ما العلاقة بين الجائحة وموت الموت وفلسفة الأنوار؟ - ترجمة: أحمد رباص

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

في خضم الأزمة الصحية، عاد الموت، متفشيا في كل مكان، ليقض مضجعنا. في هذا المقال، يعود ماريو يونو ماروزان إلى علاقتنا به ويساعدنا على فهم اختفائه التدريجي في المجتمع الحديث الذي أعلنته حركة التنوير.

ماذا يمكن أن يقول لنا الفيلسوف في خضم أزمة وبائية؟ مما لا شك فيه أنه ليس لديه هنا ما يقوله إذا اعتبر المرء أن المناقشات حول هذا الموضوع مخصصة حصريا للعلماء الذين يسعون إلى تقديم إجابات على جميع أسئلة الإنسان - بينما عند الفيلسوف، يبدو أن هناك تعددا في الأسئلة ونقصا في عدد الإجابات. في المقابل، إذا نظرنا إلى هذه الأزمة بطريقة أكثر شمولية، فيبدو لي أن قولا فلسفيا معينا - بالأحرى غير نظري وتأويلي أكثر منه إبداعي - يمكنه إلقاء ضوء ساطع على هذه الأزمة التي نكون فيها أمام تعقد كبير للإنسان الحي.

في ظل هذه الظروف، يلفت كلينت ويتشالز وليونيل كافيتشيولي انتباهنا في مقالهما المنشور يوم 10 مارس 2020 إلى حقيقة أن "كتابا مختلفين سعوا لإعادة وضع الوباء [الآن جائحة] في سياق أوبئة أخرى"، ولكن وكذلك للنظر إليه من زاوية "التأثير المتنامي لـكوفيد-19 (الاسم الرسمي للمرض) على الاقتصاد العالمي، على ما يكشفه عن هشاشة السلاسل اللوجستية، على الطريقة التي يجعل بها العلم أكثر انفتاحا (وعلى المخاطر المصاحبة والممكنة)، وكذلك على التقدم في تطوير اللقاح." يمكننا أيضا أن نذكر فكرة جورجيو أغامبين الذي أدرج الوباء في السياق السياسي الراهن. بالنسبة لهذا المفكر الإيطالي، "يبدو أنه بعد أن استنفد الإرهاب كقضية التدابير الاستثنائية، يمكن لاختراع وباء أن يقدم له الذريعة المثالية لتوسيع نطاق مثل هذه التدابير على نحو يتعدى كل الحدود."

غير أنه من الضروري أن نلاحظ أن هناك جانبا واحدا يتم إهماله بشكل متناقض في كل الخطابات بينما هو يشكل مع ذلك قلب الأزمة: يتعلق الأمر هنا بالتفكير في تجربة الموت التي تحتل في تاريخ البشرية موقعا مركزيا للغاية منذ فجر التاريخ. لقد عاد ليرعبنا. كل شيء يجري وكأن همسات الموت لم تتناه إلى آذاننا، ولا نسمعها الآن سوى لأنه يبدو أن الجائحة تضع الموت قبالة وجهنا.
على أي حال، يبدو أن الأمر الأكثر وضوحا - بصرف النظر عن كل الاعتبارات النظرية للخبراء، أثناء الممارسة، من يوم لآخر - هو أننا منذ بدايات عام 2020 "بدأنا نسمع الحديث عن عدد مزعج من حالات الالتهاب الرئوي في ووهان، بالصين، بسبب "فيروس كرونا" غامض ومستجد. في ذلك الوقت، بدأ ينتشر في الصين، وثبت أن عددا قليلا من الناس لديهم نتائج إيجابية في تايلاند، في كوريا الجنوبية واليابان "، كما يذكرنا كاتبا المقال الذي تناولا فيه التغطية الإعلامية الدولية المنجزة من طرف موقع Theconversation عن الجائحة.

في هذا الصدد، تمتد جذور التأويل الذي سأقدمه إلى حركة أعمق وأقدم بكثير من الحداثة الغربية، وهي مسيرة محددة أعلنت موت الموت. لقد كانت في وعينا حدثا أكثر أهمية من مجرد تحول بسيط لصورة الموت كما وصلت إلينا عبر الذاكرة البشرية الممتدة على آلاف السنين، سواء من خلال التأويل الذي قدمته لها الأديان، أو من خلال أشكال تنظيم الحياة البشرية. هذا الحدث، المتميز في عصرنا، أكثر راديكالية بكثير: يتعلق الأمر بمحو صورة الموت في المجتمع الحديث. هذا ما يقتضيه وعينا بوضوح. يمكن تحديده كتجديد لحركة الأنوار. لكن هذه الأنوار الجديدة، هذه المرة، تمس جميع طبقات السكان وتجعل من التحكم التكنولوجي في الواقع، الذي تم الحصول عليه بفضل الأداء الباهر للعلوم الطبيعية ونظام المعلوميات الحديث، أساس كل شيء. أدت حركة التنوير الجديدة هاته إلى تبديد الأوهام المحيطة بالموت.

بيد أننا نلاحظ أنه في وهج الأنوار التي أتى بها نجاح العلوم - خاصة علما الرياضيات والفيزياء اللذين شرحا ظواهر ظلت غامضة فيما قبل-، أن تبديد الغموض عن الموت يقع، بامتداد طبيعي، ضمن استمرارية تبديد الغموض عن الحياة. ماذا يعني هذا بعبارات محددة؟ نعني بذلك أنه في نظر العلماء، لم يعد لإقحام الجديد في مجرى العالم، ظهور الحياة في الكون، أي بعد مدهش أو معجز، ولم يعد ينظر إليه سوى ك"نتاج لعبة غير محسوبة للصدفة [؛ ما دام أن العلم] نجح في تسمية السببيات العلمية الحاسمة التي أدت، في عملية تدريجية، مفهومة في خطوطها العريضة، إلى ولادة الحياة على كوكبنا وكذا إلى جميع التطورات التي مرت بها فيما بعد.»

لكن، انطلاقا من هنا، يبدو أن تجربة الموت في حياة الإنسان قد تغيرت أيضا على هذا المنحدر المنزلق للأنوار: جزء كبير من المسؤولية عن هذا الوضع تتحمله الثورة الصناعية والتحولات الاجتماعية الهائلة التي رافقت ما يمكن وصفه بأنه عملية تهدف إلى كسر جميع الروابط، على المستويين الكلي والجزئي، لتقسيم شذر مذر ما كان مترابطا. في هذا المجتمع المذرر الجديد ، تمت إزالة أفق الموت بمهارة من الحياة اليومية، ليس فقط من خلال جعل موكب الجنازة يختفي خارج المشهد الحضري - هذا العرض الذي يخلع فيه كل واحد قبعته أمام جلالة الموت، ولكن أيضا بجعل الموت مجهول الهوية في العيادات الحديثة، مما يتسبب في اضطراب أكثر عمقا. يسير اختفاء التمثيل العام لهذا الحدث جنبا إلى جنب مع إبعاد الهالك عن محيطه الأسري وكذلك مع فصله عن والديه.

حدث كل شيء كما لو أن تجربة الموت شوهدت وهي تدمج بالكامل - وتستوعب بطريقة ما - ضمن الآلية التكنولوجية الهائلة الخاصة بالإنتاج الصناعي وبوتيرته الاغترابية. من هذا المنطلق، يندرج الموت، تماما مثل العديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى للإنسان الحديث، ضمن هذا النسيج كنشاط إنتاجي من بين أنشطة أخرى - مع احتلال حصته في السوق، وتبني نموذج العرض والطلب، وقبل كل شيء كمجال يخضع لقوانين السوق والمنافسة التجارية.
رغم ذلك، يمثل أفق الموت تجربة فريدة جدا في حياة الإنسان. ليس فقط كونه يقع على مستوى آخر- إنه يقدم، إلى حد معين، ربما على قدم المساواة مع اللغة، لصيرورة إنسانية للإنسان - ولكنه أيضا بلا شك "التجربة الوحيدة التي تشير بوضوح إلى الحدود الموضوعة أمام التحكم في الطبيعة الذي جعله العلم والتكنولوجيا ممكنا"، منذ اللحظة التي لم يعمل فيها التقدم التقني الهائل الذي تم إحرازه في الامتداد الصناعي دوما للحياة سوى على إظهار الحد المطلق أمام درايتنا الفنية." لذلك ليس من التافه أن تجعل ما بعد الإنسانية( Transhumanism)°، بصفتها مشروعا يستهدف نفي محدودية الإنسان وبالتالي ما يجعل منه كائنا بشريا، من الموت هدفا رئيسيا: بتحديد أدق، موت هذا الموت. وباتباع هذا المسار في نهاية المطاف، يعتقد أصحاب النزعة الما بعد الإنسانية أنهم يمكنهم تخطي محدودية الإنسان، نحو ما يسمى بالحياة اللامتناهية (وهو طموح لا يهم بطبيعة الحال سوى الأغنياء).

لنعد الآن إلى السؤال الذي انطلقنا منه: ماذا يمكن لفيلسوف أن يقوله لنا في مثل هذه الظروف؟ في رأيي، مساهمته هنا أكثر بروزاو وضوحا. بتعبير أدق، من المناسب أن يتصدى الفيلسوف على وجه الخصوص للتأثير الضار لليوتوبيا الخطيرة لما بعد الإنسانية وإنكارها استحالة صنع إكسير للحياة. هذه الأيديولوجية خطيرة، لأن أي يوتوبيا كدليل للعمل السياسي - أي عندما تتجاوز الإطار الخيالي وعملها الأدبي كإبداع - يمكن أن تكون كارثية إلى أقصى حد، على غرار اليوتوبيا الشيوعية واليوتوبيا الفاشية.
إن إمكانية الحل النهائي - حتى لو نسينا المعنى المروع الذي اكتسبه هذا التعبير بالنسبة لنا - يتبين أنه وهم، وخداع خطير للغاية. لأنه إذا كنا نؤمن حقًا بإمكانية مثل هذا الحل، فلا شك في أنه لن تكون هناك تكلفة عالية جدا لتحقيقه: لجعل الإنسانية عادلة، سعيدة، مبدعة ومتناغمة إلى الأبد - ما الثمن الذي لن نكون على استعداد لدفعه مقابل كل ذلك؟ من أجل إعداد مثل هذه العجة، لا يوجد بالتأكيد حد لعدد البيضات التي يمكن كسرها - كان هذا هو المثل الأعلى للينين، تروتسكي، ماو، بول بوت، في حدود ما أعلم.

بما أنني أعرف المسار الوحيد الذي سيؤدي إلى الحل النهائي لمشاكل المجتمع، فأنا أعرف إلى أين أقود قافلة الإنسانية. وبما أنك لا تعرف ما أعرفه فلا مجال لمنحك أدنى حرية للاختيار، إذا أردنا تحقيق الهدف. أنت تقر بأن هذه السياسة ستجعلك أكثر سعادة، أو أكثر حرية، أو تمنحك مساحة أكبر للتنفس؛ لكنني أعلم أنك مخطئ، أعرف ما هو ضروري لك، وما هو ضروري للناس؛ وإذا واجهت مقاومة، بسبب الجهل أو الخبث، فيجب كسرها، هكذا سيهلك مئات الآلاف من الناس إذا لزم الأمر حتى يكون الملايين الآخرين سعداء إلى الأبد.

ماذا تريدون منا أن نفعل نحن الذين لدينا المعرفة، إذا لم نكن على استعداد للتضحية بهم جميعا؟ يسعى بعض الأنبياء المسلحين إلى إنقاذ البشرية، والبعض الآخر إلى إنقاذ عرقهم فقط، بسبب صفاته الفائقة، ولكن مهما كان الدافع، ملايين ضحايا الحروب والثورات - في غرف الغاز، الغولاغ، خلال عمليات الإبادة الجماعية: بكل الوحشية التي ستبقى صورها راسخة في ذاكرتنا - كانوا هم الثمن الذي يجب دفعه مقابل سعادة الأجيال القادمة. إذا كانت رغبتك في إنقاذ البشرية جادة، يجب عليك أن تقسح قلبك ولا تنظر إلى النفقات. اليقين الوحيد الذي يمكننا الحصول عليه هو حقيقة التضحية، حقيقة القتلى والأموات. لكن المثل الأعلى الذي يموتون باسمه يبقى بعيدا. البيضات تكسرت، عادة كسرها استقرت، لكن العجة تبقى غير مرئية.

لذلك، بعدما انهارت اليوم الرؤى اليوتوبية والشمولية الكبرى لليسار واليمين - هذه الحلول النهائية التي كسرت الكثير من البيض - فإن شبح يوتوبيا أخرى لا يزال يلاحقنا؛ أقصد به ما بعد الإنسانية، التي يتم تقديمها مرة أخرى على أنها المسار الوحيد الذي سيؤدي إلى الحل النهائي (التكنولوجي) لجميع مشاكل المجتمع، والتي يتم الترويج لها من قبل حفنة من الباترونات الذين يريدون أن يقودوا إليها قافلة الإنسانية. ومع ذلك، فإن رفض الإجابات التي لا لبس فيها على تعقد الواقع والإنسان والحي على وجه التحديد هو ما أعارض به أيديولوجيا ما بعد الإنسانية وكذلك أي أيديولوجيا.

للقيام بذلك، يمكننا الاعتماد على ملاحظة من كانط، التي اعتبرها أشعياء برلين أحد التعليقات الأكثر حكمة حول الشرط الإنساني: "في خشب منحني مثل الخشب الذي صنع منه الإنسان، لا يمكنك قطع أي شيء مستقيم تماما". لهذا السبب، يبدو لي، أنه لا يوجد حل مثالي يفترض أنه غير ممكن ولا مرغوب فيه في الشؤون الإنسانية: أي محاولة للقيام بذلك لن تؤدي فقط إلى الفشل، ولكن قبل كل شيء إلى زيادة في العنف.

هذا إذن هو الاعتراض الفلسفي، يبدو لي نهائياً، الذي يمكننا توجيهه لفكرة الكلية الكاملة، بل فكرة الحل النهائي الذي يمكن أن تجد فيه جميع مشاكل الإنسان حلها، ولكن أيضا فكرة حل تكنولوجي وما بعد إنسانية كأفق نهائي لجميع أسئلتنا. ويصدق هذا في وقت الأزمة الوبائية حيث هشاشة بنيتنا الاقتصادية والسياسية - خاصة فيما يتعلق بالأساسات التي تتأرجح بين قصرنا الورقي وشبكة العولمة الكبرى - التي تم تذكيرنا بمأساويتها: تجربة الموت، هذه الظاهرة المزعجة والمخيفة التي أردنا أن نطردها من أفكارنا، تصر على العودة.

على شاشة التلفزيون، يقدم لنا دقيقة بعد ذقيقة تطور عدد الوفيات على الصعيدين الوطني والدولي؛ على شبكات التواصل الاجتماعي، ينشر أقارب أولئك الذين جرفهم المرض رسائل لإعلامنا بالسرعة التي يقتل بها الفيروس؛ يثير الخوف من الموت حالة من الذعر المعمم وجرعة مفاجئة من اللاعقلانية بين أولئك الذين يفرغون رفوف المتاجر الكبيرة؛ في بعض البلدان، تم بناء مقابر جماعية ضخمة فيها يدفن الموتى؛ متخيل الموت ينساب ببطء ولكن بثبات تحت أقدامنا. لقد عاد إلينا.

الإنسان، دائما، ولكن أكثر من ذلك منذ موجة الأنوار، يمكن أن يتخيل بالكاد أن وعيه، "هذا الوعي القادر على عرض نفسه في المستقبل" كما قال غادمير، يمكن أن ينطفئ تماما في يوم من الأيام. نحن هنا في حضرة شيء يمنعنا من النوم ليلا وهو أمر مزعج بشكل غريب: "هناك ارتباط عميق بين والوعي بالموت، من جهة، والوعي بالمحدودية الخاصة، أي اليقين من أننا يجب أن نموت في يوم من الأيام، ومن ناحية أخرى، الإرادة القوية والعاجلة لعدم معرفة أي شيء عن هذا النوع من الوعي.“

وبعبارة أخرى، من المضمون للإنسان أن يكون له مستقبل طالما أنه لا يدرك أنه في الواقع ليس له مستقبل. إرادتنا للعيش تمر من خلال كبت الموت. هذه العلاقة الشخصية والحميمة للغاية بتجربة الموت لم تفلت من الأنوار، بل على العكس، يمكننا أن نقول بالتأكيد أن عالم الحضارة الحديثة يحاول بحماس وبفائض من الحماس أن يؤدي هكذا بكبت الموت، الذي يترسخ في الحياة نفسها، إلى مأسسة كاملة، ولهذا السبب، فإنه يحيل تجربة الموت على هوامش الحياة العامة.

في ظل هذه الظروف، يمكننا أن نقول إن "مشروع ما بعد الإنسانية يحاول، بأحد المعاني، إطالة مسيرة التنوير"، كما قال جيمس هيوز في مقال له بعنوان "تناقضات من الجذور التنويرية لما بعد الإنسانية". ومع ذلك، يبدو أن هناك اختلافا معينا بين الإثنين في تصورهما للعالم، ربما بحجم كبير، لا أعرف: بينما كان رجال التنوير يكتفون باستبعاد الموت من المجال المباشر للانشغالات، بدا مؤيدو ما بعد الإنسانية كلهم ثقة في أمل القضاء التام عليه، بغض النظر عن تكلفة فكرة كهاته.

لكن الخوف من لغز الموت، الرعب المحدد من صمته المطبق وخاصيته المقدسة، أو التجربة الغريبة لمثل هذا الانفصال الجذري عن الشخص الذي كان، قبل لحظات قليلة، لا يزال على قيد الحياة، لا يمكن إزاحته بظاهر اليد. تجربة الموت - وعلاقة الكبت الحميمية والعادية بهذا الأخير - متأصلة في حياة كل إنسان.

هذا هو بالضبط سبب اتهام مشروع ما بعد الإنسانيين، وبالتالي مشروع التنوير العلمي، بتدمير جدار أبدي، لأنهم "يتصادمون مع سر الحياة والموت كحد لا يمكن تجاوزه"، على حد تعبير غادمير. والأكثر من ذلك، يبدو لي أن هذا الحد يحمل معه قيمة معينة: إنه مكان حقيقي حيث يمكن للناس التعبير عن أنفسهم، وهم حساسون لخصوصية إنسانيتنا، يدافعون جنبا إلى جنب عن أسرار الحياة والموت. إذا لم يكن هناك كائن حي يمكنه أن يقبل الموت بالكامل ، فيجب على كل كائن حي القبول به. هنا تكمن عقدة وجوده.
وهكذا، من خلال هذه الأزمة الوبائية وكل ما تكشفه عنا، من الممكن لنا (إعادة) التفكير في مكانة تجربة الموت في مجتمعنا: الوباء الذي نمر به يجبرنا جميعا على مواجهة - بأقصى طريقة ممكنة - هذه التجربة الأساسية للنهاية. في عصر ديزني حيث يفرض علينا التفاؤل بأي ثمن - على الأقل في ما يبدو - ويسحقنا جميعا، علينا أن نعترف بأننا أحيانا نشعر بحزن من الأهمية بحيث يُسمح لنا بالاعتراف بها علنا، وقد يكون الوقت قد حان لاستعادة مساحة من التعبير حيث يمكننا أن نعيش بحرية مشاعرنا - مهما كانت متنوعة وسوداء - على طريقة نقلص بها في النهاية من الألم قليلا. فلنشرع في هذا المسار اليوم حتى نجعل من هذا الوباء تجربة لا تذهب سدى.
---------------------------------------------------------------------------

°ما بعد الإنسانية Transhumanism (يختصر أحيانا ب >H أو H+) عبارة عن حركة فكرية ودولية تدعم استخدام العلوم والتكنولوجيا الجديدة لتعزيز القدرة الإنسانية العقلية والفيزيائية وقدرة تحمله وحتى إلغاء ما يعتبر غير مرغوبا في معظم الأحيان مثل الغباء، المعاناة، المرض، الشيخوخة وأخيرا التخلص من الموت.

 

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟