يندرج تحت مظلة "إنترنت الأشياء" العديد من التقنيات التي بات استخدامها أمراً اعتيادياً في حياة الإنسان اليومية، على غرار الأجهزة الذكية والأجهزة القابلة للارتداء، وغير ذلك من التجهيزات والأنظمة المنزلية الذكية المتصلة بالإنترنت التي تشهد ازديادا كل يوم.
وفي هذا الصدد، توقعت شركة أبحاث السوق "غارتنر" أن يصل عدد أجهزة "إنترنت الأشياء" الموجودة في الخدمة إلى 26 مليار وحدة بحلول عام 2020، دون أن يشمل هذا الرقم الحواسيب الشخصية واللوحية والهواتف الذكية، حيث تشهد صناعة "إنترنت الأشياء" اتجاهاً نحو ربط كافة الأشياء المحيطة بالإنسان بشبكة الإنترنت.
"مصطلح "إنترنت الأشياء" لا يعبر عن منتجات تقنية، بل عن مزايا يمكن دمجها في معظم المنتجات المحيطة بالإنسان، "ولا يعبر مصطلح "إنترنت الأشياء" عن منتجات تقنية، بل عن مزايا يمكن دمجها في معظم المنتجات المحيطة بالإنسان ما لم يوجد سبب يمنع ذلك، وفقا لرئيس هيئة الإلكترونيات الاستهلاكية غاري شابيرو، وهي هيئة غير ربحية تهتم بتنظيم معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في مدينة لاس فيغاس الأميركية في يناير/كانون الثاني من كل عام.
وعلى الرغم من إيمان الكثيرين بتقنية "إنترنت الأشياء" كوسيلة توفر اتصالا مستمرا بشبكة الإنترنت، يرى شابيرو وجود عوائق عدة من شأنها أن تقف في وجه انتشار هذه التقنيات وتبني المستخدمين لها، في مقدمتها مخاوف من تسببها في انتهاك خصوصية الإنسان.
وبحسب شابيرو، فإن هذه التقنية يمكن أن تكون سلاحا ذا حدين، حيث باتت الأجهزة المتصلة بالإنترنت ضرورة أساسية في حياة الإنسان، لكنها تجلب معها -في المقابل- ثغرات يمكن استغلالها للوصول إلى بيانات المستخدم وحياته الخاصة.
ومنبع الخوف أن الأجهزة المتصلة بالإنترنت تعمل في بعض الأحيان على تتبع ومراقبة سلوك المستهلك بغرض تحسين تجربته، وفي سبيل ذلك قد تسجل تفاصيل العديد من الجوانب المتعلقة بحياته، وهو أمر من شأنه أن يثير مخاوف المستخدمين لأن هذه التقنيات عرضة للاختراق، شأنها شأن أي شيء متصل بشبكة الإنترنت.
انشار كبير
وسيزداد الاعتماد على أجهزة "إنترنت الأشياء" لتصل في النهاية إلى معظم المستهلكين، وفقاً لشابيرو، حيث توفر هذه الأنظمة إغراء يدفع المستخدمين إلى اقتنائها لما توفره من تحكم في كافة جوانب حياتهم، في حين سترفض أقلية استخدام هذه التقنية خشية أن يتم استغلالها للولوج إلى حياتهم الخاصة.
وتستفيد أجهزة "إنترنت الأشياء" من التقنيات اللاسلكية مثل "البلوتوث" و"واي فاي" لتأمين اتصالها مع باقي التجهيزات وشبكة الإنترنت. ومع تضاعف أعداد هذه الأجهزة، تخطط بعض الجهات التنظيمية والشركات التقنية لتوفير اتصال لاسلكي خاص بهذه التقنية.
ومن الضروري وجود قوانين منظمة لضبط وتحديد ملكية الكميات الهائلة من البيانات التي تلتقطها الأجهزة المتصلة بالإنترنت، والتي قد تتعلق بنشاط المستخدم وصحته أو بنمط حياته داخل المنزل، حيث يتوقع شابيرو أن يثير هذا الأمر جدلا كبيرا في الأوساط التقنية قبل تحديد الجهة الأحق بامتلاك هذه البيانات وإدارتها.
وفي حين يرى البعض أن هذه الجهة يجب أن تكون الشركات المطورة للأجهزة المتصلة بالإنترنت، يرى آخرون ضرورة أن تكون هذه البيانات في أيدي جهات حكومية أو منظمات غير ربحية.
ولإيضاح مدى جدلية هذا الأمر، طرح شابيرو مثالا عن إحدى الشركات التابعة لشركة صناعة السيارات "جنرال موتورز" والمسماة "أون ستار"، حيث تهتم هذه الشركة بجلب بيانات عن السيارات المتصلة بالإنترنت المشتركة بخدماتها تسمح بتوفير تشخيص للأعطال وتزويد السائق بمعلومات تهمه، ومن ثم الاستفادة من البيانات الملتقطة لتحسين صناعة السيارات، في حين يرى البعض أنه يجب على جهات حكومية أن تصل إلى هذه البيانات لتستفيد منها بغرض توفير درجات أمان أعلى على الطرقات.