ليلة مقمرة اقترب فيها القمر كثيرا من الارض , نادر ان يصادفها الانسان ويستلذ بتذوقها , لكن كائنا واحدا من بين كل كائنات الارض كان غارقا في سهر لا إرادي ولا شعوري يعزف ويرقص وحده وبنشاط وجنون, شاعر لا حبيبة ولا جواز سفر ولا وطن له....
كان يرقص في خفة ونشاط و.... يرقص
لعل منزله الريفي القابع في سفح مجاور لقمة جبلية شاهقة , أيقظ فيه شهوة الرقص والسهر وسرقة لحظات متعة الاغتسال بنور رباني خالص قلما تتكرر.
رقص ورقص , رمى ورمى ما عليه حتى صار أشبه بطفل متحرر من كل ما يحاول البشر أن يستتر به، أدرك أن الحرية هي أن تتحرر من قيود داخلية قبل أن تتحرر من قيود خارجية.
قرأ القصيدة للقمر, وأعاد قراءتها للنجوم , كان سعيدا يحلق ويحلق والقمر يبتسم والنجوم خجلى وهو يغازلها! تارة تغمزها عينه وتارة يحاول أن يتعمد الحملقة فيها ليغالبها الخجل وتخفض بصرها.
رقص ورقص , لكن قطرات الدم التي نزفت فجأة أفسدت هذا الرقص , فرفع عينيه الى القمر , فبدا له ينزف , أسرع الى خزانته المكسرة يبحث عن ضماد ومطهر لجرح القمر.
{sidebar id=1} لم يجد في بيته شيئا غير مجموعة قصائد, وخبزا جافا يعود لأيام خلت تعفن وسكنته كائنات أخرى لعل بينها شاعرا مثله حشرة من الحشرات!
ولمح فجأة بقايا المرآة المكسرة التي حاول جمع أشلائها ذات يوم, قصدها لعلها تخفي بلسما لصديقه القمر الذي ينزف دما.
فوجئ أن لونه صار أحمر , مثل شقيقة نعمان, حاول أن يتزن ليتأكد من أنه الشاعر عينه! عرف أنه هو من ينزف وأنه تحول الى شفق, ابتسم لنفسه ابتسامة خفيفة , وعرف أنها آخر صورة ستحتفظ بها المرآة له!
صباح ذاك اليوم,عثر بعض الرعاة على مجموعة أوراق (قصائد الشاعر) كانت قد التهمت بعضها النار, وبعضها صار رمادا , لكن الاكيد هو تلك الجمجمة والعظام وسط الرماد والتي جعلتهم يطلقون لسيقانهم العنان.
مسكين هذا الشاعر, لقد اعتقد أن النار ليلة مقمرة, وأنه جاز له الرقص كما الفراشة على ضوء الشموع ولهذا رقص وقصائده دون أن يعرف أن هناك فرقا كبيرا بين الرقص في النور والرقص في لهب النار .!!!!
ولمح فجأة بقايا المرآة المكسرة التي حاول جمع أشلائها ذات يوم, قصدها لعلها تخفي بلسما لصديقه القمر الذي ينزف دما.
فوجئ أن لونه صار أحمر , مثل شقيقة نعمان, حاول أن يتزن ليتأكد من أنه الشاعر عينه! عرف أنه هو من ينزف وأنه تحول الى شفق, ابتسم لنفسه ابتسامة خفيفة , وعرف أنها آخر صورة ستحتفظ بها المرآة له!
صباح ذاك اليوم,عثر بعض الرعاة على مجموعة أوراق (قصائد الشاعر) كانت قد التهمت بعضها النار, وبعضها صار رمادا , لكن الاكيد هو تلك الجمجمة والعظام وسط الرماد والتي جعلتهم يطلقون لسيقانهم العنان.
مسكين هذا الشاعر, لقد اعتقد أن النار ليلة مقمرة, وأنه جاز له الرقص كما الفراشة على ضوء الشموع ولهذا رقص وقصائده دون أن يعرف أن هناك فرقا كبيرا بين الرقص في النور والرقص في لهب النار .!!!!