لقد كان مصطلح الإغتراب يستعمل في البداية في مجال القانون، و كان يدل على التخلي على ربح أو ثروة لفائدة الأخر، كما وظف أيضا في مجال علم النفس بالحديث عن الشخصية المغتربة أو المستلبة الفاقدة لحريتها و وإرادتها التي تجعلها مغتربة عن واقعها الإجتماعي و يحيل الإغتراب كمفهوم فلسفي ظهرت دلالاته الفلسفية من القرن 18 إلى ارتباط وجود الفرد (تبعيته) بعالم الرغبة داخل وضعية محددة و يعرف لغة في المعجم الفلسفي بأنه «البعد عن الأهل و الوطن» و قد أصبح فلسفة متغلغلة في المجالات الحياتية الإبداعية الملازمة للإنسان في عمله سواء المادي الجسدي منها أو المعنوي السيكولوجي، علما أن الإغتراب كفلسفة معاناة للإنسان تطال كذلك الجانب الروحي له" الروح المغتربة " كما يسميها هيجل فعنده مثلا « تشكل لحظة استلاب الفكر مرحلة من مراحل انغماس الروح في الطبيعة، حيث يفقد الفكر حريته. و قد يعني الإغتراب عند الآخرين، النشاط الخاص بالإنسان الذي يسقطه على قوى خارجية، إما على شكل تمثلات دينية (فيورباخ) فيصبح بذلك سجينا لها، و إما من خلال قوة اقتصادية غير خاضعة لإرادته و حريته و لكنها من نتاج شغله ( كارل ماركس )».
و نجد مفهوم الإغتراب من الوجهة الماركسية في علاقة تأثر بالهيجلية تعتبره أي “الإغتراب” فقدان الإنسان لذاته، غريب أمام نفسه، ... وذلك لأسباب متمثلة في الأزمات، حروب ... و الإغتراب عامة يعني فقدان الإنسان شخصيته، أعماله، الذات ... و تعتبر ظاهرة الإغتراب ظاهرة اجتماعية سيكولوجية، مرضية، بل مشكلة إنسانية عامة تعرفها كل المجتمعات .
مادام الإغتراب قد اخترق المجالات الأخرى التي تصاحب حياة الإنسان خاصة ذات البعد الإكسيولوجي من حيث القيم، الخير، الجمال ... التي أخذت طابعا مأزوما من ناحية الإغتراب . و كما لا يخفى على الجميع على أن العمل الفني راهنا قد عرف أزمة من الناحية الجمالية فلم يعد يعرف الجميل و الجليل من قبيحه، ولعل هذا الإغتراب هو الذي دفعنا للتساؤل و للتحليل و الإستفسار عن هذا الإستطيقي المغترب في العمل الفني خاصة و الفن عامة ؟ فما المقصود بإستيطقا العمل الفني؟ وكيف يغترب الجميل من الفن؟ و ما أسباب و ما عوامل الإغتراب الفني ؟ و لماذا العمل الفني و ليس الفن ؟ أي مستقبل للفن في ظل هيمنة الإغتراب الفني في الأعمال الفنية ؟
عرف الإستيطقي في القرن 18 مع المفكر الألماني ´ ألكسندر بومجارتن´(1718/1762 ) كأحد علوم الفلسفة وفروعها علم الجمال في إطار مؤلفه “ الإستيطيقا ” و هو علم يبحث في الجمال على المستويات الإبداعية، النقدية، النظرية، و من جهة أخرى فعلم الجمال يدرس «انفعالات الإنسان و مشاعره، ونشاطاته، و علاقاته الجمالية في ذاته وإنتاجه و المعطيات المحيطة به ... دونما توظيف أو استعمال نفعي عملي» . الإستيطيقا على هذا النحو بحث في الإدراك الحسي للعالم الداخلي أو الخارجي لنشاط الإنسان المحيط به من حيث إنتاجه وإبداعه للأعمال الفنية أو غيرها .
لكن على غرار ما قيل نجد وضع العمل الفني راهنا يتخبط في أزمات جمالية من جوانب عدة ، بينما يعتبر الفن في معناه العام و بالرجوع إلى المعجم الفلسفي« يعني جملة من القواعد المتبعة لتحصيل غاية معينة جمالا كانت أو خيرا أو منفعة، فإذا كانت من هذه الغاية تحقيق الجمال سمي الفن بالفن الجميل و إذا كانت تحقيق الخير سمي الفن بفن الأخلاق ، وإذا كانت تحقيق منفعة سمي الفن بالصناعة» . فما الذي يميز الفن على العمل الفني على هذا النحو ؟
يعد العمل الفني جزءا لا يتجزأ من الفن بشكل عام ، لكن مدلول العمل الفني يأخذ طابعا أخر من نواحي عدة منها الإبداعية على وجه الخصوص ، و بالتالي فصيغة التساؤل تأخذ مجرى أخر عبر مسائلة العمل الفني من خلال عمليته الإبداعية و يصبح السؤال آنذاك كيف يبدع الفنانون عملهم الفني أو كيف يبدعون إنتاجاهم ؟ بمعنى أخر السؤال يتجه صوب العمل الفني ذاته و ليس حول الفن كمفهوم واسع .
إن إغتراب المعنى و المضمون في العمل الفني هو أزمة الفن بصفة أشمل و العمل الفني على وجه الخصوص وهنا تجدر الإشارة قبل الاسترسال في تحليل المعضلة الفنية إلى أن الباثولوجي الجمالي في الفن يكمن في العمل الفني لا في الفن لأن الأخير يحمل معنى أوسع و أشمل من العمل الفني.
و في هدا الصدد لو عدنا إلى الفيلسوف الألماني هيدغر فنجده يذهب صوب العمل الفني مباشرة، مستخدما المنهج الفينومولوجي في ذلك كمنهج للظواهر لدراسة الحقيقة البشرية، وذلك بدراسة وقائع الفكر و المعرفة دراسة وصفية خالصة، من حيث كونها ظواهر معاشة كامنة و باطنية في الشعور . و قد عمل هيدغر على استخدامه على فلسفة الفن بشكل عام و فلسفة العمل الفني بشكل خاص، إذ اتجه مباشرة إلى تحليل العمل الفني للفنان على أساس أن هذا الأخير هو المحدد للظاهرة الجمالية من حيث التذوق الفني للظاهرة الفنية المتسمة بالخلق و الإبداع، فتذوق مضمون و موضوع الفن حسب هيدغر يقتضي تذوقه من خلال عمل الفنان بعيدا عن سيكوسسيولوجية الفنان نفسه. و منه تتجه الفينومولوجيا كمنج للعمل الفني مباشرة من أجل الكشف عن الحقيقية الفنية الكامنة و الخفية في العمل الفني و بالتالي يبقى في هذا الصدد الفنان كمبدع للفن والفن كإبداع للفنان بعيدا بعض الشيء في عملية التذوق الفني عند هيدغر إذ تنعدم حقيقة الإنكشاف الحقيقي للحقيقة الفنية في الفن بفعل تدخل الذاتية الفنية للفنان في الفن . على أساس كذلك أن الفنان ليس هو العمل الفني فالأول ´الفنان´ كمبدع للثاني ´الفن´ و الثاني كعمل للأول´ الفنان´ .
و يتضح جليا عند هيدغر في تطبيقه منهج الظواهر على العمل الفني للفن محاولا وصفه بإعتباره ظاهرة معاشة و يبقى الأصل في الفن دائما حسب الفيلسوف الألماني هو العمل الفني لا الفنان . و يعتبر هيدغر الحقيقة الفنية “حقيقة و شعر” فما الحقيقة التي يأخذها الفن ؟
إن طابع الحقيقة الفنية كحقيقة و شعر، يتضح لنا عند هذا الفيلسوف في كشفه عن الحقيقة التي يأخذها الفن على أساس التحليل الذي أعطاه لمفهوم الحقيقة ، إذ تتخذ صورة تفتح أو انكشاف للوجود، على عكس التستر و الإخفاء، و بالتالي فالحقيقة الفنية تتمثل في الظهور و التجلي التي تعمل على إظهار الكامن و الخفي في العمل الفني .
أما إضافة الشعر كحقيقة فنية حسب هيدغر دائما، فيرى المفهوم بمعنى أوسع إذ يرجع الكلمة إلى أصلها اليوناني الإشتقاقي التي تعني الإنشاء و الإبداع و الخلق، و هنا بالضبط نتحدث عما يسمى بالظاهرة الفنية التي يمتاز بها المبدعون، و منه يتضح على أن المراد من إستخدام كلمة “ شعر” عند هيدغر ليس الأخذ بمعناها الضيق العادي، بل بغية إظهار الفن على أنه الإبداع و الإنشاء .
و الشعر عند هيدجر كذلك يعتبر جوهر الفنون لأنه لغة، و« اللغة هي أداة الإنسان لتحقيق العلانية و إظهار المستخفى، أو هي تجلى الموجود البشري في العالم الخارجي ». و بالتالي فالحقيقة الفنية تكمن في العمل الفني مع هيدغر .
بعدما عرفنا المفاهيم المشكلة لعنوان المقال الإغتراب الإستيطقي في العمل الفني و لماذا العمل الفني و لما ليس الفن و ما معنى الإغتراب و الإستطيقي، يبقى لنا الآن توضيح مكمن الإغتراب الجمالي هذا في العمل الفني أسبابه و أسباب بؤسه راهنا .
بتوقفنا عند فيلسوف ألماني أخر ينتمي إلى مدرسة فرانكفورت تيودور أدورنو نجده يحدد بؤس الإستيطيقا من جهتين أولهما :
*قصور الإستيطيقا التقليدية هي أصل المعضلة الجوهرية بين الفن و المفهوم الفلسفي، ثانيها : *موت الفن بتحوله إلى بضاعة، و تحولت الإستيطيقا إلى احتفالية بالكارثة العظمى و بالتالي عن أي إستيطيقا يمكن الحديث عنها دون مفهوم و دون فن ! في ظل هذا الراهن الذي أصبح فيه “ القبيح ” حسب أدورنو الخاصية الأساسية للفن الحديث ؟
أن المريع الإستطيقي المستلب اليوم للعمل الفني جاء نتيجة الهيمنة الأداتية التقنية للعقل الرأسمالي على كل ما هو جميل في مناحي حياة الإنسان الفنية ، يقول أدورنو « الفن الخانع للبيروقراطية الحاكمة السافلة و غير المشرفة، ليس أبدا بفن» .
فالفن في حالة يرثى لها، فقد تعددت مسمياته حتى لم يعد يعرف الفن من العفن، فقد شوهت صورته و انتهكت قداسته، أصبح مجرد سلعة تباع و تشترى بغير جودة ! أفرغ من محتواه و من معناه الحقيقي في الحياة و للحياة، فن أم عفن !
لماذا لم يعد الفن ذلك الأمل الذي يبعث الحياة في الإنسان؟ لماذا لم تعد منطقاته هي إلقاء الرسائل في احتياجات النفوس لا من منطلقات المادة؟ ( فريدرك شلير) ، أليس هو ربيب الحرية ؟ ألم يقول عنه الفيلسوف الفرنسي (ميرلوبونتي) بأنه اللغة و الأسلوب ؟، أليس هو المضمون؟ (هيجل)، كيف يعرف الجميل و الجليل منه، من القبيح والمنحط؟ (كانط ، شوبنهاور) ألم يقول عنه الفيلسوف الوجودي الفرنسي (جون بول سارتر) بأنه الالتزام و الحرية.
عذرا ! لم يبقى منه سوى العفن، و شتان بين الفن و العفن، ألا يقتضي هذا استغربا من المعايير التي يحدد بها العفن على أنه فن ! لم يعد الفن كما هو بشتى أنواعه و ألوانه من (شعر، رسم ، موسيقى ...) فلمن يعزى هذا الإنحطاط الفني ؟ ألا يعود هذا لأسباب عدة على رأسها، الإصابة بشلل التذوق الفني، و تدهور التذوق الفني العام في كل مجال ؟ بالإضافة إلى غياب النقد، القراءة، ثقافة الفن ...وتجلي مادية التذوق الفني ! وسلطوية الفن ! إنه الإغتراب الفني حقيقية ؟...إلخ .
لنـتوقف قليلا عند الفن الموسيقي كلون من ألوان الفن، فلم تعد الموسيقى كما هي، لا كلمات لا لغة لا أسلوب لا لحن لا شيء أبدا، قالها الفيلسوف الألماني (نتشه) يوما : «الموسيقى المريضة هي الأكثر رواجا و ربحا هذه الأيام !» من يروج إذن لمثل هذا العفن ؟ وما دور الإعلام في هذا الشأن كأجهزة و كوسائل الاتصال الجماهيرية ؟
عفن و انحطاط فني هو كل ما يروج له إعلام التجارة و الإلهاء و الإيهام، إعلام السلطة و التسلط حسب ما ذهب به الفيلسوف الفرنسي (مشيل فوكو) « السلطة تتواجد في كل شيء»، بما في ذلك الفن فقد إتخذ من الفن سلطة تتخذها السلطة من أجل السلطة ! أليس هذا تجليا من تجليات تواجد السلطة في كل شيء كما يرى فوكو ؟ وهذا إن دل هذا على شيء، فإنما يدل بتعبير فوكاوي أخر على أن «الحقيقة مرتبطة دائريا بأنساق السلطة التي تنتجها و تدعمها، وتنظمها و تولدها على مستوى نظام الحقيقية»، و ها هنا تكون الحقيقة حسب فوكو هي السلطة نفسها !
إن الظاهرة الفنية التي يتمثل فيها المنتج أو المبدع كمبدع، تمر بهذا الصدد في إطار معادلة ترتبط بإيهام سيكولوجية الفنان تحت سلطة إعلام العفن بأن ما يقدمه من عفن يعتبر فنا !، و هذا ما يؤثر ذهنيا و بالسلب على الظاهرة الجمالية من حيث التذوق الفني و الاستمتاع التي ترتبط بالمستهلك، و بالتالي تأخذ ها هنا الحقيقة الفنية مسارا أخر تتمثل في نشر واستهلاك فني عفني خال من «المضمون» (هيجل) عبر مجموعة من الآليات على رأسها أجهزة التربية و الإعلام «كالتلفزيون» التي تعتبر آلية من آليات التلاعب بالعقول كما يذهب بذلك السوسيولوجي (بيربورديو)، بالإضافة إلى كونها الأكثر امتدادا بشكل نسبي في الجسم الاجتماعي، و« الحقيقة يتم إنتاجها و نقلها تحت المراقبة لا الخاصة بل المهيمنة لبعض الأجهزة السياسية أو الاقتصادية الكبرى الجامعة ، الجيش، الكتابة، وسائل الاتصال الجماهيرية، و أخيرا فهي مدار كل نقاش سياسي و كل صراع اجتماعي صراعات إيديولوجية» ( فوكو) فبأي حقيقة نأخذ إذن بحقيقة الفن أم بحقيقة العفن ؟
فعلا ظاهرة فنية ذات صراع أيدلوجي بأبعاد مادية تعصف بالطابع الجوهري للفن، استلبت للفن حقيقته الفنية، بفعل التدخل الهمجي للعقل الأداتي ـ التقني، المتمركز في المجتمعات الرأسمالية الحديثة، فلم يعد "الفن للفن" كغاية في ذاته، بل أصبح أداة ووسيلة برغماتية قدحية لتسخير المصالح و الحاجيات الكبرى، كتوظيف الفن في (الاشهارات والإعلانات...)،على أساس تبرير الفعل بالقول الميكيافيلي «الغاية تسوغ االوسيلة ! ». فعذرا ! ´ياشوبنهاور المتشائم´ و يا ´نتشه المطرقة´ فليس الفن اليوم بمثابة المخرج أو المنفذ للتخلص من الأوثان و العبودية ! وعذرا يا ´ألبير كامو´ فليس هو« التقبل و التمرد»، فليس الفن اليوم كما كنتم ترونه، بل أصبح عكس ما اعتقدتم، فقد وظف لتكريس العبودية و الجهل و التجهيل، عوض الإحساس بالجمال، الأمل، الحياة ، الخلاص، الإدراك، الوعي و التنوير ...إلخ .
لقد تغير نمط الفن بشكل فظيع من "فن للفن" كما كان يراه فلاسفة اليونان سابقا إلى فن الوسيلة و السلعية المبني على المادة، فلم يعد «الفن إلا شيء كأداة للسيطرة لتحقيق أهداف معينة سواء كانت اقتصادية، سياسية، أو اجتماعية» (فلاسفة مدرسة فرانكفورت) الشيء الذي أدى إلى فقدان العقل الفني الإدراك الحقيقي للحقائق في ذاتها، و أصبح كل شيء في الحقيقة الفنية مجرد وسيلة .
و بالتالي فالفن لم يعد سوى وسيلة للسيطرة و الاغتراب الجمالي بشكل من الأشكال و هذا ما عبرت عنه "النظرية النقدية الألمانية" على أساس مهاجمتها للعقل الأداتي ـ التقني العلمي باعتباره أداة للسيطرة و الاغتراب الذي أفقد الإنسان معناه و أفقده إنسانيته كانسان له معنى بفكره، بتأملاته، بإحساساته، بمشاعره، بتذوقه، بآماله، بآلامه، بتذوقه الجمال..إلخ
لقد تعرض الفن على هذا النحو لضربة شرسة من طرف العقلانية الأداتية، استلب من الفن فنه و شوهت صورته في الأذهان على أنه لم يعد سوى مجرد وسيلة لا كغاية في ذاته . وفي هذا الصدد إذا أخذنا بمفهوم «الاعتراف» للفيلسوف الألماني (اكسيل هونيت)الوريث الرسمي لمدرسة فرانكورت، فنقول له عذرا ! فعفن اليوم لا يستحق هذا الاعتراف بكل خصائص الاعتراف التي وضعتها للمفهوم من (حب، حق، و تضامن)، و الظاهر أن الاعتراف بهذا النوع من الفن لا يستقيم الاعتراف به أبدا، إلا إذا أخذنا النظر إليه (الفن) من باب بعث الأمل فيه، ليس إلا، على أنه قد يكون يوما ما كما هو هو! من خلال العودة إلى أستاذ اكسيل هونيت (يورغن هابرماس) عبر فلسفته التواصلية كفلسفة أخلاقية تواصلية قد تنقذ الفن من عفنه ! و تطفي على العقل الأداتي عقل تواصليا يقوم على تنشيط التواصل و قيمة الإنسان في المجتمع و المخرج من هيمنة العقل الأداتي على أساس مبدأ "المعنى، الحقيقة، المصداقية و المعيارية ".
و عليه « فالفن ليس مجرد إحساس، أو صورة، أو نقل على الواقع، أو مجرد تعبير عن الماهيات، بل هو هذا كله، مضاف إليه نشاط تركيبي إبداعي هو الأصل في كل ما ذكرناه ...» ( هنري دلاكراو ).
خالد العمراني