الحياة السنيكية: الفيلسوف البطل وسؤال السيادة والسلطة - المقالة الثانية - : ادريس شرود

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

تقديم
    أثارت حياة الفلاسفة السنيكيين جدالات واسعة بين مختلف الإتجاهات الفلسفية والاوساط الإجتماعية والسياسة، فقد كانت أفكارهم وسلوكاتهم وأسلوب عيشهم محط نقاش وردود فعل من طرف مختلف الشرائح والفئات، وخاصة خلال فترات ازدهار الحركة السنيكية وتألق ممثليها المشهورين. إذ عكست فلسفتهم وطريقتهم في الحياة وجُرأتهم على قول الحقيقة إرادة قوية في القطع مع الممارسات والتصورات والمفاهيم الفلسفية المعاصرة لهم، وطرح تصور آخر للفلسفة وللحياة الفلسفية الحقة. هكذا انخرط الفلاسفة السنيكيين في نقد مظاهر الإنحطاط المميّزة للمجتمع المنغلق، والمتعلقة بالجهل وعدم معرفة الأشياء الضرورية للحياة، وفي المقابل دافعوا على العيش وفقا للطبيعة والإكتفاء الذاتي والسيطرة على الميول العقلية وتحرير النفس من تأثير الثروة والشهرة والسلطة. وكانت طريقتهم في الحياة تعكس التطلع إلى إنقاد البشر وإقناعهم بإمكانية تعلّم الفضيلة وعيش "الحياة الحقة".

1- المفهوم السنيكي للإجتماع البشري وضرورة السيادة

    تعكس تفاصيل الحياة اليومية للفيلسوف السنيكي/الفيلسوف البطل انخراطه القوي في الحياة الإجتماعية والسياسية للمدينة الإغريقية والمقاطعة الرومانية، وتدخله الفعلي في مراقبة أحوال البشر وسلوكاتهم وتصرفاتهم. لكن ما يثير في هذا التدخل، هو الشجاعة في قول الحقيقة دون اعتبار للأخلاق والعادات ولمواضعات الناس وتعاقداتهم. يعارض الفيلسوف السنيكي النشاط التعسفي للحضارة وللثقافة القائم على تزويد الإنسان بعادات؛ بجعله يطيع قوانين، بترويضه. وترويض الإنسان يعني تكوينه بحيث يتمكن من الفعل بقواه الإرتكاسية بتعبير جيل دولوز. تعكس عملية الخضوع لمستلزمات الحضارة والثقافة عند الفيلسوف السنيكي خرقا للقوانين الطبيعة الأصلية، ومسخا للتصرفات والسلوكات "الفطرية" الأولى. إن عملية الخرق والمسخ تعني الإرتماء  في أحضان حياة مصطنعة تُفقد الأفراد البراءة والنبل والبساطة وخصوصيتهم البشرية والإنسانية.  فعملية التدجين والترويض هي التي جعلت الفيلسوف السنيكي ينتفض بقوة ضد مجموع مبادئ الإجتماع الإغريقي والروماني ومعاييره الأخلاقية وتعاقداته الإجتماعية والسياسية، وتفضيل الإنسحاب الفعّال من الحياة العامة؛ أي عيش "حياة حقيقية" مبنية على الصراحة  والحرية والبساطة والخضوع لقوانين الطبيعة.

يدرك الفيلسوف السنيكي الحياة الحقيقية ك"حياة سيادة"؛ سيادة الذات، وسيادة الجنس البشري:

- سيادة الذات:

يتعلق الأمر عند الفيلسوف السنيكي بالعودة إلى الذات والإنهمام بها، عبر تثقيفها وتأهيلها حتى تصير مستعدة لمواجهة صروف الدهر ونوازل الصدف. إن الهدف من العودة هو الإنهمام بالجسد وبعث الإرادة والقوة فيه، وتدريبه على الإتيان بسلوكات وتصرفات تتوافق مع بعض مظاهر الوجود الجمالي والطبيعي، كضبط النفس والسيطرة على الرغبات واللذات، التحرر من القيود، التمتّع بأسلوب وجود خاص، ومُمارسة حرية الكلام العام. إن الفيلسوف السنيكي يعيش بطريقة مختلفة - ممكن اكتشاف تفاصيلها بين ثنايا حياته البسيطة والعارية و"المخزية" - مكتفيا بذاته، قاطفا نهاره دون أن يعكّر حاله لا الأصدقاء ولا الأعداء، الشيء الذي يجعل من هذا الفيلسوف "السيّد" و"الملك الحقيقي". بالموازاة مع هذا البناء الإيتيقي للذات، ينخرط الفيلسوف السنيكي في غزو بلده عن طريق رصد العادات والتقاليد والتنظيمات الإجتماعية والسياسية، وتقديم نقد شامل لتفاصيل حياة الناس وتشخيص مشاكلهم وأمراضهم. لكن هذا الإهتمام بالآخرين لا ينفصل عن السيادة التي يمارسها الفيلسوف السنيكي على نفسه، وعن طريقة إدراكه ل"الحياة الحقيقية ول"السيادة الفلسفية".

- سيادة الجنس البشري:

يتميز الفيلسوف السنيكي بكلامه الحقيقي والصريح والحر، وبممارسة حياته بشكل علني، مستعملا عقله وقواه الذاتية ومسترشدا بقوانين الطبيعة. فحين يعرض حياته كشهادة فاضحة عن الحقيقة، تُحدث سلوكاته وتصرفاته قلقا في وعي من يفكرون بممارسة حياة جيّدة ومستقيمة(1). تدل أفعاله وأقواله على اهتمامه الخاص بالآخرين، لكن ليس بواسطة إعطاء الدروس والمواعظ وتقديم نفسه كمثال يُحتدي كما الشأن عند الحكيم التقليدي، بل بالمجازفة بقول الحقيقة والتنبيه إلى خطورة العيش في جهل وعبودية. وما دامت الطبيعة جلعت من الفيلسوف السنيكي سيّدا وملكا، فقد صار من واجبه الإهتمام بالآخرين والتضحية لتخليصهم من عبوديتهم الإرادية ومن عجزهم المتأصّل. إن اهتمام السنيكي بالآخرين يتخذ شكل معركة  تُعطى فيها الأولوية لكشف حقيقة أخلاق الجموع وسلوكاتهم وتصرفاتهم، وتشخيص أمراض ورذائل الأفراد والجماعات، وإبراز أشكال القهر والزيف التي تجعل الجنس البشري مُستعبدا، خاضعا لقيم خاطئة وارتكاسية في الجوهر. يعتمد الفيلسوف السنيكي في معركته على سلاح رئيسي هو "القول الحقيقي والصريح والحر"، يُوجّهه إلى الإنسانية بكاملها دون تمييز بين أعضائها، فهو يعرض حكمته قولا وفعلا أمام الجميع بشكل علني وعدواني دون خوف من الردود العنيفة أو من الإنتقام. أما رهانه الفلسفي، فيتمثل في الدعوة إلى السير فوق "خط هروبي" يرسمه الفيلسوف السنيكي بجسده/بجسمه وفكره، بهدف إنجاز تحويل فعلي وراديكالي للسلوك والتصرّف ولأسلوب العيش وكيفية الوجود، مع الأمل في بناء حياة مختلفة وتحقيق سيادة الجنس البشري.

2- مفهوم الحياة الحقيقة والسيادة الفلسفية عند الفيلسوف السنيكي

    تعكس الحياة الفلسفية رغبة جموحه في العيش تحت مظلة الحرية والسيادة، فالفيلسوف السنيكي يحيى حياة مختلفة جذريا عن الحياة وفق مفهوم السيادة السياسية الخاضع لمفاهيم الحق الإلهي والديمقراطية وداعي المصالحة العليا والعقد الإجتماعي. فسيادة الفيلسوف السنيكي تتأسس على الحياة العارية والفاضحة، مُجرّدا من الممتلكات والتشريفات، لا يحتاج إلى أي شيء خارجي ليكون "ملكا"، وهذا ما يسمح له بأن يصير سيّد ذاته وسيّد العالم. فهو قاهر لأعدائه الداخليين (لذّات، رغبات، نزوات، ...)، وأعدائه الخارجيين (برابرة، منافسين على الحكم أو متربصين به، ...). إن سيادة عند الفيلسوف السنيكي لا تقوم على التربية والتعليم والتأهيل لحكم نفسه ومن ثم حكم الآخرين، بل على اختبار الحقيقة في الحياة واختيار كيفية الوجود وطريقة العيش وفق مبادئ الحياة السنيكية.

يشكل الإدراك الفلسفي للحياة الحقيقية ولمفهوم السيادة عند الفيلسوف السنيكي تحويلا وتغييرا لما كان يُعتقد أنه الحياة الفلسفية الحقيقية في المدارس الفلسفية التقليدية. فالحياة اليومية في المدينة الإغريقية والمقاطعة الرومانية تصير مع الفيلسوف السنيكي عارية بشكل جذري، متوافقة مع قوانين الطبيعة ومع السيادة المطلقة. هكذا يؤسس الفيلسوف السنيكي لسيادة فلسفية حقيقية تقوم على قلب المفهوم التقليدي للحياة الفلسفية وعلى التطبيق المباشر لقيم الحقيقة في الحياة.

رغم تقاسم الفيلسوف السنيكي للنواة الإيتيقية (فضيلة، سعادة، طمأنينة، خير، جمال، حق،...) مع مختلف المدارس الفلسفية المعاصرة له، فإن فلسفته تقوم على أشكلة جديدة لمفهوم الحياة الحقيقية ولمفهوم السيادة الفلسفبة:

- مفهوم الحياة الحقيقية:

تقوم الحياة الحقيقية عند الفيلسوف على تفعيل القيم الحقيقية في الوجود اليومي بشكل فاضح ومثير للسخرية، دون الخضوع لتعاقدات المجتمع وتقاليده وعاداته، ولمبادئ الحياة السعيدة وجمالية الوجود المعروفة في الفلسفات التقليدية كالرواقية والابيقورية. يشدد الفيلسوف السنيكي على مبادئ الحقيقة وتطبيقها المادي والمباشر في الحياة، مستغنيا عن الوسائط التقليدية والمؤسساتية لمفهوم الحقيقية ولعرض الخطاب. إن رغبته في عيش حياة حقيقية، جيدة ومستقيمة وحرة، جعله يمارس حياته بشكل عاري وعلني حتى ولو جعله ذلك قبيحا وبائسا ...، لا يأخذ دليلا له سوى الطبيعة...، ويعلن عن نفسه بكونه الملك الوحيد على الارض(2). تجد مشروعية الحياة الحقيقية عند الفيلسوف السنيكي في محايثتها و"أرضنتها"، وليس في تلك الرغبة الإرتكاسية في الخلاص أو في ذلك الوعد ب"عالم حقيقي" تستطيع الروح تأمله كما في سؤال الفلسفة الإغريقية، أو بعالم آخر "في ما وراء الطبيعة" كما الأمر في ميتافزيقا أفلاطون.

- مفهوم السيادة الفلسفية:

تتأسس السيادة الفلسفية عند الفيلسوف السنيكي على مُساءلة مشروعية المبادئ المؤسسة للإجتماع البشري في التقاليد الهلنيستية والرومانية، والإنتباه إلى عادات الناس ونقد حقائقهم المطلقة وتعرية تناقضات قيمهم الأخلاقية وتعاقداتهم الإجتماعية والسياسية. وهو بذلك، يمارس سيادته على طريقته الخاصة؛ يخالط الناس داخل وسط مفتوح أو فضاء عمومي (مخالفا عادات الفلاسفة الأفلاطونيين والرواقيين والأبيقوريين الذين يفضلون الفضاءات المغلقة: مدرسة، رواق، حديقة،...) ويختبر توافق الحياة والحقيقة في الوجود اليومي للأفراد، بل ويؤسس عمليا لكيفية أصيلة في عيش الحياة وممارسة السيادة الفعلية.

تتمثل ممارسة السيادة عند الفيلسوف السنيكي في الرفض المطلق للدول والممالك المؤسسة على تنظيم الغزوات والحروب والهجومات العسكرية، والرغبة في حكم الناس وإخضاعهم ومراقبتهم. في المقابل يؤسس بعمله الفلسفي والإيتيقي وبجرأته على قول الحقيقة وإقباله الحر على المقاومة في وسط مفتوح، لإمكانية إبداع كيفية وجود مغايرة وبناء أرض جديدة، مع الأمل في مجيء "إنسان حقيقي" مع شعب جديد.

3- الفيلسوف السنيكي والسلطة وردود بعض ممثليها

    من المعروف أن الفلاسفة السنيكيين كانوا يراقبون السياسيين ويتشبثون بالإستقلالية تجاه كل سلطة داخلية كانت أم خارجية، ويلاحقون الآخرين بهدف إزعاجهم واستفزازهم عن طريق إبراز حقيقتهم وتناقضاتهم الخاصة، ويستهزؤون من التفاخر والتعاظم الذي يبديه الحكام في حياتهم كما أثناء ممارستهم للسلطة، بل يعتبرون أنفسهم أسيادا وملوكا. لكنهم لا يكتفون بالمراقبة والإستفزاز والإستهزاء، بل يشنّون "حربا فلسفية une guerre philosophique"  ضد سلوكات وتعاقدات ومؤسسات عصرهم. فديوجين السينوبي كان يقول:"تيجان الملوك سريعة العطب كالزجاج وحب الظهور ليس إلا فخر المجانين"(3). ويذكر لايرتيوس أن ديوجين لما علم أن الآثينيين أعلنوا أن ألكسندر هو بخوس Bacchus يعني "إله الشراب" قال لهم مستهزئا: وأنا لم لم تجعلوني سيرابيس Sérapis يعني "إله النار"(4).

كان ديوجين السينوبي يفضح السلوكات والتصرفات السلبية للحكام والقضاة  كالطمع والسرقة وشراء الذمم والمعاملة السيئة ل"الأعوان". فبالنسبة للحكام؛ قال في حق فيليبس والد الإمبراطور الإسكندر الأكبر أثناء أخذه بعض أهل مقدونيا ليمثلوه بين يدي الملك الذي قال له:"من أنت، فقال له على سبيل التهكم، إني جاسوس طمعك"(5). وكان يفضح طريقة معاملة الحكام لمساعديهم وخدامهم؛ سئل ديوجين ذات يوم عن طريقة دينيس الظالم مع أصحابه فقال: كان يصنع معهم كالإنسان الذي يستعمل الزجاج في حالة امتلائه ثم يتركه بعد فراغه(6). أما بالنسبة للقضاة؛ رأى ديوجين مرة في سياحته قضاة يحكمون في رجل سرق جامة (قارورة أو كأس) في الخزينة العمومية، فقال: انظروا هؤلاء لصوص كبار ساحبون لصا صغيرا(7).

تدل هذه الحكايات على شجاعة الفيلسوف السنيكي وإرادته القوية في مواجهة سلطة الحكام و"عدالة" القضاة، الشيء الذي دفع ممثليها إلى مدحه أحيانا أو استمالته أو مناهضته كما حدث مع إيسدور والإمبراطور الروماني نيرون ومع ديمتريس والإمبراطور فاسباسيان(8). هذا الأخير الذي نفى جميع الفلاسفة من روما عام 71م، وأثناء إصدار القرار، قال فاسباسيان لديمتريس:"إنك تفعل كل شيء، لتحملني على قتلك، ولكنني لا أذبح كلب يعوي"(9).  

أما الفيلسوف الإمبراطور يوليان المرتد أو المعتدي(عاش بين 261و363م وحكم ما بين 331/332 و363م)، فقد اعتنى بالفلسفة الكلبية (السنيكية) والفلاسفة الكلبيين (الفلاسفة السنكيين)، ففي خطبته السادسة مدح كثير للكلبيين الرواد الأوائل، ونقد كثير للمتأخرين منهم، أما في الخطبة السابعة، ففيها نقد للفيلسوف الكلبي هركليس. وجوهر النزاع بين الإمبراطور والفلاسفة الكلبيين، هي النقد الكلبي للوحي (وحي أبولو ومعبد دلفي وهما جوهر الديانة الوثنية)، فقد اعتبر فلسفتهم "فلسفة جنون" وقدّم نقدا شديدا لأسلوب حياتهم، وخاصة منهم ديوجانس، الذي توجه له يوليان قائلا:"دعني أسألك: هل الإنجاز العظيم هو أن تحمل عصاك، وتطلق شعرك ينمو خلف كتفيك، وتتسول في المدن، وأن تجرح بالكلام البذيء الناس النبلاء". كما يصف يوليان الفلسفة الكلبية بأنها :"نوع من فلسفة الجنون، وأسلوب حياة غير مناسب للبشر، وهي بمجملها نزعات صارمة، خالية من قيم التشريف والجمال الإنسانيين، وهدفها التجديف على الآلهة"(10).

خاتمة

      تتميز الحياة السنيكية بخصائص معيشية ووجودية منافسة لتلك التي تتبعها المدارس الفلسفية التقليدية ومناقضة لطرق العيش التي تباركها الأنظمة الإجتماعية وأنظمة الحكم السائدة. فالفيلسوف السنيكي يشتغل على "عالم آخر"، ويطالب ب"إنسان حقيقي" و"حياة أخرى"، عبر تقديم نقد جريء لكل الآراء والحقائق الرائجة ولكل التعاقدات الإجتماعية والسياسية المعتادة، وتحريض الآخرين على هجرة القيم الزائفة والعادات المتصلبة. إنه لا يدافع عن الفضائل التقليدية التي ترمي إلى الحياة السعيدة والوجود المتناغم كما عند الأفلاطونيين والرواقيين والأبيقوريين، لكنه يهتم بصياغة تفكير حيوي وجريء من أجل إعادة توطين الفكر والفلسفة في كيفية وجودية، وفي نمط من السلوك، وفي مجموعة من القيم، وكذلك في مجموعة من التقنيات(11). إن الأمر يتعلق عند الفيلسوف السنيكي بتجاوز الوساطة النظرية والمذهبية، وإقحام الحقيقة في الحياة بشكل مباشر وعلني. تلك الحقيقة التي تُظهر زيف الحقائق المزعومة للفلسفات التقليدية ول"اللوغوس" التقليدي، وتفتح أفقا للعيش وفق مبادئ أصيلة متوافقة مع الرغبة في عيش حياة أخرى: حياة فلسفية.

هوامش:

1- فريديريك غرو: فوكو، ترجمة د.محمد وطفة، كلمة ومجد، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2008، ص156.

يقول غرو: "الوقح هو كلب الحقيقة ليس لأنه يحميها كحارس وإنما لأنه ينبح بكلمات حقيقية ولأنه يعضّ من خلال هذه الكلمات، ولأنه يعتدي على الناس من خلال الحقيقة"، فريديريك غرو: فوكو: ص15.

2- فريديريك غرو: فوكو، ص156.

3- دوجين لايرتيوس: مختصر ترجمة مشاهير قدماء الفلاسفة، ترجمة عبد الله حسين، تقديم مصطفى ولبيب عبد الغنى، سلسلة ميراث الترجمة، 2007، ، ص133-134.

4- ديوجين لارتيوس: مختصر ترجمة مشاهير قدماء الفلاسفة، ص150.

5- ديوجين لارتيوس: مختصر ترجمة مشاهير قدماء الفلاسفة، ص138.

6- ديوجين لارتيوس: مختصر ترجمة مشاهير قدماء الفلاسفة، ص145و146.

7- ديوجين لارتيوس: مختصر ترجمة مشاهير قدماء الفلاسفة، 145.

8- من الشائع عن الفيلسوف ديمتريس احتقاره للثروة والأثرياء، وهذا الأمر حمله على التقاطع والمجابهة الحادة مع الإمبراطور كاليكولا، والذي تطلع إلى رشوة الفيلسوف (أي إفساده بلغة ديمتريوس) وشراء صوته ليعمل لصالح الإمبراطور(...). فكان رد ديمتريوس قائلا:"إذا كان هذا يعني إغرائي، فإن على الإمبراطور أن يُقدم لي مملكته بكاملها"، محمد جلوب الفرحان: المدرسة الكلبية: فلسفة وفلاسفة. فلاسفة المدرسة الكلبية في القرن الأول والثاني الميلاديين،

.https://drmfarhan.wordpress.com/2013/04/02/المدرسة-الكلبية-فلسفة-وفلاسفة

لا يقبل أرسطو سلوكات من هذا النوع، يقول إميل برهييه:"انتفض أرسطو ضد سلوك الفيلسوف السنيكي وكلامه الصريح والجريء الذي لا يراعي ثريا أو ملكا والذي ما كان ليتردد في رميه بالسفاهة أو الفظاظة"، إميل برهييه: تاريخ الفلسفة، الفلسفة الهلنستية والرومانية، الجزء الثاني، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى، 1982، ص21.

9- محمد جلوب الفرحان: المدرسة الكلبية: فلسفة وفلاسفة. فلاسفة المدرسة الكلبية في القرن الأول والثاني الميلاديي،

تاريخ المدرسة الكلبية بعد الميلاد(الحلقة الأولى)،

 https://drmfarhan.wordpress.com/2013/04/02/المدرسة-الكلبية-فلسفة-وفلاسفة

10- محمد جلوب الفرحان: الفلاسفة الكلبيون في القرن الرابع والخامس الميلاديين،        

تاريخ المدرسة الفلسفية الكلبية بعد الميلاد(الحلقة السادسة) https://drmfarhan.wordpress.com/2013/04/02/المدرسة-الكلبية-فلسفة-وفلاسفة

11- ميشيل فوكو: تأويل الذات، دروس ألقيت في "الكوليج دو فرانس" لسنة 1981-1982، ترجمة وتقديم وتعليق د.الزواوي بغوره، دار الطليعة-بيروت، الطبعة الأولى، يناير 2011، ص151.

تعليقات (2)

This comment was minimized by the moderator on the site

اشكر الدكتور علي وطفه على هذه المقاله المفيده

ايه صباح العنزي
This comment was minimized by the moderator on the site

تعكس الحياة الفلسفية رغبة جموحه في العيش تحت مظلة الحرية والسيادة، فالفيلسوف السنيكي يحيى حياة مختلفة جذريا عن الحياة وفق مفهوم السيادة السياسية الخاضع لمفاهيم الحق الإلهي والديمقراطية وداعي المصالحة العليا والعقد الإجتماعي.

تحرير الشمري
لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟