أطياف العتمة – بقلم : خالد شاتي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسعندما أدركت أن المسير عبر العتمة يكلفها شيئا من الخوف المصحوب بخيالات واسعة لمخلوقات ليلية تتسع باتساع مساحات خيالها الجامح؟
توقفت... توجست او هكذا خيل لها وهي ترى أمامها عوالم من ظلال وأشباح لتلك الموجودات أمامها من أشجار ونباتات واعمدة كهر بائية كانها رجال منتصبو القامة يريدون الاستحواذ عليها وتغييبها من الوجود ذلك الذي هجع هو الأخر خلف سكون ليلي من نوع اخر.
تلفتت وراءها وهي تسمع وقع خطاها اللتين اتخذتا شكل ايقاع موسيقي لحفلة السكون تلك.
صكت على أسنانها،تصنعت ابتسامة هي تعلم انها في غير وقتها.
تباطأت قليلا،همهمت بمقطع أغنية أحبتها لعل ذلك ينسيها او يحاول ان يقلل من خوفها الا ان كل تلك المحاولات باءت بالفشل وهي ترى عيون ذلك الطائر الذي مر من أمام عينيها كالبرق؟
تلعثمت فركت اصابعها ببعضها، حاولت الصراخ او الاستنجاد لكن بمن والكل يغطون في سبات عميق.
الا ذلك الجسد الصغير الذي يعتمر قبعة من القش الاصفر ويرتدي فستانا ابيض كالثلج،وكأنها مدعوة لحفلة أقامتها بعض مخلوقات الليل غير المرئية احتفاءا بحوريات قادمات من السماء السادسة بعد ان سئمن الرفعة والسمو وجئن الى الارض التي هي مرتع لمخلوقات غريبة سئمت هي الاخرى حياتها وصارت تتطلع الى السماء طمعا في الهرب والابتعاد؟
نظرت الى السماء نظرة ملؤها الاستسلام والدهشة وهي ترى تلك البوابات الكثيرة والمتناهية الصغر من النجوم وغيوم وهالات ذلك الغبار الكوني وتلك الأضواء التي تغري الناظر بالقدوم والتعلق .
فما كان من ذلك القلب الصغير الذي يسكن بين جنبيها الا ان ازداد خفقانا ورعشة والذي ما انفك يرسل الى عقلها إشارات غامضة تغازل كيانها الفتي وتبعث في أوصالها شيئا من الراحة والاطمئنان، ذلك الشعور الغريب الذي تملكها واستحوذ على عقلها وروحها معا من غير أن تعرف تفسيرا يمكن معه أن تترجم ما مر بها من مشاعر متناقضة ومختلفة جمعتها تلك العتمة والتي جعلت منها هي الأخرى مصدر خوف وقلق لمن يمر بها في تلك الساعة المتأخرة وهي واقفة كتمثال رخامي يخيف القادم اليه من غير ان يكون لها خيار في الذهاب او الرجوع من حيث اتت وكانها تقترب قسريا من بوابات الزمن التي يمر من خلالها الناس الى ازمان اخرى وربما إلى مستقبل لم يخطر ببالها قط؟
اغرتها تلك الفكرة المجنونة وسيطرت على كيانها خصوصا بعد ذلك الشهاب اللامع والمشاكس الذي خطف بصرها واحتواها وصارت جزءا منه؟
وفي صبيحة اليوم التالي تناقل الناس خبر اختفاء بنت كانت ترتدي فستانا ابيض كالثلج بعد ان شاهدوا كرنفالا من الشهب الكثيرة تضيء ذلك المكان في الليلة الماضية؟

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة