مانجا - حسن البقالي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

  أنفاس"لا تكن قوسا في يد أحد
كن سهما يغازل الريح ويوغل في لحم العدو"
الطفل على طريق مترب يمشي الهوينى..أشجار مانجا تُظل خطاه, وعلى الشفتين انزياحات أغنية حزينة. يلمح الرجل القادم عن بعد.. الرجل الشبيه بذئب, أو الذي كان بالأحرى ذئبا ذات تجسيد حار, فينكسر لحن الأغنية في فمه, وخلف المظهر البرئ لطفل بين الأشجار, تنتعظ صورة دامية لحروب طازجة بالأشلاء والصرخات, دم القتل والألم الذي لا ينتهي إلا ببتر الأطراف.
ليس هناك عصافير في الجو, بل محض أرواح شريرة.
مع ذلك لم يغير الطفل وتيرة مشيه, ولم تمنعه صورة الرجل القادم ولا الصور الأخرى للجذام , من أن يفكر في ثمرة مانجا باشتهاء بالغ, بات على يقين معها من أن الثمرة المفكر فيها جعلت منه في نفس اللحظة موضوع تفكير: التقطت بحر اشتهائه, ولن تبطئ في السقوط بين يديه.
ومثل نجم في المدار..
كان الرجل يقترب.."هكذا..أُدن مني أيها الرعب, فلست أتوقع غيرك" قال الطفل دون انفعال..وبات محتما وقوع الكارثة.
صار الرجل الآن حُذاءه..يمنع بعض الشمس المسافر عبر الفروع, ويعد بتفاح مر..هكذا, دون تردد أو إبطاء, مد إليه يدا من حديد, وجعل يضربه بعنف متعذر الوصف..ضربة..اثنتين..ثلاث ضربات..
سقط الطفل أرضا..ونزّ دم.
وبما أنه لم يكن في آخر تجسيد له مجرد عربة يجرها حصان متعب, بل المرجح أنه كان ببرا توقد لياليه إرادة فتك رجيم, فما أسرع ما استل من تحت القميص مسدسه المحشو, وضغط على الزناد بأصابع محترف للقتل..
رصاصة..اثنتين..ثلاث رصاصات..



خرّ الرجل كومة من عظام منذورة للبلى, فيما قام المحارب الصغير من وهدته..أدار ظهره للجثة الساخنة, واستأنف سيره الأول.
لربما تناثر زغب الأغنية من جديد على الشفتين..أما الذهن فقد استوطنته صورة وحيدة, لشجرة مانجا شهية بدون حدود.
في زمن البراءة الأول, كانت ستسقط في يده بمجرد ما تقرأ اشتهاءه, أما الآن..
اهتزت ريح كانت بالانتظار, وسرى في نسغ الأشجار حفيف كالنحيب..وكان هو يعرف بشكل لا رجعة فيه بأن ثمرة المانجا لن تسقط أبدا في يده.

23/09/2007

 

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة