأساسية في حقبة Web 2.0 المتمثلة في التشبيك Networking الذي تعتبره غايتها الأساسية، حيث إن الأساس في هذه الحقبة ربط التطبيقات المختلفة بالشبكة والسماح للمستخدم باستعمالها لأغراض التواصل العميق وليس فقط الاتصال؛ وهي من أهم خواص هذه الحقبة. ومن ناحية ثانية، فإن المحتوى – أيا كان يعد ملك لمن بثه أونلاين، ويمكن له التعديل في خصائص عرضه كيفما شاء. ومن جهة ثالثة، ثمة خاصية الديمقراطية التي تتيح لمتلقي أي محتوى بالتعاطي معه إيجابيا وليس فقط تلقيه، عن طريق التعقيب عليه أو نقده من خلال استخدام نص أو بأي من الوسائط المتعددة، أو حتى برابط. ومن زاوية رابعة نجد أن ثمة ارتفاع في درجة اليسر والسهولة في التعامل مع واجهات البرامج التي تدير علاقة المستخدم بالإنترنت، تلك البرامج المعتمدة على تقنيات تبسيطية مثل Ajax وما شابهها. ويحاول البعض إضافة التطورات التقنية في مجال الجرافيك، وهذا محتمل كعنصر مكمل، لكنه ليس عنصرا حاسما في بناء فلسفة Web 2.0.
ويب 3.0 :
ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 2006 في مقال منشور بأحد مدونات الخبراء الناشطين في مساحة الإنترنت: جيفري زيلدمان في معرض تقديم رؤية نقدية النقاشات المثارة حول Web 2.0 والتقنيات المرتبطة بها مثل تقنية أجاكس المشار إليها سلفا.
وفي المنتدى الرقمي بالعاصمة الكورية سيول، والذي عقد في مايو 2007، طلب الحضور من المدير التنفيذي المسؤول بشركة جوجل: إيريك شميدت أن يوضح الفوارق بين Web 2.0 وWeb 3.0، وكانت إجابته فيما يتعلق بالمسمى Web 3.0 أنها طريقة جديدة لبناء تطبيقات الحاسوب، وأنه يرى أن Web 3.0 إن هي إلا مجموعة من التطبيقات المجمعة في إطار واحد، حاملة مجموعة من الخصائص المتمثلة في الصغر النسبي لحجم هذه التطبيقات، والقادرة على أن تنتصب وتشتغل في أي بيئة إليكترونية: كالحاسوب أو الهاتف الجوال أو المساعدات الشخصية الرقمية PDA، وتكون في الوقت نفسه سريعة جدا وقابلة للتكييف وفق رغبة مشغلها، معتمدة في توزيعها وتسويقها كمنتج على زيادة الوعي بها والانتشار من خلال ترابط الشبكات المختلفة الموجودة على الإنترنت؛ مما ينفي الحاجة لتخزينها وشرائها، وهذا نموذج جديد لتداول برامج الحاسوب Different Application Model. وفوق هذا كله نجد هذه البرامج تستوعب طوفان البيانات الذي يجري صبه فيها.
ويرى طائفة مهمة من الخبراء أن Web 3.0 هي جيل جديد بمفهوم نوعية المحتوى وليس بمفهوم نوعية التقنية. وفي هذا الإطار يذهب أليكس إيسكولد إلى أن الشبكة العنكبوتية تضم اليوم قدرا من المعلومات والبيانات تجاوز في حجمه إمكانية القياس بالميجابايت أو الجيجابايت ليقدر بمقياس التيرابايت، وهو ما جعل المعلومات النفيسة تختبئ بتشفيرها ولغاتها المتباينة عن حواسيب مستخدمي الشبكة. ويرى أن Web 3.0 كاتجاه من اتجاهات الويب الذكية Semantic Web قادرة على تغيير هذه الحقيقة، حيث إن المواقع الكبرى لن تكون إلا تلك المواقع التي تقدم خدمات الويب، وستكون قادرة على استخلاص المعلومات الثمينة المختبئة داخل الشبكة العنكبوتية ونشرها على العالم. ويرى أليكس أن التحول في أداء المواقع وطبيعة محتواها سيكون في أحد اتجاهين. حيث يرى أن بعض المواقع سيسير في الاتجاه الذي يمثله مواقع مثل موقع أمازون Amazon أو موقع ديليشس Del.icio.us أو موقع فليكر Flickr حيث تمنح زوارها خدمات مختلفة وفق تقنية REST API (تقنية تستخدم لغة Xml للتعامل مع قواعد البيانات ونظام الشراء الإليكتروني). وبعض المواقع الأخرى سوف تحاول الحفاظ على ملكية معلوماتها؛ لكنها ستجعلها قابلة للتعامل معها عن طريق تقنية Mashups (وهي تقنية تقوم على لغة تستمد المعلومات من أكثر من قاعدة بيانات لكنها تعمل على جمعها ضمن أداة عرض واحدة)؛ ومثالها مواقع مثل موقع دابر Dapper التسوقي، أو موقع تاكيلو Taqelo الذي يمكن اعتباره منظم عمل متطور قائم على التشبيك الموجه، أو بعض الصفحات الفرعية الخاصة داخل موقع ياهو ومنها ياهو بايبز Yahoo Pipes وهو موقع لتجميع الإفادات من الإنترنت بواسطة إعدادات يقوم بها المشترك في موقع ياهو. هذان الطريقان سوف يجعلان من المعلومات المتناثرة على الإنترنت صورة أخرى من المعلومات المعروضة بصورة منهجية متماسكة؛ ممهدة الطريق نحو منظومة حوسبة أكثر ذكاء.
أما عن التطور الكمي الذي لحق بالانترنت فيتمثل في تضاعف أعداد مستخدمي الانترنت ففي التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري تضمن دراسة حول " تأثير الانترنت على الشباب في مصر والعالم العربي " في الفترة من 2000الى 2005 أشارالتقريرالي أنه في منتصف عام 2005 بلغ إجمالي عدد مستخدمي الانترنت على مستوى العالم ما يقرب من 950 مليون مستخدم بمعدل نمو بلغ 160% مقارنة بعام 2000 ، و بلغ معدل استخدام الدول العربية من هذه النسبة ما قيمته 1.4% في عام 2005.
مما يدل على حجم التطور الحادث في أعداد مستخدمي الانترنت حيث ارتفع إجمالي أعداد المستخدمين للانترنت داخل الدول العربية من 2.5 مليون مستخدم عام 2000 إلى 13.5 مليون مستخدم منتصف 2005 بزيادة خمسة أضعاف خلال فترة خمس سنوات بمعدل زيادة 32% كل عام خلال فترة الخمس سنوات، واحتلت مصر المركز الأول بين الدول العربية من حيث عدد المستخدمين بإجمالي بلغ 4.4 مليون مستخدم في يوليو 2005 بزيادة سبعة أضعاف عن عدد المستخدمين في عام 1999 /2000 والذي بلغ 650 ألف مستخدم فقط ، وجاءت السعودية في المركز الثاني بين الدول العربية حيث ارتفع عدد مستخدمي الانترنت بها حوالي 12 مرة خلال الخمس سنوات الماضية فبلغ 2.5 مليون مستخدم في منتصف عام 2005 مقارنة بحوالي 200 ألف مستخدم في عام 2000 وجاءت في المراكز التالية كلا من الإمارات والمغرب اللتان بلغ عدد مستخدمي الانترنت في كل منهما حوالي مليون مستخدم في عام 2005 مقارنة ب 735 مستخدم في الإمارات عام 2000 ونحو 100 ألف مستخدم في المغرب – وتستحوذ مصر والسعودية على حوالي 50% من إجمالي عدد مستخدمي الانترنت في الدول العربية البالغ عددها 22 دولة في عام 2005 بينما تتوزع 40% من أعداد المستخدمين في العالم العربي في 8 دول وتستحوذ باقي الدول العربية على 10% من أعداد مستخدمي الانترنت في الدول العربية حيث تقل بها أعداد مستخدمي الانترنت عن 300 ألف مستخدم .
ونشر الموقع الالكترونى لجريدة الشرق الأوسط في 2007 تقريرا تضمن إحصائية حول استخدام الانترنت في العالم العربي خلال 7 أعوام من 2000 إلى 2007 قدر فيه عدد مستخدمي الإنترنت المتكلمين باللغة العربية الى حوالي 28 مليونا ونصف المليون، أي حوالي 2.5% من تعداد المستخدمين في العالم، وهي المرتبة العاشرة في العالم، بعد اللغة الإنجليزيّة 28.9% والصينيّة 14.7% والإسبانيّة 8.9% واليابانيّة 7.6% والألمانيّة 5.2% والفرنسيّة 5% والبرتغاليّة 3.6% والكوريّة 3% والإيطاليّة 2.7%. وحقق مستخدمو الإنترنت الذين يتكلمون اللغة العربية أكبر وتيرة نموّ في العالم كله في الفترة 2000 ـ 2007، حيث بلغت نسبتها 931.8%.
و بالنسبة لعدد المستخدمين في كلّ دولة عربية (مارس 2007) فإنّ الأعداد هي: مصر 5.5 مليون، المغرب 4.6 مليون، السودان 2.8 مليون، المملكة العربية السعودية 2.54 مليون، الجزائر 1.92 مليون ، الإمارات العربية المتحدة 1.397.200، سوريا 1.1 مليون، تونس 953 ألفا، الكويت 700 ألف، الأردن 629.500 ألف، لبنان 600 ألف، اليمن 330 ألفا، عّمان 285 ألفا، فلسطين 243 ألفا، قطر 219 ألفا، ليبيا 205 آلاف، البحرين 155 ألفا، الصومال 90 ألفا، العراق 36 ألفا. موريتانيا 20 ألفا، جيبوتي 10 آلاف.
كما أكد تقرير التنمية البشرية العربية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة البيانات السابقة لمعدلات الاستخدام خلال عام 2007 وأكد على تزايد استخدام الإنترنت في الوطن العربي عدة أضعاف، وفي بعض الدول العربية عشرات الأضعاف بين عامي 2000 و2007 كما تدل إحصائيات الاتحاد الدولي للاتصالات.
وبين أنه على الرغم من أن نسبة مستخدمي النت العرب من مجموع مستخدمي النت في العالم ما تزال أكثر قليلاً من 2 بالمئة، إلا ان معدلات نمو استخدام الإنترنت في معظم الدول العربية بين العامين 2000-2007 يزيد بكثير عن المعدل العالمي وهو 225% بينما يصل إلى عدة أضعاف ذلك في الكثير من الدول ، وينمو بشكل انفجاري يتراوح بين الألف بالمئة وعدة آلاف بالمئة، كما في السودان حيث انفجر عدد مستخدمي النت بين عامي 2000 و2007 من ثلاثين ألفاً إلى أقل من ثلاثة ملايين مستخدم، وكما في سوريا حيث ازداد عدد مستخدمي النت من ثلاثين ألفاً عام 2000 إلى أكثر من مليون في منتصف عام 2007، وكما في المغرب التي ازداد فيها عدد مستخدمي النت من مئة ألف إلى أكثر من أربعة ملايين ونصف، وكما في مصر التي ازداد فيها عدد مستخدمي النت أكثر من عشرة أضعاف خلال نفس الفترة، وكما في السعودية التي ازداد فيها عدد مستخدمي النت خلال نفس المدة اثني عشر ضعفاً.
وحول اتجاهات استخدام الإنترنت في العالم العربي نجد الدراسات و الأبحاث قليلة في هذا الشأن ، ولعل أهم النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات هي :
- ارتفاع نسبة شيوع استخدام الانترنت بين الذكور عنها بين الإناث ، بمعنى أن الذكور أكثر ثقة في قدرتهم علي استخدام برامج الكمبيوتر و التعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة بالإضافة إلي ذلك يتميزون بدرجة أكبر من فرص الاستقلالية عنها لدي الإناث، ما يعكس زيادة فرص الذكور في استخدام الانترنت سواء من داخل المنزل أو الجامعة أو خارجهما.
- تبين أن الغالبية العظمي من الجنسين تستخدم الانترنت بشكل غير منتظم ، أي أنه ليس هناك وقت معين لاستخدام مما يعنى أن السلوك غير مخطط ولم يخضع لظروف الطالب النفسية و الاجتماعية و الدراسية ، وغالباً ما يكون لشغل وقت الفراغ أو لانجاز الواجبات الدراسية ،مما يدل علي أن سلوك استخدام الانترنت لم يصل إلي حد الاعتياد أو العادة .
- وفي دراسة أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري تحت عنوان " تأثير الانترنت على الشباب في مصر والعالم العربي " امتدت الفترة البحثية من عام 2000الى 2005 لاحظ التقرير استحواذ مجالات المال والاقتصاد والكمبيوتر والانترنت على ما يزيد عن 50% من المواقع المصرية على شبكة الانترنت تليها مواقع الهيئات الحكومية بنسبة 13% ثم المجالات الثقافية والتعليمية بنسبة 12% في حين تشكل النسبة الباقية من المواقع عدة مجالات مثل السياحة والإعلام والترفية والرياضة.
مشكلة الدراسة :
تتبلور مشكلة الدراسة فى السعي نحو استشراف مستقبل الانترنت واتجاهات التطور المستقبلية ، و العوامل المؤثرة علي هذا التطور .
أهمية الدراسة :
تأتي أهمية الدراسة من:
التطور السريع الذى يلحق بالانترنت مستفيدا فى ذلك من تطور تكنولوجيا الاتصال و المعلومات.
فى ظل تطور وسائل الاعلام و الاتصالات باتت المنافسة حادة بين وسائل الاعلام ، وطرح ذلك تساؤلات أهمها من سيربح المعركة وأي الوسائل ستتقدم و أيها يتراجع و أيها يظل كما هو .
تساؤلات الدراسة :
ما هى مراحل تطور الانترنت ؟
ما واقع الانترنت الآن ؟
كيف اختلف الانترنت من مرحلة لأخري ؟
كيف يمكن أن تكون الاتجاهات المستقبلية للانترنت ؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الى محاولة رصد ووصف و تفسير و تحليل الوضع الراهن للانترنت ، ومحاولة استشراف الاتجاهات المستقبلية للانترنت فى ظل الثورة المعلوماتية و الاتصالية المتدفقة.
ويتفرع عن هذا الهدف عدة أهداف فرعية :
التعرف عي تأثير الثورة الاتصالية و المعلوماتية علي مستقبل الانترنت.
الكشف عن مدى تأثير الظروف و المتغيرات المختلفة في رسم المسارات المحتملة للانترنت مستقبلا.
وضع سيناريوهات مستقبلية ترسم الملامح العامة لمستقبل الانترنت.
الإطار المنهجي :
نوع الدراسة : تنتمي هذه الدراسة الي نوع الدراسات المستقبلية التي تحاول الكشف عن مستقبل الانترنت ومساره وتحديد معالمه.وبحكم أنها من الدراسات المستقبلية فلابد أن نتعرض لدراسة الماضي و الحاضر لأن المستقبل لا يقوم الا عليهما لذلك تعد هذه الدراسة من الدراسات التطورية التي تدرس التطورات التى تحدث في الظاهرة نتيجة مرور الزمن.
نمط الدراسة :
تعتمد الدراسة علي النمط الاستطلاعي الذى يستخدم لاستكشاف الآثار المستقبلية المحتملة لتطور الظاهرة . وتم اختياره لكونه أكثر موضوعيه فى محاولة لتجاوز التحيز.
الأدوات و الأساليب:
أسلوب كتابة السيناريوهات: ويوظف ذلك الأسلوب فى البحوث الالمستقبلية لصياغة أنماط و اتجاهات الانترنت فى المستقبل من خلال سيناريوهات يتم طرحها فى ضوء رصد ماضى وحاضر الظاهرة البحثية .
منهج الدراسة :
منهج المسح:تم استخدام منهج المسح الاعلامي لجمع المعلومات عن ماضى الانترنت وحاضره وكذلك رصد أشكال التفاعل بين الظاهرة و المتغيرات الخاصة بالدراسة وجمع كافة المعلومات الممكنة فى ضوء تصورات الخبراء و التخصصين حول مستقبل الظاهرة.
المنهج المقارن: وذلك لعقد مقارنة بين أكثر من جانب من جوانب الظاهرة موضع الدراسة : المقارنة بين أوضاع لانترنت فى الماضى و الحاضر .
المقارنة بين المسارات المختلفة المحتملة لمستقبل الانترنت.
السيناريوهات المقترحة حول مستقبل الانترنت :
السيناريو الأول : " تطور صناعة المحتوي نتيجة التقارب و التكامل التقني بين الوسائل الاتصالية "
في ظل الثورة التكنولوجية وثورة الاتصالات و المعلومات ، وازدهار عصر الانفوميديا "عصر الدمج بين الوسائل ، فإن ذلك سيكون بادرة لتحقيق التكامل و التقارب التقني بين الوسائل والذي لا شك سيكون له انعكاسه الايجابي علي المحتوى المقدم عبر الشبكة . ويمكننا فهم ذلك بالتعرف على التطور الذي لحق بالمحتوى . فالبداية أن العملية الاتصالية عبر الانترنت نجدها قد اختلفت عن ذي قبل و السبب في ذلك التطور التقني الذي لحق بالانترنت من خلال تقنيتي web1.0 ، web2.0 ، وهذا التطور التقني نجده قد غير مسار عملية الاتصال و التفاعل بين المرسل و المستخدم فبعد أن كانت عملية الاتصال one to many أصبحت many to many . فأصبح المستخدم بإمكانه المشاركة في صنع المحتوي في ظل تحول الانترنت من ساحة للنشر إلي منصة عمل ، جسد هذا التحول الظاهر الإعلامية التي تتنامي كل يوم رافعة شعار الكل ينتج محتوى ومن هذه الظواهر الإعلامية التي أفرزها تطور الانترنت : المواطن الصحفي ، إعلام نمط الحياة وسبق الحديث عنهما بالتفصيل فيما تقدم .
المهم أن هذا التطور التقني الذي عزز التطور في مستوى الممارسة الإعلامية عبر الانترنت، سيجعل المؤسسات والكيانات الصغيرة و الكبيرة ليس أمامها إلا أن تتقارب و تتكامل وباستمرار مع بعضها البعض لتجويد المحتوى المقدم عبر الشبكة بدلا من الانفصال و الصراعات التي ستنشئ بين صناع المحتوى الأصلي وكذا تمشياً مع مسيرة آلية الدمج بين الوسائل الاتصالية و المعلوماتية في عصر السماوات المفتوحة، وعليه فإن ذلك سيتحقق معه في المستقبل القريب:
التكامل و التقارب بين المستخدمين و الشبكات الصغيرة و الكيانات الكبيرة العاملة في مجال الإعلام ، وبالتالي تطور صناعة المحتوى وتغير أساليب إعداد ذلك المحتوى والحفاظ علي البيانات الخاصة بالمستخدمين .
الظواهر الإعلامية الجديدة كظاهرة المدونون و التي بدأت تلقى استحساناً في المجتمعات العربية ستساعد علي تجويد المحتوى العربي علي الشبكة خاصة و أن أزمة المحتوى العربي علي الشبكة مرتبطة عضوياً بأزمة إنتاج ونشر المعرفة في العالم العربي. والتي وصفها وشخصها بدقة تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 ومفادها أن المؤسسات المعنية بإنتاج ونشر المعرفة والمعلومات لا زالت مقصرة بشكل كبير في أداء واجباتها.
في إطار ذلك فإن المحتوى الخاص بالمؤسسات العامة كالحكومات و المراكز البحثية و الجامعات والمراكز البحثية وشبكات الإنتاج المعرفي والمنظمات غير الحكومية التي تعتمد على المواد الدعائية الترويجية ستجوُد المحتوى الخاص بها في ظل التطور المتنامي الذي يلحق بالمحتوى .
السيناريو الثاني: منافسة ضارية بين الوسائل الاتصالية تنتهي لصالح الانترنت.
في الوقت الذي يتنامي فيه دور المستخدم الذي تحول لصانع محتوى و ليس مجرد متلقي سلبي ، ومع نمو آلية الدمج بين الوسائل الاتصالية تتنافس الوسائل فيما بينها لاستقطاب الجمهور و لكن يظل الانترنت متفرداً وحده في هذا الصدد لشموله مزايا وخصائص الوسائل الأخرى وسعيه المستمر لاحتواء كل الوسائل المستحدثة بداخله ، فضلاً عن مميزاته الخاصة كوسيلة اتصالية بالدرجة الأولي يمكن توظيفها في أي مجال عكس الوسائل الأخرى. وستجد تلك المنافسة صداها في :
ستلجأ كل الوسائل الإعلامية إلي تجويد أداؤها ، واستحداث أدواتها باستمرار لاستقطاب الجمهور الذي انغمس في الانترنت الامتناهى المزايا،خاصة مع منافسة الانترنت لأصحاب المحطات التليفزيونية و الكابل نتيجة لازدهار صناعة البث التليفزيوني عبر الانترنت و تراجع عوائد الاستثمارات.
سيصبح الانترنت نمط حياة يمكنه أن يستخدم لأداء المهام التي يقوم بها الإنسان، فضلاً عن الاعتماد عليه بشكل أساسي كوسيلة تعليمية بالدرجة الأولي فلا حاجة للذهاب إلي بلد ما للدراسة و الحصول على درجة علمية يكفى الدخول على الانترنت و التحصيل الدراسي من خلاله.
السيناريو الثالث: ازدهار الانترنت في الوطن العربي وتقلص دور الرقيب.
حيث أنه مع تنامي أعداد المستخدمين العرب للانترنت – كما سبق و أشرنا – وتطور تقنيات الانترنت ، ومشاركة الجمهور في صناعة المحتوى إلي جانب امتلاك القطاع الإعلامي العربي للعامل الاقتصادي و الديموغرافي و اللذان يعدان عاملين مميزين لنمو عائدات السوق الإعلامي – كما أشار تقرير نادي دبي للصحافة –خاصة مع كون شريحة الشباب تمثل النسبة الأكبر في إجمالي السكان مما يشكل عاملاً إيجابياً في تقبل التقنيات الجديدة و استقبال المواد الإعلامية عبر شبكة الانترنت ، ومع هذا الازدهار ستتقلص هيمنة الولايات المتحدة علي شبكة الانترنت.و ذلك إلي جانب تقلص إمكانيات المنع و الحجب للمواقع مع انفراج في مسألة الانفلات الرقابي حيث أن الجيل الجديد من المدونات علي سبيل المثال يستوعب تقنية تصدير و استيراد المحتوى ، بما يعنى أن منع موقع ما من مواقع المدونات سيعنى إمكان انتقال هذه المدونة بنفس محتواها القديم إلي موقع آخر بضغطة زر.
السيناريو الرابع :تطور علي مستوي الممارسة الإعلامية تجلو في وضوح قيم الشفافية و المصداقية .
فكما يرى الباحث وسام أن الاتجاه لتحويل الانترنت لنمط قواعد بيانات تستند لسيرفرات ضخمة و رخيصة التكلفة غلي جانب تطور الآليات الاقتصادية لاستثمار مثل هذا الوضع قد جعل هناك إمكانية لأي فرد أو جماعة بشرية أن يقوموا بنقل الأخبار و المعلومات التي يراد لها التعتيم ، ويوثقونها بأدلة صوتية وفيديوية . ولكن من ناحية أخري فمن الممكن أن تنشأ صراعات بين المستخدمين حول الملكية الفكرية يسعون للحصول على الاسم التجاري واكتساب المكانة و الشهرة.
السيناريو الخامس: فهرسة الكترونية وعملية بحث فضلي
- نتيجة لمشاركة الجمهور في إنتاج المحتوي ، فإنه وكما يري أليكس ايسكولد فإن مقدار المعلومات المخزنة على الانترنت ستقدر بالتيرابايت و ليس بالجيجابايت ومع هذا التدفق الإعلامي وهذه السيولة المعلوماتية سيحدث تقدم نوعي في مجال الفهرسة الالكترونية المسماة folksonomy ، إلي جانب أن محركات البحث الموجودة مثل yahooو Google ستستحدث أدوات جديدة تنظم وتسرع عملية البحث خلال هذا السيل المعلوماتي وفى ظل هذا السيل المعلوماتي من جهة وتنامي أعداد المستخدمين ستظهر محركات بحث جديدة تعين المستخدمين على عملية بحث فضلي.
السيناريو الخامس:
سيندمج التليفزيون مع الانترنت وكذا الراديو في وسيلة واحدة وهذا واقع الآن بشكل جزئي و لكن في المستقبل سنجد أن أجهزة الكمبيوتر سيتم تصنيعها بطريقة تتيح دمج هذه الوسائل معاً بشكل ييسر على المستخدم استعمالها وسيتبع ذلك تغيير في شكل وحجم الانترنت فستظهر أجهزة كمبيوتر بأحجام مختلفة حتى حجم اليد ، بحيث يصبح الانترنت وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في أي مجال من المجالات .
السيناريو السادس :
ستظهر تطبيقات جديدة تعين على توظيف الانترنت في مجالات شتى من الحياة فمثلاً تظهر تطبيقات لتوظيف الانترنت في مجال العمل فتظهر برامج تنظم العلاقة بين الموظفين ورؤسائهم ، بحيث تنشأ كيانات مؤسسية تدير عملها بالكامل من خلال الانترنت.
ومن ناحية أخري ، ستشهد عملية الإعلان الالكتروني تطوراً ملحوظاً وستتحول الوكالات الإعلانية بالكامل إلي إدارة العمل و الإعلان و التصاميم الخاصة من خ
المصادر:
1-الباحث وسام فؤاد " ما بعد التفاعلية واتجاهات تطوير العمل الإعلامي" وحدة البحوث و التطوير بشبكة إسلام أون لاين.
2-"الاتجاهات العشرة الأولى في تطوير تطبيقات البث الحي "
Top Ten Trends in Streaming Media Application Development
http://www.ibm.com/developerworks/rational/library/4667.html
3- الجـورنـالجـى (موقع كل الجرنالجية في مصر) - نقلاً عن: جمال غيطاس في المؤتمر الرابع للصحفيين، Sep 23, 2005
http://www.khayma.com/librarians/archive/lis/199.htm
-4 الباحث وسام فؤاد – هبه ذكريا " مابعد التفاعلية قراءات في اتجاهات زوار الانترنت" وحدة البحوث و التطوير بشبكة إسلام أونلاين.
5- مرجع سابق.
6- مرجع سابق.