سقاطات استراحة رديئة – نص : محمد عياش

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاس1 - ما أتمنى وإن كان بدون فائدة ترجى، أن أحوزه بالنهار، أو على الأقل أن أحتفظ بترقرق ظلاله الفردوسية خلال اليقظة تحديدا، هو تلك اللحظات المجنحة التي تتاخم غفوتي، حيث الليل يفرد على جسدي المحدود برنوسا سحريا أحلق به في ضجة التوليف بين المتخالفات. ضجة غرائبية تتموقع بين الحقيقة والوهم ، بين الواقع والمحتمل، بين الحياة  والموت . لا أعرف بالضبط كيف أسميها ، لكني أحس عميقا أنها لحظات عصية وندية لو أستطيع استعادتها في اليقظة لحكيت لكم أشياء مدهشة ومزدحمة.
2 - أقرر أن أكتب أوبخ نفسي وعندما أكتب أخاف.
3 - ما هذه الخطابات اليومية المدثرة بالتبريرات لمخلفات هزيمة غير متوقعة؟ أتساءل فعلا. متى نتمكن من إنتاج خطاب لا تسلل إليه المسوغات الخرقات ونعلنه بشجاعة؟ ثم كيف نسعى إلى تبطين اقوالنا وأفعالنا بشتى الأعذار في سياقات الجد، ونتخلى عن الأعذار ، إياها في سياقات الهزل؟
4 - لشد ما يفور عطشي إلى الثرثرة عندما يحدث أن أجالس أولئك المعلقين في ربطات أعناقهم، المعتقدين أن دليل الحكمة هو الصمت. آنذاك أشعر أنني استفز تواطؤهم وأحاصر سيولتهم الطبقية الممجوجة.
5 - ألا يجوز أن نفتح قوسا لديكتاتورية الوضوح بعد أن صرنا نفقد أدنى حقائقنا حتى في أبسط أشكال التواصل الاجتماعي؟ أتساءل وأنا قاب قوسين أو أدنى من الاقتناع بأن ديمقراطية الوضوح لم تنجب إلا اللعنة أو تهمة الوقاحة والجلافة.
6 - تعلم كثيرا وتكلم قليلا ! هكذا سمعتهم يقولون. تعلم كثيرا أو قليلا واسكت ! هكذا أسمعهم يرددون.
7 - الاختلاف بمعناه البناء رحمة ويخضور وسمة تحول وإزهار. وإذا كانت دعامته هي الإفصاح، والجسر إلى الإفصاح اللغة، ودليل عشق اللغة الثرثرة، فإنه سيكون أمرا باهرا أن يتسامق الصرح فوق تربة تفترش الزلزال ولا تستقر على حال.
8 -  ما جدوى أن تكون حكيما عندما تقرر سلفا أن تكون كذلك؟!.
9 - القلق وجبتنا المفضلة. وقد أكدت الأحوال والتجارب والوقائع أن مدمنه يهزل باستمرار فيما ينتفخ بإفراط من يعاقر الفرح. وأنتم، أنتم المعتدلون والنبهاء تحبون رشاقة القوام وبهاء الوجه، اسخروا ما وسعتكم السخرية إذن!.
10 - لكما تحلقنا حول طاولة في إحدى المقاهي لنثلج صدرا بمشروب غازي أو ندفئ قلبا بقهوة سوداء، كلما استرسل بنا الحديث حتى نستقر على موضوع ذي شجون. وظيفة كسيحة، امرأة معلبة، بذلة متبرجة، رصيد بنكي يحتضر، بقعة أرضية هاربة. وقتئذ تتدفق الآهات وتتسع الحدقات وتتزوبع الكلمات. وحين ينزاح أحدنا على هذه اللغة المازوشية المكرورة ليتكلم عن سر أحزاننا المتناسلة أو يستفهم عن كوامن اغترابنا الأقصى، تتسارع الأيدي إلى الجيوب، تخرج نقودا، تؤدي الثمن للنادل مرفوقة بتحية وداع وتنسحب.
محمد عياش
خنيفرة


تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة